عرمان: أنا مستهدف من البعض .. وأسئ فهمي من قبل الكثيرين
9 November, 2009
عرمان ... كثير من الاتهامات:
أنا مستهدف من البعض .. وأسئ فهمي من قبل الكثيرين
إذا انفصل الجنوب سأعمل من الشمال لوحدة السودان
حوار: ضياء الدين بلال
diaabilal@hotmail.com
بكل تأكيد العلاقة الآن بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في أسوأ حالاتها.. والتصريحات الصحفية تقترب بالجميع نحو مفاصلة ما..قد تصبح هي اولى الخطوات التنفيذية نحو انفصال الجنوب..البرلمان كان هو المكان الذي شهد الطلعات الجوية للشريكين قبل بداية القصف المتبادل..تصريحات انفصالية من جوبا ورد عليها من الخرطوم بلغة اشتهاء الحنيطير..أحمد ابراهيم الطاهر رئيس البرلمان وياسرعرمان رئيس كتلة الحركة الشعبية كانا في كل المواقف رأسي الرمح في المواجهة..الطاهر حاورناه بالامس وقال ما لديه رداً على كل الاتهامات..اليوم نحاور ياسر عرمان ونضع على طاولته كثيراً من الاتهامات كذلك.
-----
* انت السبب الحقيقي في توتر العلاقة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية؟
- التوتر الحالي في العلاقات بين الوطني والحركة أسبابه موضوعية وليست شخصية، وهنالك مدرسة لـ «شخصنة» القضايا ..نحن الآن في خواتيم الاتفاقية وهنالك قضايا كبيرة تحتاج لحل لم تحل.
* هذه التوترات ستؤثر على مستقبل البلاد؟
- التوترات لها تأثير كبير على المستقبل..بل مستقبل البلاد نفسه يعتمد على كيفية حل القضايا الحالية، بإعتبار أنها ذات تراكمات كبيرة محتقنة، وتختزن تاريخ البلاد بأكمله بالذات التاريخ الحديث منذ العام 1956م وحتى الآن، وحان الأوان لساعة الحساب والامتحان .
* الحساب لمن؟
- الحساب لكل الاطراف التي شاركت في صنع هذا التاريخ وبالذات المؤتمر الوطني.. الآن التاريخ أتى به في منعطف لا يحسد عليه.
* لغة الحساب لا تتناسب مع طبيعة التسوية التي عقدتها نيفاشا ..هذه لغة احترابية؟
- اتفاقية السلام كان المقصود والمعني بها أن تحدث تغييراً نوعياً في البنية وهيكل السلطة وأساليب الحكم القديمة، ولكن المؤتمر الوطني صارع بشدة وشراسة لإستخدام إتفاقية السلام للحفاظ على الأوضاع القديمة .
* هل المقابل لذلك ان تسعوا لتصفيته سياسياً عبر نيفاشا؟
- نحن نريد أن نذهب بأنفسنا والوطني لجماهير الشعب السوداني عبر صناديق الإنتخابات، الإتفاقية تقوم على فكرتين أساسيتين، الاولى بأن لا نحل قضية السلطة بالعنف وإنما بالتبادل السلمي عبر إنتخابات حرة ونزيهة، وهذا يحتاج الى تحول ديمقراطي وأن لا نحل قضية وحدة السودان أيضا بالعنف انما نتركها عبر الخيار الحر لمنح حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان ، والمؤتمر الوطني لا يرضى بالخيارين.
* الصراع بينك واحمد ابراهيم الطاهر أخذ الطابع الشخصي ؟
- القضايا التي يدور حولها الصراع الآن هي القوانين وليست قضايا تهم ياسر عرمان، فهي ليست لأسباب شخصية أو لنزق أو مجرد إنفعالات شخصية.
* في فترة غيابك بامريكا كانت العلاقة بين الوطني والحركة في اهدأ حالاتها؟
- هذا غير صحيح القضايا الخلافية لا تزال ذات القضايا أثناء غيابي وبعد عودتي. أسلوب الاستاذ احمد ابراهيم الطاهر أسلوب إنفرادي ولم يدقق في الفرق بين البرلمان الحالي والبرلمان السابق الذي أشرف على ادارته.
* لكنكم تستهدفون هيبته داخل البرلمان؟
- بالعكس هو يريد برلماناً غير منفعل بقضايا الناس وبرلماناً ليست لديه هيبة.
* هذا نوع من شخصنة القضايا ؟
- انا اقول.. أي حزب أو مؤسسة مهارة الافراد به مهمة، والرجل على قمة البرلمان: مثلا في جنوب كردفان وجود أحمد هارون، عبد العزيز آدم الحلو جاء في فترة كانت فيها إحتقانات وأستطاعا ان يوقفا هذه الاحتقانات وان يتوجها الى وجهة جديدة، هذه تمت، بالتالي الافراد لهم دور كبير في ذلك.
* ياسر عرمان ليس هو عبد العزيز آدم الحلو؟
ـ البرلمان ليس هو جنوب كردفان ومسئوليتي ليست مسؤولية الاستاذ احمد ابراهيم الطاهر فقط ما اردت ان اقوله ان هنالك قضايا موضوعية.
* انت عدائي جداً داخل البرلمان ؟
ـ لا أعبر عن المواقف العدائية، انا أحترم احمد ابراهيم الطاهر في كل أحاديثي..
* انت اصبحت زعيم معارضة لحكومة انت جزء منها؟
ـ ما أقوم به ليس عملاً معارضاً، والطبيعة التي حولته لعمل معارض هو عدم تنفيذ اتفاقية السلام، ونحن نقوم بضغوط مستمرة من أجل تنفيذها، عدم تنفيذ اتفاقية السلام ورغبتنا في ذلك خلق انطباعاً وكأننا حزب معارض. لكن الحقيقة نحن نعمل ونبذل جهوداً مستمرة لتنفيذ الاتفاقية.
* مقاطعة.. علاقتك بالاسلاميين لم تغادر نشاط جامعة القاهرة الفرع؟
- هذا غير صحيح.. أنا لدي علاقات جيدة مع الاسلاميين كأشخاص، ولدي كثير من الإسهامات في حل القضايا، ويمكن أن أقبل شهادة بعض الاسلاميين الذين عملوا معي.
* أنت مسؤول عن التوتر السائد الآن والذي يجعل الخيار الإنفصالي محبباً وجاذباً للشماليين؟
ـ استاذ ضياء الدين نحن نعرف بعضنا البعض منذ فترة طويلة، إن كان لي ما ازهو به فهو أنني كرست حياتي من أجل الأخوة الشريفة ومن أجل إيجاد مزيد من التفاهم بين الشمال والجنوب ، ولذلك أنا لم أستثمر في الكراهية، ولا الفتن وكنت دائما أسعى لكي تكون هنالك نقطة وحيدة واضحة بأن السودانيين يمكنهم ان يتعايشوا.
* طيب، هل ترصد تنامي التيار الانفصالي في الشمال؟
- التيار الانفصالي في الشمال مدفوع بجهات عديدة وهو تيار مفتعل، لأن الحركة الوطنية في الشمال جذرها الرئيسي وقوتها الرئيسية كانت في التوجه نحو سودان كبير، ونحو وحدة البلاد، وهذا بدأ منذ الامام محمد احمد المهدي.
* هل تشعر انك مستهدف بشكل شخصي ؟
- مستهدف من البعض وأسئ فهمي من الكثيرين، ولكن انا اعتقد ان التاريخ سينصفني، وقبل التاريخ أعتقد أن بعض الاسلاميين الحصيفين والمتمعنين بدقة في الاوضاع الحالية يرون في الذين أتوا من شمال السودان وذهبوا للحركة الشعبية يرون فيهم رصيداً للتفاهم والعمل المشترك أكثر من مجرد أناس يحملون ذاكرة مريرة تجاه الاسلاميين.
* الحركة تقول: الآن الانفصال أصبح جاذباً، وتدعو المواطن الجنوبي بأن يصوت لصالح الانفصال؟
- أقول لك بصدق أكبرنا في الحركة الشعبية هو سلفاكير وميزة هذا الرجل يحب ان يرضي كل الذين تربطه بهم شراكة داخل الحركة وخارجها، سلفاكير اثبت انه يستطيع ان يوحد مجموعات مختلفة بعد رحيل الدكتور جون قرنق، وحفاظه على وحدة الحركة من اكبر انجازاته..
* لكن ذلك يتم على حساب وحدة السودان؟
_ ليس كذلك.. انا في رأيي ان الاسلاميين والمؤتمر الوطني يجدون سلفا غاية في التهذيب وشخصاً طموحاته لا تذهب الى أن تخلق اشكالات للآخرين، ويجدون في سلفا شخصاً يمكن ان يقبل بما هو مرضٍ، ولذلك أنا أعتقد أنهم لم يبذلوا المجهود الذي يستحق مع شخص كبير مثل سلفاكير ولكن لم يفت الاوان، وانا اعتقد ان سلفاكير ليس ضد وحدة السودان، بل يريد وحدة على أسس جديدة، وحديثه يعبر عن الاحباط الواسع جراء طريقة تنفيذ اتفاقية السلام.
* الخطاب الذي يخرج من الحركة الشعبية يربك الجميع؟
- هذه قضية تحتاج لبحث وتحتاج الى الجلوس. خطاب الحركة الشعبية يجب ان لا يخيف الاسلاميين ويجب ان يرسم طريقاً مشتركاً، وانت تذكر تماماً عندما جئنا الى الخرطوم قلت لك هذه الاتفاقية هي مرحلة وسطى بين أشواق الاسلاميين وأحلام الحركة الشعبية في سودان جديد، ود. جون قرنق أيضا عبر عنها، وقال يجب ان نستخدم طاقات المشروع الحضاري وطاقات مشروع السودان الجديد للانتقال بالبلاد الى مرحلة جديدة.
* اذا حدث انفصال.. الى أي مدى ياسر عرمان قد يذهب بالانتقاد الى نفسه بانه قد أسهم في ذلك؟
- لا بالعكس سأكون غير سعيد ان لم أجد الاختيارات التي إخترتها، وسأقول ماذا فعلت من أجل بلدي.. اذا تم الانفصال سأقول أني كرست مجمل حياتي وبالشكل الذي رآيته سليماً للوصول الي وحدة السودان، ولكن أنا أعتقد ان الطريق الذي إخترته سيكون موجوداً، وانت تعلم ان في الحرب العالمية مات في اوروبا (150) مليون شخص، وفي سنة 3491 إذا قلت الي اي شخص في بلد اوربي إن اوروبا ستتوحد وسترفع علماً واحداً، سيذهبون بك الى طبيب نفسي، الآن اذا أنت في اوربا وقلت انا ضد الوحدة الاوروبية سيأخذونك أيضا الى طبيب نفسي ليعالجك. وهنالك أحد اصدقائي هو الراحل مجوك ماج قال لنا في يوم من الايام انقسمت فيه الحركة الشعبية في التسعينيات قال لبعض اصدقائي من الشماليين انا أعلم الجنوب ربما ينفصل لكن أريد أن أقول لكم إنني كنت أتمنى أن أكون شمالياً وكنت أتمنى ان اكون في نفس موضعكم لان التاريخ سينصفكم ولان اجيالاً جديدة ستوحد السودان.
* هذه كانت محاولة للتعزية؟
- ليست محاولة للتعزية نحن اذا انفصل الجنوب سنعمل على خلق علاقات جيدة بين الجنوب والشمال .
* من الشمال أم من الجنوب؟
- من الشمال بالتأكيد.
* هل تعتقد ان المؤتمر الوطني سيسمح لكم بذلك بعد الانفصال؟
= بغضب=
- نحن لا نأخذ اذناً من المؤتمر الوطني وأنت تعلم ذلك، ومن هو المؤتمر الوطني حتي يسمح لنا.
* يمكن ان يتعاملوا معكم بقسوة؟
_ هذا حصل في كل التاريخ. نحن أوصلنا رسالتنا وفعلنا ما كنا نريده بالنسبة للشعب السوداني، وان ذهبنا نتيجة لقسوة المؤتمر الوطني أم لغيره فقد ذهب الدكتور جون قرنق ولكن ظلت أفكاره خالدة.. هذه ليست بالقضية وأنا اتمنى من المؤتمر الوطني ان لا نذهب معا نحن وهم الى يوم نرى فيه فصل الجنوب.
* مقاطعة..انت سياسي سريع الاستثارة ؟
- هذا غير صحيح.. اذهب الى مراجعات كثيرة استاذ ضياء الدين واذهب الى تصريحاتي، وأعتقد اني عملت كل جهدي لكي تكون موزونة وان أقول الحقائق، ولكن هنالك قضية يجب ان تتبينها وتتحسسها انا كنت ناطقاً رسمياً للحركة الشعبية على مدى «15» عاماً، وكان مطلوباً مني ان اتصدى لكثير من القضايا وهذا وضعني في تعارض مع أصوات أخرى، بمثل ما أعطاني ميزات أيضا، ولدي جوانب غير مرضية لآخرين لكن بالعكس أعتقد بقدر ما استطيع وبقدر امكاناتي اجتهدت ان تكون رسالتي المساهمة في خلق غد أفضل للسودانيين.
* هل انت قلق على مستقبلك الشخصي بعد الانفصال؟
- أبداً.. الشئ الوحيد الذي لم اقلق عليه هومستقبلي الشخصي، أنا قلق أشد القلق على السودان، وأنا أعتقد ان حياة الانسان قصيرة وعابرة في هذا العالم، ويمكن لأي مرض أو أي حادث حركة ان ينهيها. كثير من الذين نعزهم ذهبوا، وان تركتني كل الاحداث لن تتركني الحياة.
* لماذا لا تتسرب هذه الروح الصوفية الى تصريحاتك الصحفية؟
- ستجدها اذا قرأت تصريحاتي بدقة وامعان.