غضب بلا غاضبون

 


 

صفاء الفحل
24 June, 2023

 

عصب الشارع -
بدلاً من أن يخرج الفلول في الخرطوم كما ادعوا في (جمعة الغضب) التي حاولوا فيها توريط الشباب ودفعهم الي محرقة الحرب والتزموا هم منازلهم ولم نشاهد (غاضبا) واحدا منهم في شوارع الخرطوم في ذات الوقت خرجت الجالية السودانية بالمملكة المتحدة في أكبر (جمعة غضب) سودانية تشهدها (لندن) وحملوا شعارات واطلقوا هتافات تنادي بإسقاط (لجنة الكيزان) داخل الجيش وتندد بهذه الحرب العبثية وتطالب بايقافها وتعيد هتاف الثورة الخالد .. العسكر للثكنات والجنجويد ينحل والذي استشهد من اجله أبطال من خيرة شباب هذه الأمة علي ايدي الفلول وكتائب ظلهم وأمنهم الطلابي
وهذه ليس المرة الأولى التي يلازم تحشيد الفلول الفشل ففي محاولاتهم المتكررة لتثبيت اللجنة الأمنية لخدمة مصالحهم دعوا لأكثر من مرة الناس للخروج بل قاموا بحشدهم من الولايات المختلفة بالبصات وجمعوا طلاب الخلاوي والشماسة من الطرقات ولكنهم رغم ذلك فشلوا في جمع حشد يرقي حتي لمستوى تصويره وبثه لإثبات قوتهم الجماهيرية وعادوا لبث تظاهرات ثورة ديسمبر علي انها حشود لهم بلاخجل..
بالأمس خرجنا لنشاهد (عشاق الجنة) وهم يشتمون رياحها ويقدمون أرواحهم في شوارع الخرطوم ولكننا وجدنا غضب علي صفحات الاسافير ولم نجد غاضبون علي الأرض فقد كانت شوارع الخرطوم (خالية) إلا من بعض الذين أجبرتهم الظروف علي مغادرة منازلهم ولم تكن هناك حتي مظاهر للذين دعوا لهذا الخروج وقد كنا نتوقع أن نري اؤلئك القادة الذين يصدرون في البيانات كل صباح واولئك الخبراء الاستراتيجيون الذين يصدعون رؤوسنا بضرورة الخروج والأقلام الكيزانية المعروفة والتي تملأ الأسافير ضجيجاً.
كنا نتوقع أن نراهم يتقدمون الصفوف ولكننا وبكل أسف لم نجدهم او أننا لم نجد صفوف أصلاً ولا غاضبون..
لقد أخمد الله تحشيد الفتنة الذي أرادوه ليجعلوا من شبابنا وقوداً لمحرقة يثبتوا من خلالها للعالم وحشية الجنجويد او الكلاب المسعورة التي اطلقوها رغم ان كل العالم صار يدرك حقيقية أبعاد الصراع بالبلاد وصارت معادلة الخلاص واضحة بان يذهب الطرفان، يتم تسريح الجنجويد وضم الصالح منهم بالقوات المسلحة مع ذهاب اللجنة الأمنية وازيالها وتنظيف القوات المسلحة من بقايا الفلول لتعود فعلاً قوات الشعب المسلحة بعد أن تم تحويلها طوال ثلاثين عاماً الي قوات الفلول المسلحة..
من الغباء أن يواصل الفلول محاولاتهم الفاشلة للعودة الي السلطة ويواصلون في ذلك تدمير البلاد وزيادة عداء الشعب السوداني لهم فهم لن يعودوا حتي ولو انتصرت اللجنة الأمنية في هذا القتال العبثي فلجان المقاومة تنتظر نهاية الحرب لتعود لبناء دولة السودان الجديد الذي لامكان للفلول والجنجويد وكافة المتخاذلين فيه..
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء..
الجريدة

 

آراء