في ذكرى 19 ديسمبر .. مواكب ما بتتراجع تاااني!!
رئيس التحرير: طارق الجزولي
20 December, 2022
20 December, 2022
الخرطوم : الجريدة
كان يوم أمس مهيباً رغم آلة القمع التي واجهت بها السلطات الثوار الذين خرجوا زرافات ووحدانا في حشود ضخمة بالخرطوم والولايات شاهرين هتافهم ( لا تفاوض لا مساومة لا شرعية) .
ويعد يوم 19 ديسمبر 2018، أيقوني في ذاكرة الثورة التي أطاحت بالمخلوع عمر البشير، وجرى فيه إحراق دار حزب المؤتمر الوطني الحاكم وقتها بمدينة عطبرة ، بعد احتجاجات مطلبية انتهت بالمناداة بإسقاط النظام.
وكان الجيش الأبيض أول من إستجاب لدعوات لجان المقاومة حيث أعلن أطباء عن مشاركتهم في مواكب 19 ديسمبر للتأكيد على أن مصير هذا الانقلاب الزوال المحتوم وأن إرادة الشعب ستنتصر ولو كره الانقلابيون، واضافوا سنكون سنداً وعضداً حيث يجب أن نكون، وندعو أوسع طيف من الوطنيين الأخيار للخروج في هذا اليوم لنشد من أزر بعضنا البعض فكما بدأناها معاً سنواجه تحدياتها معاً ونتخطى مخاطرها معاً ونحقق انتصارها معاً. وقالت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان ” يطل علينا يوم الإثنين الموافق 19 ديسمبر 2022 يوم من أيام الثورة الخالدات، ففيه تم تحرير شهادة وفاة نظام الإنقاذ بعد ثلاثون عاماً من الاستبداد والشمولية عندما أشعل ثوار وثائرات عطبرة نيران الثورة وشرارتها بدار حزب المؤتمر الوطني المباد، وكان لهذا الحدث الدور الأبرز في شحذ الهمم حتى اسقاط النظام عبر الاعتصام التاريخي. واوضح البيان ان هذا اليوم مرتبط بثورات شعبنا السلمية ففيه كان إعلان استقلال السودان داخل البرلمان قبل سبعة وستين عاماً السابعة والستين، واليوم تمر علينا الذكرى الرابعة لثورتنا لتؤكد على صلابتها وصلادتها التزاماً باستمرارها حتى تحقيق غاياتها ووفاءً لدماء شهدائها، قدمت هذه الثورة أساطيرها من خلال تراكمها وأحداثها اليومية فأصبحت الأسطورة الثورة نفسها، حيث أن الحرية والسلام والعدالة هي البوصلة الأخلاقية والوطنية التي تدور حولها جميع الفصول، وعلى قدر عزم هذه الثورة كانت التحديات، ولكننا اليوم أكثر يقيناً أن هذا العزم لن يلين وسينتصر.
ومن جهته وصف والد أحد أبرز شهداء ثورة ديسمبر السودانية، الإتفاق الإطاري الذي تم توقيعه بين قادة الانقلاب ومجموعة من القوى السياسية بأنه “محاولة مستمرة للافلات من العقاب”.
وقال كشة عبدالسلام، وهو والد الشهيد عبدالسلام كشة، لصحيفة (الجريدة) السودانية ، إن الثورة مستمرة وستبلغ سدرة منتهاها ولا إفلات من العقاب، وأنهم لن يتنازلوا عن مسار الثورة الذي خطته دماء الشهداء.
وأضاف: “الحاضنة العسكرية والمليشيات وأحزاب الهبوط الناعم والإدارات الأهلية والذين يحاولون العودة للسلطة، الزمن تجاوزهم وهم يقومون بمحاولات مستميتة للافلات من العقاب.
وأردف: “المواكب الدعائية لموكب 19 ديسمبر ستخرج من أندية المشاهدة الخاصة بنهائيات كأس العالم وستكون بداية ثورة جديدة”.
وكانت لجان المقاومة في ولاية الخرطوم سيرت مواكبا دعائية، ونفذت وقفات احتجاجية في عدد من مناطق العاصمة، استعدادا لمواكب 19 ديسمبر.
والسبت سيرت لجان مقاومة الكلاكلات جنوب الخرطوم موكبا دعائيا في أحياء الكلاكلات، ورفع المتظاهرون شعارات تنادي إسقاط الإنقلاب ٢٥ اكتوبر، ومحاسبة مرتكبي الجرائم منذ ١٩٨٩م. كما نفذت لجان مقاومة الديوم الشرقية وقفة احتجاجية رفضا لقرار سلطة الانقلاب القاضي بإلغاء المحاكم الخاصة بالنظر في قضايا شهداء ثورة ديسمبر المجيدة، وأعلنت التعبئة والاستعداد لمليونية ١٩ ديسمبر.
اغلاق الجسور
كعادتها استبقت السلطات الانقلابية مواكب الذكرى الرابعة باغلاق الجسور التي تربط بين مدن العاصمة الخرطوم والخرطوم بحري وام ردمان ونشرت قوات أمنية، تحسبا لمليونيه 19 ديسمبر.
انطلاق المواكب 19 ديسمبر :
رفرف علم السودان في أسطح المنازل أمس إيذانا بعظمة اليوم ، وكتب على جدران كثير منها دعوات الخروج للتظاهر لتحقيق مطالب الثورة ، وبالرغم من انشغال كثير من السودانيين بالتنافس المحموم بين المنتخبات المشاركة في كأس العالم وأن يوم الأحد 18 ديسمبر هو اليوم الختامي والذي كان حافلاً بالأحداث إلا أن كاس العالم لم ينسيهم أن ذكرى عيد الثورة ينبغي الاحتفال بها كما يكون.
انطلقت في العاصمة وعدد من مدن الولايات، مواكب 19 ديسمبر التي دعت لها لجان المقاومة في الساعة الواحدة (توقيت الثورة) ، وتوجهت المواكب في الولايات نحو المساحات العامة والشوارع، فيما تحركت حشود ضخمة في الخرطوم نحو القصر الجمهوري. وتجمعت المواكب وفق النقاط التي حددتها لجان المقاومة (محطة باشدار)، ورفع الثوار الاعلام ورايات اللجان وصور الشهداء، بجانب الشعارات المناهضة لحكم العسكر والمطالبة بالدولة المدنية الديمقراطية، والقصاص للشهداء.
وانطلقت المواكب في مدن العاصمة الثلاثة، الخرطوم وبحري وام درمان، بجانب مدن الابيض وبورتسودان وعطبرة والقضارف ونيالا، وكادقلي.
من جتها اعتدت القوات النظامية في الخرطوم، على مواكب 19 ديسمبر المتوجهة نحو القصر الجمهوري، وأطلقت على المتظاهرين السلميين قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي، وحاولت دهس المتظاهرين بالسيارات المدرعة.
واعترضت الشرطة والقوات المساندة لها الثوار عند محطة مواصلات شروني، ومنعت عبورهم الى الطريق المتجه نحو القصر الجمهوري، وأطلقت عددا كبيرا من عبوات الغاز، وتعرض عدد من الثوار للاصابات وحالات الاختناق.
وبحسب مشاركين استطلعتهم (الجريدة) ذكروا أن حملة اعتقالات واسعة طالت الثوار وأن عدد منهم أصيب بالاختناق جراء قنابل الغاز.
مواكب أمدرمان ...الوصول إلى البرلمان
لم ينتظر الثوار في امدرمان الموعد المضروب لانطلاق المواكب فقاموا بـ(تتريس) شارع الشهيد عبدالعظيم (الأربعين) والشوارع الجانبية وحرقوا الاطارات وذلك عند الساعة 12 ظهراً، وسرعان ما إلتحم معهم ثوار أمبدة وكرري ليتحركوا صوب البرلمان.
وتمكن الثوار في مدينة ام درمان، من كسر الحواجز الامنية التي ضربتها قوات الشرطة، ووصلوا الى مقر البرلمان وسط سحابة من الغاز المسيل للدموع.
وأغلقت الشرطة والقوات المساندة لها الطرق في وجه الثوار، لكنهم أصروا على العبور حتى تراجعت القوات بعد اطلاق كثيف للغاز والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي، ووصل الثوار الى مبنى البرلمان.. لتتجمع كل مواكب احياء مدينة ام درمان في البرلمان، وكانت تنوي العبور الى الخرطوم صوب القصر الجمهوري، لكن قوات اغلقت الجسر الرابط بين المدينتين.
بحري والمك نمر
تحرك موكب بحري صوب جسر المك نمر ووجد فصيلة من القوات المسلحة تحرسه ورابط الثوار حتى الساعة الرابعة عصراً قبالة الجسر مرددين هتاف (ثوار أحرار حنكمل المشوار) بعدها توجهوا نحو المؤسسة مروراً بالمحطة الوسطى وواجهتهم قوات شرطة الاحتياطي بقنابل الغاز والقنابل الصوتية، ولكنهم أصروا على المواصلة رغم وقوع اصابات وسطهم.
حرية، سلام، وعدالة
/////////////////////////////////
كان يوم أمس مهيباً رغم آلة القمع التي واجهت بها السلطات الثوار الذين خرجوا زرافات ووحدانا في حشود ضخمة بالخرطوم والولايات شاهرين هتافهم ( لا تفاوض لا مساومة لا شرعية) .
ويعد يوم 19 ديسمبر 2018، أيقوني في ذاكرة الثورة التي أطاحت بالمخلوع عمر البشير، وجرى فيه إحراق دار حزب المؤتمر الوطني الحاكم وقتها بمدينة عطبرة ، بعد احتجاجات مطلبية انتهت بالمناداة بإسقاط النظام.
وكان الجيش الأبيض أول من إستجاب لدعوات لجان المقاومة حيث أعلن أطباء عن مشاركتهم في مواكب 19 ديسمبر للتأكيد على أن مصير هذا الانقلاب الزوال المحتوم وأن إرادة الشعب ستنتصر ولو كره الانقلابيون، واضافوا سنكون سنداً وعضداً حيث يجب أن نكون، وندعو أوسع طيف من الوطنيين الأخيار للخروج في هذا اليوم لنشد من أزر بعضنا البعض فكما بدأناها معاً سنواجه تحدياتها معاً ونتخطى مخاطرها معاً ونحقق انتصارها معاً. وقالت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان ” يطل علينا يوم الإثنين الموافق 19 ديسمبر 2022 يوم من أيام الثورة الخالدات، ففيه تم تحرير شهادة وفاة نظام الإنقاذ بعد ثلاثون عاماً من الاستبداد والشمولية عندما أشعل ثوار وثائرات عطبرة نيران الثورة وشرارتها بدار حزب المؤتمر الوطني المباد، وكان لهذا الحدث الدور الأبرز في شحذ الهمم حتى اسقاط النظام عبر الاعتصام التاريخي. واوضح البيان ان هذا اليوم مرتبط بثورات شعبنا السلمية ففيه كان إعلان استقلال السودان داخل البرلمان قبل سبعة وستين عاماً السابعة والستين، واليوم تمر علينا الذكرى الرابعة لثورتنا لتؤكد على صلابتها وصلادتها التزاماً باستمرارها حتى تحقيق غاياتها ووفاءً لدماء شهدائها، قدمت هذه الثورة أساطيرها من خلال تراكمها وأحداثها اليومية فأصبحت الأسطورة الثورة نفسها، حيث أن الحرية والسلام والعدالة هي البوصلة الأخلاقية والوطنية التي تدور حولها جميع الفصول، وعلى قدر عزم هذه الثورة كانت التحديات، ولكننا اليوم أكثر يقيناً أن هذا العزم لن يلين وسينتصر.
ومن جهته وصف والد أحد أبرز شهداء ثورة ديسمبر السودانية، الإتفاق الإطاري الذي تم توقيعه بين قادة الانقلاب ومجموعة من القوى السياسية بأنه “محاولة مستمرة للافلات من العقاب”.
وقال كشة عبدالسلام، وهو والد الشهيد عبدالسلام كشة، لصحيفة (الجريدة) السودانية ، إن الثورة مستمرة وستبلغ سدرة منتهاها ولا إفلات من العقاب، وأنهم لن يتنازلوا عن مسار الثورة الذي خطته دماء الشهداء.
وأضاف: “الحاضنة العسكرية والمليشيات وأحزاب الهبوط الناعم والإدارات الأهلية والذين يحاولون العودة للسلطة، الزمن تجاوزهم وهم يقومون بمحاولات مستميتة للافلات من العقاب.
وأردف: “المواكب الدعائية لموكب 19 ديسمبر ستخرج من أندية المشاهدة الخاصة بنهائيات كأس العالم وستكون بداية ثورة جديدة”.
وكانت لجان المقاومة في ولاية الخرطوم سيرت مواكبا دعائية، ونفذت وقفات احتجاجية في عدد من مناطق العاصمة، استعدادا لمواكب 19 ديسمبر.
والسبت سيرت لجان مقاومة الكلاكلات جنوب الخرطوم موكبا دعائيا في أحياء الكلاكلات، ورفع المتظاهرون شعارات تنادي إسقاط الإنقلاب ٢٥ اكتوبر، ومحاسبة مرتكبي الجرائم منذ ١٩٨٩م. كما نفذت لجان مقاومة الديوم الشرقية وقفة احتجاجية رفضا لقرار سلطة الانقلاب القاضي بإلغاء المحاكم الخاصة بالنظر في قضايا شهداء ثورة ديسمبر المجيدة، وأعلنت التعبئة والاستعداد لمليونية ١٩ ديسمبر.
اغلاق الجسور
كعادتها استبقت السلطات الانقلابية مواكب الذكرى الرابعة باغلاق الجسور التي تربط بين مدن العاصمة الخرطوم والخرطوم بحري وام ردمان ونشرت قوات أمنية، تحسبا لمليونيه 19 ديسمبر.
انطلاق المواكب 19 ديسمبر :
رفرف علم السودان في أسطح المنازل أمس إيذانا بعظمة اليوم ، وكتب على جدران كثير منها دعوات الخروج للتظاهر لتحقيق مطالب الثورة ، وبالرغم من انشغال كثير من السودانيين بالتنافس المحموم بين المنتخبات المشاركة في كأس العالم وأن يوم الأحد 18 ديسمبر هو اليوم الختامي والذي كان حافلاً بالأحداث إلا أن كاس العالم لم ينسيهم أن ذكرى عيد الثورة ينبغي الاحتفال بها كما يكون.
انطلقت في العاصمة وعدد من مدن الولايات، مواكب 19 ديسمبر التي دعت لها لجان المقاومة في الساعة الواحدة (توقيت الثورة) ، وتوجهت المواكب في الولايات نحو المساحات العامة والشوارع، فيما تحركت حشود ضخمة في الخرطوم نحو القصر الجمهوري. وتجمعت المواكب وفق النقاط التي حددتها لجان المقاومة (محطة باشدار)، ورفع الثوار الاعلام ورايات اللجان وصور الشهداء، بجانب الشعارات المناهضة لحكم العسكر والمطالبة بالدولة المدنية الديمقراطية، والقصاص للشهداء.
وانطلقت المواكب في مدن العاصمة الثلاثة، الخرطوم وبحري وام درمان، بجانب مدن الابيض وبورتسودان وعطبرة والقضارف ونيالا، وكادقلي.
من جتها اعتدت القوات النظامية في الخرطوم، على مواكب 19 ديسمبر المتوجهة نحو القصر الجمهوري، وأطلقت على المتظاهرين السلميين قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي، وحاولت دهس المتظاهرين بالسيارات المدرعة.
واعترضت الشرطة والقوات المساندة لها الثوار عند محطة مواصلات شروني، ومنعت عبورهم الى الطريق المتجه نحو القصر الجمهوري، وأطلقت عددا كبيرا من عبوات الغاز، وتعرض عدد من الثوار للاصابات وحالات الاختناق.
وبحسب مشاركين استطلعتهم (الجريدة) ذكروا أن حملة اعتقالات واسعة طالت الثوار وأن عدد منهم أصيب بالاختناق جراء قنابل الغاز.
مواكب أمدرمان ...الوصول إلى البرلمان
لم ينتظر الثوار في امدرمان الموعد المضروب لانطلاق المواكب فقاموا بـ(تتريس) شارع الشهيد عبدالعظيم (الأربعين) والشوارع الجانبية وحرقوا الاطارات وذلك عند الساعة 12 ظهراً، وسرعان ما إلتحم معهم ثوار أمبدة وكرري ليتحركوا صوب البرلمان.
وتمكن الثوار في مدينة ام درمان، من كسر الحواجز الامنية التي ضربتها قوات الشرطة، ووصلوا الى مقر البرلمان وسط سحابة من الغاز المسيل للدموع.
وأغلقت الشرطة والقوات المساندة لها الطرق في وجه الثوار، لكنهم أصروا على العبور حتى تراجعت القوات بعد اطلاق كثيف للغاز والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي، ووصل الثوار الى مبنى البرلمان.. لتتجمع كل مواكب احياء مدينة ام درمان في البرلمان، وكانت تنوي العبور الى الخرطوم صوب القصر الجمهوري، لكن قوات اغلقت الجسر الرابط بين المدينتين.
بحري والمك نمر
تحرك موكب بحري صوب جسر المك نمر ووجد فصيلة من القوات المسلحة تحرسه ورابط الثوار حتى الساعة الرابعة عصراً قبالة الجسر مرددين هتاف (ثوار أحرار حنكمل المشوار) بعدها توجهوا نحو المؤسسة مروراً بالمحطة الوسطى وواجهتهم قوات شرطة الاحتياطي بقنابل الغاز والقنابل الصوتية، ولكنهم أصروا على المواصلة رغم وقوع اصابات وسطهم.
حرية، سلام، وعدالة
/////////////////////////////////