في حب العربية السعودية .. لكن يظل الكفاح

 


 

 

(1)
قبل الإنبطاح العربي الأخير تجاه الدولة العبرية بالإتفاقيات التي سميت بالإبراهيمية ، ظناً من الكيانات العربية الموقعة في أن مجرد الإتفاق مع إسرائيل سيخلق لها قبة حديدية على غرار التي حول مفاعل ديمونة في صحراء النقب؛ قبل ان تتدارك الخطل الإستراتيجي و سطحية قرائتها للأوضاع الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط و تهرول بإرسال سفرائها الي طهران الجمهورية الإسلامية في إيران؛؛
نعم قبل ذلك بسنوات سألني أحد اصدقائي و الذي سبق ان عمل كبير مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو عن الآثار اليهودية بالمملكة العربية السعودية؛ قلت له لا علم لي ( و كنت صادقاً) لكن أردفت له بأن التعاطي مع آثار اي دولة يعد جريمة دولية ، و فوق هذا و ذاك فإنني أنظر الي أي شبر من التراب السعودي إمتداد لمكة المكرمة و المدينة المنورة ، لذا و من منطلق إيماني بحت فإن حماية العربية السعودية تمثل أولوية قصوى بالنسبة لي.
ثم تقطعت الإتصالات بيننا !!

(2)
الثورة المضادة و التي قادها بعض كيانات الخليج ضد ثورات الربيع العربي بالأسلحة البترودولارية لم تدفن أشواق الشعوب العربية نحو الحرية و المدنية- الديمقراطية فحسب ، بل أتت بحكام صوريين و أكثر دكتاتورية من شاكلة (قيس السعيد ، عبد الفتاح السيسي ، عبد ربه هادي منصور ( عقيلة صالح ،خليفة حفتر) و عبدالفتاح البرهان ليجلسوا على كراسي زعماء أقوياء رغم أنهم كانوا دكتاتوريين مثل (زين العابدين بن علي ، حسني مبارك، علي عبدالله صالح ، معمر القذافي و آخرين).
فتولدت لدي البترولاريين نشوة النصر الزائف، و لا يدرون ان ثورات الشعوب كالسيول الهادرة تبطيء بفعل المسدات هنا أو هناك لكنها ستتراكم لتجرف السدود و من يقف ورائها.
و على ثورتنا نراهن بغد أفضل للسودان و السودانيين.

(3)
خلال العقود الثلاث الماضية من عمر نظام الإنقاذ البائد تراجع إحترام أبناء و بنات عازة عند الإخوة الخليجيين و خاصة السعوديين.
دأبت العربية السعودية على إرجاع الخراف السودانية من وقت لآخر بعد وصولها الي ميناء جدة السعودي دون الإستناد على أي معايير علمية أو تحوطات وقائية متعارف عليها ، بل لأسباب سياسية بحتة إمعاناً في إضعاف إقتصادنا المعتل أصلاً و محاولة بائسة لإهانة أحفاد بعانغي .

(4)
بالأمس الأول أقدمت العربية السعودية على إرجاع الصحفي زهير عثمان دون السماح له بزيارة أهله هناك .
و الصحفي زهير عثمان كان كل ذنبه أنه نقل ما يكتب عن السعودية من أخبار إيجابية كانت أو سلبية الي موقع سودانيز اونلاين دون اي إضافة منه أو تعليق.
نحمد الله انه لم يحدث له ما حل بالمحامي المصري أحمد الجيزاوي و الذي اعتقل في ابريل 2012 فور وصوله أراضي المملكة بتهمة حيازة المخدرات ، ليحاكم بخمس سنوات في السجن مع 300 جلدة بعدما طالبت النيابة العامة هناك بإعدامه .
و المحامي المصري الجيزاوي معروف عنه دفاعه المستميت عن حقوق العمال المصريين البسطاء بالمملكة العربية السعودية.
رغم أنني أنا الآخر محروم من زيارة قبر أقرب الناس إلي نفسي ( النبي محمد صلى الله عليه و سلم) لمواقف بعضها إنسانية و أخرى وطنية ، و ليست من ضمنها شخصية على الإطلاق ؛ إلا أنني لدي ما أقوله عندما يقف الشفيع أحمد الشيخ ، مجدي محجوب ، علي فضل ،داؤود بولاد ، محمد مرسي و جمال خاشقجي و الآخرون ضد جعفر نميري ،صلاح كرار ،نافع علي نافع ،عمر البشير ،عبدالفتاح السيسي ، سعود القحطاني و الآخرين ) أمام من لا يظلم عنده أحد (جلّ شأنه) !!

 

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء