فشل التسويات..ونصر الثورة آتِ آتِ .. بقلم/ عمر الحويج

 


 

عمر الحويج
2 November, 2022

 

المجلس المركزي - الحرية والتغيير ، اسمحوا لنا ووسعوا صدوركم لنا قليلاً ، أن نعود إليكم والعود ليس "دائماً" أحمد ، ونيتنا من العودة ليس تفتيتكم ، لا سامح الله ، ولا نفيكم ، لا سامح الله ، ولا حتى ابعادكم من المشهد السياسي ، لا سامح الله ، فأنتم في النهاية أحزابنا في الديمقراطية القادمة ، وبديهي تعلمون ، أن لاديمقراطية دون أحزاب " وليتها تكن ديمقراطيتنا القادمة بتحالفات اليمين والوسط واليسار وقد كتبت عن جدواها مقالين وأرجوا أن اواصل "، فقط لا نريدكم أن تكونوا ، أو تشابهوا ، أو تكرروا أخطاء تلك الأحزاب " والتي هي بعض من أحزابكم" حين -غُلب حمارها بالعامية- فتستسلم وتُسلم أو تمهد أو تبرر أو حتى تغمض العين وتغلق الأذن ، إلى أن تأتيها لحظة الفرج من ديقراطيتها الهالكة "تصوروا" وذلك حين تسمع المارشات العسكرية والبيان الأول ، ويتخيل الحادبون على الوطن ساعتها ، ونحن منهم ، وإن كان بلا شماتة ، تتنفسون الصعداء ، وأنتم ترون معشوقتكم "بحق"الديمقراطية ولا ننكرها عليكم ، وقد داستها جحافل خيول الدبابات الساحقات ، والخيلاء تملأ جوانب الغزاة طرباً واستعلاءاً ، لتملأ الأرض بعدها جوراً وظلماً وتمكيناً وتخريباً ، بكل أنواع الأذى وسفك الدماء بغير حق و"رحم الله الصادق المهدي" عاشق الديمقراطية الأول ، برغم كونه ، قد يكون هو الذي أهمل عشقه الديمقراطي ، وسلمها طائعاً مختاراً وعجزاً ، ليلتهمها العسكر مرتين وثالثتها الأسلاف قبله ، ويراها وقد وئيدت أمام أعينه وأعيننا وأعينكم ، مجندلة صريعة الصراع الكيدي لا غير بين أحزاب الطائفية الدينية والمندغم معها خائن الوسط لطبقته ، خالية البرامج والأفكار والخطط ، بل يحي حضور العسكر أزمانها تلك "عدا إنقلاب البرهان " بعض من الشعب المقهور ، ويستقبلها بالورود إن وجدت بحوزته . وكاتب السطور هذا ، حاضر وشاهد وكاتب ، مكتئب حزين ، على كل هذه الإنقلابات ، منذ فض الغزاة العسكر في - 17 نوفمبر 58م ، بكارة الديمراطية في بلادنا البكر منذ مولدها هذا الأول "وذكرى الفض قادمة في الطريق" لرجمها وردمها نرجو . مع الملاحظة أن الإنقلابات لا تنجح إلا ضد الديمقراطية ، لأنها دائماً هشة وضعيفة . ولا تنجح الإنقلابات ضد الإنقلاب الحاكم ، وهنا لايفل الحديد الحديد كما يقال سبحان الله .
إلى أن مكن الله هذا الجيل الراكب رأس بفعل التراكم والتجارب المرة ، وإدمان الخيبات والفشل منذ الإستقلال ، فاقتحم المستحيل ، وصنع ثورته التي عض عليها بالنواجذ والدماء ورايات الشهداء والجرحى والمعذبين والمقتولين في السجون ، ولن يفرط فيها كسابقاتها ، وقد استوعب تجارب اجهاض الثورات ، فالأولى اكتوبر وقد شتتوا شذراً قيادتها في جبهة الهئيات ، والثانية في إبريل/مارس٨٥م ، سلمها الإسلاميون للعسكر (وقد كانوا نصف حاكمين ونصف تمكين منذ المصالحة 77م) تحت ستار الرجل "الوَرِع" الراحل سوار الذهب . فحولهم برغم ورعه ، وبقدرة قادر والتآمر ، من السدنة إلى الحزب الثالث بلعبة الثلاث ورقات ، وقد نال مكافأته رئيساً لمنظمة الدعوة الإسلامية في ثلاثينيتهم المشؤومة ، أما الإنقلاب الأخير ، فقد سلمها الإسلامويون سدنته للجنتهم الأمنية وكفى الله شر إزعاج الثورات !! .
وكانت بدايتكم الخطأ ، في فهمكم وتحليلكم ، فقد بنيتكم تكتيكاتكم ، منذ بدايتها ، على أن ماحدث في 11/4 هو انحياز العسكر للثورة ، ولم يكن غير أنقلاباً وإن يكن قليل الدسم لمخادعته للجماهير الفرحة بطرد الكيزان ، رغم أنه لم يكن أكثر من لعبة إسلاموية ، قصد بها ، تعطيلاً وقطعاً ووقفاً ، لمسيرة الثورة ، حيث تُدبِر بتآمراتها وقف مسيرة الثورة ، حتى التمكن من اجهاضها ، ساعدهم غفلتكم ونزوعكم للإستئثار بالسلطة . وتواصل فهمكم الخاطئ هذا ، حتى استكنتم ثم استسلمتم ، ثم أُزِحتم من السلطة بإنقلاب 25 اكتوبر ، وهذه المرة بحق نقول ، أنتم من كنتم الأداة الطيعة في يد الثورة المضادة ، ولازلتم أنتم العصاة دون الجزرة ، التي ينهشون بها جسد الثورة ولحمها . هل تقولون لنا ، لماذا أنتم الوسيلة التى يطعنون بها الثورة في مقتل منذ مولدها ؟؟ ، هل تم أي حوار للثورة المضادة معكم ، بغير الطعن في أخطائكم ، وقد كنتم نقطة الضعف التى يطرقون عليها حديدهم الساخن حتى أعجزوكم وأسكتوكم ، بل علا صوت من كانوا في جحورهم هاربين ، وقبلهم من قادوا اعتصام الموزاب وغيرهم من النفعيين ، كل ذلك طيلة الفترة الإنتقالية وما بعدها ، وحتى يوم الناس هذا ، هل رأيتموهم يوماً يتجرؤون ويطعنون الثورة العملاقة من أي من جنباتها ، بالعكس بل بعضهم تبنوها ، وهم لها كارهون .
وإن كنا نثمن مواقفكم ، بعد الإنقلاب ، بتمسككم قولاً فقط بشعارات وأهداف الثورة لا فعلاً ، لأنكم لازالتم تلعبون لعبة إجهاض الثورات ، بالوسائل القذرة المختزنة ، كما حدث لكل الثورات السابقات .
عودوا إلى الثورة والتحموا بالثوار والثائرات من أبناء شعبنا العظيم ، ووقعوا معهم مواثيقهم وقودوا معهم وحدة قوى الثورة ، ولا تضعفوها ، وكفاكم منازعة في قيادتها ، كفاكم تبنياً للثورة دون أهلها وصانعيها .
أما ما توافقون عليه من تسوية اليوم ، تتجمعون حولها ومعها وتحت إمرتها ، حتى لو كانت بدون العسكر " والعسكر للثكنات وإن كان هذا المستحيل عليكم" . فأنتم بأسوأ فروض التسوية تتجمعون من كل حدب وصوب ، لعودة السودان القديم ، وهو والعسكر في المصيبة سواء ، ولن تنفعكم حيلتكم كما قال أحد قياداتكم ، بأن لجان المقاومة لن تتعدى أن تكون وسيلة ضغط فقط ، وأنتم لها مستثمرون ، خسئتم وخسئت نظرتكم الإنتهازية تلك ، إن كنتم بها مؤمنون ولها مصدقون .
فهذه الثورة بجيلها الجديد ووعيه الجديد وتصميمه الأكيد وصموده المديد ، لن يقبل بغير التغيير الجذري والسودان الجديد ، حتى لو ركِبتُم وركَّبتُم ، مطية الضرب تحت الحزام ، بخلط معنى الجذرية التي تتبناها الثورة والثوار والثائرات ، بما فيهم قوى الثورة الحية ، والمهنيين والعمال والمزارعين وتحالف قوى التغيير الجذري ، وحورتموها أنتم وكتابكم وصحفييكم ومحللييكم ، لمعنيين رغم المعنى الواحد اللغوي داخلها ، وهي تحقيق مطالب الثورة في سودان جديد ، كما التغيير الجذري الذي لا يأتي إلا بالسلاح لا بالثورة السلمية كما تقولتم ، وهو لا يعدوا تحوير للمعاني في غير موضعها " أخنق فطس" بفعل الغبائن الحزبية لا غير ، بالقصد لتعليقها تميمة تطرف في وجه الآخرين ، لعزلهم كما دائماً درجتم تفعلون .
قادرون هم الثوار والثائرات على دَحر ما تخططون له من تسويات تحت ستار الخفاء والمكر الأرزلين ، كما دُحِر إنقلاب 25 اكتوبر ، ووقِف حماره في عقبة الفشل والإندثار ، وستكون لكم خير بصير ومعين في خياراتكم ، مواكب 25 و30 أكتوبر بمليونياتها الهادرة ، وستكونون أنتم الخاسرون ، وأنتم الذاهبون عن أنفسكم وذواتكم وأحزابكم ، وحتى عن جماهيركم الذين هم مع الأخرين في قلب الثورة ، فخيراً لكم والبلاد والثورة أن .. استيقظوا .
والردة مستحيلة والثورة مستمرة ، والنصر آتِِ آتِ .
حتى لو طال السفر والمسير والمصير .

***
كبسولة :- (1)
الغثيان : اقرأوا ماذا كتب الكيزان عن مليونية رفض إنقلاب 25 أكتوبر .
الغثيان : قالوا خرج الآلاف يحيون ذكرى سقوط حمدوك في 25 أكتوبر .
كبسولة :- (2)
(تلاحم الثورات)
الثورة السودانية المنتصرة قريباً شعارها :
(حرية سلام وعادلة) والثورة خيار الشعب
الثورة الإيرانية المنتصرة قريباً شعارها :
(المرأة الحياة والحرية) والثورة خيار الشعب

omeralhiwaig441@gmail.com
////////////////////

 

آراء