في ذكرى رحيل وردي: لعنة مارس تتوزع على أعوام السودانيين!.

 


 

حسن الجزولي
20 February, 2022

 

نقاط بعد البث
في الغياب الفادح لكل من الصديقين المبدعين قدال والحلو، كتبنا مقالاً نشير فيه للعنة شهر يوليو، وتحديداً يوم الرابع منه، حيث وفي نادرة قل أن يجود بها تربص الموت بنا، إختطف دفعة واحدة أثنين من كبار مبدعينا في يوم واحد!، فمشى الشاعر محمد طه القدال صباحاً وتبعه القاص والروائي والصحفي عيسى الحلو مساء نفس اليوم وذات الشهر!.
ومع تتالي الموت وفجيعة رحيل (النوار) من بيننا، رصدنا أن (يوليو) لا يشكل وحدة جريرة الاختطاف، حيث تلازمه أشهر أخر فيما يبدو، ولذا فقد انتبهنا لهذا الاحتمال ونادينا بضرورة رصد الأشهر المشابهة التي يتم فيها (سحب) المبدعين من حياة السودانيين، فقلنا ما يعني أنها دعوة لرصد حالات الرحيل ومراجعة تاريخ وفاة المبدعين السودانيين لعل هناك متشابهات لمثل هذا الرحيل في أضابير"كاليندارات" الموت!.
وقد رصد معنا أحدى المهتمات الوقائع المتعلقة بتاريخ وفاة عدد أخر من مبدعينا في شهر واحد!، حيث أشارت عبير محمد صديقتنا في الفيس بووك بصفحتها إلى أن الثامن عشر من فبراير يمثل أيضاً وفاة مبدعين آخرين في قامة كل من الطيب صالح ومحمد وردي واسماعيل حسن!.
كان شهر مارس يعد بالنسبة للسودانيين ـ وغير السودانيين بالمناسبة ـ (شهر الكوارث)!، ولكن أبى الدهر ـ مع تعدد حالات مآسي شعوب السودان ـ إلا وأن يأتي بمعظم الشهور والأيام،، لتغدو سنواتهم كبيسة وكئيبة وبئيسة!.
نستميحكم في التذكير بالمقال الذي نشرناه والمتعلق برصد ظاهرة رحيل المبدعين في تاريخ واحد ولجميع الراحلين الرحمة والمغفرة.
***
رحيل المبدعين
ولعنة الرابع من يوليو!
حسن الجزولي
برحيل كل من المبدعين العزيزين الشاعر محمد طه القدال والقاص والروائي عيسى الحلو في يوم واحد، انتبهنا إلى ظاهرة لم نرصدها من قبل، حيث لم تكن في الحسبان أو مخيلة الانتباه لدى المهتمين وأهل التخصص في التوثيق!.
حيث لم يكن يوم الرابع من يوليو يوماً عادياً حتى يمر هكذا دون انتباهة له، بعد أن خطف في مرة واحدة ـ وكنا نظنه نادر الحدوث! ـ أثنين من كبار مبدعي السودان، أحدهما صباحاً والآخر مساءاً!.
وبعد مواراتنا لثرى القدال والحلو ونحن نلعق جراحاتنا التي تترى تباعاً بفقدنا لأكثر من ابن للوطن والشعب، قبعنا نتأمل في حيثيات زمان الرحيل هذا ومواقيته، كيف اتفق أن يكون الرابع من شهر يوليو موعد شؤوم ونحس بالنسبة للسودانيين حتى يختطف منهم أثنين من الحقل الأدبي والثقافي دفعة واحدة، وهو ما دفعنا ونحن نتأمل ظاهرة الزمن، لمراجعة أزمنة الموت السابقة، لنكتشف أن الرابع من يوليو إنما ظل يتربص بمبدعي البلاد في واقع الأمر منذ زمان دون أن ننتبه للأمر!.
فلم يكن رحيل قدال والحلو بمثابة سابقة، حيث وفي بحثنا داخل أضابير ماضي الرحيل للمبدعين السودانيين اكتشفنا أمراً جلل يتعلق بأن عدداً من المبدعين قد تم اختطافهم تحديداً في مثل هذا التاريخ في الرابع من شهر يوليو!.
فقد رحل الدرامي والفنان عبد العزيز العميري في أحد أمسيات الرابع من يوليو، ورحل الفنان العاقب محمد حسن أيضاً في الرابع من يوليو، كما رحل الفنان الأمين برهان في الرابع من يوليو، وكذا الفنان إبراهيم الكاشف في نفس التاريخ وهو الرابع من يوليو، وهكذا أيضاً اختطف يوم الرابع من يوليو فنان الجاز ولاعب كرة السلة المغدور وليم أندريا!.
ولا يعرف على وجه التحديد كم من المبدعين السودانيين تربص بهم هذا اليوم المشؤوم واختطفهم من حياة السودانيين دون أن ينتبه أحد!.
وهي دعوة لرصد حالات الرحيل ومراجعة تاريخ وفاة المبدعين السودانيين لعل هناك متشابهات من مثل هذا الرحيل في أضابير"كاليندارات" الموت!.
هكذا مع قناعاتنا بأن الأمر لا يعدو أن يكون سوى ظاهرة غير محسوبة في ترتيب هذا الكون وناموسه، ولكنا نتسائل ما إن كان سيضحي تاريخ الرابع من يوليو بمثابة تاريخ ملعون كحكاية من حكايات الفجيعة والغياب!.

hassanelgizuli3@gmail.com

 

آراء