عن الشهيد عبد الخالق محجوب (5) : كتابة تخلو من أي وعي أو إزهار لقناديل!.
حسن الجزولي
18 July, 2021
18 July, 2021
بتأليف للمهندس حسن محمود الريح صدر عن دار المصورات كتابه المعنون " عبد الخالق محجوب ،، الوعي وإزهار القناديل" سبتمبر 1927م ـ يوليو 1971.
ومنذ الوهلة الأولى يترآي للقارئ أن محتوى الكتاب يتناول سيرة هذا الانسان السوداني النادر الوجود ويستعرض سنوات حياته ومساهماته في مجريات السياسة السودانية التي اكتوى بنارها حداً انطبقت عليه فيها مقولة "فناء العاشق في المعشوق". ولكن الأمر ليس كذلك البتة، بل هو عكس ذلك، حيث دس السم في الدسم ببث خطاب الكراهية لعبد الخالق وحزبه معاً!.فبدلاً عن تناول عبد الخالق وسيرته وسريرته، ترك كل ذلك وراح متحدثاً عن انقلاب 19 يوليو وأحداث مجزرة بيت الضيافة!.وحتى حول هذه فلم يكن أميناً كما سنرى!.
***
إن أبلغ محاولة إحتقار وإهانة في الكتاب من الكاتب "والقائمين " على أمر الكتاب وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك التربص بعبد الخالق متسترين خلف "أزهار وعيه ورياحينه"، وردت على لسان الضابط "بشير مختار" المناوئ للشيوعيين ولزملائه الضباط في تنظيم الضباط الأحرار، الذين رأينا كيف شهد ضدهم في إفاداته والغل والتشفي يمتلكانه، كإفادته ضد زميله الضابط مدني علي مدني، وهاهو هنا يدلي بإفادة غريبة عن الشهيد عبد الخالق محجوب نفسه!.
قال عندما استجوب النميري عبد الخالق بعد اعتقاله، وضح كل شي، ما حاول يبرر، ما حاول ينفي، تفاصيل التفاصيل، وأسماء المشاركين، كان واضح وأمين جداً، كان صادقاً في كلامه، ثم قال أنه ونتيجة حديثه هذا "عن الحاصل بحذافيره وبناءاً عليه، كان في ناس كتار كانوا ما معتقلين، تم اعتقالهم"!.
أي ما يعني باختصار أن عبد الخالق "واشي" وأنه اعترف على زملائه، والواشي في عرف المجتمع وتقييمه أنه شخص جبان رعديد وغير مؤتمن و"منفنس"!. فتخيلوا أن شخصاً بقامة عبد الخالق وهيبته وكاريزمته التي جُبل عليها، والرجل الذي وهب عمره وحياته لقضية يعتبرها من أنبل ما يمكن أن يخلص لها الانسان وهي قضية الوطن والشعب وضرورة النضال من أجل التغيير الاجتماعي، يحوله شخصاً من "أمثال الضابط بشير مختار" إلى رعديد أمام "النميري"!.
لقد نقلت شخصيات أخرى من أمثال دكتور منصور خالد وعمر الحاج موسى والذين كانوا أكثر استقامة وتصالحاً مع أنفسهم، أدق وقائع لقاء النميري مع عبد الخالق بمكتبه في معسكر الشجرة، وكانوا لحظتها شهود عيان لما جرى، بالاضافة إلى الصحفية المصرية مريم روبين مبعوثة صحيفة الاهرام والتي كتبت عن تلك المقابلة بالتفاصيل الدقيقة، فلم يشر أي من هؤلاء إلى مثل ما أفاد به الضابط المشار إليه حول عبد الخالق!، وهو الذي شهد له جميع من كانوا في بهو إعدامه في تلك اللحظات كيف أنه ذهب للموت كعريس باسم ومعطر بزي مهندم وحذاء لامع!، كما شهدت له أجهزة الاعلام الاقليمية والدولية التي تابعت مجريات محاكمته العسكرية عن ثباته وشجاعته، ثم أولم تقرأ للصحفي الراحل إدريس حسن يقول عن تلك المحاكمة كيف أن عبد الخالق بدى كفرسان الأساطير القديمة وهو يترافع عن نفسه وحزبه، وكأنه يتحدث في ندوة جماهيرية؟!، بل اذهب واقرأ لعلي أبو سن عندما كتب عنه يقول "بان الحزب الشيوعي الفرنسي نظم مظاهرة كبرى في ميدان الجمهورية بباريس احتجاجا على اعدام عبد الخالق محجوب، ما زلت أذكر صورة عبد الخالق وهو يساق الى ساحة الاعدام والتي نصبوها في الميدان بحجم سبعة امتار "..." وقد اكتسى وجهه بذلك التعبير الرجولي الهادي الواثق المبهر وقد كتبوا فوقها بحروف ضخمة "هكذا يموت الشيوعيون" ، فكان رمزا لاجمل واعظم ما في السودان والسودانيين من معاني، ولقد تجولت وسط ذلك الحشد الهائل من الفرنسيين كانوا حوالي 100 الف شخص وشعرت بالفخر لانني لم اشهد باريس تحتفي باسم شخص اجنبي قط بتلك الصورة وذلك الحجم"!، وقد حدث قبل ذلك بنحو سنة أن تم اعتقال عبد الخالق قبل نفيه إلى مصر، وعقد له "مجلس قيادة ثورة مايو" محاكمة و طلب منه خلالها المدعو أبو القاسم محمد إبراهيم أن يكشف لهم عن أسرار الحزب الشيوعي، فزجره عبد الخالق موضحاً لهم أنه لو خير بأن يقطع لسانه أو يفعل مثل هذا الأمر، فلن يدلي ولو بحرف عن أسرار حزبه!.
وحيث أن الضابط بشير مختار وأمثاله من المناوئين لعبد الخالق وحزب عبد الخالق يأتون في أواخر أشواط ذلك الزمان ليلفقوا
مثل هذه الأحاديث، فنقول لهم، إن شهاداتكم يعتريها "الضمور والعور"، أذهبوا لتأتوا لنا بما يقوي منها!.
(ونواصل)
ـــــــــــــــــــ
* لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونا واجب وطني.
* االصورة المرفقة لقيادات الحزب وأجهزة النميري الأمنية تكد في البحث عنهم.
hassanelgizuli@yahoo.com
ومنذ الوهلة الأولى يترآي للقارئ أن محتوى الكتاب يتناول سيرة هذا الانسان السوداني النادر الوجود ويستعرض سنوات حياته ومساهماته في مجريات السياسة السودانية التي اكتوى بنارها حداً انطبقت عليه فيها مقولة "فناء العاشق في المعشوق". ولكن الأمر ليس كذلك البتة، بل هو عكس ذلك، حيث دس السم في الدسم ببث خطاب الكراهية لعبد الخالق وحزبه معاً!.فبدلاً عن تناول عبد الخالق وسيرته وسريرته، ترك كل ذلك وراح متحدثاً عن انقلاب 19 يوليو وأحداث مجزرة بيت الضيافة!.وحتى حول هذه فلم يكن أميناً كما سنرى!.
***
إن أبلغ محاولة إحتقار وإهانة في الكتاب من الكاتب "والقائمين " على أمر الكتاب وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك التربص بعبد الخالق متسترين خلف "أزهار وعيه ورياحينه"، وردت على لسان الضابط "بشير مختار" المناوئ للشيوعيين ولزملائه الضباط في تنظيم الضباط الأحرار، الذين رأينا كيف شهد ضدهم في إفاداته والغل والتشفي يمتلكانه، كإفادته ضد زميله الضابط مدني علي مدني، وهاهو هنا يدلي بإفادة غريبة عن الشهيد عبد الخالق محجوب نفسه!.
قال عندما استجوب النميري عبد الخالق بعد اعتقاله، وضح كل شي، ما حاول يبرر، ما حاول ينفي، تفاصيل التفاصيل، وأسماء المشاركين، كان واضح وأمين جداً، كان صادقاً في كلامه، ثم قال أنه ونتيجة حديثه هذا "عن الحاصل بحذافيره وبناءاً عليه، كان في ناس كتار كانوا ما معتقلين، تم اعتقالهم"!.
أي ما يعني باختصار أن عبد الخالق "واشي" وأنه اعترف على زملائه، والواشي في عرف المجتمع وتقييمه أنه شخص جبان رعديد وغير مؤتمن و"منفنس"!. فتخيلوا أن شخصاً بقامة عبد الخالق وهيبته وكاريزمته التي جُبل عليها، والرجل الذي وهب عمره وحياته لقضية يعتبرها من أنبل ما يمكن أن يخلص لها الانسان وهي قضية الوطن والشعب وضرورة النضال من أجل التغيير الاجتماعي، يحوله شخصاً من "أمثال الضابط بشير مختار" إلى رعديد أمام "النميري"!.
لقد نقلت شخصيات أخرى من أمثال دكتور منصور خالد وعمر الحاج موسى والذين كانوا أكثر استقامة وتصالحاً مع أنفسهم، أدق وقائع لقاء النميري مع عبد الخالق بمكتبه في معسكر الشجرة، وكانوا لحظتها شهود عيان لما جرى، بالاضافة إلى الصحفية المصرية مريم روبين مبعوثة صحيفة الاهرام والتي كتبت عن تلك المقابلة بالتفاصيل الدقيقة، فلم يشر أي من هؤلاء إلى مثل ما أفاد به الضابط المشار إليه حول عبد الخالق!، وهو الذي شهد له جميع من كانوا في بهو إعدامه في تلك اللحظات كيف أنه ذهب للموت كعريس باسم ومعطر بزي مهندم وحذاء لامع!، كما شهدت له أجهزة الاعلام الاقليمية والدولية التي تابعت مجريات محاكمته العسكرية عن ثباته وشجاعته، ثم أولم تقرأ للصحفي الراحل إدريس حسن يقول عن تلك المحاكمة كيف أن عبد الخالق بدى كفرسان الأساطير القديمة وهو يترافع عن نفسه وحزبه، وكأنه يتحدث في ندوة جماهيرية؟!، بل اذهب واقرأ لعلي أبو سن عندما كتب عنه يقول "بان الحزب الشيوعي الفرنسي نظم مظاهرة كبرى في ميدان الجمهورية بباريس احتجاجا على اعدام عبد الخالق محجوب، ما زلت أذكر صورة عبد الخالق وهو يساق الى ساحة الاعدام والتي نصبوها في الميدان بحجم سبعة امتار "..." وقد اكتسى وجهه بذلك التعبير الرجولي الهادي الواثق المبهر وقد كتبوا فوقها بحروف ضخمة "هكذا يموت الشيوعيون" ، فكان رمزا لاجمل واعظم ما في السودان والسودانيين من معاني، ولقد تجولت وسط ذلك الحشد الهائل من الفرنسيين كانوا حوالي 100 الف شخص وشعرت بالفخر لانني لم اشهد باريس تحتفي باسم شخص اجنبي قط بتلك الصورة وذلك الحجم"!، وقد حدث قبل ذلك بنحو سنة أن تم اعتقال عبد الخالق قبل نفيه إلى مصر، وعقد له "مجلس قيادة ثورة مايو" محاكمة و طلب منه خلالها المدعو أبو القاسم محمد إبراهيم أن يكشف لهم عن أسرار الحزب الشيوعي، فزجره عبد الخالق موضحاً لهم أنه لو خير بأن يقطع لسانه أو يفعل مثل هذا الأمر، فلن يدلي ولو بحرف عن أسرار حزبه!.
وحيث أن الضابط بشير مختار وأمثاله من المناوئين لعبد الخالق وحزب عبد الخالق يأتون في أواخر أشواط ذلك الزمان ليلفقوا
مثل هذه الأحاديث، فنقول لهم، إن شهاداتكم يعتريها "الضمور والعور"، أذهبوا لتأتوا لنا بما يقوي منها!.
(ونواصل)
ـــــــــــــــــــ
* لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونا واجب وطني.
* االصورة المرفقة لقيادات الحزب وأجهزة النميري الأمنية تكد في البحث عنهم.
hassanelgizuli@yahoo.com