في الجمعية التأسيسية قال النائب القادم من الريف : ( نريد نفاثة ) يقصد (نفاسة) أي ولادة أو داية

 


 

 

في الجمعية التأسيسية قال النائب القادم من الريف : ( نريد نفاثة ) يقصد (نفاسة) أي ولادة أو داية ( قابلة ) _ ضحك المحجوب وقال ( عموم البلاد بها نفاثة واحدة ويقصد ( قاذفة قنابل ) !!..

النظام الديمقراطي الذي شهدته بلادنا الحبيبة لفترة محدودة مهما كان قصوره أو الماخذ عليه فقد كان رئة تنفس بها المواطن عن طريق ممثليه وكان صوت الأطراف البعيدة مسموعا واحيانا طلباتهم مجابة وكان الشعب يتابع مايجري داخل البرلمان وتنقل له المداولات بواسطة إذاعة ام درمان العريقة ذات الاحترافية والمهنية العالية ومن بها من مذيعين ينافس بعضهم بعضاً في الإجادة والتفاني في الخدمة !!..
كان البرلمان يجسد الوحدة الوطنية والتنوع وفي القاعة يجلس شيخ العرب بثوبه الأنيق وعمامته الفاخرة ولهجته المحببة وهنالك من أبناء الجنوب باللبس الافرنجي الزاهي الجميل وبقية الأقاليم يأتي ممثلوها بملابسهم التي تضيف للوحة الزي والزينة داخل البرلمان القا ورونقا وجمالاً !!..
كل منطقة كانت تختار من ينوب عنها في هذا المحفل الكبير وكان النائب يجتهد في أن يسمع الحاضرون صوت دائرته الانتخابية التي يتفاني في خدمتها ويعود إليها من الخرطوم بالبشريات وان طلباتهم قد تم تحقيقها أو هي تحت التنفيذ !!..
من داخل البرلمان يشعر المرء بأن الناس سواسية وان الحاكم والمحكوم يكملان بعضهما البعض فلا برج عاجي للحاكم ولا دونية مذلة يقبع تحتها المحكوم !!..
وبمجرد أن تدق المزيكة ويقفز متهور علي أريكة الحكم يبدأ حكم الفرد والحزب الحاكم ولا صوت يعلو علي صوت المعركة وقائدكم مين وسير سير يا ... ونشهد مجالس نيابية من البصمجية جماعة نعم يافندم والجلسات مملة والنواب ما فاضين للمواطن فهم في رحلات ماكوكية بين الكفتيريا والحصول على الرخص التجارية والسفر للعمرة والحج ليس من حر مالهم بل من المال السائب مال الميري ( الحكومة ) التي ابتلعها الحزب الحاكم ووضعها في جيب الساعة !!..
وهكذا تدور الايام والليالي ونري الرئيس القائد وحزبه وجوقة المنتفعين قد تطاولوا في البنيان وتضخم عندهم المال والشعب علي الحديدة !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء