عذُوبة

 


 

 

أُجيؤُكِ ملآناً بشفَقِ الوجْدِ.. يُدخِلُنِي قمرُ الضَّبابِ المُحتفِي بالشّجرِ المُتألّهِ بالظّلام- الشَّجَرِ المتسربلِ بموجةِ هدوءٍ صبيّة- في عَتَمَةٍ روحيّةٍ خفيفة.. استلقَي في رحابةِ الصّمتِ المتأرِّجِ بالوجداناتِ الخفيّة الخافتة.. ألقاكِ.. صَدْرُكِ المُنْتَهَى.. يتخلّلُنِي، يُهدهِدُنِي أثيرُ الجّنْسِ الحَنَانِيِّ السَّماويِّ في مهدهِ القَشِّيِّ النّاعمِ كشَفَتَي فتاتِيَ-الموجَة.. يصيرُ امتلائيَ بالجّنسِ، كالبُرتُقَالَةِ، بُراقَاً قُدُسِيَّاً إلهيَّاً.. "أكُنْ باللهِ قائماً.."... يمتزجُ جسدي، المرتعشُ بسِرِّهِ العُصْفُورِيِّ المُبَلَّلِ بالنّدَى، بِشَفَتَي الأُلُوهَةِ الحميمة....
"أكُنْ باللهِ قائماً".. آهٍ.. يُشَقْشِقُ فيَّ لونُ الأُلُوْهَةِ الطّيّبُ الطِّفْلِيُّ، يُدَغْدِغُنِي نُعاسُ العُذُوْبَة.. سلامٌ.. سلامٌ.. أريجُ ربٍّ رحيمٍ رذاذٌ بقلبِي.. أنامُ.. أنامُ..

إبراهيم جعفر
مطار الخُرطوم، مساء الاثنين 16\9\1985م.

• من مجموعتي الشعريَّة المُسمَّاة "خصوبة القداسة"، منتدى أهل السُّودان، تصميم الغلاف: طارق أحمد أبوبكر، لندن، 2004م.

khalifa618@yahoo.co.uk
//////////////////////////

 

آراء