علاقة المصالح المشتركة

 


 

صفاء الفحل
17 October, 2023

 

عصب الشارع -
في زيارته الاخيرة لاوغندا وعندما سال الرئيس موسفيني البرهان عن حقيقة تبنيه للجماعات الاسلامية ابتسم وقال بكل وقاحة (انا اعاقر الخمر) فكيف لي أن أتبنى الجماعات الإسلامية وقد يكون بهذا الرد قد أزال بعض مخاوف الرئيس الاوغندي الذي لايعرف العلاقة المعقدة بين كيزان السودان والدين الاسلامي فهم يمكنهم الزني في نهار رمضان ثم الخروج الي الناس في خطبة عصماء عن تجريح دم الباعوضة للصيام وكيف يضع الله الروح الطاهرة في الجسد الفاسد وكيف أن الإسلام يفرق بين شرب الخمر والسكر حيث لم يحرم الله (الخمر) نصاً في القران الكريم بل يحرم السكر وذكر في آياته بأن للخمر منافع للناس وباختصار انهم ملوك المراوغة في التفسير وأن مذهبهم هو أن الضرورات تبيح المحظورات وبالتالي لاعلاقة للاسلام بما يفعلونه في الدنيا وأنهم عموماً لايعملون للدنيا بل هم للدين فداء ..
المراوغة هي ديدن قيادات الحركة الاسلامية في الدين والدنيا ففي سبيل الحصول على ملذات الدنيا يمكن أن يقودهم (كافر) لا يصلي كمرحلة عبور ولا يستبعد أن يهدرون دمه غداً إن (تمكنوا) كما فعلوا مع الراحل جعفر النميري ويكررون نفس السيناريو اليوم مع البرهان الذي سيجد نفسه يوما يفقد كل شيء فجاة فلا هو عمل لآخرته ولا لوطنه ويموت بكل أسف وهو لايحمل في كتابه سوي ذنب مئات الأرواح ولعنات الملايين من المشردين كما أنه سيظل يعيش في الدنيا وهو خائف مهموم لايستطيع النوم وهو آمن ولا يجد مذاق لكل مسرات الحياة رغم اعتقاده بانه يمتلك كل شيء..
وقائد لجنة البشير الأمنية (البرهان) يعترف أحياناً بأن مايربطه ب (الكيزان) لايتعدي علاقة مصلحة مشتركة فهم المجموعة الوحيدة بالسودان التي تساند وتدعم بقاءه على كرسي الحكم بينما ينادي الجميع برحيله وعودة الجيش للثكنات وتسليم البلاد الي حكومة مدنية ولاعلاقة للامر بالعقيدة أو الولاء او الوفاء ويمكنه بكل بساطة التضحية بهم اذا ماوجد كتلة غيرهم تدعمه وتضمن له بقاءه في الحكم وعدم المطالبة بذهاب الجيش للثكنات وهو وضع يلعب عليه (الكيزان) ايضا وهم الأعلم بعدم ولاء البرهان الكامل لهم ولكنه الورقة الوحيدة التي يملكونها في هذه المرحلة والتي يمكن أن تعيدهم للسلطة او تحفظ لهم خروج امن على أقل تقدير..
ومايدور من الداخل حول إدارة الدولة اليوم والتحالف بين كتلتي الطامعين من العسكر ومجموعة المنبوذين من بقايا النظام المباد من الكيزان وسماسرة السياسة والأرزقية لا يتعدى تحالف مرحلي يتوجس فيه كل طرف من الآخر وهو تحالف مبني علي المصالح المشتركة بين الطرفين غير مربوط بفكر موحد أو إستراتيجية مستقبلية ولن يستمر طويلاً وسينهار بمجرد أن يشعر أحد الأطراف بأن الآخر سيغدر به، ليبقى التوجس والخوف هو سيد الموقف وعلى الشعب السوداني الصابر أن ينتظر قليلاً ، فما بني على باطل يظل باطل وسرعان ما سينهار باذن الله..
وثورتنا ستظل مستمرة
والقصاص يظل أمر حتمي
والجنة والخلود للشهداء
الجريدة

 

آراء