قرية مساعد تذكرنا بالريف الانجليزي احتضنت رئاسة البساتين يوم كان لمشروع الجزيرة شأن

 


 

 

قرية مساعد تذكرنا بالريف الانجليزي احتضنت رئاسة البساتين يوم كان لمشروع الجزيرة شأن وصار المشروع في خبر كان بفعل فاعل ولف مساعد الساحرة النسيان !!..

في الستينات حظينا بزيارة رئاسة البساتين بقرية مساعد بالجزيرة ونحن في المرحلة الوسطي والزيارة كانت تربوية وتعريفية بمكامن الخير والجمال في بلادنا المعطاءة والي اليوم وبعد كل هذه السنين التي مرت وكلما تذكرت قرية مساعد تخطر ببالي اغنية معرض الزهور من أداء المطرب الرائع الجابري وصياغة الكلمات كانت من نسج الشاعر المرهف الذواقة ابن حي العرب موئل الفن والإبداع عبدالرحمن الريح !!..
ولازلت اذكر مدير البساتين آنذاك وهو من أبناء العاصمة الوطنية ام درمان اسمه عامر سالم وكل هذا النجاح في المشروع الشهير والبساتين وبقية الاقسام كان وراءه رجال نذروا نفسهم لخدمة الوطن بكل تجرد وإخلاص وحسن نية ولم يعرف عنهم اي أنانية أو تكالب علي المنفعة الشخصية وقد برزت اسماء قادت المشروع بكل حنكة ومعرفة وعلم وفن نذكر منهم علي سبيل المثال وليس الحصر مكي عباس وموقفه المشهود أمام رئيس الوزراء عبدالله خليل الذي أدلى بتصريح عن تسويق محصولنا الاول النقدي القطن فما كان من مدير المشروع مكي عباس العارف بمهام وظيفته المتفاني فيها لحد الاستماتة إن قدم استقالته متعللا بأن دولة رئيس الوزراء حشر أنفه في ما لا يعنيه وليس من شأنه الخوض في مسألة تسويق القطن ولكن لعظمة الرجال في ذاك الزمان الجميل اعتذر البيه عبدالله خليل وسحب مكي عباس استقالته !!..
وجاءت الإنقاذ بالساحق والماحق والبلاء المتلاحق علي عموم البلاد وعلي مشروع الجزيرة ركيزة اقتصاد السودان علي وجه الخصوص ورأينا كيف تحولت رئاسة المشروع من بركات الي القصر الجمهوري حيث يقبع علي عثمان محمد طه ومعه شلة من المسطحين وقد ابتدعوا مايسمى بالنفرة الخضراء يقضون جل الوقت في ثرثرة فارغة لا علاقة لها بالزراعة والري وتسويق المحاصيل ودارت الأيام وكان المشروع يباع بالقطاعي بعد ان تعمد الكيزان إهماله بالكامل وتارة نسمع بأن الصين قد نالت نصيب الأسد من أراضي المشروع مقابل بعض ديونها المتلتلة علي الحكومة وتارة نسمع بأن بعض محاسيب الإنقاذ ( خمشوا ) من أراضيه ولسان حالهم يقول : ( دار ابوك كان خربت شيل منها شلية ) !!..
وباختصار وكما تعرفون فقد بيعت سكة حديد الجزيرة والسرايات وتم تشليع كل البنية التحتية للمشروع وصارت القنوات تئن تحت وطأة التراب وعز عليها الماء فاحترق الزرع والضرع وهاجر المزارع الي العاصمة يبيع ماء الصحة ومناديل الورق عند شارات المرور ومنهم من غادر البلاد يشكو من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان!!..
ياحليل ايام زمان والمشروع مر عليه الافذاذ من الإداريين يعملون في استقلالية تامة دون تدخل من حزب أو حكومة وكانت جحافل اهلنا من دارفور يردون الي قلب المشروع للمساهمة في جني الذهب الأبيض ويعودون لموطنهم محملين بالمال والهدايا لأسرهم ولم تكن هنالك حرب أهلية ولا جنجويد ونهب مسلح ولا تسعة طويلة من أي نوع وكانت رايات السلام تخفق حانية تظلل الجميع والبلاد كلها كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي !!..
وكما قال د. عبداللطيف البوني ساخرا :
( المشروع بين البروف والبروف طلع اوف ) !!..
فعلاً جاءت قيادات للمشروع في عهد الكيزان يحملون الشهادات العليا ولكن ينقصهم الولاء وحب الوطن والإخلاص ببساطه لأنهم من المحاسيب وأهل الثقة من البصمجية ناس نعم وحاضر يافندم ولا يقدمون بل يعطلون العمل ويضيعون الزمن في الفارغة والمقدودة!!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء