عودة موسى هلال .. وساطات يجب ذكرها!

 


 

مكي المغربي
22 January, 2015

 

أجدني ملزما بإنصاف هذا الرجل "المثير للجدل" - آدم سوداكال - وذلك للإحساس بالذنب الإعلامي تجاهه فقد ظلمته صحف الخرطوم وبشعت به بطريقة موجهة في العام 2006 و تمت تبرأته في العام 2007 واتضح لاحقا أن هنالك تلفيقا ممنهجا مورس ضده، ولذلك نخشى أننا كما انطلت علينا الحيل في تاريخ سابق يجوز أن نردد كلاما دون تريث ومن رواية واحدة فنظلم الرجل.

الأنفاس تنقبض "بل تنحبس" من ضياع آمال السلام وترجيح الخيار العسكري بعد التراجع الحاد لخيار المفاوضات، بكل صراحة ووضوح لا بد من تسجيل صوت إنتقاد للمعارضة لأنها اختطفت المنبر المهيأ لها للحوار ودشنت عبره ما يسمى بـ "نداء السودان" في أديس أببا، ولو كانت تعلم أن الدولة المضيفة موافقة عليه لكان إسمه "إعلان أديس أببا" في سياق "إعلان باريس"، ولكنها تعلم أنها أساءت استغلال الدعوة والفرصة واحرجت بذلك الوساطة والدولة المضيفة، أما عن حركات دارفور وأزمة موسى هلال التي انفرجت حاليا، فيجب الشهادة بالحق لآدم سوداكال لأنه ذكر لنا منذ الجولة السادسة أنه شرع في جهود لتسوية الأزمة وقد ثبت لي بما لا يدع مجالا للشك مقبوليته وسط الحركات في الجولة السابعة والثامنة والسبب واضح وهو أن كيمياء وتركيبة الحركات المعقدة "عسكرية - سياسية - ارتباطات خارجية" يفهما جيدا أكثر من العديد من الأطراف، ويرد في هذا جدل كثير ولكنني متمسك برأيي لأن الجهود الأهلية غير الرسمية هي ما يمهد للعمل الرسمي وهي ما يسهل الإختراق.

أفادت الأخبار أنه تلقى إتصالا من موسى هلال بقرار العودة وطلب منه نقل رغبته للطرف السوداني، وأنه وافق على هذا دون قيد ولا شرط وبدون أي ضغط أو تهديد، لأنه بات مقتنعا أن أوان العودة الطبيعية للعلاقات بين كل الأطراف السودانية قد جاء، وأي تأخر قد تكون نتائجه كارثية، وأن النقاش سيكون كله بعد العودة ..!

يمكنني الشهادة بالحق أنهذا الإختراق الإيجابي سمعته حرفا ونصا من آدم سوداكال عبر الهاتف والواتساب قبل إعلان الأخبار السعيدة بانتهاء الأزمة ولم انشره تقديرا للظروف لأن نشر الجهود في أطوارها الأولى يفسدها أكثر مما ينفعها.

ثانيا أنا أتحدث من منطلق أن نمنح الجهود الأهلية والمبادرات غير الرسمية  مساحتها دون تبخيسها والبحث عن ثغرات وعيوب فيها أو القائمين عليها، فالعبرة بالنتائج والنهايات وضرورة تفعيل كل القنوات التي تجلب السلام والإستقرار، نحن يا سادتي أمام مصير وطن وأمام واجب كبير لا يمكن اختزال كامل واجباته ومسئولياته في حكومة أو في حزب ما، يجب أن يقوم كل فينا بدور فيه، ودورنا في الإعلام أن نقول لمن أحسن أحسنت ولمن أساء أسأت. وفي هذه النقطة بالذات تملي علينا الأمانة أن نقول لآدم سوداكال الذي بذل مجهودا في قضية موسى هلال أحسنت في الوساطة ونقول للشيخ موسى أحسنت في اتخاذ الخيار الوطني الصحيح، ونقول للحكومة أحسنت في إدارة الأزمة عندما كانت هنالك أطراف كثيرة تحرض القيادة السياسية على التصعيد وعندما كانت بعض الأقلام تسخر من احتفاظ موسى هلال بمقعده في البرلمان وهو في منطقته الحصينة.

makkimag@gmail.com

//////////

 

آراء