كلام الناس
رغم الإحباط المبرر من بطءالخطوات التنفيذية الرامية لتحقيق تطلعات المواطنين في الحياة الحرة الكريمة في وطنهم بعد إزاحة نظام الحكم السابق احتفلت الجماهير السودانية في كل مدن السودان بذكرى ثورتهم الشعبية.
مع الإيمان بأن هذه المرحلة مرحلة عمل يتطلب إحداث إختراق جذري يحقق تطلعات المواطنين المشروعة في الإستقرار السياسي والإقتصادي والمجتمعي والامني فإن هذه الإحتفالات الشعبية العفوية تكتسب أهميتها من أنها تؤكد رفض الشعب السوداني في كل أنحاء السودان لنظام الحكم السابق الذي فشل في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام الشامل العادل وتوفير الحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
هذه الاحتفالات الشعبية جاءت رداً عملياً على محاولات سدنة النظام السابق إعادة عجلة التاريخ للوراء وتدوير عجلة حكمهم المقبور تحت مظلة الشعارات الدينية المضللة التي تعد تقنع حتى الذين استفادوا منها مادياً في هذه الدنيا الفانية.
جاءت هذه الإحتفالات الشعبية لتجدد لحكومة المرحلة الانتقالية ثقتها في برنامجها المعلن وإن تعثر تطبيقه على أرض الواقع، ودفعه عملياً نحو التنفيذ العاجل سواء لتحقيق السلام العادل الشامل و إرساء قواعد العدالة الإقتصادية والمجتمعيبة وبناء الحكم المدني الديمقراطي على أسس راسخة تهئ المناخ للتداول السلمي للسلطة بلاهيمنة او وصاية فوقية.
الواجب القومي الان يتطلب تكثيف الجهود من أجل تحقيق السلام الشامل العادل بعيداً عن المزايدات والتكسب الوظيفي والمصالح الذاتية وترسيخ العدالة ورفع المظالم وتنفيذ البرنامج الإسعافي الإقتصادي عبر سياسات إقتصادية تعالج إختلالات السياسات السابقة وتحارب الفساد والمحسوبية وسوء الاستغلال، وإعمار علاقات السودان الخارجية بما يحقق مصالح أهل السودان للمساهمة الإيجابية في سلام السودان والعالم المحيط بنا.
هذا أيضاً يتطلب تجاوز حالة الإستقطاب المصطنعة بين القوى المدنية والقوى العسكرية، وعدم تخوين المخالفين في الرأي ماداموا قد التزموا بقواعد ومبادئ الديمقراطية خاصة وأنه لامجال بعد الان لأية ردة او محاولة انقلابية تحت أي شعارات مضللة فقد عرف الشعب طريقه ولا رجعة للوراء.
noradin@msn.com