فى حضرة الاطباء
خالد البلولة ازيرق
29 July, 2022
29 July, 2022
(١)
فى مستشفى ابن الهيثم فى شارع الحوادث ،جلست انتظر طبيب العظام جاء رجل سبعينى وجلس قبالتى وقبل ان يتوهط فى الكرسى، سالنى ( ات من وين ؟)،اتعارفنا واتضح انه جزيرى الهوى والهوية ونثر عطر محبته وكرمه على المكان وكال المدح والثناء على طبيبه الذى اجرى الله على يديه تشخيص الداء وتحديد الدواء فاصبح يمشى على (مشاية)بعد ان ظل مقعدا مدة طويلة حبيس الفراش والكرسى المتحرك.
اعجبنى فى ابو الجيلى هكذا سمى نفسه،روحه العامرة بالايمان التام وثقته المطلقة فى الله وطبيبه الذى يرى فيه بعض سمات الصلاح (الدكتور ده امر عجيب)قلت مستعجبا : ماذا يفعل؟
قال :-وعز الدين حسن البين-هكذا نطق اسمه-جيته مشلول حركة تب مافى،ادانى امل بان العلاج ساهل وباله طويل ومهذب وبحترم الزول البجيه،وما متقندف).جاء الطبيب سلم على المنتظرين،وقف عند عمنا (ابو الجيلى)وطايبه و مازحه واستفسره عن صحته واحواله،وقف عندى تقالدنا بعد غياب طويل،حادثنى ابو الجيلى (دحين جاك كلامى).قلت له (هذا الطيب اعرفه منذ كان طالبا فى كلية الطب جامعة الخرطوم العام ١٩٩٦م ،هو نفسه لم يغيره الزمن ،فهو كالدهب المجمر ).
(٢)
تناقلت الوسائط الاجتماعية اسمه ايام هوجة التمكين، لديه تخصص نادر ،بل يقال هو الوحيد حتى الان فى السودان .
يتخذ من الحى الراقى فى وسط الخرطوم مكانا لعيادته ،لكن المراجعين لعيادته تشير ملامحهم ومظهرهم العام انهم جاءوا من البيادر البعيدة وليس البنادر القريبة يتلمسون الشفاء عنده باذن الواحد الاحد.
حدثنى ابن اختى -مرافق والدته للعلاج عنده - هذا الطبيب روحه يا روحه عاجباه شديد او محرقاه شديد ويتعامل مع المرضى بصلف غريب .
قلت له، ماذا يفعل؟!
قلت له :- كل الفحوصات سليمة على قولكم(فهى مازالت تشتكى من الم فى رجلها وين المشكلة ؟) فاجاب (ماعارف؟)، قلت له:(ساطلب ترحال الان حتى تاتى وتسمع منها)
قال(اطلب ترحال واذا زمنى جاء اطلب ترحال رجعها وما تلومنى)قلت له :-ساذهب معكم لنرى بام اعيننا (من رأى ليس كمن سمع ).
حكت امراة كانت تجالسنا فى صالة الانتظار جئت بطفلتى من الشمالية (الدكتور ماداير يسمع مننا،طوالى يقول امشى اعمل صورة اعمل رنين افحص يبدو محدد المرض سلفا).
دخلنا اليه بعد ان طلب منا الشخص الذى يعمل معه الدخول وجدنا يخلع نعليه،قبل ان يرد السلاام قال(انتو بتخشوا ساااى ، انا داير اصلى) كتمت غيظى وخرجت،جلسنا ننتظر انتهاءه من الصلاة التى استمرت قرابة نصف الساعة ،طلب منا الموظف الذى يعمل معه الدخول،طلب منا هو ان نرجع ،الا بعد ان ياذن لنا بالمقابلة ،واخيرا سمح لنا بالدخول طلب منا ان يحضر شخص واحد فقط مع المريض قلت :(هذه شقيقتى وطلب ابنها الدخول معها وامرها يهمنى)قال(اذا كلامى ما عاجبكم سوقوا مريضكم).خرجت لتقديرات تخص المريض، وحالته النفسية ..
(٣)
ذهبت بأمى ذات مرة الى طبيب جلدية وهو لديها فوبيا تجاه الاطباء والاطباء نوعان هناك ،من يحسن زرع الثقة والطمانينة فى قلب مريضه وهناك من ينفر ولا يبشر، اسريت لطبيبها ان أمى محبتها عند السادة البادراب ،فسالته هى عن اسمه، فنطقه كاملا(حسين سليمان بدروقال ليها (اااها نعالجك بعلاج الاطباء ولا حق البادراب ؟)فقالت له البجى منك كله سمح !!
فى مستشفى القلب ،باركويت يرسم د. مجدى جميل صورة ذهنية زاهية فى ذاكرة مرضاه ومن ضمنهم والدتى بحسن استقباله وتعامله ولطفه، فتزول رهبتها منهم وتنسى علتها فلم تعد تراجعه الا بعد شهور طويلة ولك الحمد يا مستوجب الحمد فجدار الثقة الذى شيده جميل بحسن تعامله ،فالمرض يبدو اساس علاجه روح معنوية و حسن تعامل وثقة والباقى ادوية و تغذية جيدة.
تريد امى ان ترد الجميل وتسدى معروفا لطبيبها مجدى جميل فهى ترى انه يعاملها بطريقة مغايرة مع انه يعامل الجميع بذات الاسلوب قالت(نسيت اجيب ليك الحلو مر)فقال لها (لمن امشى الحصاحيصا لاهلى ,بغشاكداتغدى معاك واشيل (الحلو مر )حقى !!
اخيرا :-
قال صديق عزيز (الاطباء عندهم احساس بالتعالى والترفع والتميز عن الاخرين الا من رحم ربى كانما يربونهم على ذلك).
ليتكم حكيتم لنا عن مواقفكم وتعاملكم مع الاطباء
khalidoof2016@yahoo.com
//////////////////////////
فى مستشفى ابن الهيثم فى شارع الحوادث ،جلست انتظر طبيب العظام جاء رجل سبعينى وجلس قبالتى وقبل ان يتوهط فى الكرسى، سالنى ( ات من وين ؟)،اتعارفنا واتضح انه جزيرى الهوى والهوية ونثر عطر محبته وكرمه على المكان وكال المدح والثناء على طبيبه الذى اجرى الله على يديه تشخيص الداء وتحديد الدواء فاصبح يمشى على (مشاية)بعد ان ظل مقعدا مدة طويلة حبيس الفراش والكرسى المتحرك.
اعجبنى فى ابو الجيلى هكذا سمى نفسه،روحه العامرة بالايمان التام وثقته المطلقة فى الله وطبيبه الذى يرى فيه بعض سمات الصلاح (الدكتور ده امر عجيب)قلت مستعجبا : ماذا يفعل؟
قال :-وعز الدين حسن البين-هكذا نطق اسمه-جيته مشلول حركة تب مافى،ادانى امل بان العلاج ساهل وباله طويل ومهذب وبحترم الزول البجيه،وما متقندف).جاء الطبيب سلم على المنتظرين،وقف عند عمنا (ابو الجيلى)وطايبه و مازحه واستفسره عن صحته واحواله،وقف عندى تقالدنا بعد غياب طويل،حادثنى ابو الجيلى (دحين جاك كلامى).قلت له (هذا الطيب اعرفه منذ كان طالبا فى كلية الطب جامعة الخرطوم العام ١٩٩٦م ،هو نفسه لم يغيره الزمن ،فهو كالدهب المجمر ).
(٢)
تناقلت الوسائط الاجتماعية اسمه ايام هوجة التمكين، لديه تخصص نادر ،بل يقال هو الوحيد حتى الان فى السودان .
يتخذ من الحى الراقى فى وسط الخرطوم مكانا لعيادته ،لكن المراجعين لعيادته تشير ملامحهم ومظهرهم العام انهم جاءوا من البيادر البعيدة وليس البنادر القريبة يتلمسون الشفاء عنده باذن الواحد الاحد.
حدثنى ابن اختى -مرافق والدته للعلاج عنده - هذا الطبيب روحه يا روحه عاجباه شديد او محرقاه شديد ويتعامل مع المرضى بصلف غريب .
قلت له، ماذا يفعل؟!
قلت له :- كل الفحوصات سليمة على قولكم(فهى مازالت تشتكى من الم فى رجلها وين المشكلة ؟) فاجاب (ماعارف؟)، قلت له:(ساطلب ترحال الان حتى تاتى وتسمع منها)
قال(اطلب ترحال واذا زمنى جاء اطلب ترحال رجعها وما تلومنى)قلت له :-ساذهب معكم لنرى بام اعيننا (من رأى ليس كمن سمع ).
حكت امراة كانت تجالسنا فى صالة الانتظار جئت بطفلتى من الشمالية (الدكتور ماداير يسمع مننا،طوالى يقول امشى اعمل صورة اعمل رنين افحص يبدو محدد المرض سلفا).
دخلنا اليه بعد ان طلب منا الشخص الذى يعمل معه الدخول وجدنا يخلع نعليه،قبل ان يرد السلاام قال(انتو بتخشوا ساااى ، انا داير اصلى) كتمت غيظى وخرجت،جلسنا ننتظر انتهاءه من الصلاة التى استمرت قرابة نصف الساعة ،طلب منا الموظف الذى يعمل معه الدخول،طلب منا هو ان نرجع ،الا بعد ان ياذن لنا بالمقابلة ،واخيرا سمح لنا بالدخول طلب منا ان يحضر شخص واحد فقط مع المريض قلت :(هذه شقيقتى وطلب ابنها الدخول معها وامرها يهمنى)قال(اذا كلامى ما عاجبكم سوقوا مريضكم).خرجت لتقديرات تخص المريض، وحالته النفسية ..
(٣)
ذهبت بأمى ذات مرة الى طبيب جلدية وهو لديها فوبيا تجاه الاطباء والاطباء نوعان هناك ،من يحسن زرع الثقة والطمانينة فى قلب مريضه وهناك من ينفر ولا يبشر، اسريت لطبيبها ان أمى محبتها عند السادة البادراب ،فسالته هى عن اسمه، فنطقه كاملا(حسين سليمان بدروقال ليها (اااها نعالجك بعلاج الاطباء ولا حق البادراب ؟)فقالت له البجى منك كله سمح !!
فى مستشفى القلب ،باركويت يرسم د. مجدى جميل صورة ذهنية زاهية فى ذاكرة مرضاه ومن ضمنهم والدتى بحسن استقباله وتعامله ولطفه، فتزول رهبتها منهم وتنسى علتها فلم تعد تراجعه الا بعد شهور طويلة ولك الحمد يا مستوجب الحمد فجدار الثقة الذى شيده جميل بحسن تعامله ،فالمرض يبدو اساس علاجه روح معنوية و حسن تعامل وثقة والباقى ادوية و تغذية جيدة.
تريد امى ان ترد الجميل وتسدى معروفا لطبيبها مجدى جميل فهى ترى انه يعاملها بطريقة مغايرة مع انه يعامل الجميع بذات الاسلوب قالت(نسيت اجيب ليك الحلو مر)فقال لها (لمن امشى الحصاحيصا لاهلى ,بغشاكداتغدى معاك واشيل (الحلو مر )حقى !!
اخيرا :-
قال صديق عزيز (الاطباء عندهم احساس بالتعالى والترفع والتميز عن الاخرين الا من رحم ربى كانما يربونهم على ذلك).
ليتكم حكيتم لنا عن مواقفكم وتعاملكم مع الاطباء
khalidoof2016@yahoo.com
//////////////////////////