(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم ) ( رب اشرح لى صدرى ويسر لى امرى وأحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى ) ( رب زدنى علما ) اعيش رمضانيات هذا الشهر المبارك مع فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الازهر الأسبق في محراب مؤلفه قضية التصوف المدرسة الشاذليه نتناول فيه ما جاء في صفحة ٧٣ تحت عنوان العمل بالكتاب والسنه لأن فيه رد على الباشمهندس محمود محمد طه وتلامذته وكل من لف ملفهم وجرى مجراهم جاء الاتى نصه : جاء الدين الاسلامي بتكاليف عديده لصلاح المجتمع ولصلاح الفرد وهذه التكاليف يتبين من اسمها أن فيها شيئا من المشقة على هؤلاء الذين لم يتذوقوا بالله . ولما فى التكاليف من مشقة حاول كثيرون التخلص منها بشتى الوسائل او التأويلات المنحرفه. ومن أضل هذه الوسائل ما يزعمه البعض من انه وصل من الصلة بالله الى رفع التكاليف عنه وتلك خدعة شيطانيه وقد حاربها أئمة التصوف فى مختلف العصور حربا لا هوادة فيها. ومن هؤلاء الذين حاربوها بشدة ابو الحسن الشاذلى رضى الله عنه كان باستمرار يأمر ويحث على اتباع الكتاب والسنة ويبين ان الانحراف عنهما اتباع للشيطان يقول رضى الله عنه : ما ثم كرامة اعظم من كرامة الايمان ومتابعة السنة فمن اعطيهما وجعل يشتاق الى غيرهما فهو عبد مفتر كذاب او ذو خطأ في العلم والعمل بالصواب . كمن أكرم بشهود الملك على نعت الرضا فجعل يشتاق الى سياسة الدواب وخلع الرضا. ويقول : اذا لم يواظب الفقير على حضور الصلوات الخمس في الجماعة فلا تعبأ به هذا فى شأن السالك. اما من يتصدى للدعوة فان : ( من دعا إلى الله تعالى بغير ما دعا به رسول الله صلعم فهو بدعى ) على حد تعبير ابى الحسن . ولكل وقت عمله المحدد ولكل عمل زمنه المعين والمتابعه الحقه تقتضى ألا تؤخر عن ازمانها يقول ابو الحسن : لا تؤخر طاعة وقت لوقت اخر فتعاقب بفواتها او فوات غيرها او مثلها جزاء لما ضيع من ذلك الوقت فان لكل وقت سهما فحق العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية. وأما تأخير عمر رضى الله عنه الوتر اخر الليل فتلك عادة جارية وسنة ثابته الزمه الله تعالى اياها مع المحافظة عليها وانى لك بها مع الميل الى الراحات والركون الى الشهوات والغفلة عن المشاهدات ! فهيهات هيهات هيهات ! وكثير من الناس يجد شهوة فاسدة في انماط من العلم منحرفة يعكف عليها فتصرفه بالكلية عن كتاب الله وسنة رسوله صلعم وتصبح حجابا بينه وبين الله والى هؤلاء الذين وصلوا إلى هذه الدرجة ينصح الشاذلى : ( كل علم تسبق إليه الخواطر وتميل إليه النفس وتلتذ به الطبيعة فارم به وان كان حقا . وخذ بعلم الله الذى انزله على رسوله واقتده به وبالخلفاء والصحابة والتابعين من بعده وبالائمة المبرئين عن الهوى ومتابعته تسلم من الشكوك والظنون والاوهام والدعاوى الكاذبة المضلة عن الهدى وحقائقه . وفى الناس من يزعم :انه وصل فى المحبة إلى درجة تغنيه عن اتباع التكاليف والى هؤلاء يقول : سمعت هاتفا يقول: ان أردت كرامتى فعليك بطاعتى وبالاعراض عن معصيتى والطريقة المثلى هى انه : ( إذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنه ودع الكشف وقل لنفسك : ان الله تعالى قد ضمن العصمة في الكتاب والسنة ولم يضمنها لى في جانب الكشف ولا الالهام ولا المشاهدة مع أنهم اجمعوا على انه لا ينبغي العمل بالكشف ولا الالهام ولا المشاهدة الا بعد عرضه على الكتاب والسنة). والنتيجة التى يريد ان يصل إليها تتمثل في ما يلى : ( ارجع عن منازعة ربك تكن موحدا واعمل باركان الشرع تكن سنيا واجمع بينهما تكن محققا ) . بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه باريس elmugamar11@hotmail.com