عن كلام الجرايد

 


 

 

كلام الناس
*تذكرت كبف كان الناس يرددون ابان حكم الرئيس الاسبق ابراهيم عبود عليه رحمة الله مقولة(البرش بقرش) عندما كانت العملة تعرف بالمليم والقرش والتعريفة والشلن والريال و...الخ من العملات التي اندثرت من سوق هذه الايام العجيب !!، كانت هذه المقولة تشير الى جريدة "الثورة "انذاك التي كانت تصدر بالحجم (الاستاندرد) ، تذكرت ذلك ابان استضافتي في فترة الظهيرة بإذاعة القوات المسلحة في عام مضى.
*كان موضوع فترة الظهيرة حول المقولة التي يرددها البعض عندما يطالعون خبرا لصالحهم يشكون في امكانية تنفيذه فيقولون(كلام جرايد ساكت) ،ادارت الحوار معي و مع المستمعيتن الاعلامية مي محمد محمود حول هذه العبارة الظالمة للصحف والصحفيين لأن عدم تنفيذ الاخبار و التصريحات الصحفية ليس من مسؤوليتهم.
*سعدت بمداخلات المستمعين التي كانت في الغالب منها لصالح الصحف والصحفيين ، اكدوا فيها ظلم هذه المقولة، اوضحت من جانبي بعض الاسباب التي افرزت هذه المقولة ،وكيف ان الاخبار والتصريحات تنسب الى مصادرها ومن الظلم الحكم على الصحف والصحفيين بسبب عم انفاذ هذه الاخبار والتصريحات.
*هذا لايعفينا من تحري الصدق وعدم اللجوء للاثارة التي يلجأ اليها بعضنا من اجل كسب القارئ وجذبه لشراء الصحيفة، واكدت اهمية افساح الصفحات للرأي والرأي الاخر، والنأي عن النقد الانطباعي والتناول الصحفي ( الملون) ..لسد الثغرات التي تبرر هذه المقولة.
*انتهزت فرصة سؤال مي عن مستقبل الصحافة في ظل الظروف والمستجدات الحالية فتحدثت عن المصاعب والتحديات التي تواجه المؤسسات الصحفية خاصة بعد الاجراءات الاقتصادية التي ادت لارتفاع اسعار السلع والخدمات الاساسيةبلا استثناء.
*هذا الامر دفع مجموعة من الناشرين التنادي للتفاكر والتشاور حول المعالجات والمقترحات اللازمة لمواجهة ارتفاع اسعار الطباعة ومدخلاتها التي ستلقي بظلالها على الصحف والمؤسسات الصحفية ، ومازالت المشاورات جارية حول زيادة سعر الاعلان في الصحف وزيادة سعر الصحيفة وتقليل عدد الصفحات و....الخ من المعالجات والحلول.
*انتهزتها فرصة لمناشدة المسؤوليين عن مستقبل الصحف والمهمومين بامرها للمساهمة بصورة ملموسة وعاجلة لمحاصرة الاثار السالبة لزيادة الاسعارالتي تهدد بقاء واستمرار الصحف ، وان تجد في تحقيق الوعود والقرارات المتعلقة باعفاء مدخلات الطباعة والنشر ،والعمل على حماية المؤسسات الصحفية من اثار زيادة تكلفة الطباعة ، وان تسهم الشركات ومؤسسات القطاع الخاص في دعم الصحف بالاعلانات بصورة عادلة، وان يتحمل القراء الزيارد المتوقعة في اسعار الصحف لضمان استمرارها، هذا يتطلب من كل الاطراف المعنية بمستقبل الصحافة والنشر التضافر للبحث عن مخارج وبدائل تحفز المؤسسات الصحفية للبقاء واستمرار رسالتها المهمة تجاه الوطن والمواطنين.
*هذا كان قبل سنوات مضت .. الان الوضع في الصحف أكثر صعوبة وقد خرجت الكثير من الصحف من سوق القراء بعد ان ارتفعت أسعار الصحف وأصبحت بعيدة عن متناول أيديهم وانتشار ظاهرة الصحافة الالكترونية، الأمر يحتاح لمعالجات عاجلة لاسترداد عافية الصحافة الورقية لأداء رسالتها في سودان السلام والديمقراطية.

 

 

آراء