على شرف انتخابات نقابة الصحفيين السودانيين (3)
حسن الجزولي
26 August, 2022
26 August, 2022
نقاط بعد البث
محجوب محمد صالح وتوثيقه لمسيرة الصحافة
في الاضاءة الثانية لمراجع الصحافة السودانية نتناول كتاب الأستاذ الصحفي محجوب محمد صالح والذي أصدر ومنذ فترة مبكرة كتابه الموسوم ( الصحافة السودانية في نصف قرن) شمل الجزء الأول والثاني والذي غطى الفترة من عام 1903 ـ 1953 وتولت دار مدارك للنشر بإصداره في العام 2018. علماً بأن الجزء الأول من إصدارته كان قد حمل عنوان (الصحافة السودانية في ربع قرن) والذي أصدره في في العام 1970.
أشار صالح في ديباجة التقديم بأن السودان عرف الصحافة السودانية مع بداية القرن الماضي قبل أن تعرفها معظم الدول الأفريقية، حيث وفدت إليه من مصر بواسطة نخبة من الصحفيين الشوام.
حيث تأسست في السودان بداية الأمر صحف أجنبية الملكية والتحرير وحتى القراء!، ثم أخذ السودانيون يتجاوبون مع هذه الصحف في بداية الأمر كقراء ثم كتاباً في صحف لا يملكونها، ورويداً ومع تطور الصراع الفكري والسياسي في السودان وبدايات ظهور النزعة القومية والوطنية أصدر عدداً من هؤلاء الكتاب صحفاً تعبر عن آراءهم الفكرية وتعكس صراعاتهم السياسية وتصور حياتهم الاجتماعية بشتى جوانبها.
لم يتناول الجزء الأول من سفر احجوب محمد صالح إلا الفترة التي تناولت نشأة وتطور الصحافة السودانية في البلاد بين 1903 ـ 1933 كما سبق وأن بينا، حيث يشير في كتابه إلى أنها كانت فترة اتسمت بالكثير من المشاق والولادة المتعسرة حيث أن الحكم الاستعماري البريطاني لم يكن يسمح بالتعبير عن الحريات والتعبير الحر عن الآراء إلا في حدود يرسمها هود ويحدد مسارها.
وقد وقد أشار محجوب إلى أنها كانت فترة لم يكن فيها مثقفو البلاد بأعداد كبيرة وكان اقتصادا متخلفاً وامكانات محودة للبلاد في شتى المجالات، ومع ذلك يؤكد صالح أن إرهاصات الحركة الوطنية ومولد الفكر السياسي وبداية المسيرة التي عكس أهم ملامحها في الجزء الثاني من كتابه.
تناول صالح في الجزء الثاني من كتابه الموثق لمسيرة الصحافة السودانية الأحداث والتحولات التي شهدها تطور مسيرة الصحافة السودانية من العام 1933 وحتى العام 1953.
حيث تناول أهام الاصدارت الصحفية منذ عام 1934 فكانت مجلة الفجر التي أصدرها عرفات محمد عبد الله بعد توقف كل من مجلتي النهضة التي أسسها محمد عباس أبو الريش حتى العام 1923 وحضارة السودان لصاحبها سليمان كشة في العام 1933، وذلك في فترة هاجت وماجت فيها الأحداث التي شهدتها البلاد في طريق التحرر الوطني بظهور جمعيتي الاتحاد السوداني واللواء الأبيض كقوى سياسية جديدة، بعد أن خفتت بنادق مقاتلينا البواسل (العتيقة) على تخوم جبال كرري ودانت البلاد للمستعمر!.
استمرت الاصدارات الصحفية التي شهدتها البلاد، حيث منح المستعمر رخصاً لاصدور كل من رائد السودان وحضارة السودان التي أسسها ورأس تحريرها الصحفي حسين شريف بمعاونة الشيخ عبد الرحمن أحمد الذي تولى منصب نائب رئيس التحرير الذي استقل بصحيفة أسبوعية اختار لها اسم السودان، والتي رغم انتهاجها خطاً تحريرياً يتعلق بعكس القضايا الأدبية والثقافية حتى تبتعد عن إثارة كل ما يتعلق بالقضايا السياسية حتى لا تتعرض للمحاسبة من قبل المراقب، ولكنها ولجت باب السياسة من أوسع الأبواب حين إثارة المسألة السودانية في المفاوضات الثنائية بين مصر وابريطانيا حول مستقبل العلاقة بين البلدين ومطلب الجلاء عن مصر والسودان ووحدة وادي النيل!.
hassanelgizuli45@gmail.com
محجوب محمد صالح وتوثيقه لمسيرة الصحافة
في الاضاءة الثانية لمراجع الصحافة السودانية نتناول كتاب الأستاذ الصحفي محجوب محمد صالح والذي أصدر ومنذ فترة مبكرة كتابه الموسوم ( الصحافة السودانية في نصف قرن) شمل الجزء الأول والثاني والذي غطى الفترة من عام 1903 ـ 1953 وتولت دار مدارك للنشر بإصداره في العام 2018. علماً بأن الجزء الأول من إصدارته كان قد حمل عنوان (الصحافة السودانية في ربع قرن) والذي أصدره في في العام 1970.
أشار صالح في ديباجة التقديم بأن السودان عرف الصحافة السودانية مع بداية القرن الماضي قبل أن تعرفها معظم الدول الأفريقية، حيث وفدت إليه من مصر بواسطة نخبة من الصحفيين الشوام.
حيث تأسست في السودان بداية الأمر صحف أجنبية الملكية والتحرير وحتى القراء!، ثم أخذ السودانيون يتجاوبون مع هذه الصحف في بداية الأمر كقراء ثم كتاباً في صحف لا يملكونها، ورويداً ومع تطور الصراع الفكري والسياسي في السودان وبدايات ظهور النزعة القومية والوطنية أصدر عدداً من هؤلاء الكتاب صحفاً تعبر عن آراءهم الفكرية وتعكس صراعاتهم السياسية وتصور حياتهم الاجتماعية بشتى جوانبها.
لم يتناول الجزء الأول من سفر احجوب محمد صالح إلا الفترة التي تناولت نشأة وتطور الصحافة السودانية في البلاد بين 1903 ـ 1933 كما سبق وأن بينا، حيث يشير في كتابه إلى أنها كانت فترة اتسمت بالكثير من المشاق والولادة المتعسرة حيث أن الحكم الاستعماري البريطاني لم يكن يسمح بالتعبير عن الحريات والتعبير الحر عن الآراء إلا في حدود يرسمها هود ويحدد مسارها.
وقد وقد أشار محجوب إلى أنها كانت فترة لم يكن فيها مثقفو البلاد بأعداد كبيرة وكان اقتصادا متخلفاً وامكانات محودة للبلاد في شتى المجالات، ومع ذلك يؤكد صالح أن إرهاصات الحركة الوطنية ومولد الفكر السياسي وبداية المسيرة التي عكس أهم ملامحها في الجزء الثاني من كتابه.
تناول صالح في الجزء الثاني من كتابه الموثق لمسيرة الصحافة السودانية الأحداث والتحولات التي شهدها تطور مسيرة الصحافة السودانية من العام 1933 وحتى العام 1953.
حيث تناول أهام الاصدارت الصحفية منذ عام 1934 فكانت مجلة الفجر التي أصدرها عرفات محمد عبد الله بعد توقف كل من مجلتي النهضة التي أسسها محمد عباس أبو الريش حتى العام 1923 وحضارة السودان لصاحبها سليمان كشة في العام 1933، وذلك في فترة هاجت وماجت فيها الأحداث التي شهدتها البلاد في طريق التحرر الوطني بظهور جمعيتي الاتحاد السوداني واللواء الأبيض كقوى سياسية جديدة، بعد أن خفتت بنادق مقاتلينا البواسل (العتيقة) على تخوم جبال كرري ودانت البلاد للمستعمر!.
استمرت الاصدارات الصحفية التي شهدتها البلاد، حيث منح المستعمر رخصاً لاصدور كل من رائد السودان وحضارة السودان التي أسسها ورأس تحريرها الصحفي حسين شريف بمعاونة الشيخ عبد الرحمن أحمد الذي تولى منصب نائب رئيس التحرير الذي استقل بصحيفة أسبوعية اختار لها اسم السودان، والتي رغم انتهاجها خطاً تحريرياً يتعلق بعكس القضايا الأدبية والثقافية حتى تبتعد عن إثارة كل ما يتعلق بالقضايا السياسية حتى لا تتعرض للمحاسبة من قبل المراقب، ولكنها ولجت باب السياسة من أوسع الأبواب حين إثارة المسألة السودانية في المفاوضات الثنائية بين مصر وابريطانيا حول مستقبل العلاقة بين البلدين ومطلب الجلاء عن مصر والسودان ووحدة وادي النيل!.
hassanelgizuli45@gmail.com