قدر الأمة ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي: طموحات ما بعد الحرب – الجزء (25)

 


 

 

ماذا ينجم من إهمال دفتر تحضير الدروس اليومية؟

د. أحمد جمعة صديق
كيف يتسنى لنا تغطية الفجوات التي نلاحظها في بعض الاداء المتدني في مهنة التدريس في بعض المدارس? وما هو دور الادارة التربوية في تجاوز هذه المطبات التي تؤثر بصورة مباشرة في أداء الطلاب على المستوى الفردي والجماعي وتعطيل تطلعات الامة بكاملها في الافادة من العنصر البشري المدرب في تحقيق اهدافها التربوية والتعلمية، وقد غدى الانسان المتعلم والمدرب أكبر راس مال في هذا القرن. كيف يتسنى لنا تعليم جيد من خلال ممارسات تدريس جيدة.
ان الاحباط العام الذي يصيب الامة الآن هو نيجة مباشرة لافتقار برامج التعليم الى الروية الواضحة لاهمية العليم وانعدام الخطط النظرية والعملية لغرس حقيقي في الاجيال القادمة وتأهيلها بالمفيد من المعارف والمهارات التي تعدها لسوق عالمي يتسم بالمهنية العالية والايقاع السريع. فأين المهنية في التدريس؟ والمدرس هو من يؤهل كل اصحاب هذه المهن لقيام كل بدوره كما ينبغي.
من ملاحظاتي البسيطة اهمال المعلمين والادارة بتجاهل ادوات ضبط عملية التدريس والتي تبدأ بدفتر تحضير الدروس اليومية. إذ يؤثر اهمال تحضير الدروس من قبل المعلمين بصورة عامة على تجربة التعلم للطلاب لانعدام فعالية التعليم في الفصول الدراسية. فما الذي نخسره باهمال دفترالتحضير اليومي؟ هذه بعض النتائج:
• تعليم غير منظم:
فبدون إعداد كاف، قد يصعب على المعلمين تقديم المحتوى بطريقة منظمة ومنسقة. يمكن أن يؤدي هذا إلى دروس متشتتة تفتقر إلى أهداف تعليم واضحة، واستراتيجيات تعليميةغير سليمة.
• تقليل التفاعل من الطلاب:
عندما لا يتم اعداد الدروس بصورة جيدة، يصبح الطلاب غير متفاعلين أو يشعرون بالملل. وقد يفشل المعلمون في استخدام أنشطة جذابة، أو مناقشات تفاعلية، أو طرق تعليمية متنوعة تلبي أنماط التعلم المختلفة.
• استخدام غير فعال للوقت:
يمكن أن يؤدي عدم التحضير إلى ضياع الوقت. وقد يصرف المعلمون وقتاً قيماً في الصف يحاولون معرفة ما يجب تدريسه بعد ذلك أو التعامل مع قضايا إدارة الفصل التي تنشأ بسبب عدم الاستعداد.
• تباين في نتائج التعلم:
يصبح من الصعب ضمان توحيد نتائج التعلم عبر الفصول أو الدورات بدون خطط دروس واضحة. فقد يحصل الطلاب في نفس الدورة على مستويات مختلفة من التعليم وقد لا يحققون الأهداف التعليمية المقصودة بصورة موحد.
• تأثير على إدارة الفصل:
يتضمن الإعداد الفعال للدروس التنبؤ بالتحديات المحتملة ووضع استراتيجيات لإدارة سلوك الفصل ودينامياته وتفادي الحرج. فبدون الإعداد، قد يواجه المعلمون صعوبات في التعامل مع مشكلات الانضباط والحفاظ على بيئة تعليمية منتجة.
• فرص تعلم مضيعة:
تسمح الدروس المعدة بصورة جيدة للمعلمين بتحديد واستغلال الفرص التعليمية واللحظات التعليمية المهمة لاستكشاف المواضيع بصورة أعمق. فقد يتم تفويت ، هذه الفرص بدون إعداد ، مما يحد من تعرض الطلاب لتجارب تعليمية غنية.
• زيادة في مستوى الضغط والإحتراق النفسي:
قد يواجه المعلمون الذين لا يعدون الدروس بانتظام مستويات أعلى من الضغط والإحتراق النفسي يومياً، يمكن أن يؤدي على الفور إلى شعور بالإرهاق والإحباط من ممارسة التعليم.
• تأثير سلبي على الاحترافية:
يمكن أن ينعكس عدم إعداد الدروس على مهنية المعلم والتزامه بدوره. قد يؤثر هذا على مصداقيتهم بين الطلاب وأولياء الأمور والزملاء، مما يؤثر على الروح المعنوية العامة داخل مجتمع المدرسة.
• فرصة لتحقيق أدنى الإنجازات الأكاديمية:
في نهاية المطاف، قد يتأثر أداء الطلاب الأكاديمي عندما لا تكون الدروس مخططة بصورة جيدة. وقد لا يكتسبون المعرفة والمهارات الضرورية للنجاح الأكاديمي، مما يؤدي إلى مستويات منخفضة من الإنجاز وفجوات محتملة في التعلم.
باختصار، تعتبر عواقب عدم إعداد الدروس بصورة مناسبة من قبل المعلمين عواقب كبيرة قد تؤثر سلباً على البيئة التعليمية بصورة كبيرة. فالإعداد الفعال ضروري لتقديم تعليم ذو جودة عالية ولتعزيز تجربة تعليمية إيجابية ومنتجة لجميع الأطراف المعنية، تغطي إحياجات الفرد وتحقق طموحات الأمة.

فما المخرج؟ غداً لنا لقاء ان شاء الله.




aahmedgumaa@yahoo.com

 

آراء