قصة اغنية فرتاق أم لبوس

 


 

عباس ابوريدة
31 January, 2024

 

راجت في الاسافير والمواقع الالكترونية قصة قصيدة " فرتاق ام لبوس " وجرى نسبتها لبكرة بت مكابر المكابرابية ،
شاعرتها ليست بكرة بنت مكابر إبنة مك الجعليين المكابراب ، لان القصيدة فيها روح تتنافى مع شخصية بكرة القوية والشديدة المراس وهي صفات املتها عليها المنطقة التي عاشت فيها وهي بئة المنطقة الجبلية القاحلة وشحيحة الموارد.
بكرة بت مكابر متزوجه من عبد الدائم ولم تتزوج غيره ، وانجبت منه ابنها الوحيد "علي " وهو جد العالياب الجعليين . بكرة وزوجها عبد الدائم مدفونين في جبل ام علي في قمة جبل الحاوية الذي سمي علي بكره نفسها .
بكره لم تعاصر الشيخ عجيب ولا حفيده كما جاء في الرواية ، وهي متقدمه عليهما بزمن طويل جدا .
شاعرة قصيده " فرتيكة ام لبوس "هي عائشه بنت جماع اخت ناصر ود جماع الذي استشهد في الحرب الحبشيه ايام المهديه وترك ابنه علي الذي قيلت فيه القصيده ...وحكاية القصيده او مناسبتها ان المذكور علي ودناصر كان شابا في مقتبل العمر وفي مجمع فيه شتي اصناف البشر

"نص القصيدة "

فرتاق أم لبوس لويعة الفرسان
الليل بابلي عنزه وقرونه سنان

الكوراك ضرب مرقن جراقده أنداد
أنداد النصارى الكلهم بولاد
الكرار علي كبّر عليهم زاد
سيفك في غضاريف الرجال صياد

متين ياعلي تكبر تشيل حملي
إياك ياعلي الخلاك أبوي دخري
للجار والعشير الكان أبوك بدي
للغني والفقير الكان أبوك حامي

يسولب من العلج الحرير وأكسي
لا تعاين الوجوه ضربك بي اليمين سوي
وسيفك في غضاريف الرجال أروي

جابولنا الكرامه وصبحنا فرحانين
ضربوا دنقرن جوني العيال مارقين
بسأل عن علي الفارس البقود تسعين
هو اللدر العلي ضهرو الخبوب والطين
ما بيأكل الضعيف ومابسولب المسكين

مادايرة لك الميتة أم رماداً شح
دايراك يوم لقا بي دماك تتوشح
الميت مسولب والعجاج يكتح
حي يا علي سيفو البسوي التح

ملكة قرض الشعر لدى بكرة إنداحت في احفادها من النساء وكذلك الرجال ولعل اعذبهم شعرا وأقواهم ملكة في الفن والادب المهندس الدبلوماسي يوسف مصطفى التني شاعر قصيدة في الفؤاد ترعاهو العناية .

"فى الفؤاد ترعاه العناية"

في الفؤاد ترعاه العناية
بين ضلوعي الوطن العزيز
لي عداه بسوي النكاية
وان هزمت بلملم قوايا
غير سلامتك ما لي غاية
إن شاء الله تسلم وطني العزيز
***
ليه ما ارعي الوطن الرعاني
والدهاه اشيله واعاني
الشباب والشيب علماني
قالوا نفدي الوطن العزيز
***
بقاسمه حظه سواده وبياضه
وايه مرادي انا غير مراده
ارعي نيله اشجع بلاده
يشيلوا حمل الوطن العزيز
***
عندي وطني بقضيلي حاجة
كيف اسيبه واروح لي خواجه
يغني وطني ويحيجني حاجة
لي عدوك ياوطني العزيز
***
طبيعي اعشق صيده ورماله
وما ببيعه واقول مالي ماله
وما بكون آلة البي حباله
داير يكتف وطني العزيز
***
علمونا اهل الحضارة
كيف اضوق شان وطني المرارة
والمحن برضاي اصلي ناره
خوفي تحرق وطني العزيز
***
شفنا فيه جواب فيافي
والبطير وبسابق السوافي
ما مراده عفارم عوافي
بس يعظم وطني العزيز
***
نحن للقومية النبيلة
ما بندور عصبية القبيلة
تربي فينا ضغائن وبيلة
تزيد مصايب الوطن العزيز

وورث أحفاد بكرة عنها الشجاعة والبسالة ، فهبوا خفافا كخيول الريح لنصرة مك الجعليين عبد الله ودسعد في التصدي لجيش محمود ود أحمد في معركة المتمة ، التي استشهد فيها الكثير منهم ، لكن بقيت ذكراهم حية في الوجدان ( تلهم الاجيال جيلا بعد جيل ) . صمودهم سارت به الركبان وحفظ الله به الانفس والبلدان .
سطروا بها تاريخا مشرفا ، لم يكونوا يقرأون المستقبل ولكنها فراسة المؤمنين.
ولم تكن هجمة البقارة الانتقامية على جبل ام علي في اعقاب معركة المتمة هي الاخيرة من سلسلة الإبتلاءات ، اذ تعرضت القرية ضحى احد الايام للتطويق العسكري بالاسلاك الشائكة من كل الجهات من قبل كتيبة عسكرية قامت بنصب المدافع على التلال المحيطة بالقرية وإنتشر رجال الجيش والامن في الشارع وقاموا بتفتيش البيوت بيتا بيتا بحثا عن السلاح الذي سمعوا انه موجود في الجبل . بالطبع لم يجدوا شيئا ووجدوا الكرم والترحيب من كافة أهل القرية الختمية منهم والانصار وآخرين من دونهم .
كان ذلك في اعقاب احداث ودنوباوي والجزيرة أبا في عهد الرئيس جعفر نميري. ورغم ذلك ، ورغم إلغاء الرئيس نميري في وقت سابق زيارته للقرية قبل وصوله لها بساعات في معية وزير الداخلية فاروق حمدالله ، لم يحمل اهل الجبل ضغينة ولا حقدا لاحد فليس كريم القوم من يحمل الحقدا .

جبل ام علي بها خلاوي الشيخ حامد ابو عصاة سيف بن الشيخ عمر ود بلال والتي كان يؤمها طلاب العلم من ديار بعيدة ، وفيها ضريحه واضرحة ابنائه حامد اللين وحمد الرباع والفكي مالك .

ونحن للقومية النبيلة وما بندور عصبية القبيلة ، ان شاء الله تسلم وطني العزيز .

عباس ابوريدة
يناير 2024

aburaida@hotmail.com

 

آراء