قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي، طموحات ما بعد الحرب – الجزء (19)
د. أحمد جمعة صديق
10 March, 2024
10 March, 2024
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018
بقلم
الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
شهادات التعليم العام في السودان بين الجرح والتعديل )مشروع إلعادة صياغة الشهادة السودانية : الجزء (91)
تعديل سياسات القبول في الجامعات ومعاهد التعليم العالي
يعتبر التعليم الثانوي بدون اختبارات موحدة (قومية) كالشهادة السودانية أو المصرية نادر نسبياً، حيث تستخدم الاختبارات الموحدة عادةً لتقييم أداء الطلاب وتحديد مؤهلاتهم للتعليم العالي في العديد من البلدان. ومع ذلك، هناك بعض الأنظمة التعليمية حيث لا تلعب الاختبارات الموحدة دوراً بارزاً أو حيث يتم استخدام أساليب تقييم بديلة. فيما يلي بعض الأمثلة:
• فنلندا:
يُستشهد بنظام التعليم في فنلندا غالباً كمثال على النظام الذي تقل فيه استخدام الاختبارات الموحدة. بدلاً من الامتحانات الموحدة، يتم التركيز في التقويم على التقييم المستمر من قبل المعلمين طوال العام الدراسي. الأساس هو التنمية الشاملة والتعلم بدلاً من الاختبارات ذات الأهمية الكبيرة (high –stake examinations
• الدول الاسكندونافية (الدنمارك، النرويج، السويد):
تميل هذه البلدان أيضاً إلى اعتماد أقل على الاختبارات الموحدة مقارنة ببعض البلدان الأخرى اذ يعتمد التقييم في كثير من الأحيان على التقييم المستمر والمشاريع والدورات الدراسية بدلاً من الاختبارات الموحدة.
• البكالوريا الدولية (IB)
يُقدم منهج IB في العديد من البلدان ويضع تركيزاً أقل على الاختبارات الموحدة مقارنة ببعض الأنظمة الوطنية. يتضمن التقييم في برامج IB مشاريع وعروض ودورات دراسية واختبارات يتم تقييمها داخلياً من قبل المعلمين وتحكيمها خارجياً
• المدارس التقدمية:
تُعتبر بعض المدارس البديلة أو التقدمية حول العالم تقديم التعلم التجريبي وقد تعتمد بشكل أقل على الاختبارات الموحدة. وغالباً ما تركز هذه المدارس على التعلم القائم على المشاريع والملفات الشخصية والتقييمات النوعية لتقدم الطلاب.
على الرغم من أن هذه الأمثلة قد تقلل من أهمية الاختبارات الموحدة، إلا أنه من المهم ملاحظة أن ممارسات التقييم قد تختلف داخل نظام التعليم في كل بلد، وقد تلعب الاختبارات الموحدة دوراً ايجابياً في بعض السياقات كما يمكن ان تلعب دوراً سالباص في سياقات أخرى كما لاحظنا في ظاهرة تسرب اختبارات الشهادة السوددانية في أعوام متتالية. بالإضافة إلى ذلك، ينطوي الانتقال إلى التعليم العالي في العديد من البلدان غالبًا على بعض أشكال الاختبارات الموحدة أو التقييم لأغراض القبول.
وتطرقنا في المقال السابق الى تعديل سياسة القبول في الجامعات السودانية وقلنا ان الغاء الشهادة السودانية لا يعني استبعادها كمعيار للقبول ولكن يجب ان نلزم الجامعات باستحداث آلية قبول جديدة للطلاب بمعايير قبول جديدة في الأقسام والبرامج لما اعتور الشهادة السودانية من عوار. لن تكون الجامعة ملزمة بعد الآن بالالتزام بالشهادات المدرسية من التعليم العام اذ ستعتبر الشهادة دليل - فقط - على انهاء المرحلة الثانوية بنجاح واكمال متطلبات الدخول الى التعليم في المرحلة الجامعية
ستكون للجامعات معايير إضافية تصممها وتديرها الجامعات بنفسها كما ذكرنا ، وربما تحدد كل جامعة شروط قبولها للطلاب الجدد. لذا فإن الطلاب الجدد سيجلسون لبرامج تحددها الجامعة بنفسها. ومن المتوقع أن يتم تصميم هذا النوع من الاختبارات بصورة احترافية ليتم اختيار من بين أفضل الممتحنين للقبول بالجامعة المعنية. ان منح الجامعات حرية اختيار عناصرها من الطلاب الجدد سيقلل من ظاهرة الفاقد التربوي في الجامعات اذ عن طريق هذه السياسة الجديدة ستحرص الجامعة على استقطاب الطلاب الجدد الذين سيشرفون الحرم الجامعي بمواهب حقيقية ترفع من اسم الجامعة وسمعتها. ونتوقع ان يتم اختيار هؤلاء القادمين الجدد بنزاهة واحترافية عالية للمحافظة على سمعة الجامعة مستقبلا. وستقوم الجامعة بعد ذلك بتأمين برامجها والتأكد من أن جميع هؤلاء الأشخاص تقريباً سوف يجتازون اختباراتهم النهائية بنسبة 99% دون إهدار أو تبذير في الموارد البشرية.
• معايير النزاهة:
تعتمد الجامعات في العالم على سمعة الاساتذة في هذه الجامعات ولذلك تحرص الجامعات على استقطاب افضل العناصر من الاساتذة المتميزين في مجالاتهم الاكاديمية كمعلمين وباحثين. ولكي تترسخ اقدام الجامعة وتتحسن سمعتها تتقيد بالمعايير الدولية التي تضعها في مصاف الجامعات العالميةالتي تخضع الى معايير تقييم وتصنيف الجامعات عالمياً مثل تصنيف الجامعات العالمية QS: تصدره Quacquarelli Symon ويقوم بتقييم الجامعات استناداً إلى عوامل مثل السمعة الأكاديمية، والسمعة لدى أصحاب العمل، ونسبة الهيئة التدريسية/الطلاب، والاستشهادات لكل هيئة تدريسية، ونسبة الهيئة التدريسية الدولية، ونسبة الطلاب الدوليين. كذلك تصنيف جامعات العالم Times Higher Education: الذي يتم نشره من قبل مجلة Times Higher Education، ويقوم بتقييم الجامعات استناداً إلى معايير مثل التدريس، والبحث، والاستشهادات، والنظرة الدولية، والدخل الصناعي. ثم تصنيف الجامعات العالمية ARWU أو تصنيف شنغهاي: يتم تجميعه من قبل مركز الجامعات العالمية لجامعة شنغهاي جياوتونغ، ويركز أساساً على الإنتاجية وجودة البحث، بما في ذلك عوامل مثل الحائزين على جوائز نوبل، والباحثين الأكثر اقتباساً، والنشر في المجلات الرصينة. وكذلك تصنيف أفضل الجامعات العالمية لمجلة US News & World Report: يقوم هذا النظام بتقييم الجامعات على مستوى العالم استناداً إلى عوامل مثل السمعة البحثية العالمية، والسمعة البحثية الإقليمية، والنشرات، والاستشهادات، والتعاون الدولي، وعدد الأوراق الأكثر اقتباساً. وتستخدم هذه المؤسسات البارزة معايير متنوعة لتقييم وتصنيف الجامعات، ولكل منها نقاط قوة وضعفها الخاصة. ومن المهم بالنسبة للأفراد أن يأخذوا بعين الاعتبار تصنيفات متعددة ومعايير متنوعة عند تقييم الجامعات. هذه المعايير تجعل من الجامعة هدفاً للطلاب الممتازين كما هي هدف للأساتذة المبدعين.
فالبحث عن التميز يعني بالضرورة البحث عن المعلم الممتاز والطالب المتفوق ولذلك ستحرص الجامعات على النزاهة في معايير الاختيار لهولاء الطلاب من غير تحيز لجهة أو قبيلة أو لون سياسي والاّ سينفضح أمرها وتفقد بريقها ومصداقيتها. ولذلك نرى ان تطبق معايير القبول بنزاهة كبيرة لكي تحافظ الجامعة على سمعتها بين رصيفاتها.
ان اتباع سياسة القبول المحلية بالجامعات ستساعد في توزيع (الذكاء) بحيث يتيح للطالب (المتفوق) في الاقليم المعني ان يواصل دراسته في مؤسسات التعليم العالي القريبة من مكان سكنه واهله، وهذا سيوفر الجهد والوقت والمال. هذه السياسة سترغب الطلاب للاستقرار باقاليمهم حيث يجدون فرصاً افضل للمنافسة في الكليات التي يرغبون فيها، ولن تساثر جامعات العاصمة وحدها بافضل العناصر كما هو الحال.
ولزيادة فرص النزاهة سيكون لكل جامعة جسم مستقل للرقابة على اختبارات القبول يتكون من اصحاب المصلحة من اطياف المجتمع كله. هذه الرقابة الرسمية والشعبية ستزيد من فرص النزاهة والشفافية في قبول الطلاب الجدد بالجامعة المعنية. وهذه السياسة لا تمنع في تنافس الطلاب في الجامعات القومية على مستوى القطر. وأيضا لزيادة النزاهة في القبول يمكن لوزراة التعليم العالي عن طريق آليات ضبط الجودة في مخرجات التعليم العالي أن يكون لها أثر ايجابي في نزاهة المماراسات في قبول الطلاب في الجامعات السودانية.
• تحجيم مواد الاختبار لدخول الجامعات:
لتسهيل اجراء الاختبارات في الجامعات وسرعة معالجة الطلبات يمكن للجامعة ان تحدد مواد بعينها للقبول والمنافسة. ويمكن ان يحدد للمساقات العلمية والهندسية المواد التالية: (لغتان + ثلاث مواد) اكاديمية أو فنية والدراسات النظرية (لغتان+ ثلاث مواد اجتماعية او انسانية)
• توطين الذكاء
عند وضع الجامعات السودانية معايير وأسس جديدة للقبول، يجب أن تراعي الظروف الطبيعية والموضوعية الخاصة بكل إقليم من إقاليم السودان. للجامعة أن تضع أسس قبول لتشجيع (توطين الذكاء) الذي كانت تستقطبه الجامعات القومية في الخرطوم والمدن الكبرى في احتكار الدرجات العالية وترك الفتات للجامعات الإقليمية لتتغذى بالدرجات الأدنى. في هذه الحالة، ستنحصر المنافسة بين أبناء الإقليم أو من يريد الالتحاق بالجامعة أو تلك من أبناء الأقاليم الأخرى ويتم الأمر بها بكل النزاهة والشفافية. بهذه السياسة، سنضمن وجود طلاب متفوقين يتوقون للدراسة في جامعاتهم الإقليمية مما سيسهم في التنمية بكوادر حريصة على مناطقها ومصالح أهلهم. وبهذا الترتيب نضمن التوزيع العادل الطبيعي للذكاء السوداني حيث تتاح الفرص للنمو الطبيعي للإنسان والموارد التي سيديرها هؤلاء الخريجون بكل نزاهة وكفاءة. وسيخفف هذا من الضغط السياسي الذي تعاني منه العاصمة بفتح فرص العمل المتساوية للجميع, بالاضاقة الىالتخصص في مجالات حيوية يرغب فيها الطالب كزراعة النخيل او الهشاب وصيد الاسماك أو التعدين حسب الثروات الكامنة في الحيز الجغرافي الذي تقع فيه الجامعة الاقليمية.
• الامتحان المشترك للقبول والتسجيل
الامتحان المشترك للقبول والتسجيل (JAMB) هو اختبار موحد يُجرى في نيجيريا للطلاب المتطلعين للالتحاق بالمؤسسات التعليمية الثانوية، بما في ذلك الجامعات والمعاهد التقنية وكليات التربية. تأسس في عام 1978، ويؤدي JAMB دوراً حيوياً في النظام التعليمي النيجيري، حيث يضمن العدالة والشفافية في عملية القبول. وفي هذا المقال، سنتناول تفاصيل امتحان JAMB، بنية الاختبار، أهميته، التحديات التي يواجهها، والإصلاحات التي يخضع لها.
يعتبر امتحان JAMB بوابة حاسمة للطلاب النيجيريين الذين يطمحون في متابعة التعليم العالي. تم تصميمه لتقييم كفاءة المرشحين واستعدادهم للتعليم العالي، حيث يغطي مواضيع رئيسية مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات، بالإضافة إلى ثلاث مواد أخرى ذات صلة بتخصص الطالب المختار. يُجرى الامتحان عادة سنويًا، مع مشاركة ملايين الطلاب في جميع أنحاء البلاد.
أحد الأهداف الرئيسية لامتحان JAMB هو تسهيل عملية القبول وضمان المعايير القائمة على الجدارة. من خلال توفير أداة تقييم موحدة، يهدف JAMB إلى إنشاء بيئة متساوية لجميع المرشحين، بغض النظر عن خلفيتهم أو موقعهم. يساعد ذلك في تقليل التحيزات والفوارق في عملية القبول، وتعزيز العدالة والمساواة في الوصول إلى التعليم العالي.
تطورت بنية امتحان JAMB على مر السنين لتتكيف مع التغيرات في الاحتياجات والمعايير التعليمية. حالياً، يتكون الامتحان من أسئلة اختيار من متعدد في مواضيع مختلفة (Objective Test)، حيث تحمل كل مادة وزناً محدداً في التقييم الشامل. يجب على المرشحين الإجابة على عدد محدد من الأسئلة في إطار زمني محدد، مما يختبر معرفتهم وفهمهم ومهاراتهم التحليلية. تعتبر اللغة الإنجليزية والرياضيات مواداً إلزامية في امتحان JAMB، معبرة عن أهميتهما كمهارات أساسية للتعليم العالي والنجاح المهني. بالإضافة إلى هذه المواد الأساسية، يمكن للمرشحين اختيار مواد اختيارية من طيف واسع من المواد الفنية والاكاديمية استنادأ إلى اهتماماتهم وطموحاتهم المهنية وقوتهم الأكاديمية. وتتيح هذه المرونة للطلاب خوض تجربة الامتحان لتتماشى مع أهدافهم الأكاديمية وطموحاتهم المستقبلية. وتمتد أهمية امتحان JAMB إلى ما بعد التقييم الأكاديمي؛ حيث يعتبر أداة تشخيصية لتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين في نظام التعليم في نيجيريا. من خلال تحليل اتجاهات الأداء، يمكن لصانعي السياسات الحصول على رؤى قيمة حول نقاط القوة والضعف في المناهج الدراسية وطرق التدريس ونتائج التعلم. يُيسر هذا النهج المبني على البيانات اتخاذ القرارات القائمة على البراهين والادلة والتدخلات المستهدفة لتعزيز جودة التعليم وملاءمته.
وعلى الرغم من مزاياه، يواجه امتحان JAMB عدة تحديات تتطلب الاهتمام والإصلاح. أحد أكثر القضايا العاجلة هو انتشار الغش في الامتحان، بما في ذلك الغش والتنكر وتسريب أوراق الأسئلة. تقوض هذه الممارسات الأخلاقية نزاهة عملية الامتحان وتقلل من ثقة الجمهور في النظام التعليمي. يتطلب معالجة هذا التحدي نهجًا متعدد الجوانب، بما في ذلك تشديد تنفيذ التدابير المضادة للغش، والابتكارات التكنولوجية في إدارة الاختبارات، وحملات التوعية لتعزيز السلوك الأخلاقي بين أفراد الجمهور.
وهناك مشكلة أخرى متعلقة بامتحان JAMB هي ظاهرة قلق الامتحان والضغط على الطلاب. يمكن أن تؤثر الطبيعة العالية المخاطرة للامتحان(High –Stake Test)، بالإضافة إلى التوقعات المجتمعية وضغوط الأقران، على صحة ورفاهية الطلاب. للتخفيف من هذه المشكلة، يتزايد التركيز على تعزيز النهج الشامل للتعليم الذي يعطي الأولوية لتطوير الطلاب الاجتماعي والعاطفي والمهارات التي تساعدهم في التكيف. يشمل ذلك توفير خدمات الإرشاد، وتقنيات الاسترخاء، وممارسات الوعي لدعم الطلاب في إدارة الضغوط والقلق بفعالية.
خضع امتحان JAMB في السنوات الأخيرة،لإصلاحات كبيرة تهدف إلى تعزيز ملاءمته ومصداقيته وكفاءته. من بين هذه الإصلاحات إدخال الاختبار المبني على الكمبيوتر (CBT) لتحسين دقة وأمان إدارة الاختبار، واعتماد التحقق من الهوية (البيومتري) لمنع الاحتيال على هوية الجالسين للاختبار، ومراجعة مناهج الامتحان لمواءمتها مع المعايير العالمية ومتطلبات الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود مبذولة لتنويع أساليب التقييم بعيداً عن الأسئلة التقليدية بالاختيار من متعدد، مثل إدماج الاستعراضات العملية، والعمل المشروعي، والاختبارات الشفوية لتقييم مهارات وكفاءات الطلاب العملية.
ويكمن مستقبل امتحان JAMB في قدرته على التكيف مع التحديات والاحتياجات المتغيرة للمنظومة التعليمية في نيجيريا. يتطلب ذلك الابتكار المستمر والتعاون والمشاركة من جميع أصحاب المصلحة لضمان أن يظل الامتحان أداة موثوقة وعادلة لتسهيل الوصول إلى التعليم العالي. من خلال تعزيز ثقافة التميز والنزاهة والشمولية، يمكن لـ JAMB أن يسهم بشكل كبير في سعي نيجيريا نحو التميز التعليمي والتنمية المستدامة. وتتجاوز أهمية امتحان JAMB القياسية إلى التقييم الأكاديمي؛ حيث يعتبر أداة تشخيصية لتحديد المجالات التي تحتاج التعليمية.
خضع امتحان JAMB لإصلاحات كبيرة تهدف إلى تعزيز ملاءمته ومصداقيته وكفاءته. تشمل هذه الإصلاحات إدخال الاختبار المبني على الكمبيوتر (CBT) لتحسين دقة وأمان إدارة الاختبار، واعتماد التحقق البيومتري لمنع الاحتيال على الهوية، ومراجعة مناهج الامتحان لمواءمتها مع المعايير العالمية ومتطلبات الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود مبذولة لتنويع أساليب التقييم بعيدًا عن الأسئلة التقليدية بالاختيار من متعدد، مثل إدماج الاستعراضات العملية، والعمل المشروعي، والاختبارات الشفوية لتقييم مهارات وكفاءات الطلاب العملية.
ولو تأملنا بنظرة فاحصة نجد أن فاعلية امتحان JAMB تكمن في قدرته على التكيف مع تطورات وتحديات المشهد التعليمي في نيجيريا. يتطلب ذلك الابتكار المستمر والتعاون والمشاركة من أصحاب المصلحة لضمان أن يظل الامتحان أداة موثوقة وعادلة لتسهيل الوصول إلى التعليم العالي. من خلال تعزيز ثقافة التميز والنزاهة والشمول، يمكن ل JAMB أن يسهم بشكل كبير في سعي نيجيريا نحو التميز التعليمي والتنمية المستدامة.
يمكننا في السودان تبني هذا النموذج من غرب افريقيا وادخال التقنيات والتحديثات اللازمة لتطوره ليكون اكثر مصداقية وفاعلية في تقييم مخرجات التعليم الثانوي في السودان. كما ان استعمال الحاسوب في أداء الاختبار سيدرب الطلاب على تعلم مهارات الحاسوب الاساسية ومعرفة الاستخدامات اليومية لهذا الجهاز في حياتنا اليومية. ان الامتحان الموحد لدخول الجامعات السودانية سيكون اداة فعالة لقياس القدرات الحقيقة للطلاب علاوة على انه اداة من ادوات ضبط الجودة لمخرجات التعليم العام في السودان.
aahmedgumaa@yahoo.com
بقلم
الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
شهادات التعليم العام في السودان بين الجرح والتعديل )مشروع إلعادة صياغة الشهادة السودانية : الجزء (91)
تعديل سياسات القبول في الجامعات ومعاهد التعليم العالي
يعتبر التعليم الثانوي بدون اختبارات موحدة (قومية) كالشهادة السودانية أو المصرية نادر نسبياً، حيث تستخدم الاختبارات الموحدة عادةً لتقييم أداء الطلاب وتحديد مؤهلاتهم للتعليم العالي في العديد من البلدان. ومع ذلك، هناك بعض الأنظمة التعليمية حيث لا تلعب الاختبارات الموحدة دوراً بارزاً أو حيث يتم استخدام أساليب تقييم بديلة. فيما يلي بعض الأمثلة:
• فنلندا:
يُستشهد بنظام التعليم في فنلندا غالباً كمثال على النظام الذي تقل فيه استخدام الاختبارات الموحدة. بدلاً من الامتحانات الموحدة، يتم التركيز في التقويم على التقييم المستمر من قبل المعلمين طوال العام الدراسي. الأساس هو التنمية الشاملة والتعلم بدلاً من الاختبارات ذات الأهمية الكبيرة (high –stake examinations
• الدول الاسكندونافية (الدنمارك، النرويج، السويد):
تميل هذه البلدان أيضاً إلى اعتماد أقل على الاختبارات الموحدة مقارنة ببعض البلدان الأخرى اذ يعتمد التقييم في كثير من الأحيان على التقييم المستمر والمشاريع والدورات الدراسية بدلاً من الاختبارات الموحدة.
• البكالوريا الدولية (IB)
يُقدم منهج IB في العديد من البلدان ويضع تركيزاً أقل على الاختبارات الموحدة مقارنة ببعض الأنظمة الوطنية. يتضمن التقييم في برامج IB مشاريع وعروض ودورات دراسية واختبارات يتم تقييمها داخلياً من قبل المعلمين وتحكيمها خارجياً
• المدارس التقدمية:
تُعتبر بعض المدارس البديلة أو التقدمية حول العالم تقديم التعلم التجريبي وقد تعتمد بشكل أقل على الاختبارات الموحدة. وغالباً ما تركز هذه المدارس على التعلم القائم على المشاريع والملفات الشخصية والتقييمات النوعية لتقدم الطلاب.
على الرغم من أن هذه الأمثلة قد تقلل من أهمية الاختبارات الموحدة، إلا أنه من المهم ملاحظة أن ممارسات التقييم قد تختلف داخل نظام التعليم في كل بلد، وقد تلعب الاختبارات الموحدة دوراً ايجابياً في بعض السياقات كما يمكن ان تلعب دوراً سالباص في سياقات أخرى كما لاحظنا في ظاهرة تسرب اختبارات الشهادة السوددانية في أعوام متتالية. بالإضافة إلى ذلك، ينطوي الانتقال إلى التعليم العالي في العديد من البلدان غالبًا على بعض أشكال الاختبارات الموحدة أو التقييم لأغراض القبول.
وتطرقنا في المقال السابق الى تعديل سياسة القبول في الجامعات السودانية وقلنا ان الغاء الشهادة السودانية لا يعني استبعادها كمعيار للقبول ولكن يجب ان نلزم الجامعات باستحداث آلية قبول جديدة للطلاب بمعايير قبول جديدة في الأقسام والبرامج لما اعتور الشهادة السودانية من عوار. لن تكون الجامعة ملزمة بعد الآن بالالتزام بالشهادات المدرسية من التعليم العام اذ ستعتبر الشهادة دليل - فقط - على انهاء المرحلة الثانوية بنجاح واكمال متطلبات الدخول الى التعليم في المرحلة الجامعية
ستكون للجامعات معايير إضافية تصممها وتديرها الجامعات بنفسها كما ذكرنا ، وربما تحدد كل جامعة شروط قبولها للطلاب الجدد. لذا فإن الطلاب الجدد سيجلسون لبرامج تحددها الجامعة بنفسها. ومن المتوقع أن يتم تصميم هذا النوع من الاختبارات بصورة احترافية ليتم اختيار من بين أفضل الممتحنين للقبول بالجامعة المعنية. ان منح الجامعات حرية اختيار عناصرها من الطلاب الجدد سيقلل من ظاهرة الفاقد التربوي في الجامعات اذ عن طريق هذه السياسة الجديدة ستحرص الجامعة على استقطاب الطلاب الجدد الذين سيشرفون الحرم الجامعي بمواهب حقيقية ترفع من اسم الجامعة وسمعتها. ونتوقع ان يتم اختيار هؤلاء القادمين الجدد بنزاهة واحترافية عالية للمحافظة على سمعة الجامعة مستقبلا. وستقوم الجامعة بعد ذلك بتأمين برامجها والتأكد من أن جميع هؤلاء الأشخاص تقريباً سوف يجتازون اختباراتهم النهائية بنسبة 99% دون إهدار أو تبذير في الموارد البشرية.
• معايير النزاهة:
تعتمد الجامعات في العالم على سمعة الاساتذة في هذه الجامعات ولذلك تحرص الجامعات على استقطاب افضل العناصر من الاساتذة المتميزين في مجالاتهم الاكاديمية كمعلمين وباحثين. ولكي تترسخ اقدام الجامعة وتتحسن سمعتها تتقيد بالمعايير الدولية التي تضعها في مصاف الجامعات العالميةالتي تخضع الى معايير تقييم وتصنيف الجامعات عالمياً مثل تصنيف الجامعات العالمية QS: تصدره Quacquarelli Symon ويقوم بتقييم الجامعات استناداً إلى عوامل مثل السمعة الأكاديمية، والسمعة لدى أصحاب العمل، ونسبة الهيئة التدريسية/الطلاب، والاستشهادات لكل هيئة تدريسية، ونسبة الهيئة التدريسية الدولية، ونسبة الطلاب الدوليين. كذلك تصنيف جامعات العالم Times Higher Education: الذي يتم نشره من قبل مجلة Times Higher Education، ويقوم بتقييم الجامعات استناداً إلى معايير مثل التدريس، والبحث، والاستشهادات، والنظرة الدولية، والدخل الصناعي. ثم تصنيف الجامعات العالمية ARWU أو تصنيف شنغهاي: يتم تجميعه من قبل مركز الجامعات العالمية لجامعة شنغهاي جياوتونغ، ويركز أساساً على الإنتاجية وجودة البحث، بما في ذلك عوامل مثل الحائزين على جوائز نوبل، والباحثين الأكثر اقتباساً، والنشر في المجلات الرصينة. وكذلك تصنيف أفضل الجامعات العالمية لمجلة US News & World Report: يقوم هذا النظام بتقييم الجامعات على مستوى العالم استناداً إلى عوامل مثل السمعة البحثية العالمية، والسمعة البحثية الإقليمية، والنشرات، والاستشهادات، والتعاون الدولي، وعدد الأوراق الأكثر اقتباساً. وتستخدم هذه المؤسسات البارزة معايير متنوعة لتقييم وتصنيف الجامعات، ولكل منها نقاط قوة وضعفها الخاصة. ومن المهم بالنسبة للأفراد أن يأخذوا بعين الاعتبار تصنيفات متعددة ومعايير متنوعة عند تقييم الجامعات. هذه المعايير تجعل من الجامعة هدفاً للطلاب الممتازين كما هي هدف للأساتذة المبدعين.
فالبحث عن التميز يعني بالضرورة البحث عن المعلم الممتاز والطالب المتفوق ولذلك ستحرص الجامعات على النزاهة في معايير الاختيار لهولاء الطلاب من غير تحيز لجهة أو قبيلة أو لون سياسي والاّ سينفضح أمرها وتفقد بريقها ومصداقيتها. ولذلك نرى ان تطبق معايير القبول بنزاهة كبيرة لكي تحافظ الجامعة على سمعتها بين رصيفاتها.
ان اتباع سياسة القبول المحلية بالجامعات ستساعد في توزيع (الذكاء) بحيث يتيح للطالب (المتفوق) في الاقليم المعني ان يواصل دراسته في مؤسسات التعليم العالي القريبة من مكان سكنه واهله، وهذا سيوفر الجهد والوقت والمال. هذه السياسة سترغب الطلاب للاستقرار باقاليمهم حيث يجدون فرصاً افضل للمنافسة في الكليات التي يرغبون فيها، ولن تساثر جامعات العاصمة وحدها بافضل العناصر كما هو الحال.
ولزيادة فرص النزاهة سيكون لكل جامعة جسم مستقل للرقابة على اختبارات القبول يتكون من اصحاب المصلحة من اطياف المجتمع كله. هذه الرقابة الرسمية والشعبية ستزيد من فرص النزاهة والشفافية في قبول الطلاب الجدد بالجامعة المعنية. وهذه السياسة لا تمنع في تنافس الطلاب في الجامعات القومية على مستوى القطر. وأيضا لزيادة النزاهة في القبول يمكن لوزراة التعليم العالي عن طريق آليات ضبط الجودة في مخرجات التعليم العالي أن يكون لها أثر ايجابي في نزاهة المماراسات في قبول الطلاب في الجامعات السودانية.
• تحجيم مواد الاختبار لدخول الجامعات:
لتسهيل اجراء الاختبارات في الجامعات وسرعة معالجة الطلبات يمكن للجامعة ان تحدد مواد بعينها للقبول والمنافسة. ويمكن ان يحدد للمساقات العلمية والهندسية المواد التالية: (لغتان + ثلاث مواد) اكاديمية أو فنية والدراسات النظرية (لغتان+ ثلاث مواد اجتماعية او انسانية)
• توطين الذكاء
عند وضع الجامعات السودانية معايير وأسس جديدة للقبول، يجب أن تراعي الظروف الطبيعية والموضوعية الخاصة بكل إقليم من إقاليم السودان. للجامعة أن تضع أسس قبول لتشجيع (توطين الذكاء) الذي كانت تستقطبه الجامعات القومية في الخرطوم والمدن الكبرى في احتكار الدرجات العالية وترك الفتات للجامعات الإقليمية لتتغذى بالدرجات الأدنى. في هذه الحالة، ستنحصر المنافسة بين أبناء الإقليم أو من يريد الالتحاق بالجامعة أو تلك من أبناء الأقاليم الأخرى ويتم الأمر بها بكل النزاهة والشفافية. بهذه السياسة، سنضمن وجود طلاب متفوقين يتوقون للدراسة في جامعاتهم الإقليمية مما سيسهم في التنمية بكوادر حريصة على مناطقها ومصالح أهلهم. وبهذا الترتيب نضمن التوزيع العادل الطبيعي للذكاء السوداني حيث تتاح الفرص للنمو الطبيعي للإنسان والموارد التي سيديرها هؤلاء الخريجون بكل نزاهة وكفاءة. وسيخفف هذا من الضغط السياسي الذي تعاني منه العاصمة بفتح فرص العمل المتساوية للجميع, بالاضاقة الىالتخصص في مجالات حيوية يرغب فيها الطالب كزراعة النخيل او الهشاب وصيد الاسماك أو التعدين حسب الثروات الكامنة في الحيز الجغرافي الذي تقع فيه الجامعة الاقليمية.
• الامتحان المشترك للقبول والتسجيل
الامتحان المشترك للقبول والتسجيل (JAMB) هو اختبار موحد يُجرى في نيجيريا للطلاب المتطلعين للالتحاق بالمؤسسات التعليمية الثانوية، بما في ذلك الجامعات والمعاهد التقنية وكليات التربية. تأسس في عام 1978، ويؤدي JAMB دوراً حيوياً في النظام التعليمي النيجيري، حيث يضمن العدالة والشفافية في عملية القبول. وفي هذا المقال، سنتناول تفاصيل امتحان JAMB، بنية الاختبار، أهميته، التحديات التي يواجهها، والإصلاحات التي يخضع لها.
يعتبر امتحان JAMB بوابة حاسمة للطلاب النيجيريين الذين يطمحون في متابعة التعليم العالي. تم تصميمه لتقييم كفاءة المرشحين واستعدادهم للتعليم العالي، حيث يغطي مواضيع رئيسية مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات، بالإضافة إلى ثلاث مواد أخرى ذات صلة بتخصص الطالب المختار. يُجرى الامتحان عادة سنويًا، مع مشاركة ملايين الطلاب في جميع أنحاء البلاد.
أحد الأهداف الرئيسية لامتحان JAMB هو تسهيل عملية القبول وضمان المعايير القائمة على الجدارة. من خلال توفير أداة تقييم موحدة، يهدف JAMB إلى إنشاء بيئة متساوية لجميع المرشحين، بغض النظر عن خلفيتهم أو موقعهم. يساعد ذلك في تقليل التحيزات والفوارق في عملية القبول، وتعزيز العدالة والمساواة في الوصول إلى التعليم العالي.
تطورت بنية امتحان JAMB على مر السنين لتتكيف مع التغيرات في الاحتياجات والمعايير التعليمية. حالياً، يتكون الامتحان من أسئلة اختيار من متعدد في مواضيع مختلفة (Objective Test)، حيث تحمل كل مادة وزناً محدداً في التقييم الشامل. يجب على المرشحين الإجابة على عدد محدد من الأسئلة في إطار زمني محدد، مما يختبر معرفتهم وفهمهم ومهاراتهم التحليلية. تعتبر اللغة الإنجليزية والرياضيات مواداً إلزامية في امتحان JAMB، معبرة عن أهميتهما كمهارات أساسية للتعليم العالي والنجاح المهني. بالإضافة إلى هذه المواد الأساسية، يمكن للمرشحين اختيار مواد اختيارية من طيف واسع من المواد الفنية والاكاديمية استنادأ إلى اهتماماتهم وطموحاتهم المهنية وقوتهم الأكاديمية. وتتيح هذه المرونة للطلاب خوض تجربة الامتحان لتتماشى مع أهدافهم الأكاديمية وطموحاتهم المستقبلية. وتمتد أهمية امتحان JAMB إلى ما بعد التقييم الأكاديمي؛ حيث يعتبر أداة تشخيصية لتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين في نظام التعليم في نيجيريا. من خلال تحليل اتجاهات الأداء، يمكن لصانعي السياسات الحصول على رؤى قيمة حول نقاط القوة والضعف في المناهج الدراسية وطرق التدريس ونتائج التعلم. يُيسر هذا النهج المبني على البيانات اتخاذ القرارات القائمة على البراهين والادلة والتدخلات المستهدفة لتعزيز جودة التعليم وملاءمته.
وعلى الرغم من مزاياه، يواجه امتحان JAMB عدة تحديات تتطلب الاهتمام والإصلاح. أحد أكثر القضايا العاجلة هو انتشار الغش في الامتحان، بما في ذلك الغش والتنكر وتسريب أوراق الأسئلة. تقوض هذه الممارسات الأخلاقية نزاهة عملية الامتحان وتقلل من ثقة الجمهور في النظام التعليمي. يتطلب معالجة هذا التحدي نهجًا متعدد الجوانب، بما في ذلك تشديد تنفيذ التدابير المضادة للغش، والابتكارات التكنولوجية في إدارة الاختبارات، وحملات التوعية لتعزيز السلوك الأخلاقي بين أفراد الجمهور.
وهناك مشكلة أخرى متعلقة بامتحان JAMB هي ظاهرة قلق الامتحان والضغط على الطلاب. يمكن أن تؤثر الطبيعة العالية المخاطرة للامتحان(High –Stake Test)، بالإضافة إلى التوقعات المجتمعية وضغوط الأقران، على صحة ورفاهية الطلاب. للتخفيف من هذه المشكلة، يتزايد التركيز على تعزيز النهج الشامل للتعليم الذي يعطي الأولوية لتطوير الطلاب الاجتماعي والعاطفي والمهارات التي تساعدهم في التكيف. يشمل ذلك توفير خدمات الإرشاد، وتقنيات الاسترخاء، وممارسات الوعي لدعم الطلاب في إدارة الضغوط والقلق بفعالية.
خضع امتحان JAMB في السنوات الأخيرة،لإصلاحات كبيرة تهدف إلى تعزيز ملاءمته ومصداقيته وكفاءته. من بين هذه الإصلاحات إدخال الاختبار المبني على الكمبيوتر (CBT) لتحسين دقة وأمان إدارة الاختبار، واعتماد التحقق من الهوية (البيومتري) لمنع الاحتيال على هوية الجالسين للاختبار، ومراجعة مناهج الامتحان لمواءمتها مع المعايير العالمية ومتطلبات الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود مبذولة لتنويع أساليب التقييم بعيداً عن الأسئلة التقليدية بالاختيار من متعدد، مثل إدماج الاستعراضات العملية، والعمل المشروعي، والاختبارات الشفوية لتقييم مهارات وكفاءات الطلاب العملية.
ويكمن مستقبل امتحان JAMB في قدرته على التكيف مع التحديات والاحتياجات المتغيرة للمنظومة التعليمية في نيجيريا. يتطلب ذلك الابتكار المستمر والتعاون والمشاركة من جميع أصحاب المصلحة لضمان أن يظل الامتحان أداة موثوقة وعادلة لتسهيل الوصول إلى التعليم العالي. من خلال تعزيز ثقافة التميز والنزاهة والشمولية، يمكن لـ JAMB أن يسهم بشكل كبير في سعي نيجيريا نحو التميز التعليمي والتنمية المستدامة. وتتجاوز أهمية امتحان JAMB القياسية إلى التقييم الأكاديمي؛ حيث يعتبر أداة تشخيصية لتحديد المجالات التي تحتاج التعليمية.
خضع امتحان JAMB لإصلاحات كبيرة تهدف إلى تعزيز ملاءمته ومصداقيته وكفاءته. تشمل هذه الإصلاحات إدخال الاختبار المبني على الكمبيوتر (CBT) لتحسين دقة وأمان إدارة الاختبار، واعتماد التحقق البيومتري لمنع الاحتيال على الهوية، ومراجعة مناهج الامتحان لمواءمتها مع المعايير العالمية ومتطلبات الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود مبذولة لتنويع أساليب التقييم بعيدًا عن الأسئلة التقليدية بالاختيار من متعدد، مثل إدماج الاستعراضات العملية، والعمل المشروعي، والاختبارات الشفوية لتقييم مهارات وكفاءات الطلاب العملية.
ولو تأملنا بنظرة فاحصة نجد أن فاعلية امتحان JAMB تكمن في قدرته على التكيف مع تطورات وتحديات المشهد التعليمي في نيجيريا. يتطلب ذلك الابتكار المستمر والتعاون والمشاركة من أصحاب المصلحة لضمان أن يظل الامتحان أداة موثوقة وعادلة لتسهيل الوصول إلى التعليم العالي. من خلال تعزيز ثقافة التميز والنزاهة والشمول، يمكن ل JAMB أن يسهم بشكل كبير في سعي نيجيريا نحو التميز التعليمي والتنمية المستدامة.
يمكننا في السودان تبني هذا النموذج من غرب افريقيا وادخال التقنيات والتحديثات اللازمة لتطوره ليكون اكثر مصداقية وفاعلية في تقييم مخرجات التعليم الثانوي في السودان. كما ان استعمال الحاسوب في أداء الاختبار سيدرب الطلاب على تعلم مهارات الحاسوب الاساسية ومعرفة الاستخدامات اليومية لهذا الجهاز في حياتنا اليومية. ان الامتحان الموحد لدخول الجامعات السودانية سيكون اداة فعالة لقياس القدرات الحقيقة للطلاب علاوة على انه اداة من ادوات ضبط الجودة لمخرجات التعليم العام في السودان.
aahmedgumaa@yahoo.com