(رب اشرح لى صدرى ويسر لى امرى وأحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى ) ( رب زدنى علما ) اعيش رمضانيات هذا الشهر المبارك في محراب مؤلف العالم العلامه الحبر الفهامه أمام المتصوفه في هذا القرن وشيخ الازهر الأسبق الدكتور عبد الحليم محمود وعنوانه : " قضية التصوف " وتحدثنا عن موضوع الاستدلال على وجود الله وقلنا فيه رد على الباشمهندس محمود محمد طه وتلامذته وكل من لف ملفهم وجرى مجراهم واليوم نواصل من انقطع من حديث بالأمس قلنا ان وجوده سبحانه اوضح واظهر من أن يحتاج الى دليل وان تقديس الله سبحانه ينأى بالمؤمن عن ان يتخيل مجرد تخيل أن الله يحتاج الى اثبات وجوده وان جلال الله وهو جزء من عقيدة المؤمن يسمو بالمؤمن عن ان ينزل إلى هذا المستوى من الانحراف . والواقع ان كل محاولة لاثبات وجود الله انما هى انحراف عن النهج الاسلامى السليم . وإذا كان ابو الحسن قد وجه اتباعه على هذا النهج فانما يتبع في ذلك المنهج القرآنى وذلك ان القرآن الكريم وجميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم قد نزهوا الله عن ان يحاولوا الاستدلال على وجوده وقدسوه عن ان يكون وجوده في حاجة إلى حجة وبرهان . ولقد سار الأمام الشاذلى على هذا النسق متبعا ومقتديا . بيد ان فكرته اصبحت الآن غامضه كل الغموض ذلك أن بدعة اثبات وجود الله شائعه حتى في الاوساط المستغرقة في الدين ومن أجل ذلك يتساءل الكثيرون اكان ابو الحسن محقا في رأيه هذا ؟ ومن أجل ايضاح فكرة ابى الحسن ولان الموضوع فى نفسه جدير إلى حد بعيد بالاهتمام فإننا نستفيض هنا فى شرح هذا الموضوع عسى أن يسود توجيه ابى الحسن فيرجع الناس عن البدعة إلى التوجيه السليم على أن من حق ابى الحسن علينا ونحن نكتب عنه ان نستفيض في شرح فكره من افكاره كان للعادة والالف وكان للزمن والظروف دخل فى ان اصبحت غير مفهومه فهما واضحا أو غير مقدرة تقديرا صحيحا . حين بدأ الرسول صلعم الجهر بدعوته بعد نحو ثلاث سنوات من الاسرار بها فانه صلوات الله وسلامه عليه لم يبدا باثبات وجود الله وأنما بدأ بالبرهنة على صدقه هو وتحدى العرب بصدقه ومن قبل ذلك حين فاجأه الملك فى الغار ونزل الوحى ولم يبدأ الملك أو لم يبدأ الوحى باثبات وجود الله وانما بدأ بالأمر بأن يقرأ الرسول صلوات الله وسلامه عليه باسم ربه : ( اقرأ باسم ربك الذى خلق ) . نواصل باذن الله . بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه باريس