فقدت 27 جنديّاً وجُرِح 227: رومانيا تسحب قواتها من أفغانستان
د.عصام محجوب الماحي
29 June, 2021
29 June, 2021
بعد ما يقرب من 20 عاماً من المُهمة المتواصلة في واحدةٍ من أعنف مسارح المعارك، سحبت رومانيا آخر قواتها من أفغانستان.
لمدة أسبوعين، حلقت الطائرات بشكلٍ مُستمِر لإخراج الجنود من الأراضي الأفغانيّة، وفي ليلة 26-27 يونيو الجاري، عادت الكتيبة الأخيرة إلى ديارها. وكان قد تناوب أكثر من 32000 جندي روماني من 37 وحدة خلال العقدين الماضيين في القواعد المفتوحة على الجبهة الأفغانيّة.
في نهاية هذا الأسبوع، تمّ إنزال العلم الروماني في قاعدة باغرام الجويّة في شمال أفغانستان، إيذاناً بنهاية مُهمة آخر فرقة رومانيّة انتشرت في المسرح العسكري الأفغاني.
انتهت عملية العودة الآمنة من أفغانستان، ووصل البلاد ليلة السبت - الأحد الماضية آخر 140 جنديّاً من كتيبة قوة الحماية، والعنصر الوطني للدعم، وهياكل الشرطة العسكريّة وموظفيها. أقيمت مراسم الإعادة إلى الوطن في القاعدة 90 للنقل الجوي بمطار أوتوبين، وكان في انتظار الجنود وزير الدفاع الوطني نيكولاي شيوكا ورئيس أركان الدفاع الفريق دانيال بيتريسكو.
"مرحبا بكم في الديار! (...) بإعادة هذا العلم إلى البلاد، يمكن لرومانيا اعلان انها أنجزت المُهمة في أفغانستان بعد 19 عاماً من الانخراط القوي في واحدة من أصعب مسارح العمليات التي شاركت فيها حتى الآن". بتلك الكلمات حيّا رئيس أركان الدفاع الجنود، مُشيداً بالذين ضحوا بأرواحهم.
* "فقدنا 27 رفيقاً":
وقال وزير الدفاع الوطني، نيكولاي شيوكا، في حفل إعادة آخر مفرزة رومانيّة إلى الوطن "بدأنا في يناير 2002 وانتهينا في يونيو 2021. إنها فترة مناسبة للغاية لكل ما يعني المُشاركة، وعلى وجه الخصوص وجود وقيمة الموارد البشريّة للجيش الروماني في هذه المجموعة من مهام إيساف - الحرية الدائمة ومهمة الدعم الحازم. في كل هذه السنوات، قُمنا بتناوب 37 وحدة، وفقدنا 27 رفيقاً، ومن واجبنا أن نحافظ على ذكراهم حيّة".
* جهد مالي قدره 3 مليارات لي:
وشكر المسؤول العسكري الجنود نيابة عن رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس والحكومة، ووعد أكثر من 200 جريحاً، وعائلات الذين لقوا حتفهم في المسرح الأفغاني، بأن الجيش سيواصل تقديم دعمه لهم. ومشدِّداً على أهمية الأنْشِطة اللوجستيّة التي تمّ تنفيذها على مدى عقدين والتي مكنت من القيام بهذه المهمة الواسعة، أضاف الوزير شيوكا "يجب التأكيد على أنّ الجيش الروماني لم ينسْ ولا ينسى، وسيواصل تقديم كل الدعم لأسر الذين فقدوا حياتهم في أفغانستان. وسنواصل دعم الجرحى البالغ عددهم 227. من المُهم أيضاً التأكيد على أنّ الجهد المالي لبلدنا بلغ حوالي 3 مليارات لي - حوالي مليار دولار -. كل هذه القضايا تثبت أنه مُنذ العام 2002 فهِمنا جيداً ما هو طريقنا لنكون قادرين على الاندماج في حلف شمال الأطلسي وفي الاتحاد الأوروبي وليس فقط للاندماج، وإنّما لنثبت أنّ لدينا الارادة لنكون قادرين على أنْ نتغيّر ونحقِّق التحديث والتعلُم بسرعة والنجاح في الوصول إلى هذا المستوى من التشغيل البيني، الذي أثبتموه في جميع المهام التي قُمْتُم بها".
ويُذْكر أنّه ومنذ عام 2002 وحتى الآن، شارك أكثر من 32000 جندي روماني، قادِمين من جميعِ الهياكلِ القِتاليّة في القوات البريّة والجويّة والبحريّة وقوات العمليات الخاصة وهياكل المخابرات العسكريّة، في مُهِمات وعمليات دوليّة في مسرح العمليات في أفغانستان.
* جسر جوي مع مسرح عمليات:
لنقل الأفراد والمواد من مسرحِ العملياتِ في أفغانستان، استخدمت رومانيا طائرات النقل هيركوليز C-130 التابعة لوزارة الدفاع الوطني وطائرات قلوبماسترC-17، المقدمة من خلال برنامج SAC (القُدرة الجويّة الاستراتيجيّة)، التي تشارك فيها رومانيا مع 11 دولة (المجر وبلغاريا وإستونيا وليتوانيا وهولندا والنرويج وبولندا وسلوفينيا والولايات المتحدة وفنلندا والسويد). وتمّ تنسيق عمليات النقل من قبل قيادة القوات المشتركة، والتي تضمن القيادة العملياتيّة للهياكل المُنتشِرة في البعثاتِ والعملياتِ خارج الأراضي الرومانيّة.
عملياً، في الأسبوعين الماضيين، شكلت طائرتان من ثلاث طائرات C-17، التي تديرها شركة Heavy Airlift Wing ومقرها في "بابا" بالمجر، جسراً جويّاً مع مسرح العمليات بأفغانستان، باستخدام القاعدة الرومانية 90 للنقل الجوي كنقطة محوريّة لعبور الأفراد والمعدات التي تنتمي إلى 11 دولة من برنامج SAC المشاركة في مهمة الدعم الحازم (RSM). ويُذكر أنّ الدعم الحازم "هي مُهمة تدريبيّة واستشاريّة ومساعدة لقوات ومؤسسات الأمن الأفغانيّة، بدأت في 1 يناير 2015، فور انتهاء قوة المساعدة الأمنيّة الدوليّة (إيساف). ويشارك ما يقرب من 10000 جندي من 36 من حلفاء وشركاء الناتو في هذه المُهِمة، وكانت مساهمة رومانيا من بين أكثر المساهمات اتساقاً، حيث تواجد أكثر من 600 جندي في وقت واحد في مسرح العمليات الأفغاني.
isammahgoub@gmail.com
لمدة أسبوعين، حلقت الطائرات بشكلٍ مُستمِر لإخراج الجنود من الأراضي الأفغانيّة، وفي ليلة 26-27 يونيو الجاري، عادت الكتيبة الأخيرة إلى ديارها. وكان قد تناوب أكثر من 32000 جندي روماني من 37 وحدة خلال العقدين الماضيين في القواعد المفتوحة على الجبهة الأفغانيّة.
في نهاية هذا الأسبوع، تمّ إنزال العلم الروماني في قاعدة باغرام الجويّة في شمال أفغانستان، إيذاناً بنهاية مُهمة آخر فرقة رومانيّة انتشرت في المسرح العسكري الأفغاني.
انتهت عملية العودة الآمنة من أفغانستان، ووصل البلاد ليلة السبت - الأحد الماضية آخر 140 جنديّاً من كتيبة قوة الحماية، والعنصر الوطني للدعم، وهياكل الشرطة العسكريّة وموظفيها. أقيمت مراسم الإعادة إلى الوطن في القاعدة 90 للنقل الجوي بمطار أوتوبين، وكان في انتظار الجنود وزير الدفاع الوطني نيكولاي شيوكا ورئيس أركان الدفاع الفريق دانيال بيتريسكو.
"مرحبا بكم في الديار! (...) بإعادة هذا العلم إلى البلاد، يمكن لرومانيا اعلان انها أنجزت المُهمة في أفغانستان بعد 19 عاماً من الانخراط القوي في واحدة من أصعب مسارح العمليات التي شاركت فيها حتى الآن". بتلك الكلمات حيّا رئيس أركان الدفاع الجنود، مُشيداً بالذين ضحوا بأرواحهم.
* "فقدنا 27 رفيقاً":
وقال وزير الدفاع الوطني، نيكولاي شيوكا، في حفل إعادة آخر مفرزة رومانيّة إلى الوطن "بدأنا في يناير 2002 وانتهينا في يونيو 2021. إنها فترة مناسبة للغاية لكل ما يعني المُشاركة، وعلى وجه الخصوص وجود وقيمة الموارد البشريّة للجيش الروماني في هذه المجموعة من مهام إيساف - الحرية الدائمة ومهمة الدعم الحازم. في كل هذه السنوات، قُمنا بتناوب 37 وحدة، وفقدنا 27 رفيقاً، ومن واجبنا أن نحافظ على ذكراهم حيّة".
* جهد مالي قدره 3 مليارات لي:
وشكر المسؤول العسكري الجنود نيابة عن رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس والحكومة، ووعد أكثر من 200 جريحاً، وعائلات الذين لقوا حتفهم في المسرح الأفغاني، بأن الجيش سيواصل تقديم دعمه لهم. ومشدِّداً على أهمية الأنْشِطة اللوجستيّة التي تمّ تنفيذها على مدى عقدين والتي مكنت من القيام بهذه المهمة الواسعة، أضاف الوزير شيوكا "يجب التأكيد على أنّ الجيش الروماني لم ينسْ ولا ينسى، وسيواصل تقديم كل الدعم لأسر الذين فقدوا حياتهم في أفغانستان. وسنواصل دعم الجرحى البالغ عددهم 227. من المُهم أيضاً التأكيد على أنّ الجهد المالي لبلدنا بلغ حوالي 3 مليارات لي - حوالي مليار دولار -. كل هذه القضايا تثبت أنه مُنذ العام 2002 فهِمنا جيداً ما هو طريقنا لنكون قادرين على الاندماج في حلف شمال الأطلسي وفي الاتحاد الأوروبي وليس فقط للاندماج، وإنّما لنثبت أنّ لدينا الارادة لنكون قادرين على أنْ نتغيّر ونحقِّق التحديث والتعلُم بسرعة والنجاح في الوصول إلى هذا المستوى من التشغيل البيني، الذي أثبتموه في جميع المهام التي قُمْتُم بها".
ويُذْكر أنّه ومنذ عام 2002 وحتى الآن، شارك أكثر من 32000 جندي روماني، قادِمين من جميعِ الهياكلِ القِتاليّة في القوات البريّة والجويّة والبحريّة وقوات العمليات الخاصة وهياكل المخابرات العسكريّة، في مُهِمات وعمليات دوليّة في مسرح العمليات في أفغانستان.
* جسر جوي مع مسرح عمليات:
لنقل الأفراد والمواد من مسرحِ العملياتِ في أفغانستان، استخدمت رومانيا طائرات النقل هيركوليز C-130 التابعة لوزارة الدفاع الوطني وطائرات قلوبماسترC-17، المقدمة من خلال برنامج SAC (القُدرة الجويّة الاستراتيجيّة)، التي تشارك فيها رومانيا مع 11 دولة (المجر وبلغاريا وإستونيا وليتوانيا وهولندا والنرويج وبولندا وسلوفينيا والولايات المتحدة وفنلندا والسويد). وتمّ تنسيق عمليات النقل من قبل قيادة القوات المشتركة، والتي تضمن القيادة العملياتيّة للهياكل المُنتشِرة في البعثاتِ والعملياتِ خارج الأراضي الرومانيّة.
عملياً، في الأسبوعين الماضيين، شكلت طائرتان من ثلاث طائرات C-17، التي تديرها شركة Heavy Airlift Wing ومقرها في "بابا" بالمجر، جسراً جويّاً مع مسرح العمليات بأفغانستان، باستخدام القاعدة الرومانية 90 للنقل الجوي كنقطة محوريّة لعبور الأفراد والمعدات التي تنتمي إلى 11 دولة من برنامج SAC المشاركة في مهمة الدعم الحازم (RSM). ويُذكر أنّ الدعم الحازم "هي مُهمة تدريبيّة واستشاريّة ومساعدة لقوات ومؤسسات الأمن الأفغانيّة، بدأت في 1 يناير 2015، فور انتهاء قوة المساعدة الأمنيّة الدوليّة (إيساف). ويشارك ما يقرب من 10000 جندي من 36 من حلفاء وشركاء الناتو في هذه المُهِمة، وكانت مساهمة رومانيا من بين أكثر المساهمات اتساقاً، حيث تواجد أكثر من 600 جندي في وقت واحد في مسرح العمليات الأفغاني.
isammahgoub@gmail.com