عن قوى التغيير المركزي وقوى التغيير الجذري “الإخوة الأعداء” أصدقوا وتصادقوا لوقف الحرب .. بقلم/ عمر الحويج
عمر الحويج
10 August, 2023
10 August, 2023
ما فكرت فيه وقررت كتابته اليوم في هذا الظرف العصيب ، وانتم تتداعون لجمع قوى الثورة والشعب في سبتمبر القادم في إثيوبيا . وجدتني قد سبق أن كتبته قبل عام وأكثر من نصف ، وما تبقى يأتي لاحقاً ، ولأننا محلك سر ، حتى أتى الخراب ، سوف أستعيده مرة أخرى ، خاصة لاحل في أيدينا لوقف هذه الحرب اللعينة ، وتسليك الطريق ، لعودة المسار المدني الديمقراطي ، غير وحدة القوى الوطنية . قوى الثورة الحية ، بكل فصائلها ، والتي نهضت بثورتها في ديسمبر المجيد ، دون فرز أو إقصاء .. عسى ولعل يلتئم الشمل وينتج ما يتطلع إليه شعبنا المنكوب من وحدة .
(كبسولة كانت في وقتها مع المقال)
المجلس المركزي: رغم ورشة التقييم واعتذاركم لشعب السودان فأنتم لازلتم قابعين مع طموحاتكم غارقين فيها
المجلس المركزي: تواضعوا وضعوا يدكم مع قوى الثورة الحية والشعب وأتركوا قيادة الثورة ، تقودها مقاومتها
المجلس المركزي: تواضعوا وأتركوا للثورة تحديد مسارها وأنتم خلفها تشدون من أزرها فلستم وحدكم صانعيها .
بداية أود أن أتحدث عن هذه الكبسولة التي تتصدر هذا المقال ، هي عبارة عن رأي أسجله في يومياتي على حائطي بالفيسبوك في ما يَجِدُ من أحداث الحياة السياسية في السودان ، منذ انتفاضة سبتمبر 2013م وإن كانت كتابتها في ذلك الحين متباعدة نوعاً ما ، إلا أنه ومع بداية انطلاقة ثورة 19 ديسمبر المجيدة 2018م ، أصبحت بكلياتي مناصراً للثورة ، ( وحقيقة لست كاتباً سياسياً محترفاً مداوماً ، إلا مؤخراً وإن كانت اهتماماتي أدبية في البدء ، رغم أني (تجرعت من كأس السياسة حتى الثمالة) وفرغت نفسي للكتابة السياسية ، بعد أن أعاد لنا هذا الجيل الراكب رأس شبابنا وحلمنا الثوري الدائم .
ولأدخل في الموضوع . هناك في رواية (الإخوة الأعداء) للكاتب الأمريكي جيفري آرتشر ، طالعها الكثيرون منكم ، لأن لها شهرتها في عالم الأدب الروائي ، وتدور أحداثها بين شخصين عاشا كل منهما في مكانين مختلفين ، حياة تختلف عن الآخر . أحدهما عاش الرفاه الراسمالي وفي فمه ملعقة من ذهب ، والآخر عاش حياة شظف العيش بكل تمامه ووجعه ، وإن أرتقى بجهده وعرقه إلى مصاف أغنى الأغنياء ، ودار بينهما الصراع الطبقي المحتوم ، ولامجال لتفصيله هنا ، جئت بها مستشهداً ، لأن فيها كثير شبه في العنوان وربما المضمون بهذين التحالفين المتنافرين ، المركزي والجذري ، وإن كنت أطلب منهما التحول إلى الإخوة الأصدقاء ليتصارعا بشرف وبسلمية الثورة القرن-عالمية ، التى خاضاها معاً ، وليس الإخوة الأعداء كما هو حادث بينهما الآن
، ووجب عليهما المواصلة في هذا الصراع السلمي ، حتى اسقاط هذا الإنقلاب المشؤوم ، مكمن اتفاقهما وتوافقهما وليس خلافهما . ليتفرغا بعدها للتنافس الشريف والسلمي في انتخابات حرة نزيهة ، وتحت راية حكومة الثورة المدنية الديمقراطية ، ونحن في انتظار بزوغ نجم تحالف الوسط الذي سيوازن بين التحالفين وهما موعودان بانضمام المزيد من الكيانات التي أفرزتها نضالات قوى الثورة المتعددة ، وعلى الشعب أن يختار ، وفي ذلك متسع للصراع بين الأطراف دون الضرب تحت الحزام ، واللعب بالمناورات السياسية الذي أدمنه جيل نخبة الفشل وأصابونا في مقتل ، بما جلبوه على البلاد من خراب ودمار ، والذي أكملته الإنقاذ باللعب القذر الذي أسس له التنظيم الإسلاموي ، ولازالوا يمارسونه حتى الآن للعودة لحكم البلاد . هذه العودة التى يطلبونها ولكن ليس بالمهج والأرواح ، كما يفعل كل طالب حق ، كما يتصورونه ، لعودة دينهم المفقود الذي يدَّعونه ، فهم أجبن من ذلك ، إنما هي عودة تستبطن المجهول لنا من منهوباتهم السابقة ، التي يريدون استعادتها كاملة غير منقوصة ، حتى لو بحرب لاتبقى ولا تذر ، بزيادة المخبوء من المنهوب الذي لم تدري عنه لجنة إزالة التمكين في وقتها ، رغم جهدها المُقدر كما صرح سابقاً عضو اللجنة وجدي صالح ، أن ما استطاعوا استعادته من نهب الكيزان لأموال السودان وممتلكات شعبه لا يتعدى ال 10% من المنهوبات ، وهذا هو الذي جعلهم ، أن يكون هذا هدفهم ، منذ أن قرروا أن يعيقوا بل يوقفوا مسار الثورة في ١١ ابريل 2019م بفرية لجنتهم الأمنية وبما أسموه انحيازاً للشعب ، وما هو إلا انقلاباً كامل الدسم ، لا يفوقه دسامة في تفاصيل دمامته إلا أكذوبة تصحيح مسار الثورة ، في إنقلاب ٢٥ اكتوبر الإنتحاري المشؤوم ، وما بينهما من مؤامرات ، واجهتها حكومة الثورة وحاضنتها ، الحرية والتغيير ، باستكانة وتهاون لا محل لها من الإعراب ، وإن حاولت نقد تجربتها بعد فوات الأوان والإعتذار عنها ، فلا فائدة من التقييم والنقد والإعتذار ، إذا كانت النية مبيتة لتكرار ذات الأخطاء المقصودة بانتهازية مكشوف عنها حجاب حامليها ، وهذا ما أنوي مناقشته هنا .
فهذه التحالفات إذا سألوهم ما هو سلاحكم الذي تنوون به انهاء او إسقاط الإنقلاب ؟؟ مركزية أو جذرية ، سيتدافعون للإجابة : سلاحنا الشارع وهؤلاء الشباب الذين يفدون البلاد بأرواحهم وأجسادهم ، ستكون منهم هي الإجابة المطلوبة حقاً ، وإذا كان تحالف قوى التغيير الجذري ، لم يعلنها صراحة ، وفقط يرفع في برامجه ذات شعارات الشارع ، ولم أسمع أو أعرف عنه أنه ينازع ذات الشارع في قيادته للثورة ، فالأمر عنده متروك لأصحاب الثورة وفاعليها ، فقط هو ينتظر ما تسفر عنه الثورة ، ويدفع مع غيره من مكونتها الثورية لإنتصارها المؤكد ، هل يعاقب هذا المكون بالأقصاء لأنه في خط الثورة وصانعيها ؟؟ . أما مانراه ونشاهده من ، تحالف قوى الحرية والتغيير ومجسلها المركزي فأنها لاتتماهى ولا تتوافق ، مع منطق قيادة الثورة ، في تنسيقيات لجان مقاومتها ، فهي ساعية حثيثاً لأرتكاب خطئها وخطيئتها الثانية ، وإن كانت هذه المرة ستكون الخطأ والخطيئة ، القاتلة لهم وللثورة والوطن نفسه ودماره ، فهي تمارس ذات أساليب السابقين في طلب السلطة والجاه ، بكل وسائل الإنتهازية بما فيها ، قذارة الضرب تحت الحزام ، فجل نشاطها السياسي وتكتيكاتها ، تصب في اتجاه الإستئثار بالثورة وبالسلطة ، فهي تعمل كل جهدها في فرض أمانيها ، والتي تعتبر حالة مرضية في السعي لإغتيال الثورة ، ووراثتها وهي حية ترزق بكل زخمها وشبابها ، وهي تجتهد لسرقة قيادة الثورة من الثوار ، الذين هم سلاحها التي تدعي الوصاية عليهم ، وهي ليس في جعبتها غير طلعتها البهية ، لممثلي مجلسها المركزي ، في الفضائيات العربية والعالمية ، وهذا الظهور المتكرر على الشاشات الزرقاء لا تحرر شعب ، من ورطته الوجودية التي يعيشها السودان ، فعليهم اقناع ذواتهم بأن لامنجي لهم إلا الإقتناع بأن لا سلاح لهم يحاربون به إنقلاب الأشرار الذين تجمعوا مرة أخرى في حوش النصف صوفي والكيزاني كامل الدسم ، الطيب الجد ، يخططون ويدبرون لتشكيل حكومة وحدة وطنية لا يستثنى منها إلا المؤتمر الوطني يقولون ، وهم بجمعهم ذاك ما هم إلا ذات المؤتمر الوطني بمسمياته المختلفة ، ومشايعيهم وتابعيهم ، وما ملكت أيمانهم ، وما حولهم من موزاب القصر . ولن يوقفهم عند حدهم ويجعلهم ينكفئون على أعقابهم خاسرين يا حرية وتغيير ، إلا هؤلاء الأبطال الأشاوس ، فلا سلاح لكم غيرهم الذين يقودون نضال الشارع ، فبأي منطق يستوي منطقكم هذا ، مع منطق الثوار ، غير أن يكون الإنتهازية الموغلة تمكناً طبعاً وتطبعاً داخلكم ، والضرب الخياني تحت الحزام ، بكل جرأة وقوة عين ، يجيدها الكيزان .
يكفي فقط النظر لآخر محاولاتكم ، لسرقة قيادة الثورة ، فما تقومون به هذه الأيام من تحركات ، وما ترددونه في الإعلام ، أنكم بصدد إعلان دستوري يفتح الباب للثورة لإنهاء الانقلاب . ومعه إصراركم على دعوتكم المربكة على انهائه وليس اسقاطه ، وفرق الهاء بين الجملتين هاتين ، هي المفتاح للتسويات المريبة التي تنشدونها ، وأجتماعكم في مبنى نقابة المحامين ومن خلف ستار لجنة تسيير نقابتهم لكي تتبنى عنكم الإعلان عن وثيقتكم الغير دستورية ، تذكروننا بما مضى من الاعيب ومناورات سياسية ، فات زمانها ومات غنائها بعد هذه الثورة العظيمة ، فمكشوفة لعبتكم لتقولوا ، أن هذا الاعلان جاء من قِبل نقابة المحامين وليس من قِبلكم ، والكل يعرف أن هذه النقابة التسييرية هي بأغلبها أو بأكمل مكونها الأساسي هي اللجنة القانونية للحرية والتحرير ذات نفسها . جاء ذلك في بيان للمحامين الديمقراطيين أعلن مؤخراً .
فيا قوى الحرية والتغيير ويا قوى التغيير الجذري ، تواضعوا أمام الثورة السودانية المنتصرة بالحتم والتأكيد والمثابرة ، ووقودها هؤلاء الشباب في الشوارع التي لاتخون ، وحتى لا تنسوا فهي سلاحكم الوحيد ترددون في بياناتكم ومقابلاتكم ، لإنهاء أو إسقاط الإنقلاب ، ولا سبيل لكم غيرها ، فتواضعوا واكررها ، ضعوا أيديكم في أيدي الثوار والثائرات البواسل ، وأنتم تعرفون ، بجانب انجازهم الميداني قد أنجزوا بوعي سياسي كامل الدسم معادلاً موضوعياً ، وترياقاً مضاداً لدسامة الإنقلابَّين/4 ابريل و 25 اكتوبر ، التوأمين في الشؤوم ، بقيادة وتوجيه الإسلامويين ، وهم من هم في مخابئهم ، وهم من هم في تركيتهم ، وحتى هم من هم في كوبرهم .
فلا وقت للتلكؤ فتعالوا ، بل عجلوا ، وأتركوا خلفكم ما تقولون عنه وثائق دستورية وسياسية ، وستجدون أمامكم ما أنجزته تنسيقيات لجان المقاومة جاهزاً ، من وثائق تأسيس سلطة الشعب ، وقعوا عليها معهم وليس من سكات إنما بعد نقاش ، واجعلول منها وثائق موحدة لها حجيتها الثورية ، لتخرجوا بوحدة قوى الثورة الحقيقية دون تزييف .
وحينها أعلنوا وبالصوت الثوري العالي ، ولكل مَن في الداخل والخارج ، ، عن مجلسكم التشريعي بشرط ال 50 % لتنسيقيات لجان المقاومة ، وأن يَعلن المجلس التشريعي رئيس وزراء للحكومة القادمة وبدوره يختار وزراء حكومته بمشورة الجميع .
لا تستهينوا بأمر المتآمرين بما أعلنوه عن مؤتمر مائدتهم المستديرة بعد يومين أو ثلاثة ، فقطعاً سوف تُعلِن اللجنة الأمنية للنظام البائد وشركائهم الإسلامويين ، وهذه المرة بقيادة الكوز الكامل والنصف متصوف المدعو الطيب الجد ، حكومتهم المخطط لها ، وسيوافق عليها فور استلامها ربيب نعمتهم البرهان ، حسب الخطة المرسومة مسبقاً .
ولينتظر الجميع من المهتمين بالشأن السوداني ، من هم في الداخل ومن هم في الخارج ،أي الحكومتين هي المنتصرة ، حكومة الكيزان النصف صوفية أم حكومة الثورة بشرعيتها الثورية .
سابقوهم بإعلان حكومة الثورة ، وإذا ماطلتم أو تأخرتم ، أو فارقتم ، سيغرقكم الطوفان لوحدكم ، فشباب الثورة مواصلون في ثورتهم ومحاربة اي حكومة تُعلَن دون موافقتهم ، فالردة عندهم مستحيلة ، والثورة مستمرة شعارهم ومسارهم ، وأي نقطة دم تسيل هذه المرة ستكون معلقة على رقابكم ، ومسؤولون عنها إسوة بكيزان الحكومة المُعلَنة من جانبهم ، فهي مسؤوليتكم أمام الله وأمام الشعب وأمام الوطن ، فيا مركزية حرية وتغيير ، استعدلوا مسيرتكم الثورية المعوجة ، وإلا تجاوزكم قطار الثورة وتصبحون من الخاسرين ، اللهم قد بلغت اللهم فأشهد .
omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////////
(كبسولة كانت في وقتها مع المقال)
المجلس المركزي: رغم ورشة التقييم واعتذاركم لشعب السودان فأنتم لازلتم قابعين مع طموحاتكم غارقين فيها
المجلس المركزي: تواضعوا وضعوا يدكم مع قوى الثورة الحية والشعب وأتركوا قيادة الثورة ، تقودها مقاومتها
المجلس المركزي: تواضعوا وأتركوا للثورة تحديد مسارها وأنتم خلفها تشدون من أزرها فلستم وحدكم صانعيها .
بداية أود أن أتحدث عن هذه الكبسولة التي تتصدر هذا المقال ، هي عبارة عن رأي أسجله في يومياتي على حائطي بالفيسبوك في ما يَجِدُ من أحداث الحياة السياسية في السودان ، منذ انتفاضة سبتمبر 2013م وإن كانت كتابتها في ذلك الحين متباعدة نوعاً ما ، إلا أنه ومع بداية انطلاقة ثورة 19 ديسمبر المجيدة 2018م ، أصبحت بكلياتي مناصراً للثورة ، ( وحقيقة لست كاتباً سياسياً محترفاً مداوماً ، إلا مؤخراً وإن كانت اهتماماتي أدبية في البدء ، رغم أني (تجرعت من كأس السياسة حتى الثمالة) وفرغت نفسي للكتابة السياسية ، بعد أن أعاد لنا هذا الجيل الراكب رأس شبابنا وحلمنا الثوري الدائم .
ولأدخل في الموضوع . هناك في رواية (الإخوة الأعداء) للكاتب الأمريكي جيفري آرتشر ، طالعها الكثيرون منكم ، لأن لها شهرتها في عالم الأدب الروائي ، وتدور أحداثها بين شخصين عاشا كل منهما في مكانين مختلفين ، حياة تختلف عن الآخر . أحدهما عاش الرفاه الراسمالي وفي فمه ملعقة من ذهب ، والآخر عاش حياة شظف العيش بكل تمامه ووجعه ، وإن أرتقى بجهده وعرقه إلى مصاف أغنى الأغنياء ، ودار بينهما الصراع الطبقي المحتوم ، ولامجال لتفصيله هنا ، جئت بها مستشهداً ، لأن فيها كثير شبه في العنوان وربما المضمون بهذين التحالفين المتنافرين ، المركزي والجذري ، وإن كنت أطلب منهما التحول إلى الإخوة الأصدقاء ليتصارعا بشرف وبسلمية الثورة القرن-عالمية ، التى خاضاها معاً ، وليس الإخوة الأعداء كما هو حادث بينهما الآن
، ووجب عليهما المواصلة في هذا الصراع السلمي ، حتى اسقاط هذا الإنقلاب المشؤوم ، مكمن اتفاقهما وتوافقهما وليس خلافهما . ليتفرغا بعدها للتنافس الشريف والسلمي في انتخابات حرة نزيهة ، وتحت راية حكومة الثورة المدنية الديمقراطية ، ونحن في انتظار بزوغ نجم تحالف الوسط الذي سيوازن بين التحالفين وهما موعودان بانضمام المزيد من الكيانات التي أفرزتها نضالات قوى الثورة المتعددة ، وعلى الشعب أن يختار ، وفي ذلك متسع للصراع بين الأطراف دون الضرب تحت الحزام ، واللعب بالمناورات السياسية الذي أدمنه جيل نخبة الفشل وأصابونا في مقتل ، بما جلبوه على البلاد من خراب ودمار ، والذي أكملته الإنقاذ باللعب القذر الذي أسس له التنظيم الإسلاموي ، ولازالوا يمارسونه حتى الآن للعودة لحكم البلاد . هذه العودة التى يطلبونها ولكن ليس بالمهج والأرواح ، كما يفعل كل طالب حق ، كما يتصورونه ، لعودة دينهم المفقود الذي يدَّعونه ، فهم أجبن من ذلك ، إنما هي عودة تستبطن المجهول لنا من منهوباتهم السابقة ، التي يريدون استعادتها كاملة غير منقوصة ، حتى لو بحرب لاتبقى ولا تذر ، بزيادة المخبوء من المنهوب الذي لم تدري عنه لجنة إزالة التمكين في وقتها ، رغم جهدها المُقدر كما صرح سابقاً عضو اللجنة وجدي صالح ، أن ما استطاعوا استعادته من نهب الكيزان لأموال السودان وممتلكات شعبه لا يتعدى ال 10% من المنهوبات ، وهذا هو الذي جعلهم ، أن يكون هذا هدفهم ، منذ أن قرروا أن يعيقوا بل يوقفوا مسار الثورة في ١١ ابريل 2019م بفرية لجنتهم الأمنية وبما أسموه انحيازاً للشعب ، وما هو إلا انقلاباً كامل الدسم ، لا يفوقه دسامة في تفاصيل دمامته إلا أكذوبة تصحيح مسار الثورة ، في إنقلاب ٢٥ اكتوبر الإنتحاري المشؤوم ، وما بينهما من مؤامرات ، واجهتها حكومة الثورة وحاضنتها ، الحرية والتغيير ، باستكانة وتهاون لا محل لها من الإعراب ، وإن حاولت نقد تجربتها بعد فوات الأوان والإعتذار عنها ، فلا فائدة من التقييم والنقد والإعتذار ، إذا كانت النية مبيتة لتكرار ذات الأخطاء المقصودة بانتهازية مكشوف عنها حجاب حامليها ، وهذا ما أنوي مناقشته هنا .
فهذه التحالفات إذا سألوهم ما هو سلاحكم الذي تنوون به انهاء او إسقاط الإنقلاب ؟؟ مركزية أو جذرية ، سيتدافعون للإجابة : سلاحنا الشارع وهؤلاء الشباب الذين يفدون البلاد بأرواحهم وأجسادهم ، ستكون منهم هي الإجابة المطلوبة حقاً ، وإذا كان تحالف قوى التغيير الجذري ، لم يعلنها صراحة ، وفقط يرفع في برامجه ذات شعارات الشارع ، ولم أسمع أو أعرف عنه أنه ينازع ذات الشارع في قيادته للثورة ، فالأمر عنده متروك لأصحاب الثورة وفاعليها ، فقط هو ينتظر ما تسفر عنه الثورة ، ويدفع مع غيره من مكونتها الثورية لإنتصارها المؤكد ، هل يعاقب هذا المكون بالأقصاء لأنه في خط الثورة وصانعيها ؟؟ . أما مانراه ونشاهده من ، تحالف قوى الحرية والتغيير ومجسلها المركزي فأنها لاتتماهى ولا تتوافق ، مع منطق قيادة الثورة ، في تنسيقيات لجان مقاومتها ، فهي ساعية حثيثاً لأرتكاب خطئها وخطيئتها الثانية ، وإن كانت هذه المرة ستكون الخطأ والخطيئة ، القاتلة لهم وللثورة والوطن نفسه ودماره ، فهي تمارس ذات أساليب السابقين في طلب السلطة والجاه ، بكل وسائل الإنتهازية بما فيها ، قذارة الضرب تحت الحزام ، فجل نشاطها السياسي وتكتيكاتها ، تصب في اتجاه الإستئثار بالثورة وبالسلطة ، فهي تعمل كل جهدها في فرض أمانيها ، والتي تعتبر حالة مرضية في السعي لإغتيال الثورة ، ووراثتها وهي حية ترزق بكل زخمها وشبابها ، وهي تجتهد لسرقة قيادة الثورة من الثوار ، الذين هم سلاحها التي تدعي الوصاية عليهم ، وهي ليس في جعبتها غير طلعتها البهية ، لممثلي مجلسها المركزي ، في الفضائيات العربية والعالمية ، وهذا الظهور المتكرر على الشاشات الزرقاء لا تحرر شعب ، من ورطته الوجودية التي يعيشها السودان ، فعليهم اقناع ذواتهم بأن لامنجي لهم إلا الإقتناع بأن لا سلاح لهم يحاربون به إنقلاب الأشرار الذين تجمعوا مرة أخرى في حوش النصف صوفي والكيزاني كامل الدسم ، الطيب الجد ، يخططون ويدبرون لتشكيل حكومة وحدة وطنية لا يستثنى منها إلا المؤتمر الوطني يقولون ، وهم بجمعهم ذاك ما هم إلا ذات المؤتمر الوطني بمسمياته المختلفة ، ومشايعيهم وتابعيهم ، وما ملكت أيمانهم ، وما حولهم من موزاب القصر . ولن يوقفهم عند حدهم ويجعلهم ينكفئون على أعقابهم خاسرين يا حرية وتغيير ، إلا هؤلاء الأبطال الأشاوس ، فلا سلاح لكم غيرهم الذين يقودون نضال الشارع ، فبأي منطق يستوي منطقكم هذا ، مع منطق الثوار ، غير أن يكون الإنتهازية الموغلة تمكناً طبعاً وتطبعاً داخلكم ، والضرب الخياني تحت الحزام ، بكل جرأة وقوة عين ، يجيدها الكيزان .
يكفي فقط النظر لآخر محاولاتكم ، لسرقة قيادة الثورة ، فما تقومون به هذه الأيام من تحركات ، وما ترددونه في الإعلام ، أنكم بصدد إعلان دستوري يفتح الباب للثورة لإنهاء الانقلاب . ومعه إصراركم على دعوتكم المربكة على انهائه وليس اسقاطه ، وفرق الهاء بين الجملتين هاتين ، هي المفتاح للتسويات المريبة التي تنشدونها ، وأجتماعكم في مبنى نقابة المحامين ومن خلف ستار لجنة تسيير نقابتهم لكي تتبنى عنكم الإعلان عن وثيقتكم الغير دستورية ، تذكروننا بما مضى من الاعيب ومناورات سياسية ، فات زمانها ومات غنائها بعد هذه الثورة العظيمة ، فمكشوفة لعبتكم لتقولوا ، أن هذا الاعلان جاء من قِبل نقابة المحامين وليس من قِبلكم ، والكل يعرف أن هذه النقابة التسييرية هي بأغلبها أو بأكمل مكونها الأساسي هي اللجنة القانونية للحرية والتحرير ذات نفسها . جاء ذلك في بيان للمحامين الديمقراطيين أعلن مؤخراً .
فيا قوى الحرية والتغيير ويا قوى التغيير الجذري ، تواضعوا أمام الثورة السودانية المنتصرة بالحتم والتأكيد والمثابرة ، ووقودها هؤلاء الشباب في الشوارع التي لاتخون ، وحتى لا تنسوا فهي سلاحكم الوحيد ترددون في بياناتكم ومقابلاتكم ، لإنهاء أو إسقاط الإنقلاب ، ولا سبيل لكم غيرها ، فتواضعوا واكررها ، ضعوا أيديكم في أيدي الثوار والثائرات البواسل ، وأنتم تعرفون ، بجانب انجازهم الميداني قد أنجزوا بوعي سياسي كامل الدسم معادلاً موضوعياً ، وترياقاً مضاداً لدسامة الإنقلابَّين/4 ابريل و 25 اكتوبر ، التوأمين في الشؤوم ، بقيادة وتوجيه الإسلامويين ، وهم من هم في مخابئهم ، وهم من هم في تركيتهم ، وحتى هم من هم في كوبرهم .
فلا وقت للتلكؤ فتعالوا ، بل عجلوا ، وأتركوا خلفكم ما تقولون عنه وثائق دستورية وسياسية ، وستجدون أمامكم ما أنجزته تنسيقيات لجان المقاومة جاهزاً ، من وثائق تأسيس سلطة الشعب ، وقعوا عليها معهم وليس من سكات إنما بعد نقاش ، واجعلول منها وثائق موحدة لها حجيتها الثورية ، لتخرجوا بوحدة قوى الثورة الحقيقية دون تزييف .
وحينها أعلنوا وبالصوت الثوري العالي ، ولكل مَن في الداخل والخارج ، ، عن مجلسكم التشريعي بشرط ال 50 % لتنسيقيات لجان المقاومة ، وأن يَعلن المجلس التشريعي رئيس وزراء للحكومة القادمة وبدوره يختار وزراء حكومته بمشورة الجميع .
لا تستهينوا بأمر المتآمرين بما أعلنوه عن مؤتمر مائدتهم المستديرة بعد يومين أو ثلاثة ، فقطعاً سوف تُعلِن اللجنة الأمنية للنظام البائد وشركائهم الإسلامويين ، وهذه المرة بقيادة الكوز الكامل والنصف متصوف المدعو الطيب الجد ، حكومتهم المخطط لها ، وسيوافق عليها فور استلامها ربيب نعمتهم البرهان ، حسب الخطة المرسومة مسبقاً .
ولينتظر الجميع من المهتمين بالشأن السوداني ، من هم في الداخل ومن هم في الخارج ،أي الحكومتين هي المنتصرة ، حكومة الكيزان النصف صوفية أم حكومة الثورة بشرعيتها الثورية .
سابقوهم بإعلان حكومة الثورة ، وإذا ماطلتم أو تأخرتم ، أو فارقتم ، سيغرقكم الطوفان لوحدكم ، فشباب الثورة مواصلون في ثورتهم ومحاربة اي حكومة تُعلَن دون موافقتهم ، فالردة عندهم مستحيلة ، والثورة مستمرة شعارهم ومسارهم ، وأي نقطة دم تسيل هذه المرة ستكون معلقة على رقابكم ، ومسؤولون عنها إسوة بكيزان الحكومة المُعلَنة من جانبهم ، فهي مسؤوليتكم أمام الله وأمام الشعب وأمام الوطن ، فيا مركزية حرية وتغيير ، استعدلوا مسيرتكم الثورية المعوجة ، وإلا تجاوزكم قطار الثورة وتصبحون من الخاسرين ، اللهم قد بلغت اللهم فأشهد .
omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////////