فولكر هل يعود مجدداً !!

 


 

 

أطياف -
قد لايفوت على المتابع للاحداث أن خطوة وقرار تعيين فولكر بيرتس، رئيساً لبعثة الأمم المتّحدة المتكاملة لدعم الإنتقال في السودان، (يونيتامس) التي أُعلن عن تأسيسها بقرار من مجلس الأمن، تزامنا مع قرار للمجلس بإنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي بدارفور (يوناميد) التي قضت 13 عاماً
لم يكن قرارا عاديا صدر عن مجلس الأمن بطلب من الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريس، الذي خاطب المجلس بذلك ، فقرار تعيين فولكر منذ البداية لم يأت ناعما جاء ليحسم خلافا كان قد نشب بين الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي، بشأن اختيار رئيس البعثة في السودان وفضل مجلس الأمن الرجل على منافسه
وهذا ليس وحده فتعيين بيرتس ايضا حسم خلافات أخرى بين المكون المدني والمكون العسكري في السلطة الانتقالية وقتها عندما رفض الأخير تعيين الدبلوماسي الفرنسي، جان كريستوف بليار، وهو المرشح الذي رفضته كذلك كل من روسيا والصين، فيما تحمس له المكون المدني في الحكومة، وتحديداً رئيس الوزراء عبد الله حمدوك
وبعد تعيينه قابله الفلول بحملة عداء كبير وسيروا له مظاهرات ضخمة امام مقر البعثة تطالب برحيله والتي كانت ضمن خطتهم لابعاد الرجل وحرصهم في مواصلة عملية ( تجهيل ) الناس انه لابد من طرد فولكر (الكافر) ، وبعدها تعرض للتهديد بالقتل ان كان من شخصيات مجهوله او معلومه خرجت تطالب بإهدار دمه كل ذلك يحدث و الأمين العام للامم المتحدة يتابع عن بُعد قريب ويقرأ كل تقرير ترفعه البعثه لتخبره فيه بعمليات الإستهداف التي تطال رئيسها ولكن رغم ذلك إتكأ غوتيريس على ثقته في فولكر وحثه على البقاء لمواصلة مهمته
وهو يعلم علم اليقين ان الذين يرفضون المبعوث الأممي هم بقايا النظام البائد هذا من قبل إندلاع الحرب ، وبعدها يعلم ايضا ان الدولة الكيزانية تخطف القرار ، وقد يكون على ثقة تامه أن البرهان ليس لديه اعتراض على فولكر لذلك قال انه (صُدم) لأنها رغبة كيزانية خالصة فهل بعد كل ذلك كانت الفلول تتوقع ان طلبها ( الكسيح ) سيجد القبول عند غوتيريس الذي يعلم ( البئر وغطاها )
والملاحظ ان الامين العام للأمم المتحدة رد على طلب البرهان بخصوص فولكر في ٢٤ ساعة فقط كغير عادة الأمم المتحدة التي لا تتعامل بردة الفعل لكن لأن القرار كان محسوما لها أن هذا الرجل تحديدا ترفضه فئة بعينها إذن ما الذي يجعلها تستجيب لهم !!
و فولكر عندما لوح مغادرا في طريقه لمجلس الأمن تبعته اللعنات والشتيمة التي تلاحق ( المطرود ) فوصل الرجل الي هناك يتأبط تقريره عن الحرب ومعه تقرير خاص للحملة الشرسه التي يشنها عليه الفلول وقبل ان يقرأ الامين العام شكوى فولكر وجد امامه طلب البرهان فلا شك انه ابتسم وهو يقارن الطلب بالشكوى ، لكنه الغباء السياسي الذي يظهر في كل القرارات الحمقاء الأخيرة للسلطة الانقلابية الكيزانية ، فبعد كل هذا يبقى السؤال عن هل يعود فولكر لمواصلة مهمته ، سؤالا لا يحتاج إجابة !!
طيف أخير:
لا للحرب ...
نصيحة الفلول واعلامهم للحكومة قاطعوا مفاوضات جدة وقاطعوا الاتحاد الاوربي قاطعوا امريكا وقاطعوا الأمم المتحدة وقاطعوا الاتحاد الافريقي حتى يقاطعكم الشعب كله !!
الجريدة

 

آراء