على حافة الغابة البدائية: الحلقة (11)

 


 

 

الفصل الخامس
على حافة الغابة البدائية: الحلقة (11)
تجارب وملاحظات طبيب الماني في أفريقيا الإستوائية
كتبها: آلبرت شفايتزر
نقلها من الإنجليزية د. أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري – السودان
• ديباجة
تعرفنا على كثير من الجوانب المظلمة في الحقبة التي تكالب فيها الإستعمار الأوربي على أفريقيا. وقد توالت الأحداث الجسام من تهجير وقهر وقتل، دأب المستعمر الأبيض على ممارستها، ليفرض سيطرته على إنسان أفريقيا ومقدراته وموارده التي نهبت - ردحاً من الزمن - ليعمّر بها العالم الأوربي، بينما يرزح الأفريقي صاحب كل ذاك الخير في فقر لا يدانيه فقر. ومازالت أفريقيا تعاني من استنزاف مواردها بطرق شتى، وما زال بنوها يعانون من الأمرّين: استغلال المستعمر المباشر وتغول بعض أبنائها المتسلطين على إهانة شعوبهم وسرقة مقدراتهم – بواسطة حفنة من الحكام الفاسدين. لقد خرج الاستعمار من الباب الأمامي ليتسلل مرة أخرى من الباب الخلفي.
كانت سيرة الاستعمار طوال وجوده في أفريقيا، ليست بالسيرة العطرة، غير أنه قد تخللت هذه السيرة غير المحبوبة، بعض الفضاءات المضيئة من أفراد بيض، آثروا أن يغلّبوا الجانب الانساني في علاقتهم بالانسان الأسود، بطرق عديدة، كالخدمات الطبية التي قدمها الطبيب والفيلسوف الألماني (آلبرت شيفايتزر) وزوجه، للانسان الأفريقي في الجابون الحالية، اذ قاموا ببناء مستشفى لخدمة السكان المحليين، هذا المجهود أهّله للترشيح والفوز بجائزة (نوبل) تقديراً لهذا العمل الإنساني الكبير.

هذه الصفحات هي ترجمة لمذكراته التي صدرت في كتاب باسم:
(On the Edge of the Primeval Forest
*********************************
من يناير إلى يونيو، 1914
لامبارين، نهاية يونيو 1914

• ملاحظة جانبية: الأدوية وتكلفتها
كنت مشغولاً خلال الأسابيع القليلة الماضية، بتخزين إمدادات الأدوية التي وصلت في أكتوبر ونوفمبر. نضع الشحنة الاحتياطية في الغرفة الحديدية الصغيرة على التلة، والتي كانت بحوزتي منذ رحيل السيد إلينبرجر، والتي قام العم المذكور المشكور سلفاً بتجهيزها لنا بالخزائن والرفوف اللازمة. صحيح أنها لا تبدو جميلة، حيث تم تجميعها من بقايا صناديق لا زالت تحمل العناوين وبعض الرسومات، لكن لدينا مكان لكل شيء: هذا هو الأمر الأساسي. في أفريقيا نتعلم ألا نطالب كثيراً بالكمال.
وبينما كان يساورني القلق بشأن تكلفة هذه الإمدادات القيمة من الأدوية والضمادات والشاش، جلب لي البريد لشهر ديسمبر أخباراً عن هدايا جديدة جعلت قلبي أخف وطئة مرة أخرى. كيف يتسنى لنا أن نشكر بما يكفي جميع أصدقائنا ومعارفنا؟ لكي يصل أي شيء إلى لامبارين، يتضاعف ثمنه إلى حوالي ثلاث مرات عن سعره في أوروبا، ويعود هذا الزيادة إلى تكلفة التعبئة والتغليف، التي يجب أن تُنجز بعناية فائقة، وتكلفة الرحلة بالقطار، والشحن والتفريغ، والرحلة البحرية، والرسوم الجمركية الاستعمارية، ونقله عبر النهر، بالإضافة إلى ما يترتب عنها من خسائر عامة ناتجة عن الحرارة أو الماء في الحاوية أو من التعامل الخشن في الموانئ.

• صحتنا مستمرة ممتازة؛ لا أثر للحمى، على الرغم من أننا بحاجة إلى بضعة أيام راحة.
وأنا بصدد أن أغلق هذا الفصل، يصل إلى المحطة رجل عجوز مصاب بالجذام. قدم هو وزوجته من بحيرة فيرناندو فاز، التي تقع جنوب رأس لوبيز وترتبط بنهر أوجوي بأحد فروعها الأصغر. قدم هؤلاء المساكين بأنفسهم بالقارب من على مسافة 250 ميل كانوا يبحرون عكس تيار النهر لزيارة الطبيب، ووكانوا لا يستطيعون الوقوف من شدة الإرهاق.
في نهاية يناير وبداية فبراير، كنت أنا وزوجتي في تالاغوغا مشغولين بالاعتناء بالسيد هيرمان، راهب مبشر، كان يعاني من هجوم سيء من الدمل مع حمى مرتفعة، وفي نفس الوقت كنت أعالج المرضى من الجوار. كان هناك من بين هؤلاء صبي صغير رفض دخول الغرفة وتبدو عليه علامات الرعب المفرط، واضطررنا أن نحمله بالقوة. تبين لنا لاحقاً أنه كان يعتقد حقيقة أن الطبيب ينوي قتله وأكله!
كان الفتى المسكين قد حصل على معرفته بأكل لحوم البشر، ليس من حكايات الأطفال، ولكن من الواقع المروّع، لأنه حتى اليوم لم يتم استئصال هذه الممارسة تماماً من شعب الباهوين. ومن الصعب اعطاء معلومات محددة عن المنطقة التي لا يزال تنتشر فيها هذه المماراسات ، لأن الخوف من العقوبات الثقيلة المرتبطة بهذا الموضوع تجعل السكان يتحفظون لكل حالة على أقصى درجة من السرية. ذهب رجل قبل وقت قصير، من جوار لامبارين إلى بعض القرى النائية لتحصيل مستحقات دين، ولم يعد. واختفى عامل بنفس الطريقة بالقرب من سامكيتا. يقول الناس الذين يعرفون البلاد إن "المفقودين" غالباً ما يجب تفسيرغيابهم على أنه قد "تم أكلهم".
وحتى الآن، حتى وإن لم يعد معترفاً به كذلك، فإن الاحتفاظ بالعبيد من قبل السكان المحليين ليس أمراً مستبعداً في الواقع، على الرغم من الحرب التي تخوضها ضد هذه المماراسات كل من الحكومة والبعثات. وألاحظ في كثير من الأحيان، بين بعض المراجعين من المرضى، بعض الأشخاص الذين لا تنتمي ملامحهم لأي قبيلة مقيمة هنا أو في الجوار. ولكن إذا سألت ما إذا كانوا عبيداً، يؤكد لي وبابتسامة غريبة نوعأ ما أنهم فقط "خدم".
إن وضع هؤلاء العبيد غير المعترف بهم بأي حال من الأحوال ليس صعباً. فهم لا يخشون من سوء المعاملة، ولا يفكرون أبداً في الهروب ووضع أنفسهم تحت حماية الحكومة. وإذا تم إجراء تحقيق، فهم يقرون عادة وباصرار بأنهم ليسوا عبيداً، وغالباً ما يحدث أنه بعد عدة سنوات من العبودية يتم قبولهم كأعضاء في القبيلة، وبالتالي يصبحون أحراراً ويحصلون على حق الإقامة في مكان محدد. هذا الأخير هو ما يعتبرونه الشيئ الأكثر قيمة.
يجب البحث عن السبب في استمرار وجود العبودية المنزلية بسرية في منطقة الأوجوي السفلى عنه بسبب ظروف الطعام في الداخل. إن مصير أفريقيا الاستوائية المأساوي هو عدم وجود نباتات للفاكهة أو أشجار فاكهة في أي وقت مضى. فقد تم إدخال الموز والمنيوك واليام والبطاطا ونخيل الزيت من جزر الهند الغربية من قبل البرتغاليين، الذين كانوا هم اصحاب المنفعة الكبيرة من أفريقيا الاستوائية. يسود الجوع الدائم في المناطق التي لم تُدخل فيها هذه المنتجات المفيدة، أو حيث لم تكن مستقرة بشكل جيد،.ينتج عن ذلك يبيع الآباء لأبنائهم إلى المناطق أسفل النهر، لكي يكون لديهم على الأقل شيء يقتاتون به. في الجزء العلوي من نهر نجونجي، فرع من نهر أوجوي، لابد أنها مناطق تضربها منطقة جوع مستمر؛ إذ يأتي معظم الخدم المنزليين على الأوجوي من هناك، ولدي مرضى من تلك الجهات ينتمون إلى "آكلة التراب". يضطر هؤلاء بسبب الجوع إلى التعود على هذه الممارسة، ويواصلون في أكل التراب حتى عندما يحصلون على كمية كافية من الطعام.
يمكن للشخص اليوم أن يلاحظ أن نخيل الزيت يستورد من الخارج، لأنه على طول النهر وحول البحيرات حيث توجد قرى أو كانت توجد قرى، هناك غابات كاملة من نخيل الزيت، ولكن عندما يتجول الشخص على الطرق الرئيسية داخل الغابة البرية، حيث لم تكن هناك أي مستوطنات بشرية أبداً، لا يمكن رؤية واحدة من هذه المزارع.
بقينا لمدة يومين في رحلة العودة من تالاغوغا، في سامكيتا مع السيد والسيدة موريل، المبشرين من الالزاس. سامكيتا هي محطة الفهود، واقتحم أحد هؤلاء اللصوص، في واحدة من ليالي الخريف الماضي، حظيرة الدواجن للسيدة موريل. عندما سمعت صرخات كنوزها ذات الريش، هرع زوجها ليحصل على المساعدة، بينما كانت هي تراقب في الظلام، لأنهم افترضوا أن أحد السكان قد جاء يسرق شيئاً لعشائه. ثم اقتربت السيدة موريل وسمعت صوتاً على السطح، على أمل تحديد الغازي. لكن هذا الأخير، كان قد اختفى بالفعل في الظلام بقفزة قوية، وعندما فتحوا الباب وجدوا اثنين وعشرين دجاجة ميتة على الأرض قد مزقت صدورها. إنه الفهد الذي يقتل بهذه الطريقة، حيث يكون هدفه الرئيسي الحصول على الدم ليشربه. تمت إزالة ضحاياه، ولكن ظلت واحدة منهن، تم حشوها بالستريكنين السام، تركت ملقاة أمام الباب. بعد ساعتين عاد الفهد وأكلها، وبينما كان يترنح من التشنج، تم إطلاق النار عليه من قبل السيد موريل. وقبل وقت قصير من وصولنا، ظهر فهد آخر في سامكيتا وأكل عدة عنزات.
تناولنا لحم القرد للمرة الأولى في منزل السيد كادييه، المبشر، والسيد كادييه رياضي كبير. كان السود يسعدون بوجوده، وعلى العكس فهم ليسوا سعداء معي على الإطلاق ، لأنني لا أستخدم بندقيتي كثيراً. ففي إحدى رحلاتي، مررنا بتمساح نائم على شجرة تنمو في الماء، وعند مجرد مشاهدته كانوا يتوقع أن أطلق عليه النار، ولكن فاضت كأس استيائهم: "لا فائدة منك البتة"، صرخ طاقم القارب من خلال المتحدث الرسمي. "لو كنا مع السيد كادييه، لكان أطلق النار عليه، فمنذ فترة طويلة أطلق رصاصة على زوجين من القردة وبعض الطيور حتى نتمكن من الحصول على لحم. لكنك لا تفعل. وكنت أتحمل اللوم بسرور. فالطيور التي تطفوا فوق الماء لا أحب اطلاق النار عليها أبداً؛ والقردة أيضاً هي أيضاً آمنة تماماً من سلاحي. ويمكن للشخص أحياناً إسقاط أو جرح ثلاثة أو أربعة ضحايا متتالية في طلقة واحدة ومع ذلك لا يحصل على جثثها، لأنها ربما تعلق بين الفروع الكثيفة أو تسقط في النباتات الطفيلية التي تغطي مستنقعاً لا يمكن اختراقه؛ وإذا وجد الشخص الجثة، ففي الغالب يجد حولها أيضاً قردة صغيرة فقيرة تتشبث، بتأوهات، بأمها المحتضرة. السبب الرئيسي لامتلاكي بندقية هو القدرة على إطلاق النار على الثعابين، التي تتكالب على العشب حول منزلي، وعلى الطيور الجارحة التي تنهب أعشاش الطائر النسّاج في أشجار النخيل أمام منزلي.
في رحلة العودة، التقينا بقطيع من خمس عشرة فرس نهر، غطسوا في الماء سريعاً عند اقترابنا، لكن فرساً صغيراً جداً ظل يمضي وقتاً ممتعاً على حافة الرمال، ولم يطيع أمه عندما دعته.
* * * * *
قام جوزيف خلال غيابنا، بواجباته بشكل جيد جداً، وعالج الحالات الجراحية بذكاء. من تلقاء نفسه. قام بتضميد الجروح المتعفنة في ذراع رجل بمحلول من بيروكسيد الهيدروجين، والذي اضطر إلى تحضيره بنفسه من بوراكس الصوديوم!
• ملاحظة: أفكار الزنوج عن القانون والحقوق
وجدت الشاب الذي هاجمه فرس النهر في حالة سيئة جداً. فغيابي لمدة ثلاثة أسابيع منعني من إجراء العملية في الوقت المناسب، وتوفي خلال بتر ساقه، الذي قمت به على عجل. بينما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، بدأ شقيقه ينظر بغضب إلى الرفيق الذي كان قد ذهب معه المتوفى في تلك الرحلة المميتة، والذي جاء إلى المحطة للمساعدة في العناية به. تحدث إليه الشقيق بصوت منخفض، وبينما كان روح الفقيد تخرج من جسده المسجى، بدأ جدال حاد بينهما. أخذني جوزيف جانباً وشرح لي ما كان يعنيه. قال أن نكندجو، الرفيق، الذي كان في صحبة الرجل الميت في الرحلة، في الواقع، هو من قام بدعوته للخروج معه. لذلك، وفقاً للقانون المحلي، فهو مسؤول عنه ويمكن مساءلته بموجب ذلك. لهذا السبب اضطر نكندجو إلى مغادرة قريته للبقاء طوال هذه الأسابيع بجانب صديقه، والآن بعد أن أخذوا الرجل الميت إلى قريته، كان من المتوقع أن يذهب معهم حتى يتم تسوية القضية ضده على الفور. لكنه لم يكن يريد الذهاب، لأنه كان يعلم أن ذلك يعني الموت. أخبرت أخ المتوفي أنني أعتبر أن نكندجو الآن في خدمتي، وأنني لن أسمح له بالذهاب، مما أدى إلى مشادة غاضبة بينه وبيني، بينما كان يتم وضع الجثة في الزورق، حيث بدأت الأم والعمات في النواح الجنائزي.
وأكد لي الرجل أن نكندجو لن يُقتل، بل سيتعين عليه دفع غرامة فقط. لكن جوزيف أكد لي أنه لا يمكن الاعتماد على هذه التصريحات، وشعرت بأنه من الضروري البقاء على ضفة النهر حتى ينطلقوا، لأنهم كانوا، بلا شك، سيسحبون نكندجو إلى الزورق بالقوة.
كانت زوجتي منزعجة لأن المريض كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، بينما شقيقه لم يظهر أي علامة من علامات الحزن غلى فقد أخيه. كان يفكر فقط في تنفيذ الحقوق القانونية، وأعربت عن غضبها من نقص شعوره. لكنها بلا شك كانت تظلمه في ذلك، فالرجل كان يقوم فقط بواجب مقدس في الشروع فوراً في ضمان أن الشخص الذي، من وجهة نظره، كان مسؤولاً عن وفاة شقيقه، يجب أن لا يفلت من العقوبة المستحقة عليه.
وبالنسبة للزنوج، لا يمكن التفكير في ان لا ينبغي لأي عمل من هذا النوع أن يظل بدون تكفير، وهي وجهة نظر هيغلية تماماً! وبالنسبة لههم، الجانب القانوني من الحدث هو دائماً الجانب المهم، ويمضي جزء كبير من وقتهم في مناقشة القضايا القانونية. أكثر المتقاضين تشدداً في أوروبا ليس سوى طفل مقارنة بالزنجي، ومع ذلك، ليس حب التقاضي ببساطة هو الدافع الأخير؛ بل هو إحساس غير مشكوك فيه يهدف الى ارساء العدالة، والذي لم يعد، في المجمل، يشعر به الأوروبيون.
كنت أستعد يوماً لتفريغ بطن مريض مسن من قبيلة باهويين يعاني بشدة من الاستسقاء البطني، عندما قال لي: "دكتور، تأكد من نزول كل الماء في أسرع وقت ممكن، حتى أستطيع التنفس والتحرك مجدداً. هجرَتني زوجتي لأن جسمي قد تضخم جداً، ويجب عليّ أن أضغط من أجل استعادة المال الذي دفعته لها في الزفاف." وفي مناسبة أخرى، أُحضِرَ لي طفل في حالة مزرية جداً؛ ساقه اليمنى بها قرحة مفتوحة تصل إلى الفخذ. "لماذا لم تأتوا من قبل؟" "دكتور، لم نستطع؛ كان هناك نزاع يجب إنهاؤه." والنزاع يعني أي نوع من الشجار الذي يتم عرضه للتسوية القانونية، وتتم مناقشة الصغير من هذه النزاعات بنفس التفاصيل والجدية مثل النزاعات الكبيرة. فالنزاع على دجاجة واحدة يمكن أن يشغل شيوخ القرية طوال فترة ما بعد الظهر. فكل زنجي - بالضروررة - خبير قانوني.
"لا توجد عرقية أخرى على مستوى مماثل من الثقافة طورت طرقًا صارمة للإجراءات القانونية مثل الزنوج. العديد من أشكالهم القانونية تذكرنا بقوة بتلك الخاصة بأوروبا في العصور الوسطى كما اورده " (Prof. Boas in
"The Ethnical Record," March, 1904 p. 107.)
"في كل مكان في أفريقيا حيث لم تتأثر حياة النا بالمؤثرات الخارجية، يتم حكم الناس بالقانون. هناك قوانين تتعلق بالملكية، والأخلاق، وحماية الحياة، في الواقع، في العديد من أجزاء أفريقيا، يتم احترام القانون بشكل أكثر صرامة من العديد من البلدان المتحضرة." (Booker Washington: "The Story of the Negro," Vol. I., p._ 70)



aahmedgumaa@yahoo.com

 

آراء