فِكريَّاتٌ مُتَدَاعِيَةٌ بِحُرِّيَّةْ
رئيس التحرير: طارق الجزولي
5 February, 2023
5 February, 2023
القبلة الممزوجة بحنان هي إنسانية .. متى يتمتع الناس بإنسانيتهم وحنانهم دونما خجل ودونما شعور بالإثم ..؟ ..
المرأة قادرةٌ على منح نوعٍ من الاستبصار للرجل؛ نوعٍ من يقظة الروح. هنالك فنان يعشق الجنس عشقاً صوفياً باعتباره مورداً لرؤيا غريبة وباعثاً ليقظةٍ (أو وقدةٍ) روحية جديدة مثل الكاتب بيل هوبكنز (صاحب رواية الألوهية والانحلال). وأرى كولن ويلسون يردد تلكَ النظرة بشغفٍ في "الرحلة نحو البداية" ولعله يتذكر معها عبارة موريس ميرلوبونتي "لقد كُتِبَ المعنى على الإنسان".
العالم ذو طبيعة أنثوية كما أراه، وكما يراه كولن ويلسون إذ قال إنه يبدو– بصورةٍ غامضةٍ– ذا طبيعة أنثوية. والطبيعة الأنثوية– على حسب إمساكي بها– هي طبيعة الذات المليئة بالسلام والأشواق لـ"عنصر غريب في الوجود" والزخم الروحيّ الجريء "الجرأة الروحية". فالمرأة مرتبطة بالحنان، بالمحيط الوجداني "أو الوجديِّ" لذا هي مرتبطة بتلكَ اليقظة التي "يحسُّ فيها الإنسان أنه لا يحتاج إلى دينٍ يأتيه من سلعة إلهية" وإنما رؤيا المعنى تنبثق من داخله فيُحِسُّ أنه إله، أنه ممتلئٌ بالألوهية فيصيح كما صاح نجنسكي الراقص، ذاتَ ذَاتٍ أصليَّةٍ:- أنا إله. ويحسٌ بأنه يمتلك قوة خارقة غريبة ويصيحُ كما صحتُ أنا، ذات حينٍ، بانفعالٍ:- "إلهٌ يكبرُ في أعماقي".
رؤيا المعنى هذه عند كولن ويلسون دليلٌ على ميلادِ إنسانٍ جديد، دليلٌ على قفزة تطورية جديدة فيما بعد "الإنسان ما فوق القرد بقليل". ومهمتنا الحاسمة هي تعلمنا كيفية توليدها بطريقةِ تركيزٍ إراديٍّ. كما وهي المخرج من الإحساس بالضّآلة ولا معنى الكون اللذان أشاعهما العلم الحديث "والفلسفة الحديثة" وحلاً حاسماً أكثر من الخلاص الزائف في الدين القشوريِّ حيث يشعر الإنسان فيه– على حدّ فهمي– بأنه ذرة ضئيلةً ولا كون كبير وما ورائيّ يكمن في جرمها الصغير. تلك الرؤيا هي، في حسِّي وشعوري وفَنِّي، مخرجٌ مُوكَّدٌ من الإحساس باللاّ جدوى والضّآلة اللذان أثارهما العلم الحديث والفكر الحديث باعتبارهما الإنسانَ حيوانٌ يتحكم فيه "لا شعوره" وأن "ثقافته وإنسانيته ومُثُلُه" غطاءٌ زائفٌ لحيوانٍ، لماردٍ بدائيٍّ يتأهب للانطلاق في أيِّ لحظةٍ، وبتبيانهما لفكرة سارتر القائلةَ إنَّ "الرعب الأساسيَّ في الوجود" ولا معنى العالم وتفاهة الذات الإنسانية لا سبيلَ للإنسان من مواجهتها إلاّ بإرادته وبأنَّ ليس من ثمةِ مخرَجٍ، على ذاكَ السبيل السارتريّ، إلاّ بإرادة الإنسان الذاتية وبإضفاء قيمة ذاتية تخلقها الذات على لا معنى العالم– المخرج، وفقّ ذلك المنظورِ السارتريِّ (العَدَمِيَّ الجَّذرِ والقاعِدَة، في تَصَوُّرِي الخاص)، يتوقف، بعبارةٍ واحدةِ، على ذاتِكَ، على ردِّ العالم لذاتك.
غير أن الرومانتيكيين وسارتر يتحدّثون، في هذا المُتَّصَلِ، عن ضعف الإرادة الإنسانية ومحدوديتها، بل وفقدانها، وفقدان الهدف، أو تراخي الإرادة الناتج عن الغرق في الوهم، أو قل "استبقاء الوهم بحالة ساكنة لجعلِ الحياة ممكنة"، كما صرَّح سارتر مرَّةً، مُنفَعِلاً.
إبراهيم جعفر
24/ 9 / 1977م.
* من مُسوَّدة كتابي المُسمَّى "تداعيات أنطولوجيَّة"...
khalifa618@yahoo.co.uk
////////////////////////////
المرأة قادرةٌ على منح نوعٍ من الاستبصار للرجل؛ نوعٍ من يقظة الروح. هنالك فنان يعشق الجنس عشقاً صوفياً باعتباره مورداً لرؤيا غريبة وباعثاً ليقظةٍ (أو وقدةٍ) روحية جديدة مثل الكاتب بيل هوبكنز (صاحب رواية الألوهية والانحلال). وأرى كولن ويلسون يردد تلكَ النظرة بشغفٍ في "الرحلة نحو البداية" ولعله يتذكر معها عبارة موريس ميرلوبونتي "لقد كُتِبَ المعنى على الإنسان".
العالم ذو طبيعة أنثوية كما أراه، وكما يراه كولن ويلسون إذ قال إنه يبدو– بصورةٍ غامضةٍ– ذا طبيعة أنثوية. والطبيعة الأنثوية– على حسب إمساكي بها– هي طبيعة الذات المليئة بالسلام والأشواق لـ"عنصر غريب في الوجود" والزخم الروحيّ الجريء "الجرأة الروحية". فالمرأة مرتبطة بالحنان، بالمحيط الوجداني "أو الوجديِّ" لذا هي مرتبطة بتلكَ اليقظة التي "يحسُّ فيها الإنسان أنه لا يحتاج إلى دينٍ يأتيه من سلعة إلهية" وإنما رؤيا المعنى تنبثق من داخله فيُحِسُّ أنه إله، أنه ممتلئٌ بالألوهية فيصيح كما صاح نجنسكي الراقص، ذاتَ ذَاتٍ أصليَّةٍ:- أنا إله. ويحسٌ بأنه يمتلك قوة خارقة غريبة ويصيحُ كما صحتُ أنا، ذات حينٍ، بانفعالٍ:- "إلهٌ يكبرُ في أعماقي".
رؤيا المعنى هذه عند كولن ويلسون دليلٌ على ميلادِ إنسانٍ جديد، دليلٌ على قفزة تطورية جديدة فيما بعد "الإنسان ما فوق القرد بقليل". ومهمتنا الحاسمة هي تعلمنا كيفية توليدها بطريقةِ تركيزٍ إراديٍّ. كما وهي المخرج من الإحساس بالضّآلة ولا معنى الكون اللذان أشاعهما العلم الحديث "والفلسفة الحديثة" وحلاً حاسماً أكثر من الخلاص الزائف في الدين القشوريِّ حيث يشعر الإنسان فيه– على حدّ فهمي– بأنه ذرة ضئيلةً ولا كون كبير وما ورائيّ يكمن في جرمها الصغير. تلك الرؤيا هي، في حسِّي وشعوري وفَنِّي، مخرجٌ مُوكَّدٌ من الإحساس باللاّ جدوى والضّآلة اللذان أثارهما العلم الحديث والفكر الحديث باعتبارهما الإنسانَ حيوانٌ يتحكم فيه "لا شعوره" وأن "ثقافته وإنسانيته ومُثُلُه" غطاءٌ زائفٌ لحيوانٍ، لماردٍ بدائيٍّ يتأهب للانطلاق في أيِّ لحظةٍ، وبتبيانهما لفكرة سارتر القائلةَ إنَّ "الرعب الأساسيَّ في الوجود" ولا معنى العالم وتفاهة الذات الإنسانية لا سبيلَ للإنسان من مواجهتها إلاّ بإرادته وبأنَّ ليس من ثمةِ مخرَجٍ، على ذاكَ السبيل السارتريّ، إلاّ بإرادة الإنسان الذاتية وبإضفاء قيمة ذاتية تخلقها الذات على لا معنى العالم– المخرج، وفقّ ذلك المنظورِ السارتريِّ (العَدَمِيَّ الجَّذرِ والقاعِدَة، في تَصَوُّرِي الخاص)، يتوقف، بعبارةٍ واحدةِ، على ذاتِكَ، على ردِّ العالم لذاتك.
غير أن الرومانتيكيين وسارتر يتحدّثون، في هذا المُتَّصَلِ، عن ضعف الإرادة الإنسانية ومحدوديتها، بل وفقدانها، وفقدان الهدف، أو تراخي الإرادة الناتج عن الغرق في الوهم، أو قل "استبقاء الوهم بحالة ساكنة لجعلِ الحياة ممكنة"، كما صرَّح سارتر مرَّةً، مُنفَعِلاً.
إبراهيم جعفر
24/ 9 / 1977م.
* من مُسوَّدة كتابي المُسمَّى "تداعيات أنطولوجيَّة"...
khalifa618@yahoo.co.uk
////////////////////////////