تدور عجلة الاحداث مسرعة في المنطقة العربية واقليم الشرق الوسط واجزاء واسعة من العالم بسبب تراكمات ونتائج الازمات والمشكلات الدولية التي تركت بلاحل في عالم متخبط خاصة بعد حادث مقتل الصحافي السعودي جمال الخاشقي الذي يعتبر اكبر واخطر انتكاسة لبلد مثل المملكة العربية السعودية ظلت علي الدوام تتمتع باحترام وتقدير الاخرين وباعتبارها بلد له خصوصيتة ظل يدار بطريقة اقرب الي قيم واخلاق العشيرة العربية اضافة الي كونه وطن القبلة الروحية لملايين المسلمين في مختلف انحاء العالم. لاتختلف كثيرا عن السعودية في العناوين الرئيسية في اسلوب الحكم توجد دولة الامارات العربية المتحدة التي نجحت في الجمع بين تقليدية الحكم والحداثة والتطور الي جانب الحكمة والتعقل في التعامل مع الامور الداخلية والخارجية. تعتبر الحرب الدائرة في اليمن بين بعض وكلاء النظام الايراني و المحور السعودي الخليجي المدعوم من بعض الدول والكيانات العربية احد النتائج المباشرة عن الاختلالات الاستراتيجية وحالة الفوضي والانفلات المخيفة الناتجة عن الغزو والاحتلال الامريكي لبلاد الرافدين والعمل المخجل والتصرفات المندفعة التي حولت ذلك البلد الاستراتيجي الهام الي قاعدة لتمدد النفوذ الايراني وانتشارة في المنطقة. السعودية ودول الخليج يحصدون اليوم ثمن السلبية وعدم التقييم السليم للامور واتخاذ موقف المتفرج من الذي حدث في العراق بعد الغزو والاحتلال من تفكيك لجيش العراق القومي وكل مؤسسات ذلك البلد الاستراتيجي التي اصبحت اليوم تسيطر عليه منظمات عقائدية اقرب لكونها مليشيات من جيوش قومية مهنية واحترافية. لما افاق العرب من رقدتهم وجدوا ايران بمليشياتها ومخابراتها علي مقربة من حدودهم وهم يحاولون السيطرة علي اليمن وينسقون مع جماعات الاخوان المسلمين لاقتسام النفوذ في المنطقة ولديهم مصالح مشتركة في اسقاط انظمة الحكم في السعودية والخليج ومصر والانظمة التقليدية الاخري في المنطقة التي اصبحت لهم فيها قواعد متقدمة في قطر وتركيا التي يحكمونها من الباطن . السعودية ودول الخليج لم يعطوا انفسهم الوقت الكافي لتقييم الامور في ظل واقع المؤامرات الايرانية والاخوانية الخبيثة للسيطرة علي المنطقة وتورطوا في حرب استنزاف مهلكة في اليمن وهذا مايريده محور الشر الايراني الاخواني ويكفية جدا ان تصبح هذه البلاد تحت رحمة تجار السلاح في عالم يدار بطريقة مخجلة وتعرض فيها حماية الدول بالمال ورئيس بلد عظمي مفترضة يحمل كاتلوج الاسلحة في يده امام العالم كله ويطلق النكات وعبارات السخرية السخيفة في حق هولاء العرب وهم يتبسمون امامه تاكيدا للطاعة والخضوع والانكسار وقبول الصفقات المليارية مقابل حماية وهمية لاوجود او تاثير لها علي مجريات الامور . في ذروة التداعيات المسرعة لعملية اغتيال الصحفي السعودي الذي ينذر بحدوث مضاعفات خطيرة علي كيان الدولة السعودية في المستقبل القريب صدر اعلان علي شكل انذار من وزارتي الدفاع والخارجية الامريكي يدعوا الي وقف الحرب في اليمن خلال ثلاثين يوم. للاسف الشعب اليمني كان هو الخاسر الوحيد بعد ان اصبح بين مرمي نارين وتعرض للابادة واصبح الوضع الانساني خارج السيطرة مما دفع الامريكان للدعوة لوقف الحرب. علي التحالف السعودي الخليجي الامتثال لصوت العقل بقبول وقف الحرب في اليمن ولكن فرض شروطهم علي العالم والمجتمع الدولي قبل الشروع في ذلك بضرورة المساعدة العملية في وقف المطامع الايرانية وفرض مقاطعة عربية شاملة علي ايران واعوانها في المنطقة واغلاق الحدود مع اليمن ودعم مصالحة من اجل يمن خالي من النفوذ الايراني والاخواني وتوفير الاموال والكرامة المهدرة في صفقات السلاح ونفض الغبار عن مباني ماتعرف باسم جامعة الدول العربية واصلاحها وتحديثها وليس اخيرا قيام المملكة العربية السعودية بتقديم الثمن المستحق في قضية الصحفي السعودي المغدور جمال الخاشقجي بطريقة متعقلة من اجل سحب البساط من بعض المتربصين ومن اجل وقف مهرجانات الشماتة والافراح الاسطورية في كواليس محور الشر الاخواني الايراني بهذا الكارثة التي وقعت في لحظة عمي فيها البصر والبصيرة.