في افطار المخلوع: رسائل الفلول تضل طريقها إلى كوبر

 


 

 

”صحيفة الجريدة “ هذا الصباح… شاهدنا السيخ والملتوف والرصاص المطاطي والرصاص الحي في مواجهة لجنة مقاومة كوبر ولجان بحري وأبناء منطقة كوبر مما تسبب في إصابات بليغة في وسط الثوار، وهلع وسط أهالي المنطقة..
تقرير ـ سعاد الخضر
واجه الشارع السوداني الدعوات التي أطلقها عدد من أنصار النظام البائد لإفطار الرئيس المخلوع عمر البشير، الذي يواجه تهم بتغويض النظام الدستوري بالإضافة الى أنه مطلوب لدى المحكمة الجنائية في تهم تتعلق بالإبادة الجماعية في دارفور، واجه الشارع تلك الدعوات باستنكار واسع، ولكن المثير في الأمر أن الدعوات تمت باسم أهالي كوبر.. كما تمت طباعتها في أوراق صغيرة ووزعت كالمنشورات السياسية على استحياء في المواصلات العامة، وقطعا فإن منسوبي الحزب المحلول أرادو أن يؤكدوا من خلال التحشيد للإفطار، أن المعزول لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة إلا أن بيان لجان مقاومة كوبر الذي أصدرته قبل يوم من الافطار، كان ينبئ بأن ثمة مواجهة ستحدث، حيث برأت لجان مقاومة كوبر ساحة أهل كوبر مما يحيكه اعلام الفلول وقطعت بأن مدينة كوبر الحُرّة بثوارها وشهدائها لن تكون الصفحة التي يكتب فيها الحزب المحلول والنظام البائد عودته، بعد أن قال فيهم الشعب كلمته وقالت لجان مقاومة كوبر في تعميم صحفي (لن يسمح حراكنا الثوري للأيادي الدخيلة وباسم مدينة كوبر أن تكون الدعوة لإحتشاد منسوبي الحزب المحلول باسم الثورة والثوار الجحر الذي تخرج منه الأفعى من جديد، وأردفت (لازال وريد الشارع ينبض بالثورة ولازال الثوار على ذات اليقين الثوري الذي دخلوا به أرض الاعتصام وحرروا البلاد من نظام القتل والافقار ورفعوا رايات الحرية والسلام والعدالة.

توهم النجاة
واعتبرت أن مذبحتي الثامن من رمضان والتاسع والعشرين اول محاولات فلول النظام البائد للنجاة من قبضة الشعب العظيم، والتمسك بالمحاسبة والقصاص لدماء الشهداء والرافض لأي من نوع من أنواع الإفلات من العقاب التي يقودها جيوب فلول نظام المخلوع ظنا وتوهماً بأنهم صاروا بمنجاة من يد الثورة والثوار تحت غطاء التسوية والمتاجرين بدماء الشهداء وعلى الرغم من أن الفلول جاءوا إلى ساحة الإفطار وقد ملأ قلوبهم الاطمئنان وشعروا بنشوة الانتصار والعودة للساحة السياسية، وبدأوا يتبادلون صور حشد الإفطار بزهو كبير إلا أن المشهد بعد الإفطار تبدل وتحولت الساحة إلى معركة بعد هتافات لجان المقاومة في وجه الكيزان كوبر حرة والكوز يطلع برة، وحدثت اشتباكات بالسيخ والعصي والاسلحة البيضاء واطلاق رصاص في الهواء.. نتج عنها اصابات متعددة. مما حد بالشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع لفض الاشتباك بين لجان مقاومة كوبر ومجموعة متجمهرة من حزب المؤتمر المحلول وقال شهود عيان تم اعتقال مجموعة من اعضاء لجان المقاومة الذين فضوا إفطار الكيزان واطلق سراحهم مباشرة.

عودة السيخ والملتوف
وفي السياق كشفت لجان مقاومة بحري تفاصيل الأحداث التي صاحبت افطار المخلوع وقالت في تعميم صحفي أتت ثورة ديسمبر المجيدة بعد ٣٠ عاماً من حكم إستبدادي وديكتاتوري غاشم للجبهة الإسلامية ومخلفاتها وروافدها، كانت ومازالت هذه الثورة واضحة في موقفها ضد سياسات القتل والقمع والتنكيل المتّبعة من هذه الحركة الإرهابية، ولقد قالت جُموع الشعب السوداني كلمتها إتجاههم، وكانت شعاراتنا واضحة وصريحة "أي كوز ندوسو دوس"، دفعت جماهير الشعب السوداني دماءً غالية للخلاص من هذه الطغمة ولن نقبل عودتها بأي شكل من الأشكال مرةً أخرى.

تواطؤ العسكر
واردفت في تواطؤ ليس بالغريب وتحت حماية المجلس العسكري الإنقلابي "الذراع الأمني لنظام الإنقاذ"، تم تنظيم دعوة إفطار رمضاني حاملاً اسم الرئيس المخلوع بأمر ثورة ديسمبر المجيدة، وفي محاولة منهم لإرجاع عقارب الزمن للوراء، شاهدنا السيخ والملتوف والرصاص المطاطي والرصاص الحي في مواجهة لجنة مقاومة كوبر ولجان بحري وأبناء منطقة كوبر مما تسبب في إصابات بليغة في وسط الثوار، وهلع وسط أهالي المنطقة.. ونوهت إلى أن هذا المشهد يؤكد أن إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر هو إنقلاب الحركة الإسلامية ودللت على ذلك بأن الإعتداءات،التي تمت حدثت وسط حماية ومشاركة شرطة عنان ومدرعاتها... ووجهت رسالة للإنقلابيين والفلول والكيزان وقالت (عقارب الساعة لن ترجع للوراء، وأنكم في كل ليلة تؤكدون بأنكم اليد الباطشة للنظام المخلوع، ويوم الحساب آت لا محالة، وصبرك لو طال ما باقي كتير يابلادي)

نشاطات مضادة
واكد رئيس حزب التحالف الوطني اللواء معاش كمال اسماعيل أن الاخوان متمكنين في كل مؤسسات الدولة خاصة بعد انقلاب ٢٥ اكتوبر، تمكنوا أكثر ودلل على ذلك بالرغم من أن حزبهم محلول ينتظمون ويعقدوا ويطلقون تصريحات نارية وقال في تصريحات سابقة للجريدة هذا كله ضد رغبة الشعب واتمنى أن تتعامل معهم السلطات بما يحفظ حقوق الثورة والثوار وحذر من حدوث مواجهات لان الشعب لن يقبل بحكم الاخوان مرة اخرى في ظل نشاطهم الحالي واردف سيظهر نشاط اخر مضاد لنشاط الاسلاميين والدولة يجب أن تحسم هذا الموضوع قبل أن يتطور.

رسائل سياسية
من جهته قال الامين العام لهيئة محامي دارفور في تصريح لـ(الجريدة) الأفطارات في رمضان من الأعراف الإجتماعية كما توظف هذه الإفطارات في السودان من جميع القوى السياسية، وذلك لإرسال رسائل سياسية بمثلما يحدث من قبل التكوينات السياسية المتعددة ووجد فلول النظام البائد في إفطارات رمضان هذا العام غطاءً للبروز السياسي ومخاطبة عضويتها والرأي العام علنا، وظهر علي كرتي من بعد طول إختباء خلف البرهان كما ظهر غندور والحاج آدم ومن قبلهما أنس عمر واستفاد اتباع وأزلام النظام البائد من حالة السيولة والفراغ للتوسع ثم التمدد وسيتبع ذلك إذا لم يتم إتخاذ تدابير في مواجهة عناصر النظام البائد الخروج الفعلي للساحة العامة وتنظيم الأنشطة العامة المفتوحة .

إلى سلة المهملات
وفي ذات السياق قال المحلل السياسي مجدي عبد القيوم كنب في تصريح لـ(الجريدة) يريد الفلول القول أو إرسال رسالة أننا موجودين وهي مجرد أحلام ولكنها مشروعة فحقيقة الأمر أن عجلة التاريخ لن تعود للوراء فنظام المؤتمر الوطنى ذهب إلى سلة مهملات التاريخ السياسي انتفاء مشروعية التعاقد، وشدد على ضرورة التفريق بين الاسلاميين كتيار فكرى له تمظهراته السياسية والمؤتمر الوطني كحزب قامت ثورة ضخمة على حكمه وحظرته بالقانون، وفي تعليقه على تصدي المقاومة لتحركات الفلول قلل كنب ليس مطلوبا من الثورة مقاومة التيار الاسلامي ولا ينبغي أن يكون أنما المطلوب مقاومة محاولات المؤتمر الوطنى العودة للحياة السياسية وذلك بالاشكال المدنية المعلومة وفقا للقوانين ويجب عدم الانجراف نحو مخططاته لجرّ الثورة السلمية وفصائلها المختلفة إلى العنف فالقانون وكذلك الرفض الشعبي أو مشروعية التعاقد الاجتماعى كفيلان بذلك.

مواجهات سابقة
ولا تزال أصداء أحداث قاعة قرطبة التي واجه فيها قيادات المؤتمر الشعبي من أهالي الصحافة في العام ٢٠١٩م في أول نشاط للاسلاميين بعد سقوط النظام وعلى الرغم من الادانات التي تمت من عدد من قوى الثورة إلا أن الهجوم أثبت تزايد حدة الرفض الشعبي لعودة الاسلاميين للمشهد السياسي الهجوم الثاني الذي تعرض له الاسلاميين في ذكرى ١٧رمضان في عهد رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم الأمر الذي أدانة رئيس حزب المؤتمر السوداني. السابق إبراهيم الشيخ
وكان القيادي بقوى الحرية والتغيير ياسر عرمان قد علق قائلا علينا بتفكيك النظام البائد ثم تفكيك النظام، ليس على الطريقة التي تتم الآن، ولكن بطريقة منهجية ومدروسة وقانونية، فأولوياتنا تتمثل في تفكيك نظام المؤتمر الوطني بلا رحمة وفي إطار دولة القانون، وأن نترك لهم إفطار رمضان برحمة، فهم في الإفطار أعينهم وقلوبهم لا تتجه بخشية وخشوع إلى رب العالمين، بل إن بصرهم يذهب تجاه القصر الجمهوري ومجلس الوزراء والقيادة العامة”.
الجريدة

 

آراء