فرعون وجنوده!!

 


 

عادل الباز
14 April, 2011

 

 
في تقاريره الرائعة استلف الصحفي اللامع بقناة الجزيرة فوزي بشرى عشية رحيل مبارك آية من كتاب الله ( اليوم ننجيك ببدنك لتكن لمن خلفك آية). بالأمس قلت لفوزي إن بدن السيد مبارك الآن عرضة لامتحان عسير في المشافي وربما إلى السجون قريبا. هذا الرئيس الثمانيني يعبر الآن محنته الكبرى. يا سبحان الله!، كان له ملك مصر يأمر فيطاع، تسخر كل الدولة أموالها وناسها وأقدرها بين يديه فيخرج من الفيس بوك (ولاد) يزلزلون عرش الرئيس ويسفهون تاريخه ويقذفون به وأهله إلى ذات السجون التي سام فيها شعبه صنوف العذاب وأذلهم في أقبيتها. في الأنباء أن السيدة سوزان مبارك هي الأخرى تخضع للتحقيق الآن بشأن أموال تخص مكتبة الإسكندرية سجلت باسمها بإذن من زوجها. سيلتقي الجميع يوما ما داخل سجن «طرة» وسيكون للذكريات وقع مولم خاصة عندما تتلاقى الأعين الممتلئة بالدموع وتثار حكايات القصور والليالي التي كان السادة يرفلون فيها على وسائد النعمة فيقولون يا لتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا!!.
ما بتشبهوا!!
 ماآفة الأخبار إلا رواتها!! بالأمس نقلت الصحف عن صديقنا كمال عبد اللطيف خبراً لا يشبهه.... فقلت كمال جن ولا شنو؟ ولكن ولأن ظني في كمال دائما حسن سألت بعض الذين رافقوه في الرحلة فحكوا لي رواية مختلفة عما جاء به الرواة. كان الحديث ينصب عن الحوار مع المعارضين والمتظاهرين الذين دعاهم  كمال للخروج للحوار في الساحات، وهي فكرة الحوار الحر التي دعمها كمال عبد اللطيف في الجامعات والميادين العامة. تحولت هذه الدعوة النبيلة على أيادي رواة يفتقرون للدقة إلى ما يشبه (مطالعة الخلا) أو تحدي المعارضين بالخروج للشارع. ليس من شيمة كمال الذي عرفناه منذ أيام جامعة الخرطوم التهديد ولا الوعيد. كان الرجل ولا يزال متسامحا نظيف اليدين وعفيف اللسان.
دعكم من هذا الافتراء الذي لا يشبه كمال بأي حال، لنقل كلمة في حق الرجل. كمال أينما وقع نفع, على يديه حفظ تاريخ السودان من الضياع حين تولى بجهد عظيم بناء وتأهيل دار الوثائق التي أعجزت حكومات سابقة فما استطاعوا أن يبعدوا عنها الفئران والأمطارر فأنشاء لها كمال داراً تليق بذاكرتنا الوطنية. غادر إلى مجلس الوزرء فاستقام عمله وعرفنا لأول مرة نظاما دقيقا  منضبطا نتعامل معه في مجلس الوزراء، بل وفتح جلساته للصحفيين و دعا كمال في «مؤتمر الإعلاميين» المئات معارضين ومويدين لأول مرة مما أكسبه احترام الجميع ونقمة السلطة.انظر ما يفعلة كمال الآن لأجل تنمية الموارد البشرية. حيوية بالغة تعتري اشغال الوزراة. استقام  أمر التدريب وأصبح له منهج واضح في دواوين الدولة ولطالما ظل التدريب عشوائيا  فهو بلاموارد حينا ولا أحد يعرف له وجهة ولا جدوى قبل أن يتولى كمال عبد اللطيف إدارته، وفي وقت وجيز تغيرت الصورة وأصبح التدريب فرضاً ذا موارد وقيمة. راهن كمال على الإنسان الذي هو المورد والثروة الأولى والأساس لأي بناء اقتصادي أو اجتماعي. أعطى كمال من وقته وجهده لوطنه ولم يستبق شيئاً, ما قيمة العطاء إذا كنا نهدر جهود العاملين بالوشايات تارة وأخرى بإلصاق تهم لا تشبههم ولا تشبه تاريخهم وعطاءهم؟ .... لأمثال كمال ترفع التحايا الزاكيات.
غاغبو ووتارا
من ساحل العاج كان السيد أول أمس اقتيدا باغبو وزوجته سيمون لمقر وتارا في فندق غولف في أبيجان. السيد باغبو قبل القبض عليه «بفنيلة النوم» كان قد أودى بحياة 1500 شخصٍ وشرد أكثر من مليون عاجي خلال أربعة أشهر في أعقاب رفضه التنحي من السلطة على إثر سقوطه في الانتخابات. يا ترى ماذا استفاد غاغبو من قتل شعبة؟ هاهو الآن ذليلا عانى كما حسني مبارك وحشة السجون. من فرط غباء الحكام إنهم لا يقرؤون التاريخ، وإذا قرأوه لا يتعظون من عبره البعيدة والغريبة. ثلاثة زعماء  أطيح بهم،  والحبل على الجِران، ولكن لا أحد يتعظ، يكررون بغباء شديد ذات السيناريو الذي يقذف بهم من غرف نومهم إلى الزنازين الرطبة.
 

 

آراء