في معاني الحميمية مع إسرائيل!. بقلم: حسن الجزولي

 


 

حسن الجزولي
31 January, 2021

 


نقاط بعد البث

* ورد في الأنباء وضمن زيارة إيلي كوهين وزير الاستخبارات الإسرائيلي "غير المعلنة" للسودان ـ كعادة درجت عليها دوائر المسؤولين في الدولة السودانية فيما يختص بالملف الإسرائيلي، "مع أن زمن الغتغتة والدسديس قد إنتهى" ـ الشاهد في الموضوع أن السيد يسن إبراهيم وزير دفاعنا قد قدم هدية لسيادة "الضيف الزائر" وكانت عبارة عن بندقية آلية الصنع، وذلك في نهاية زيارة الوزير لبلادنا واجتماعه بالوزير السوداني وقادة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.

* يبدو أن "تعزيز" علاقاتنا مع الإسرائليين قد "توطدت" درجة أنها في تدرجها قد وصلت لمرحلة "الحميمية" و تبادل "الأنخاب" و "منح الهدايا" ،، والقوم ـ كالعشاق ـ عايشين في سلام وحبور والكل آسر والكل ماسور، بينما تمني أنفسهم بتطور هذه العلاقات الجديدة "إلى تبادل سفارات في الربيع المقبل"!.
* هذا الجانب ليس بيت القصيد، إنما الذي يهمنا في الزيارة هو "نهاياتها "السعيدة" حينما قدم وزير دفاعنا "بندقية آلية" لـ"ضيفه العزيز".
* حدث في فترات الحكمين العسكريين الديكتاتوريين لحقبتي مايو ويونيو، أن وقعت أضراراً بليغة في الكثير من القطع الأثرية النادرة، تم توزيع كثير من تلك المقتنيات كهدايا لأمراء وشيوخ الخليج فضلاً عن ضيوف البلاد المتعددين!، وقد أشار لنا شيخنا الصلحي بتهكم مرير ما كان شاهد عيان عليه إبان فترة تبوءه لمنصب وكيل وزارة الثقافة والاعلام سنوات مايو، حيث علم بتوجيه صادر لإهداء الرئيس اليوغندي الأسبق عيدي أمين بعضاً من قطع أثرية نادرة من مقتنيات متحف السودان، فأوقف الصلحي الاجراء ووجه بإعادة المقتنيات إلى مكانها، ولكن توجيهاً آخر صدر من عمر الحاج موسى وزير الثقافة وقتها بنسخ توجيه الوكيل ومنح الرئيس اليوغندي تلك القطع الأثرية، دون أي مسوق يسمح بذلك.
* وفي الشأن نفسه تحضرنا تلك المعلومات التي أوردتها مجلة روز اليوسف المصرية في بدايات إنقلاب الانقاذ، حيث اعتقلت السلطات المصرية أحد المطلوبين من الجماعات الاسلامية في الحدود بين السودان ومصر التي وصلها متسللاً، وكان في معية (سيادته) كمية من بدرة الهيروين إضافة "لبندقية أثرية "نادرة الطراز، وأشارت المجلة إلى أنها ربما كانت ضمن مقتنيات أحد المتاحف الأثرية في السودان!.
* ومع أن نباء "البندقية الآلية " كهدية لوزير المخابرات الإسرائيلي قد إنتشر، حيث عجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات المستنكرة لمنح "سيادة" الضيف الزائر هدية لا علاقة لها بالسودان، من حيث أنها ليست من صنعه ولا تعبر عن أي رمزية سودانية، وتمنى البعض لو أن الهدية ـ وإن كان لا بد منها ـ أن تكون من حقول ثرواتنا القومية " كسلة مانجو أو بركاوي أو مجسم صغير لشجرة الهاشاب، أو قل قارورة صغيرة عليها مياه النيل مثلاً"!.
* ولكن بالنسبة لنا فإن أخوف ما نخافه هو أن نكتشف لاحقاً ـ في مقبل علاقاتنا "الآتية" مع الإسرائليين ـ بأن "البندقية" آلية الصنع التي قدمت "لهم" ،، ليست سوى قطعة أثرية من مقتنيات متاحفنا القومية في البلاد، كنهج إعتادته الدوائر الرسمية في الدولة ،، تماماً كما حدث في حقبتي مايو والانقاذ المخلوعتين ،، وربنا يكضب الشينة!.
ــــــــــــــــــ
* لجنة التفكيك تمثلني.
* محاربة الكرونا واجب وطني.

hassanelgizuli@yahoo.com

 

آراء