عرمان: غياب الرؤية التي تستوعب التنوع عند حكومات الخرطوم هي سبب الازمة السودانية
تبدأ «أخبار اليوم» في نشر وقائع منبرها الثاني حول الوحدة الذي استضافت فيه طائفة قيادات بارزة من الشريكين ومحلل استراتيجي وسياسي بارز بالإضافة لمشاركة أعضاء المنبر الدائمين وقد إبتدر المنبر الأستاذ أحمد البلال رئيس التحرير مدير المنبر الذي قال:
نتشرف كثيرا اليوم في منبرنا الثاني- ترتيبا- وقد سبقه الاول في سلسلة المنابر التي سوف نستمر فيها : كيف نحافظ على وحدة السودان خلال الستة اشهر المتبقية ولدينا فلسفة في هذه السلسلة من المنابر حول هذه القضية تقوم على استضافة ثلاثة شخصيات في المنصة الرئيسية تتمثل في قيادات الشريكين لاعتبار ان بيدهما الآن مقاليد السلطة ولانهما الذين وقعوا نيفاشا ونحرص دائما على اختيار شخصيتين بارزتين مهمتين وملمتين بالملفات المطروحة لذلك لم تكن ضربة البداية عشوائية في هذا الاختيار.
ونسعد باستضافة الصديق العزيز ياسر عرمان الذي اول ما لفت انتباهي فيه عندما لقيته لاول مرة حبه للسودان وكذلك تجرده وزهده ولم يكن يجري خلف سلطة واعلم على اليقين ان الراحل جون قرنق طرح له ثلاثة من الوزارات السيادية على ان يتولى احداها ونفس هذا الكلام ردده الفريق سلفاكير بعد رحيل قرنق وهو رجل حاضر ومتعاون مع الاعلام
والان مصادفة وليس ترتيبا موجود معنا سعادة سفير جمهورية ايران وهذه هي المرة الاولى التي اراه فيها فهو عندما قرأ الاعلان عن المنبر اتصل بالاخ عثمان مضوي وابدى رغبته في المشاركة بالحضور في المنبر ونحن نعتز كثيرا بوجود السيد السفير الايراني بالسودان وهذا في رأيي اقتحام نحن في الصحافة نعتز به كثيرا لانه اذا لم تلامس القضية شيئا بدواخله لما اتى فهو جاء ليستمع ونتشرف بمشاركته اذا رغب في الكلام وهذه خلفية وجوده مثل وجود آخرين هنا في المنبر وانا حريص جدا على ان يكون اختيارنا لهذا المنبر هذه (الخلطة)
فالآن نجد الاستاذ ياسر عرمان وهو قيادي بارز في الحركة الشعبية واستضفناه بثلاث عباءات كمثقف ومهموم بهذا الوطن والعباءة الثانية كقيادي في الحركة الشعبية وثالثة كنائب للامين العام لقطاع الشمال وقطعا القطاع والحركة الشعبية ليست شيئا واحدا خاصة وان هناك احتمال الانفصال لذلك نحن حريصين ان نقف على مستقبل قطاع الشمال في امرين دوره في دعم الوحدة وكذلك دوره في حال الانفصال وكان هذا سر اختيارنا للاستاذ ياسر عرمان
?{? اما سر اختيارنا للاستاذ علي تميم فرتاك وانا اعلم ان هناك قيادات بقطاع الجنوب بالمؤتمر الوطني غير ان معرفتي بالاستاذ علي تميم ترجع الى العام 1977 عندما ذهبنا الصين سويا فكنت انا صحفيا وهو سياسيا شابا ذهبنا في وفد الصداقة الشعبية السوداني الصينية وكان رئيس الوفد انذاك عبد الله الحسن الخضر فذهبنا الى هناك وعرفت هذا الرجل عن كثب ولفت انتباهي فصاحته وايمانه واشياء كثيرة جدا ورأيته في مواقع متعددة في الاتحاد الاشتراكي ومحافظ ووالٍ ووزير ومستشار وهو نفس علي تميم فرتاك الذي نراه الان لم يتغير فهو سوداني اصيل وجنوبي عاش في الشمال وعاش في الجنوب حاكم ومواطن عادي لذلك جاء اختياره لنسمع صوت الجنوبيين الموجودين في الشمال
اما ضيفنا الثالث وهو البروفيسور الطيب زين العابدين استاذ العلوم السياسية فهو من المحللين النادرين جدا وقد سعدنا كثيرا بكتاباته في اخبار اليوم وهو من الاقلام التي ساهمت كثيرا في ترسيخ الصحيفة وهو رجل ذو اخلاق وواقعي وصريح وجرئ وهو مفكر اسلامي معروف وكذلك نرحب باعضاء المنبر الدائمين الاستاذ كمال عمر بعباءاته المختلفة السياسية والقانونية وكمثقف سوداني وكذلك الاستاذ وجدي صالح وخبير القانون الدولي الدكتور شيخ الدين شدو وبالحضور الكريم ونبدأ بالاستاذ ياسر عرمان نائب الامين العام للحركة الشعبية ونعطيه الفرصة كاملة ليتحدث فيما يشاء ثم نعطي الفرصة للاستاذ علي تميم فرتاك عضو المكتب القيادي بحزب المؤتمر الوطني ومن ثم يحدثنا البروفيسور الطيب زين العابدين ثم اعضاء المنبر الدائمين والسيد السفير ان شاء كذلك الاخوة الحضور تفضل استاذ ياسر.
ياسر عرمان نائب الامين العام للحركة الشعبية :-
شكرا جزيلا الاستاذ احمد البلال الطيب بحرارة على هذه الاستضافة ولانك شخص سباق في كثير من القضايا وانا بحق اشهد لك في اوقات كثيرة خاصة الاوقات التي تحرم فيها اصوات من الظهور في اجهزة الاعلام وفي برامج مختلفة وازمنة مختلفة كنت تفتح مساحات للكثيرين خارج الانظمة الرسمية بل حتى الذين يقفون ضد النظام الرسمي وهذا تم في اوقات كثيرة من خلال برامجك في التلفزيون وفي صحيفة اخبار اليوم كذلك انت رئيس التحرير الوحيد الذي يمكن لاي شخص ان يجده في الساعات الاولى من الصباح وايضا انا في كل تجاربي انك تنشر لاي شخص الكلام كما ورد على لسانه وايضا صحيفة اخبار اليوم كمؤسسة من افضل المؤسسات الاعلامية في مسألة التوثيق فاذا اردت ان ترجع الى ندوة او مؤتمر صحافي او أي قضية فمن افضل المؤسسات للتوثيق هي اخبار اليوم ولدي معها تجارب كثيرة خاصة التغطيات الممتدة خاصة الاحداث التي تأخذ وقتا طويلا وهي من المراجع المؤتمنة التي يمكن الرجوع اليها لذلك لكل ذلك اقول انا طلبت مني مؤسسات كثيرة في منابر عديدة الشهرين الماضيين ان اشارك في ندوات حول قضية الوحدة والانفصال فرفضت لعدم ثقتي في تلك المؤسسات التي دعتني للمشاركة في هذا الموضوع الذي لا يعلى عليه واذكر هنا اغنية عراقية تقول: يا مضيع حبيب، الحبيب يمكن ان تجده ويا مضيع صديق يمكن ان تجد صديقك لكن الذي يضيع وطنه لا يمكن ان يجد وطنا اخر فهذه قضية مهمة وحيوية وايضا انا اتوجه بالشكر لجميع المشاركين والاستاذ علي تميم فرتاك الذي يشارك معي واتمنى ان نقدم معا طرحا موضوعيا ويجد فيه الناس افكارا مفيدة وكذلك البروفسيور الطيب زين العابدين كمناقش وبقية الاخوان الذين سبق ان استمعت بالحوار معهم اخونا العزيز الاستاذ عبد الرسول النور والاستاذ شيخ الدين شدو واتوجه بتحية خاصة للسفير الايراني بمجيئة والعالم الان متداخل ومترابط وما يحدث في ايران واي بلد يؤثر في البلد الان والعالم الآن اصبح عبارة عن قرية واحدة وايران على وجه التحديد بلد مهمة في الجغرافيا والتاريخ وهذه فرصة حتى يسمع بعض آراءنا حتى لا تنقل له وبالذات الحركة الشعبية لاننا لم نسعد بعلاقات مع الجمهورية الايرانية وفي ذات مرة اثناء مؤتمر صحافي سئل الدكتور جون قرنق عن حدث محدد يرتبط بعلاقة السودان بايران والدكتور جون قرنق بحصافته المعتادة قال انا غير مختص حتى اعلق على بلد مثل ايران وواصل عرمان لذلك نحن لم تتح لنا فرصة للحوار مع الايرانيين سوى ان هناك حوار قليل جرى بين وزير الخارجية الاستاذ دينق الور ووزير خارجية ايران في وقت سابق ومن المفيد في هذا العالم هي لغة الحوار ولذلك العالم يحتاج الى حوار واسع ونحن مع ذلك وانا اذهب مباشرة الى الموضوع وقبل ذلك ارحب بالاستاذ كمال عمر واقول:
الاحتفاء بحياة د.جون قرنق :-
ويواصل الاستاذ ياسر عرمان حديثه ويقول نحن في هذا الشهر نجري الاستعدادات للاحتفاء بحياة الدكتور جون قرنق في الثلاثين من يوليو وعندما يأتي الكلام عن الوحدة والانفصال ستكون شخصية جون قرنق حاضرة وهو المفتاح لقضايا الوحدة والانفصال بل هو اكبر رواد هذه القضية وانا لا اعلم بسياسي سوداني يمكن ان تكون تكررت في خطاباته وحواراته وفي أي مساهمة من مساهماته كلمة الوحدة والانفصال كما تكررت عند الدكتور جون قرنق والخطاب السياسي للدكتور جون قرنق عبارة الوحدة والانفصال فيه عبارة رئيسية والدكتور قرنق حيانه واهتماماته كلها منصبة في وحدة السودان ولذلك هو يستحق الاحتفاء وخصومه واصدقاؤه يشهدون له بذلك واعتقد انه من الصعب ان نجد نقطة التقاء كبيرة في قضية الوحدة والانفصال في أي شخصية سياسية سودانية منذ استقلال السودان في الجنوب والشمال مثلما نجد نقطة التقاء عند الدكتور جون قرنق والدكتور جون قرنق حصل على شهادة الدكتوراة من جامعة معتبرة لكن كانت له ايضا شهادة دكتوراة من جامعة اخرى اكثر اعتبارا وهي الاستقبال الذي وجده في الساحة الخضراء حيث استقبل ليس بوصفه جنوبي او مسيحي وانما بوصفه قائد سياسي كبير واستقبل من المسلمين والمسيحيين وجنوبيين وشماليين واعطت له الدكتوراه الثانية في الساحة الخضراء ومن المصادفات والسفير الايراني موجود معنا ان صحافيا بريطانيا ذكر لي بعدما قام بتغطية حدث استقبال جون قرنق قال في حياته شهد حدثين كان فيهما الاستقبال كبيرا الاول عندما استقبلت الجماهير في طهران الامام الخميني وهو عائد من باريس وفي الخرطوم شهد استقبال الدكتور جون قرنق وهو عائد الى الخرطوم ولذلك ونحن نتكلم عن قضية الوحدة والانفصال وفي ذكرى 30 يوليو يحق للسودانيين شماليين وجنوبيين ومن الشرق والغرب والوسط ان يحتفوا بالدكتور جون قرنق كما لم يحتفوا باي شخص من الشخصيات الاخرى من الشمال والجنوب وقد تكون هناك مساحة للاختلاف والاجتهادات لكن عندما يأتي الحديث عن شخصية الدكتور جون قرنق يلتقي كل السودانيين حتى خصومه وبالذات في قضية وحدة السودان والتأكيد على انحيازه القاطع لقضية الوحدة واعتقد انه لم يعش السودانيون منذ العام 1956 في زمن صعب ومهمة صعبة مثل التي نعيشهاالان هي مهمة ان يكون السودان اولا يكون لذلك ابدأ بالمدخل الرئيسي لقضية الوحدة والانفصال يطرح السؤال: ما هي مشكلة السودان؟!
ما هي مشكلة السودان :-
ويواصل الاستاذ عرمان في معرض رده على السؤال الذي طرحه بالقول: مشكلة السودان الرئيسية ان السودان بلد قديم وله 7 آلاف سنة من التاريخ رغم ان كثير من الناس تجاهلوا هذه الحقيقة في قضية وحدة السودان لان أي شخص ليس لديه ذاكرة تاريخية لن تكون لدية ذاكرة جغرافية والجغرافيا تضيع حينما يضيع التاريخ وهنا اعود للسفير الايراني وايران مرة اخرى واقول ان الايرانيين رغم انهم اصبحوا مسلمين وساهموا بفاعلية في التاريخ الاسلامي منذ سلمان الفارسي وحتى الآن لكن الايرانيين لم ينسوا اطلاقا الحضارات الفارسية حتى الآن وقد شاهدت في احدى البرامج التلفزيونية – الجزيرة- احد الصحافيين قال ان هناك منافسة الآن في ايران حول (قصات) الشعر الغربية و(قصات) الشعر الفارسية وان الشباب الايرانيين وكذلك الرافضين للموضات الغربية والحلاقين في (اطارين) ابتكروا وعادوا للوراء الى (قصة الشعر) الفارسية وهذه قضية لها علاقة بالهوية رغم اسلامية ايران التي لا تضاهى لكن ايضا ايران لها وجهها الفارسي الذي لا يضاهى واللغة الفارسية لا زالت هي اللغة الرسمية في ايران لذلك السودان له 7 آلاف سنة من التاريخ وفي غياب الرؤية عند الذين حكموا السودان لا يذكرون ان هذا البلد قديم وهذه ازمة كبيرة لانها لها علاقة بالتاريخ والثقافات وبما هو موجود وقائم واي وجه من وجوه السودان هو موجود ولذلك فان عروبة السودان واسلامية السودانيين ليست هي عروبة الحجاز وليست هي اسلامية ايران فكل بلد له جذوره الثقافية والدين الاسلامي نفسه جاء من هذه المنطلقات واخذ من الديانات القديمة والثقافات القديمة ومن رجال الطرق الصوفية الذين نشروا الاسلام في السودان وهؤلاء اخذوا حتى وظائف الكجور الافريقي ورجل الطرق الصوفية هو الذي ببركات السماء يولد المرأة التي لا تلد وهو الذي يأتي بالمطر وهذا كله جاء من الكجور الافريقي واسلام السودان هو اسلام افريقي والاسلام الايراني هو اسلام فارسي لذلك السودان يجب الا يخرج من الذاكرة ان السودان بلد قديم والخطأ الكبير من جانب كل الحكومات السودانية هو اغفال ذلك التاريخ والتنوع وهو خطأ لا يغتفر
التنوع السوداني
ويضيف والشئ الآخر ان بالسودان اكثر من 570 قبيلة والسودان كل ديانات السماء وبه 130 لغة وليست رطانة فاذا اخذنا كل هذه القضايا مضافا اليها قضية العدالة الاجتماعية كيفية المساواة فهذه قضية الان المرفوعة ونحتاج فيها الى عدالة عمر بن الخطاب الذي قال في لحظاته الاخيرة ((لو استقبلت من امري ما استدبرت لجمعت فضول اموال الاغنياء ووزعتها على الفقراء)) وهذه آخر عبارات الخليفة العادل وليس هذا فقط بل يقال ان الامام علي عندما لم يحضر دفن عمر سأل قائلا كيف دفنتم عمر قالوا ((دفناه كما ندفن موتانا قال لو كنت موجودا لدفتنه واقفا حتى لا ترقد العدالة)) فالحكومات التي حكمت السودان ليست لديها رؤية لبناء السودان وهذه القضية المركزية عند الدكتور جون قرنق فالدكتور جون قرنق اتى برؤية السودان الجديد وقال ان السودانيين قبل ان يكونوا مسلمين او مسيحيين وجنوبيين او شماليين عرب او افارقة يجب ان يكونوا سودانيين اولا والخطأ ان الحكومات التي بدأت مشاريع الحكم في السودان بدأته بدون هوية وفي غياب الرؤية السياسية الرصينة لبناء بلد وما يحدث الان هو نتاج لغياب تلك الرؤية هذه هي مشكلة السودان ومشكلة السودان هي مشكلة حكومات الخرطوم وهي التي صدرت الحروب الى الجنوب والى دارفور والى الشرق وقل من لم يدخل في معركة سياسية او عسكرية في معركة مع الخرطوم حتى المزارعين في الجزيرة والمناصير والنوبيين والشايقية كل الناس مغبونين من سياسات الخرطوم .
اسباب الغضب على الخرطوم:-
وطرح الاستاذ ياسر عرمان السؤال التالي: ماهي سياسية الخرطوم؟ ثم اجاب عليه بالقول: سياسة الخرطوم هي مركزة السلطة والثروة في الخرطوم وهذه قضية رئيسية من القضايا التي اوجدت الغضب والغضب ليس مرتبطا فقط بالجنوب ونعلم بقيام نهضة دارفور بعد قيام ثورة اكتوبر ومؤتمر البجا ونذكر الدكتور الكبير عثمان بلية الذي درس في اثيوبيا وجاء في لحظات قصيرة في عام 57 الى بورتسودان وحتى عام 1961م ونظر الى اوضاع البجا وقام بتكوين مؤتمر البجا وقد علم ان البجا عاشوا موتى على قيد الحياة ولذلك مشكلة الخرطوم انها دمرت الريف السوداني وهو فقير لا توجد فيه زراعة ولا يوجد حتى الرعي وتكدس الناس كلهم في الخرطوم والمدن الكبرى والدكتور جون قرنق يقول يجب ان ننقل المدينة الى الريف لا الريف الى المدينة والمدينة اصبحت ليس فيها صناعات حيث فتحت الابواب للصناعات الماليزية والصينية لذلك انتهت مصانع النسيج والصابون لانهم يأتون بالصابون والنسيج من ماليزيا ومن الصين لا يستطيع احد ان ينافس في السوق
وانا قبل قليل قادم من المكتب بعثنا من يأتي لنا بشمع – للاحتفاء بذكرى حياة قرنق – وقيل لنا هناك شمع سوداني 20 الف بـ80الف جنيه والشمع الصيني 20 الف جنيه بـ(6) الاف الى 5 جنيهات وقلت لهم اشتروا شمع سوداني رغم انه مكلف اكثر لكن هذا له علاقة بفلسفة د. جون قرنق وهذا الموضوع له ايضا علاقة بالصناعات الوطنية التي دمرت وهناك اناس من الريف لم يجدوا مصنعا للعمل فيه وهؤلاء يهددون امن المدينة نتيجة للجوع والجوع كافر ولو كان الفقر رجلا لقتلته بالتالي هذه مشكلة كبيرة لابد ان تعالج واذا اردنا وحدة السودان لابد ان تتغير سياسة الخرطوم ودون تغيير سياسة الخرطوم لن نستطيع ان نحافظ على وحدة السودان ليس في الجنوب فقط بل في دارفور التي اصبحت جزءا من السودان في عام 1917ومايوجد في الخرطوم من سياسات لاعلاقة لها بالدين لان المسلمين اكثر الناس فقرا.
قصة قسيس سان سلفادور :-
وحكى الاستاذ عرمان قصة قسيس في هذا الاطار وقال هناك قسيس في (سان سلفادور) وكان هذا القسيس يقف مع جبهة (فاردينو مارتي) وكان البابا يرسل له على الدوام ويقول له ماكان ينبغي لك ان تقف مع جماعات الكفاح المسلح .
فارسل له القسيس رسالة مشهورة وقال له فيها : (يا ابتاه لقد تلفت يمينا ويسارا فوجدت ان نصف نساء سان سلفادور قد صرن عاهرات بحكم الفقر ولابد لي ان اقف حيث ما تقف العدالة ).
ويواصل عرمان اقول ان جوهر الدين الاسلامي وكذلك المسيحي العدالة والانصاف وقد استشهدنا لذلك بما قاله عمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب وهؤلاء جميعا اناس شديدو الشفافية والحساسية بمعاناة البشر ولذلك اقول ان سياسات الخرطوم اذا اردنا الوحدة يجب ان تغير واريد ان اقول للخرطوم والله لو ان الجنوب انتهت مشكلته سوف يكون هنالك جنوبيين جدد والجنوب لن ينتهي وعبد الرسول النور الذي امامكم سوف يكون الجنوب الجديد وكذلك النوبة والنيل الازرق قضية الجنوب لن تنتهي اذا ذهب الجنوب الذي لن نكون سعداء بذهابه. لان قضية الجنوب هي قضية الفقر والتهميش وعدم المشاركة الفاعلة في مركز السلطة والذي ادى الى غضب الكثيرين. سيوجد جنوب جديد. ولذلك خلف كل جنوبي قديم سياتي جنوبي جديد لذلك من الافضل الا نحل القضية بالقطاعي لان حتى الانفصال سيولد مطالب اخرى. فهذه قضية مهمة
.
فرص ضائعة :-
ويضيف عرمان واقول ان اتفاقية نيفاشا كانت سوف تتيح فرصة لمخاطبة قضية الوحدة والانفصال عبر التطور الدستوري. لكن المفوضية الدستورية لم تعمل وكان يمكن ان تعمل برنامجا وتطورا دستوريا جديدا وان تقدم عرضا جديدا وكان يمكن لمفوضية الدستور في موضوع المواطن ان تقول اذا اصر المؤتمر الوطني على قضية العاصمة القومية في الخرطوم فلتكن الخرطوم العاصمة الاقتصادية ويقترحوا الرنك لتكون عاصمة السودان. والنيجيريون حولوا عاصمتهم من لاغوس الى ابوجا للايفاء ببعض المتطلبات هذا في قضية المواطنة. وكان يمكن للمفوضية الدستورية ان تقول في قضية السلطة يجب ان تكون الرئاسة بالتناوب دوريا حتى ياتي أي جنوبي ويصبح رئيسا. وكان يمكن ان يتم تغيير في الدستور لمواكبة ذلك. وهناك قضية الاقتصاد وكان يمكن للمفوضية ان تقول يجب ان نعطي الجنوب 75% من البترول او 80% لمدة عشر سنوات لكي يطوروا الجنوب. والجنوب اذا تطور سيكون هو جنوب السودان وليس جنوب البرازيل. ونحن نستفيد من السعودية والخليج وحتى اوربا فنحن نستفيد من تقدم وتطوير العالم من حولنا. مثلا هذه الكاميرا لم تصنع في السودان لكنا الان نستفيد منها. والبشر كله يستفيد من بعض واي تطور في الجنوب سينعكس على كل بقاع السودان وما اسهل الاستفادة من تطور الجنوب بالنسبة لنا جميعا لذلك المفوضية الدستورية لم تخاطب كل هذه القضايا. الان يمكنك ان تذهب من اسبانيا وحتى تركيا ستجد ان هناك ربطا اقتصاديا .
التطبيق التكتيكي للاتفاقية السلام الشامل :-
ويواصل عرمان : اما بخصوص التطبيق، المؤتمر الوطني طبق الاتفاقية تطبيقا تكتيكيا، ولم تكن له نظرة استراتيجية. ولم يغير اجهزة الدولة ووزراء الحركة الشعبية بمن فيهم النائب الاول لم يشعروا بانهم حكام، وهذه حقيقة يا جماعة. وقد يوجد شخص يغالط في ذلك لكنها حقيقة .
خارطة لبناء امة :-
والموضوع الاخر هو ان الاتفاقية كانت خارطة طريق لبناء امة سودانية جديدة لكن تحولت الى مماحكات ولم تؤخذ على نحو استراتيجي لبناء السودان. واريد ان اقول الان هناك دعوة لان نعمل من اجل الوحدة. واقول انا من شمال السودان وامضيت سنوات عزيزة جدا وليست هناك قضية اعز بالنسبة لي من قضية ان يظل هذا البلد موحدا. وان يظل مشروعا كبيرا يمكن ان يفيد الافارقة والعرب وغيرهم. وان يفيد الايرانيين وكل العالم والبشرية. ولا يوجد حلم اكبر من ان نترك الصراعات ونتجه لبناء وطننا. ونحن كما هو معلوم كلنا (40) مليونا وبلدنا تسع (500) مليونا والطيب صالح الله يرحمه الله في مرة من المرات كنا في ندوة ونتجادل جدلا شديدا، بعد الندوة قال لي تعالى معي الى الخارج فانا اريد ان اتحدث معك فقال لي : (مالكم تتصارعوا وتتخانقوا هكذا والله البلد هذه اذا لم تحسنوا اليها وتتفقوا حولها سياتي اخرون وياخذونها منكم ) والطيب صالح هو صوفي شفاف وهذه روح صوفية .. وانا عندما ارى الصراع يحتد حول ابيي والدينكا كلهم لا يتسطيعون ان يستغلوا اراضيهم وهذه البلد كبيرة، وهي واحدة من ثلاث بلدان كندا واستراليا والسودان، يمكن ان يقدم الغذاء لكل البشرية. لكن غياب المشروع الكبير في هذه البلد هو المشكلة. والدكتور جون قرنق حاول محاولة لاعطاء مشروع جديد وكبير للسودانيين . اما النفرة الحالية هذه انا لم اشارك فيها ولا اجد نفسي يمكن ان اشارك فيها واتمنى من اصدقائنا عبر هذه الصحيفة والان معنا الاستاذ علي تميم فرتاك اتمنى ان يستخدم المؤتمر الوطني الطاقة التي كان قد استخدمها للوصول الى الاتفاقية. ويمكن له ان يبرز مشروعا جديدا ونفرة في الجنوب. والاستاذ على تميم خير العارفين بالجنوب فهو مولود هناك وعاش هناك ومن اسرة كبيرة في الجنوب وانا متاكد ان الجنوبيين لن يسمعوا الى موضوع الوحدة بهذه الطريقة التي يتم تناولها. والان هناك مناخان فهنا في الخرطوم هناك اناس يتحدثون عن الوحدة وفي الجنوب هناك مناخ يتكلم عن الانفصال والمؤتمر الوطني والاسلاميون السودانيون مطالبون برؤية جديدة ومشروع جديد من منطلقاتهم الاسلامية. ولا نطالبهم بان يخرجوا خارج منطلقاتهم الاسلامية. لكن يجب ان ينظروا مرتين ويعززوا مشروعهم الحالي بطريق ثالث حتى يذهبوا في الطريق الجديد لوحدة السودان. واذا لم يتم ذلك يكونوا قد ضيعوا الفرصة .
ويضيف – ثم اقول الاسلاميين السودانيين اخطاوا حينما غلَّبوا تطبق القوانيين الاسلامية على حساب وحدة السودان. لان فائدة الاسلام والمسلمين في وحدة البلاد. والدين الاسلامي انتشر في شمال السودان عبر (9) قرون وعبد الله بن ابي السرح وهو واحد من الصحابة الاجلاء واخوه من الرضاعة عقبة بن نافع ذهب الى المغرب وعبدالله بن ابي السرح وقع اتفاقية (البقت) عام 641 وكانت اول دولة قامت في شمال السودان من 1505 الى 1604 وهناك التحالف التاريخي بين العبدلاب والفونج ومن عام 1505 مطروحا منه 641 كانت هناك (9) قرون من الدعوة. لذلك الاسلام لا علاقة له بالعجلة. واذا كان الاسلام يحتاج الى عجلة وشفقة، لكان ربنا سبحانه وتعالى جعل الناس جميعا مسلمين. حتى هؤلاء الجنوبيين لوكان يريد ان يكونوا مسلمين لفعل ذلك. لذلك جعل الناس على الفطرة وبقناعاتهم ليصوا الى ما يصلوا اليه. لذلك انا اقول اذا اراد لاي شخص من امثالنا ان يدعو بالطريقة الحالية نقول ان هذه النظرة غير صحيحة .
الحاجة للحريات :-
ويضيف: والامر الثاني في هذا الطار اقول ان الاستفتاء يحتاج الى حريات والان نجد الرقابة على الصحف وهو امر غير سليم وعلى الراغبين الدعوة للوحدة في الجنوب يجب الا توضع لهم العراقيل والمتاريس أيا كانت. واي شخص يريد ان يدعو للوحدة في أي قرية جنوبية يجب ان يمهد له الطريق. واي شخص يدعو لانفصال الجنوب في شمال السودان يجب ان يترك. ويتحاور الناس ويكون سبيلهم الحوار والاقناع وليس بالكراهية. وكان لنا راي في صحيفة الانتباهة وقلنا ان هذه الصحيفة سوف تضر بوحدة السودان ومع ذلك نحن الان ضد ايقاف الانتباهة بالقوة وكان يجب ان توقف عن طريق القضاء. وكذلك نحن ضد مصادرة صحيفة (الشعب) كان لابد ان يتم حوار حول قضية الوحدة. واقول اذا منع الوحدويون وحدث الانفصال فان هذا مدعاة للحرب. واذا منع الانفصاليون وحدثت الوحدة يصبح الحال كذلك. واريد ان انبه المثقفين الشماليين بان التيار الانفصالي هو سليل القوميين الجنوبيين وهو تيار قديم والدكتور جون قرنق كان يحكي بسخرية انه اول مرة جاء (الانانيا) وكان طالبا في امريكا، قال له دافينق- احد زعماء تيار القوميين الجنوبيين : (ياولد بتاعي اخذ صورة واعطى الصورة بتاعي لملكة بيرطانيا وقول ليهو نحن اولاد بتاعك شغالين كويس) – وكان الدكتور جون قرنق وقتها لديه كاميرا وكان ذلك في نهاية الستينيات. والدكتور جون قرنق كان يقول ان داقينق لم يكن يعرف ملكة بيرطانيا هي سبب عذابات الجنوب. فالتيار الخاص بالقوميين الجنوبيين تيار قديم ومحترم يجب الحوار معه . ويجب ان تدع القوميين الجنوبيين في الخرطوم ان يدعو للانفصال وان تحاورهم. ويجب ان يدعو الوحدويون من امثال الاستاذ علي تميم فرتاك في كل قرية. واي مشروع لمنع الوحدويين او الانفصاليين يكون خطا. ويجب ان يناقش هذا الامر في المنتديات والندوات واجتماعات الرئاسة وجلسات مجلس الوزراء ويناقش في كل الحوارات الخاصة بالاتفاقية. لذلك انا اقول ان الاسلاميين حينما غلَّبوا القوانين الاسلامية على الوحدة وضعوا الوحدة كانها خيار مع تطبيق تلك القوانين، اما ان يختاروا هذه او هذه . لذلك يجب ان يبحث السودانيون عن مشروع جديد لا يتعارض مع وحدة السودان ويقدموا عرضا جديدا .
قضايا ما بعد الاستفتاء :-
ويواصل الاستاذ عرمان القول : اما قضايا ما بعد الاستفتاء يجب ان تحل بشكل نموذجي ولمصلحة السودانيين جميعا شماليين وجنوبيين. وانا شخصيا لا انتظر المفاوضات واقول بوضوح انا مع ان يُعطَي الجنوبيون الاقامة الدائمة في الشمال، وان يعطي نفس الحق للشماليين في الجنوب. كما يجب ان تكون للدولتين علاقة انموذج لدولتين في القرن الافريقي واكثر علاقة متطورة بين دولتين في افريقيا. والشماليون والجنوبيون هنا وهناك يزينوا الشمال والجنوب. ويجب الا ننظر الى هذه الامور نظرة ضيقة. فوجود الجنوبيين والشماليين يرحب بهم في استراليا وامريكا. ونحن اذا جاءوا بسبب الحرب او غيره يجب ان نرحب بهم حتى يوحدوا السودان مرة اخرى اذا انفصل. يجب ان تكون نظرتنا على هذا الاساس الاستراتيجي. كما يجب ان نعطي قبائل التمازج الفرصة الكاملة للذهاب شمالا وجنوبا دون اية عوائق لذلك. وقد وجدت رئيس اتحاد الرعاة في النيل الازرق واسمه عبد الرحمن قبل ايام بمنزل مالك عقار وقال لي يا اخي عايز اناقش معك قضايا ما بعد الانفصال، وهو اخطأ لكن كلامه فيه نوع من الصحة. والشيء الاخر اقول يجب ان يكون الاستفتاء في موعده ونحترم رغبة الجنوبيين في كل خياراتهم. واقول يجب ان يؤدي الاستفتاء الى سلام دائم لا الى حرب. واقول ايضا ان الخطر على السودان ليس الاستفتاء، لكن الخطر عليهم هو الحرب. ويجب الا يجنح السودان الى الحرب مطلقا. كما يجب ان نحترم الاتفاقيات والمواثيق. واضاف وانا احكي قصة اخرى، ففي اعدامات الرجاف كان هناك شاويش اسمه (باشا) وكان حسن بشير نصر قد حضر اعدامات الرجاف والشاويش باشا كانت عيناه مغمضتين، وقد حكى لي هذه القصة الدكتور الجليل عثمان ابوعكر الذي كان حاضرا وقتها، وقال لي: ان اللواء حسن بشير نصر قال للشاويش باشا تبقت دقيقة واحدة انت خلاص انتهيت. فقال الشاويش : معليش انت سعادة اللواء اولاد بتاعنا في ياك ) لذلك اقول ان الوفاء بالعهود مهم جدا مهما كانت النتائج. ومشاريع التنمية للربط بين الشمال والجنوب يجب الا نضعها مقابل الاستفتاء او تتنمية مقابل التصويت للوحدة. فيجب ان نعمل مشروعا لمدة (30) عاما للربط بين الشمال والجنوب في حال الوحدة او الانفصال. وهذا سوف يساعد على ربط السودان مرة اخرى في حال الانفصال.
الاعتراف بالتنوع :-
ويقول الاستاذ عرمان وانا في ختام حديثي اقول انا مؤمن ايمانا قاطعا برؤية الدكتور جون قرنق وان الجنوبيين لا يمكن ان ييبنوا دولة في الجنوب الا عبر رؤية الدكتور جون قرنق. لان الجنوب متنوع وفيه كثير من القضايا التي لا تحل الا عن طريق الاعتراف بالتنوع. ولا طريق لذلك الا رؤية الدكتور جون قرنق. والشمال سوف يكون شمالا متعددا فيه الشرق والغرب وقضايا لا تحل ال برؤية جديدة تستوعب هذا التنوع. نحن اتينا من هنا وهناك ولا يوجد أي شخص الا وامه او حبوبته من الجنوب. لا يستطيع ان يفلت من الجنوبيين أي شخص. وقد قلت في الحملة الانتخابية قلت أي زول حبوبته كان يسميها بطريقة سرية يجب ان يجعلها علنية وهذا زمن العلنية والحرية .
مستقبل قطاع الشمال :-
ويواصل – اما مستقبل قطاع الشمال اقول ان الامر ليس مستقبل الافراد لان هناك كثيرين يقولون لي اذا انفصل الجنوب اين تذهب؟ واقول لهم اذا انفصل الجنوب ساظل في الشمال والشمال له قضايا وانا لا اخذ اذن من احد . وانا موضوعي سهل لاننا كافراد عابرين سواء عشنا ثانية او مائة عام سنعبر. لان رجالا عظماء ونساء عظيمات قد عبروا جميعا في تاريخ البشرية. وقطاع الشمال كحزب سوف يعبر واحزاب كبيرة في تاريخ البشرية ذهبت ومضت وستاتي احزاب. لكن الاهم من الاحزاب هو الوطن. وقطاع الشمال سيكون موجودا وهناك قضايا موجودة في الشمال. وقبل ثلاثة ايام كنا في اجتماع مع النائب الاول وكان معنا مالك عقار وعبد العزيز الحلو وقلنا اذا انفصل الجنوب سنوحد كل الحركات، النيل الازرق وجبال النوبة وقطاع الشمال كله سوف يكون موحدا، وسنختار رئيسا لكل الحركة الشعبية (القطاع) ونوابا للرئيس. واصلا نحن لدينا قيادة وهناك مالك عقار نائب رئيس الحركة الشعبية وهو من النيل الازرق وعبد العزيز الحلو من جبال النوبة وهناك ايضا الدكتور منصور خالد وهناك الكثيرون في قيادة الحركة الشعبية. وليس هذا فقط، بل ان قطاع الشمال سوف يتوحد مع مجموعات السودان الجديد في دارفور والشرق وفي الوسط والشمال. وسنكون قوى ضخمة ولن نكون يتامى ولا مقطوعي راس. ونقول ذلك للذين يريدوننا ان نكون مقطوعي راس. وسوف نتوحد مع الرزيقات والمسيرية لان لهؤلاء قضايا عظيمة جدا وسنعمل على وحدة السودان على اسس جديدة وستكون هذه هي القضية الرئيسية. ونحن لدينا راس مال. ونحن نعرف الحركة الشعبية فردا فردا وبابا بابا ولنا رصيد كبير في علوم الحركة الشعبية وسوف نساهم مساهمة كبيرة حتى يتوحد السودان على اسس جديدة. اذا حدث الانفصال سوف نعمل للوحدة على هذه الاسس وهذا ليس مربوطا بشخص او اخرين. لان الاشخاص عابرون ورؤية الدكتور جون قرنق ستجد من ياخذها من الاجيال القادمة. لانها رؤية خيِّرة . واقول للوحدة والانفصال يجب ان يكون هناك حوار موضوعي عقلاني يشارك فيه كل السودانيين. تتعدد فيه الاتجاهات وبلدنا حتى الان لديها فرص في وحدة على اسس جديدة. والفرصة موجودة رغم اننا نعمل على طريقة (ترزية يوم الوقفة) واذا حدث الانفصال لدينا فرص في الكونفدرالية وايجاد نقاط التقاء بين الشمال والجنوب ويجب الا نحطم علاقاتنا الاجتماعية بين جميع القبائل والشعوب وهذه لا تقدر بثمن. والسودان بلد تاريخي وهو المساهم الاول في اول الحضارة البشرية. واذا كانت هناك حضارات فارسية وصينية وهندية نحن سبقنا هؤلاء جميعا ونحن الذين انشأنا حضارة وادي النيل بالطب وعلوم الفلل. واي شخص يذهب ويزور الموميات في المتاحف المصرية سيجدنا اول من قدم حضارة انسانية للبشرية. ونقول هذا الكلام ليس من باب التعالي والتباهي ولكن من باب الروح الانسانية والتصالح مع النفس والمصالحة بين كافة الشعوب. واشكر للمرة الثانية الاستاذ احمد البلال واشكر كل الحاضرين والمساهمين وشكرا جزيلا .