قدر الأمة ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي: طموحات ما بعد الحرب – الجزء (28)

 


 

 

aahmedgumaa@yahoo.com

قدر الأمة ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي:
طموحات ما بعد الحرب – الجزء (28)
•ماذا نتوقع من الإختبار الجيد؟
د.أحمد جمعة صديق
ما هو الاختبار الجيد؟
رمي صديقي بأوراقه على التربيزة بغضب وقال( تعرف السنة دي أنا حأسقط المستوى (X) ديل كلهم... يا أخي ديل ما نافعين بقرش!!). هدأت من روعه وبعد أن تناسينا الأمر تماماً سألته: بالمناسبة يا دكتور فلان انت الطلبة ديل حسقطم كيف؟ نظر بسخرية وأجاب (والله أديهم أختبار زي السم). قلت له يا سيدي إذن هذا ليس اختبار إنما تحدي بينك وبين الطلاب والعلاقة بينكم لا ينبغي أن تصل الى هذا الحد. ثانياً أنت ولا غيرك - مع الاعتذار - لا تملك حق ترسيب الطلاب أو نجاحهم ولا تستطيع،لأن ذلك يتم بارادة الطالب نفسه، فمن شاء بحث عن النجاح ومن تراخي فمصيره الفشل... وفي كلا الحالين ليس القرار بيدك؟ أجاب كيف يعني؟ يعني ما ممكن ارسبهم؟ قلت مستحيل ... لانك لا تملك ذلك الحق أما ما تريد ان تتحدى به هؤلاء الطلاب فيمكن أن يؤدي بك الى المحكمة في الدول الراقية التي تعرف ما هو الإختبار وكيف يصمم. أما انت كمعلم فلا تملك سوى أن:
1. تدرس المنهج بأمانة.
2. تغطي جميع نواحي المنهج
3. تراعي الفروق الفردية للطلاب.
4. تبتكر الوسائل المحفزة والجاذبة لتحبيب المادة للطلاب.
5. تفرد وقتاً خاصاً لاصحاب الحاجات.
6. تقيم أداء الطلاب عبر الموسم الدراسي وبصورة مستمرة.
7. ثم تصمم الاختبار وتوزع الدرجات حسب الثقل النوعي لكل موضوع.
8. تراعي التنوع في الاسئلة مقالية وقصيرة واختيار الاجابة من متعدد.
9. ثم تصحح الاختبار بكل شفافية ونزاهة.
10. تضع الاختبار على مستوى الطالب المتوسط (Mr. Average) ثم تتدرج في الصعوبة الى الطالب الجيد ثم الجيد جداً ثم سؤال متفرد فقط للطالب الممتاز.
11. وتعلن النتيجة في العلن.
فإذا راعيت أخلاقيات الاختبار هذه فستجد أن مهمتك تنحصر في التدريس الجيد ووضع الاختبار الجيد والنزاهة في منح الدرجات... وعليه فلن يكون في وسعك أو من صلاحياتك على الاطلاق أن تجعل أحداً من الطلاب يرسب أو ينجح، لانك لا تملك ذلك الخيار بل هو خيار الطالب المجد فينجح أو الطالب المهمل فيرسب. والسؤال إذن ما هو الاختبار الجيد؟
ما هي خصائص الاختبار الجيد:
• الثبات،
• الصدق،
• الشمولية،
• صدق المحتوى،
• والمردود.

• الثبات:
ويعني أن الاختبار يقيس باستمرار ما يهدف إلى قياسه، معطياً نتائج ثابتة عندما نكرر الاختبار نفسه بنفس الملابسات.
• أما الصدق:
فيشير إلى أن الاختبار يقيم بدقة المهارات أو المعرفة المحددة كأن يختبر القدرة على الكتابة باللغة العربية بدون أخطاْ إملائية مثلاً، مما يعكس قدرات الدارسين بصدق.
• ويغطي الاختبار الشامل:
مجموعة واسعة من المحتوى والمهارات ضمن المجال الموضوعي في المنهج المحدد، مما يوفر تقييماً شاملاً لفهم الطلاب.
• أما صدق المحتوى:
فهو أن يتضمن الاختبار عناصر تمثل بصورة صحيحة كامل المجال المعرفي في المنهج المحدد representative، متماشياً بشكل وثيق مع المنهج والأهداف التعليمية. يعني ما تجيب سؤال من خارج المنهج اطلاقاً لأن الطلاب لن يهتموا بالمنهج وسيبحثون عن الاجابة في مكان آخر وبذلك تفسد كل العملية التعليمية ولن تتحقق اجندة التعليم الوطنية أبداً كما رسمت في المنهج.
• وأخيراً، المردود washback or backwash: )وليس التغذية الراجعة)
ويشير هذا المصطلح إلى تأثير الاختبار على التعليم والتعلم. يشجع المردود الإيجابي على ممارسات تعليمية مفيدة، يحفز الطلاب على الانخراط بعمق في المادة ويوجه المعلمين للتركيز على استراتيجيات التدريس الفعالة. فمثلا لو احرز الطالب الدرجة الكاملة في المادة فسيكون المردود ايجابي فيحافظ ذلك الطالب على تكرار التجربة كل مرة يواجه فيها الموقف. كما يشجع نجاح الطلاب المعلمين على الحفاظ على هذا النجاح والتحسن المستمر للتدريس والتعاطي الايجابي مع طلابهم للمحافظة على الانجاز المحدد.
وفي جوهره، يقيس الاختبار المصمم جيداً أداء الطلاب بدقة ويعزز في الوقت نفسه تجارب التعلم الهامة ويدعم الأهداف التعليمية الشاملة. ومن خلال دمج هذه الخصائص، يمكن للمربين تكوين مفاهيم وتصورات لا تقيِّم فقط تعلم الطلاب بصورة فعالة فحسب، بل تساهم أيضاً في تحسين منهجيات التدريس وتفاعل الطلاب وتجعل من عملية التعليم والتعلم مناسبة للمتعة وغرس القيم وحب الحياة. ولنا عودة....

 

آراء