سنقدم عبد العزيز الحلو في إنتخابات جنوب كردفان كمرشح إجماع وطني لمنصب حاكم الولاية شرعنا في العمل على توحيد قطاع الشمال وقطاع النيل الأزرق وقطاع جنوب كردفان
حوار: عادل كلر والفاتح همة
تتشابكُ عنده خيوط قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان التي خبِرَ منعرجاتِها وسلكَ دُروبها، مقاتلاً بالأحراش، وناطقاً بإسمها، ومفاوضاً رفيعاً في صفوفها، ومع إقتراب دقَّات الساعة نحو ميقات إجراء إستفتاء تقرير مصير جنوب البلاد، يكتسب الحوار معه أهمية فائقة، فعلاوة على ماسبق، تلتئم لدى طاولة القائد والسياسي ياسر سعيد عرمان عضو المكتب السياسي ونائب الأمين العام ورئيس قطاع الشمال بالحركة الشعبية تفاصيل دقيقة عن مجريات وخفايا نهايات الفترة الانتقالية وتفاهمات شريكي نيفاشا حول خواتيم إتفاق السلام الشامل، وخبايا تعقيدات المصالح والاستراتيجيات الدولية والاقليمية، وللمرة الأولى منذ صدور (الميدان) العلني الأخير، يطلُّ عبر صفحاتها في حوار إستثنائي، يكشف الكثير من مآلات الاستفتاء بالجنوب والترتيبات لما بعده وشائك القضايا المصيرية الراهنة، وأوضاع قطاع الشمال في ظل كافة الاحتمالات، وغيرها من القضايا.. المشورة الشعبية : الحركة الشعبية تضع الإستفتاء على رأس أولوياتها، في وقت يتزامن فيه الاستفتاء مع إنتخابات ولاية جنوب كردفان والتي تترتب عليها المشورة الشعبية، ألا يمثل الوضع في جنوب كردفان مهدد رئيسي للعملية السلمية بالبلاد؟ أولاً الأوضاع في جنوب كردفان يجب أن تظل منطقة سلام دائم للنوبة والعرب، هذا أمر جوهري، ثانياً يجب تنفيذ الاتفاقية بما فيها المشورة الشعبية لمصلحة جميع القبائل في الولاية، وثالثاً، الحركة ستخوض الانتخابات وسترشح عبد العزيز آدم الحلو. وحالياً تطالب الحركة الشعبية بعودة منصب الوالي إليها لأن المؤتمر الوطني إستنفذ زمنه، ومنصب الحاكم يجب أن يعود للحركة لأن المؤتمر الوطني شَغل المنصب لـ(3) سنوات، في حين شغلته الحركة لعام ونصف فقط، وهو استحقاق لابد من تنفيذه. الحركة الشعبية سترشح عبد العزيز الحلو ولها حوار مع القوى السياسية حول ذلك، إن الحلو يجب أن يكون مرشح إجماع، ويجب كذلك أن تكون ولاية جنوب كردفان ولاية حرة ونزيهة وخالية من المؤتمر الوطني، وستكون الولاية المحررة إنتخابياً، وهو ما يحتاج إلى إجماع على مرشح واحد، كما يحتاج الأمر إلى تفهُّم وتفاهم حول الاجهزة التشريعية والتنفيذية في الولاية والحركة على إستعداد لذلك، وحتى تكون الانتخابات نموذج لما يمكن أن تفعله القوى السياسية مجتمعة في ولاية مثل جنوب كردفان، وحتى تكون الولاية نفسها نموذج للتعايش والتصالح، فجنوب كردفان (مسمار نُص) يربط بين الشمال والجنوب، وهي الولاية التي أتت بقادة كثيرين مثل على عبد اللطيف ويوسف كوة والأب فيليب عباس غبوش وعلى الميراوي وآدم أم دبالو والسلطان عجبنا.. ولا يوجد من هم أقدم من شعوب جنوب كردفان إلا شعوب نهر النيل في هذه البلاد، ولذلك يجب أن نعمل عمل مشترك وأن نعطي نموذج جديد لما يُمكن أن نفعله مشتركين بغية تحقيق تحول ديمقراطي حقيقي. ترتيبات مابعد الاستفتاء : ماهو مصير أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق في صفوف الجيش الشعبي في حال إختيار شعب الجنوب الإنفصال؟ هذه قضية يتم نقاشها ضمن قضايا ترتيبات ما بعد الاستفتاء، وبالطبع يجب أن يكون هناك حل حقيقي لهذه القضية، وأنا أكيد من أنها جزء من القضايا المطروحة الآن وهنالك لجنة يشارك فيها أحمد العمدة من النيل الازرق ودانيال كودي من جبال النوبة ونوقشت هذه القضية في المكتب السياسي، وهنالك سيناريوهات وخطط وضعت لحل هذه القضية بشكل جيِّد. العديد من القوى السياسية الوطنية تود العمل السياسي بما يعبِّر عن وجهة نظرها الخاصة تجاه قضيتي الوحدة والانفصال ومخاطبة المواطن الجنوبي، ماهي ضمانات نقل هذا النشاط إلى الجنوب في ظل حال الاستقطاب الحاد القائمة؟! من الناحية المبدئية الأحزاب لها حق دستوري وقانوني في ممارسة نشاطها دون أن تستأذن أحد مهما كان، بما في ذلك الحركة الشعبية، ومن الناحية الأخرى الحركة ملتزمة إلتزام كامل ومن مصلحتها أن يتم عمل ديمقراطي واسع وأن تتم دعوة حقيقية في الجنوب للوحدة والانفصال، وأن تتم دعوة حقيقية في الشمال كذلك، يجب ألا تضع [الحركة] حداً للأصوات الداعية للوحدة أو الانفصال حتى يأتي حق تقرير المصير مقبول النتائج ومُؤمن عليه. الحركة الشعبية وشعب الجنوب ليس لديها مصلحة في أن يُجرى إستفتاء غير حر ونزيه وغير مقبول النتائج. وقد تم مناقشة هذه الجوانب في إجتماع المكتب السياسي، والحركة لديها إستعداد كامل لتوفير مناخ سياسي جيد لكافة القوى السياسية لتقديم رؤيتها وتصورها ومخاطبة الناخب في الجنوب ومخاطبة الناخب الجنوبي في الشمال. هذه قضايا ملحة وإستراتيجية ولا يجوز التلاعب فيها. وإذا تم التلاعب فيها ستؤدي إلى خلل في عملية إجراء الاستفتاء وعلى تقرير المصير نفسه. مفوضية حقوق الانسان : الحركة الشعبية غضَّت الطرف عن تكوين مفوضية حقوق الانسان بعد أن كانت تطالب بتكوينها "بحماسة" عبر كتلتها البرلمانية، لماذا انخفض صوتها الآن؟! أبداً لم ينخفض، نحن قدمنا أمين مكي مدني ومحجوب محمد صالح وآمال عباس وآخرين، لكن المؤتمر الوطني رفض. المؤتمر الوطني يريد مفوضية مكونة من أعضاء المؤتمر الوطني، وهي عقبة أخرى تواجه تكوين المفوضية حتى الآن، عدم الاتفاق على الأسماء، شأنها وأبيي والتي أراد المؤتمر الوطني إبتلاع مفوضيتها بالكامل، وبالطبع وقفنا نحن ضد ذلك مما أدى لعدم تكوين المفوضية. مستقبل قطاع الشمال : ما هو مستقبل قطاع الشمال في حال الانفصال؟ مستقبل قطاع الشمال ليس القضية الاولى، بل مستقبل السودان نفسه. إنفصال الجنوب سيؤثر على الحزب الشيوعي والأمة القومي والإتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية، وعلى الاقتصاد والامن والسياسة و البشر وكافة الجوانب الكبرى في الحياة السودانية؛ أنت تعلم أن الحدود بين الجنوب و الشمال يتواجد فيها نحو (9) مليون مواطن من القبائل الشمالية المحاذية للجنوب و(4) مليون مواطن من القبائل الجنوبية المحاذية للشمال، ونصف سكان الجنوب تقريباً موجودين في الشريط الذي يطلق عليه د. جون قرنق "شريط التمازج" وقال: (أن هذه المنطقة هي حديقة للحرب سنحولها إلى حديقة دائمة للسلام)، هذه العبارة التي قالها لأبناء المسيرية في فندق سميراميس بالقاهرة. و(13) مليون مواطن يشكلون تقريباً ثلث سكان السودان، فلك أن ترى هذه الصورة الكبيرة، قطاع الشمال وفكر الحركة الشعبية سيبقى، سيواجه مصاعب مثل كل السودان في السياسة والاقتصاد والأمن. والآن هنالك لجنة مشتركة تعمل على توحيد قطاع الشمال وقطاع النيل الازرق وقطاع جنوب كردفان، بعد ذلك سننتقل إلى تحالفات مع القوى الجديدة في دارفور والشرق والوسط والشمال، بعدها سننتقل الى تحالفات أوسع مع القوى التي تبحث عن التحول الديمقراطي وتجديد الدولة السودانية، ولذلك لن نكون وحدنا. القوى السياسية كلها إذا إنفصل الجنوب ستكون في حالة جذر ويمكن أن تكون هنالك حالة مد، هذه قضايا أنتم [كشيوعيون] تعرفون كيف تتعاملون مع المد والجذر في الحياة السياسية، والمصاعب ستواجه السودان ككل، قطاع الشمال الشمال والحركة الشعبية. وفكر السودان الجديد سيكون فكرة قائمة في الجنوب والشمال، الجنوب لن يستطيع أن يقيم دولة موحدة فاعلة إلا بالذهاب في إتجاه فكرة السودان الجديد، لأن الجنوب نفسه متعدد ومتنوع، ويحتاج الى دولة تحفظ التعدد والتنوع، والسودان كله كي يتوحد يحتاج لفكرة السودان الجديد، والشمال كذلك متعدد ومتنوع، ولذلك لا نخشى المستقبل ما خشيناه هو الماضي الذي لا نستطيع أن نغيِّره، كما قال الشاعر رسول حمزاتوف (كم تمنيت أن تكون حياتي مسودة كتاب لأصححها من جديد).. لا نستطيع أن نصحح الماضي لكن يمكن التعامل مع المستقبل بالشكل الأفضل للسودانيين، وهو ما يستحق أن نعمل معه بالتراضي مع الجميع، إيجاد دولة سودانية جديدة موحدة. السودان مشروع عظيم، وهو بلد كبير أتى من حضارات وادي النيل القديمة منذ (700) ألف عام من التاريخ، والمسيحية إمتدت فيه لألف عام، والاسلام انتشر في شمال السودان على مدى (9) قرون من التسامح والتبشير والرايات المطرزة بالنذور. عدم الاعتراف بالآخرين وبحق الآخرين هو الذي يدمِّر الدولة السودانية وسيدمر الشمال لاحقاً إذا لم يتم الاعتراف بالآخرين، لأن الشمال إن تخلص من الجنوب سيكون هناك جنوب جديد سيأتي، ولذلك الأفضل حل هذه المعضلة لمصلحة دولة سودانية موحدة تكون أنموذجاً لمشروع كبير في أفريقيا والعالم العربي، وإن لم يتم ذلك فإن ذلك لن يكون آخر يوم في حياة السودان وستكون هناك أيام جديدة وأجيال جديدة ستوحد السودان، سواء انفصل الجنوب أو استمر. غياب التنمية : كمراقبين، نرى بأن الحركة وخلال (5) سنوات من الفترة الانتقالية لم تبذل في جانب التنمية الجهد المطلوب لجعل الوحدة خياراً جاذباً، وتكتفي بإلقاء اللوم على المؤتمر الوطني، في وقت يجيء فيه تصاعد الصرف على تسليح الجيش وإرتفاع معدلات الفساد بالجنوب، فما تعليقكم في ذا الصدد؟ موضوع التنمية ليس وحده كافياً، في شرق أوروبا والاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا مستوى التنمية أكبر من السودان بكثير ومع ذلك طالب الناس بالانفصال، وكذلك في إقليم كويبك بكندا هنالك أصوات مطالبة بالانفصال، فالامر متعلق بشكل رئيسي بالمشروع الوطني. السودان ليس به مشروع وطني جامع وشامل لكل القوميات والتنوع، نحن نريد دولة تعكس ماهو موجود بالفعل في السودان، وهذا التوجه لم يتغير حتى بعد توقيع الإتفاقية، بعد الاتفاقية المؤتمر الوطني تعامل بشكل تكتيكي أعطى حقوق في الجنوب لكن احتفظ بمركز السلطة كما هو ورفض تغييره، بل مركز السلطة أصبح مركز مشوَّه وسيء لأن حزباً وحيداً استولى على الخدمة المدنية والبوليس والقضاء والأمن وكل الاجهزة ولديه سياسات خاطئة في التعليم والصحة، دمَّر الريف بالكامل، فنزح سكان الريف الى المدينة، والمدينة نفسها دُمِّرت بالكامل لأن الصناعات دمرت، وأنتقصت حقوق القوميات حتى تلك القوميات التي لم ترفع صوتها عالياً ضد المشروع الذي إنبنى على العروبة والاسلام. العروبة والاسلام معايير مهمة ولكن هنالك في السودان ماهو أوسع من العروبة والاسلام بل يتكامل معهما، الآن دارفور جأرت بالشكوى حد السلاح ضد سياسات المؤتمر الوطني، كذلك الجنوب. التنمية عامل مهم، لكن قبلها المشروع الوطني هو الأهم، وهو الذي يذهب إلى عقول الناس قبل بطونهم، ليس صحيحاً أن الناس يتعاملون مع بطونهم فقط، بل مع عقلهم كقضية ملحة و حكومة الجنوب لم تعمل بالصورة المثالية، لكن حكومة الجنوب بدأت من الصفر، ولأول مرة يحكم الجنوب الجنوبيون أنفسهم، وقد وجدت حكومة الجنوب مشاكل كثيرة وشراكة غير فاعلة مع مركز السلطة في الخرطوم، هنالك في الجنوب فساد، لكن المهم أن هنالك إثنين من وزراء المالية تم فصلهم بناءً على مراجعة السياسات التي قاموا بها، ومثل هذا الإجراء لم يتم في الخرطوم، هنالك في البرلمان بالجنوب غضب شديد على كل الأخطاء التي تمت بالجنوب، لكن دعني أقول أن فترة الخمس سنوات ليست بالفترة التي يمكن أن تحُدِث تحوُّل حقيقي في التنمية، لكن هنالك في الجنوب نهوض في التعليم، والصحة أيضاً شهدت قفزات مهمة، وفي مجالات أخرى، الجنوب يحتاج إلى زمن أطول، الخرطوم وإعلام المؤتمر الوطني حاولوا أن يرسِّخوا صورة (الضَّـرَّة)! بالنسبة لحكومة الجنوب! فإذا سألتهم لماذا تفعلون ذلك، يردون عليك ولماذا تفعل حكومة الجنوب كذا وكذا.. هذا الامر يتم على كافة المستويات وصولاً لمؤسسة الرئاسة نفسها، وكأنهم ليسوا مسؤولين عن الجنوب أيضاً ضمن الدولة السودانية. على كل حال، لدي أمل في قيام مشروع وطني جديد يُقدَّم الى شعب جنوب السودان، هذا هو الامل المهم والاستراتيجي للحفاظ على دولة سودانية جديدة مرضيٌّ عنها من قبل القوميات، وإذا لم يتم ذلك يجب أن نصل إلى صيغة تجعل من قيام دولتين فاعلتين تمتازان بخصوصية في العلاقات لا مثيل لها في أفريقيا بالشمال والجنوب، وأن نحوِّل كل الكوارث التي يمكن أن تنجم عن قيام دولتين إلى مصالح مشتركة، إقتصادية وسياسية، ونتفق على رؤية مشتركة يمكن أن تضع نقاط الاتصال، وتتيح للأجيال القادمة بسهولة وسلاسة أن تنتقل إلى وحدة جديدة، يجب أن نجعل في داخل خيار الانفصال نقاط جاذبة في المستقبل، ويجب أن نضع جوار جاذب لا الجوار الذي يستنفذ موارد الشمال والجنوب في حروب لا تنتهي، هذا جربته البلدان من قبل، ولن يجدي، لكن ما نريده أولاً وحدة على أسس جديدة، وإذا لم نصل لها فالجوار الجاذب والعلاقات ذات الخصوصية المتفردة.
بحكم الاطلاع على تفاصيل العملية السياسية في السودانية، والتأثيرات الخارجية، كيف ينظر ياسر عرمان الى وضع السودان خلال الثلاث أشهر القادمة؟ السودان يمر بأخطر مرحلة في تاريخه، ولا نتمنى لبلادنا إلا السلام الدائم. أنا مثل الآخرين قلق من التطورات المتسارعة، وقلق أكثر من العجز السياسي عن الوصول الى مشروع وطني كامل، ولكن طاقاتنا نسخرها للسلام والحريات في بلادنا، فهنَّ قضيتين لا يمكن التنازل عنهما مطلقاً. سلام دائم وحريات حقيقية للشعب السوداني، هذه هي القضايا الآن وفي المستقبل. الأفراد لا قيمة لهم، هم ضيوف عابرين في هذه الحياة، السودان بلد قديم منذ مروي ونبتة وعلوة والمقرة، وحتى يومنا الراهن، مرَّ عليه حكام كُثُر، السودان سيبقى، لكن الضحايا إذا لم نحسن التعامل مع هذا الوضع سيكونوا كٌثُر! ولا نريد ضحايا، نريد لشعبنا السلام والطعام والحريات. تيار القوميين الجنوبيين، تيار قديم وأصيل في الحركة السياسية عموماً، وداخل الحركة الشعبية على وجه الخصوص، كيف يجري الحوار ما بينكم [الوحدويين] والقوميين الجنوبيين داخل الحركة؟ الحركة الشعبية في الاصل منبر للحوار ما بين هذين التيارين، ومنذ ربع قرن يجري هذا الحوار، والحركة منبر سياسي عريض للحوار بين تيارات الهامش والقوميات، والقوميين الجنوبيين تيار محترم وقديم في الجنوب، منذ مؤتمر جوبا 1947م والبرلمان الاول، حيث ضمَّ ستناسلاونس بياساما، بنجامين لوكي، فرانكويل قرنق، سترلينو أوهري، جوزيف أودوهو، أقري جادين وعدد كبير من السياسيين، وهذا التيار حقيقي ويجب الحوار معه، وعدم قمعه، وعلينا ألا نشن حملة لإخراس صوته، لأن صوته لن يُخرس اولاَ، ولأنه تيار يستحق الحوار، وإن كان لديه القصور في جوانب فإن لديه الشمول وبعد النظر في جوانب أخرى. والشيوعيون يعلمون هذا التيار جيِّداً، وقد تمت حوارات عديدة ما بينهما، منذ كتاب (مأزق المثقف الجنوبي) لجوزيف قرنق، وخطاب عبد الخالق محجوب في مؤتمر المائدة المستديرة.. ويجب أن يعزز الشيوعيين راية الحوار مع القوميين الجنوبيين ويرفعوها لأن هذا الحوار مهم في حالتي الوحدة أو الانفصال، بديمقراطية وصبر. وأنا من الداعين لهذا الحوار ولديَّ أصدقاء عديدون داخل مجموعات القوميين الجنوبيين، لأن الحوار معهم هو الطريق الصحيح، وليس عبر تزوير إرادة شعب الجنوب، هذا لن يفيد. وراية الحوار يجب أن تكون مشرعة بين كافة التيارات والقوى السياسية.