على كرسيه المتحرك
د. أحمد جمعة صديق
4 December, 2024
4 December, 2024
على كرسيه المتحرك
شعر
د. أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري
(مهداة الى أصحاب الهمم، في اليوم العالمي للإعاقة-الثالث من ديسمبر)
على هذا الكُرْسِيِّ المُتَحَرِّكِ
وَجْهُكَ مُبْتَسِمٌ أَبَدًا،
يُوحي بالفِ رَوَايَةٍ... وَرَوَايَةٍ
وَجْهُكَ مُبْتَسِمٌ أَبَدًا،
فَوْرَاءكَ أَلْفُ حِكَايَة... وَحِكَايَة
وَأَنْتَ عَلَى هَذَا الكُرْسِيِّ المُتَحَرِّكِ،
عَلَى هذا العَجَلِ الدُّوَّارِ!
يحملك المشوار
لتَأْتِي إِلَى صَفِّي دَوْمًا، بِوَجْهٍ مَرِحٍ،
أُرِيدُ أَنْ أَسْبِرَ أَغْوَارَه
كَيْفَ شُعُورُكَ وَهَذَا الكُرْسِيُّ المُتَحَرِّكُ؟
هَل مِن أَحَدٍ يُدْرِكُ أَسْرَارَه؟
أَشْعَلْتَ فِي قَلْبٍ يَتَعَاطَفُ الفَ سؤالٍ وسؤال
بل أَشْعَلْتَ شَرَارَه
لَكِنَّ فِي ذهني فُضُولٌ وَفُضُول
لِأَنِّي أَرَاكَ كِتَابًا بَيْنَ يَدَيَّ...
بَل أَرَاكَ فُصُولًا وَفُصُولْ
كَيْفَ؟
لِمَاذَا؟
تَبْدُو سَعِيدًا طُولَ اليَوْمِ؟
فَمَن يُصَدِّقُنَا فِيكَ القَوْلَ؟
لَكِنِّي...
وَذَلكَ أكبرُ ظَنِّي...
أَنِّي...
قَد أَدْرَكْتُ عَنكَ كَثِيرا،
عَرَفْتُكَ كَيْفَ تَرْسُمُ أَهْدَافَكَ
تَعْمَلُ فِي الدَّرْسِ بِجِدٍّ مَوْفُور
وَجْهُكَ ضَاحِكٌ...
وَهَذَا يَدْفَعُنِي لِأَخْمِنَ أَحْلَامَكَ
كَالنَّسْرِ تَحَلِّقُ فَوْقَ سَمَاءِ مِن نُورٍ
وَجْهُكَ مُبْتَسِمٌ يَدْفَعُنِي لِأَقُولَ:
إنْ هذا الكُرْسِيَّ المُتَحَرِّكَ
مَا هُوَ إِلَّا عَرْشٌ وَأَنْتَ مَليِكٌ
هَذَا الكُرْسِيُّ المُتَحَرِّكُ أَثِيرٌ جِدًّا عِندِي
فِي الطَّرِيقِ أَرَاكَ إِلَى الفَصْلِ
دَوْمًا عَلَى عَجَلٍ
أَتَسَاءَلُ كَيْفَ تَتَغَلَّبُ -يَوْمِيًّا- عَلَى هَذِي الفَوْضَى!
وَبِهَذَا الْقَدْرِ الْمُتَدَفِّقِ مِن عَزْمٍ لَيْسَ لَهُ حَدٌّ
أَرَاكَ جَدًّ سَعِيدٍ، وَأَنْتَ تَهْزِمُ قَدَرَكَ،
فَأَنْتَ قَوِيٌّ وَتُدْرِكُ قَدْرَكَ
أَنْتَ قَوِيٌّ...
فَضَعْ قَدَمَيْكَ عَلَى هَذَا الأَسْفَلَتِ واتركْ أَثَرَكَ
الْوُجُوهِ سَعِيدَةٌ حول كُرْسِيِّكَ المُتَحَرِّكِ
تَتَسَابَقُ تَدْفَعُ بِالْكُرْسِيِّ إِلَى أَعْلَى الدَّرَجِ
مَرْفُوعًا عَلَى الأَكْتَافِ - مَلِكٌ أَنتَ - بِلَا حَرَجٍ
أَحِسُّكَ فِي قَلْبِي، فَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ يا هذا الإِنْسَانُ؟
تَمْنَحُ الأَفْرَاحَ بِلَا ثَمَنٍ
تُوَزِّعُهَا عَلَى كُلِّ الأَكْوَانِ
تَأْتِي وَتَجْلِسُ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ بِرَزَانَة
دَوْمًا تَجْلِسُ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ بِرَزَانَة
تَسْتَمِعُ إِلَى كُلِّ مَقَالٍ
وَتَطْرَحُ سُؤَالًا تِلْوَ سُؤَالٍ
تَحْرِصُ عَلَى تَدْوِينِ الْمَعْلُومَات
لِتُشْرِكَ أَصْحَابَكَ وَتُعَوِّضَهُمْ مَا فَات
لِذَلكَ كُنتَ الْأَفْضَلَ بَيْنَ الْأَقْرَانِ
أَخْلَاقُكَ رَائِعَةٌ، أَخْلَاقُ الْفَنَّان
لَنْ تَفْلُتَ مِن نَظَرِي أَبَدًا وَمَهْمَا كَان
أَرَاكَ تُقَاتِلُ دَوْمًا...
وَبِقُوَّةٍ تَتَابِعُ دَرْسَكَ لَيْلَ نَهَارٍ
لِتُحَقِّقَ حَظًّا بَيْنَ الْأَقْرَانِ،
كَمْ أَنَا فَخُورٌ بِكَ وَبِكُرْسِيِّكَ المُتَحَرِّكِ
أَنْتَ الْأَكْثَرُ إِلْهَامًا لِي يَا أَرْوَعَ مَخْلُوقٍ،
يَا أَجْمَلَ إِنْسَانٍ
aahmedgumaa@yahoo.com
شعر
د. أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري
(مهداة الى أصحاب الهمم، في اليوم العالمي للإعاقة-الثالث من ديسمبر)
على هذا الكُرْسِيِّ المُتَحَرِّكِ
وَجْهُكَ مُبْتَسِمٌ أَبَدًا،
يُوحي بالفِ رَوَايَةٍ... وَرَوَايَةٍ
وَجْهُكَ مُبْتَسِمٌ أَبَدًا،
فَوْرَاءكَ أَلْفُ حِكَايَة... وَحِكَايَة
وَأَنْتَ عَلَى هَذَا الكُرْسِيِّ المُتَحَرِّكِ،
عَلَى هذا العَجَلِ الدُّوَّارِ!
يحملك المشوار
لتَأْتِي إِلَى صَفِّي دَوْمًا، بِوَجْهٍ مَرِحٍ،
أُرِيدُ أَنْ أَسْبِرَ أَغْوَارَه
كَيْفَ شُعُورُكَ وَهَذَا الكُرْسِيُّ المُتَحَرِّكُ؟
هَل مِن أَحَدٍ يُدْرِكُ أَسْرَارَه؟
أَشْعَلْتَ فِي قَلْبٍ يَتَعَاطَفُ الفَ سؤالٍ وسؤال
بل أَشْعَلْتَ شَرَارَه
لَكِنَّ فِي ذهني فُضُولٌ وَفُضُول
لِأَنِّي أَرَاكَ كِتَابًا بَيْنَ يَدَيَّ...
بَل أَرَاكَ فُصُولًا وَفُصُولْ
كَيْفَ؟
لِمَاذَا؟
تَبْدُو سَعِيدًا طُولَ اليَوْمِ؟
فَمَن يُصَدِّقُنَا فِيكَ القَوْلَ؟
لَكِنِّي...
وَذَلكَ أكبرُ ظَنِّي...
أَنِّي...
قَد أَدْرَكْتُ عَنكَ كَثِيرا،
عَرَفْتُكَ كَيْفَ تَرْسُمُ أَهْدَافَكَ
تَعْمَلُ فِي الدَّرْسِ بِجِدٍّ مَوْفُور
وَجْهُكَ ضَاحِكٌ...
وَهَذَا يَدْفَعُنِي لِأَخْمِنَ أَحْلَامَكَ
كَالنَّسْرِ تَحَلِّقُ فَوْقَ سَمَاءِ مِن نُورٍ
وَجْهُكَ مُبْتَسِمٌ يَدْفَعُنِي لِأَقُولَ:
إنْ هذا الكُرْسِيَّ المُتَحَرِّكَ
مَا هُوَ إِلَّا عَرْشٌ وَأَنْتَ مَليِكٌ
هَذَا الكُرْسِيُّ المُتَحَرِّكُ أَثِيرٌ جِدًّا عِندِي
فِي الطَّرِيقِ أَرَاكَ إِلَى الفَصْلِ
دَوْمًا عَلَى عَجَلٍ
أَتَسَاءَلُ كَيْفَ تَتَغَلَّبُ -يَوْمِيًّا- عَلَى هَذِي الفَوْضَى!
وَبِهَذَا الْقَدْرِ الْمُتَدَفِّقِ مِن عَزْمٍ لَيْسَ لَهُ حَدٌّ
أَرَاكَ جَدًّ سَعِيدٍ، وَأَنْتَ تَهْزِمُ قَدَرَكَ،
فَأَنْتَ قَوِيٌّ وَتُدْرِكُ قَدْرَكَ
أَنْتَ قَوِيٌّ...
فَضَعْ قَدَمَيْكَ عَلَى هَذَا الأَسْفَلَتِ واتركْ أَثَرَكَ
الْوُجُوهِ سَعِيدَةٌ حول كُرْسِيِّكَ المُتَحَرِّكِ
تَتَسَابَقُ تَدْفَعُ بِالْكُرْسِيِّ إِلَى أَعْلَى الدَّرَجِ
مَرْفُوعًا عَلَى الأَكْتَافِ - مَلِكٌ أَنتَ - بِلَا حَرَجٍ
أَحِسُّكَ فِي قَلْبِي، فَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ يا هذا الإِنْسَانُ؟
تَمْنَحُ الأَفْرَاحَ بِلَا ثَمَنٍ
تُوَزِّعُهَا عَلَى كُلِّ الأَكْوَانِ
تَأْتِي وَتَجْلِسُ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ بِرَزَانَة
دَوْمًا تَجْلِسُ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ بِرَزَانَة
تَسْتَمِعُ إِلَى كُلِّ مَقَالٍ
وَتَطْرَحُ سُؤَالًا تِلْوَ سُؤَالٍ
تَحْرِصُ عَلَى تَدْوِينِ الْمَعْلُومَات
لِتُشْرِكَ أَصْحَابَكَ وَتُعَوِّضَهُمْ مَا فَات
لِذَلكَ كُنتَ الْأَفْضَلَ بَيْنَ الْأَقْرَانِ
أَخْلَاقُكَ رَائِعَةٌ، أَخْلَاقُ الْفَنَّان
لَنْ تَفْلُتَ مِن نَظَرِي أَبَدًا وَمَهْمَا كَان
أَرَاكَ تُقَاتِلُ دَوْمًا...
وَبِقُوَّةٍ تَتَابِعُ دَرْسَكَ لَيْلَ نَهَارٍ
لِتُحَقِّقَ حَظًّا بَيْنَ الْأَقْرَانِ،
كَمْ أَنَا فَخُورٌ بِكَ وَبِكُرْسِيِّكَ المُتَحَرِّكِ
أَنْتَ الْأَكْثَرُ إِلْهَامًا لِي يَا أَرْوَعَ مَخْلُوقٍ،
يَا أَجْمَلَ إِنْسَانٍ
aahmedgumaa@yahoo.com