قصة نهضة الأمارات وتطورها

 


 

 

 

كلام الناس


أهدتني إبنتي الدكتورة سارة إبنة أخي وصديقي الباحث الإجتماعي محمود محمد البشير عليه رحمة الله كتاب "قصتي" للشيخ محمد بن راشد ال مكتوم الذي وثق فيه لجانب من كفاح الأجداد في بناء وتنمية وتطور دولة الأمارات العربية المتحدة.
إنها قصة خمسين عاماً من العمل المثمر للإنتقال بدولة الأمارات من حياة البدو إلى دولة عصرية منفتحة على العالم سردها من خلال تجربته المباشرة الحية.
قال الشيخ محمد بن راشد : كنت في السابعة من عمري عندما بدأ والدي يأخذني لأحد شيوخ المناصير في الصحراء لأتعلم منه الصيد، وكان يسكن بعيداً في الصحراء مع زوجته وإبله وكلب الصيد في مضارب الخيم.
حكى الشيخ محمد كبف أنهم كانوا يمضون الليالي في الصحراء يشعلون النار ويكتشفون كيف كانت العقارب تتسلل إلى فراشهم، وقال : هكذا تعلمت العيش في الصحراء مع هوامها ودوابها وذئابها وغزلانها.
يمضي الشيخ محمد قائلاً : تعلمت من الوالد الشيخ راشدمن جولاته الميدانية على المشروعات أهمية إهتمام الحاكم مباشرة بالمشروع فهذا يدفع العاملين للإنتاج كي يحققوا إنتاجية عالية، كما تعلمت أن الحكم الصالح فيه صلاح البلاد والعباد.
تعلمت أيضاً أن مسؤوليتنا كقادة أن نصنع قادة يتحملون المسؤولية وأن نشجعهم كي يصبحوا قادة حقيقيين حتى أصبحت بلادنا "أيقونة" إقتصادية عالمية.
تعلمت أن العالم يفتح أبوابه لمن يعرف ماذا يريد وأن القائد لابد أن يكون مع الناس على أرض الواقع يعيش معهم يكابد أحوالهم ويعرف معاناتهم حتى يستطيع تغيير حياتهم للأفضل.
تعلمت أن الدول تنجح عندما يتخلى القادة عن الأنا مقابل تحقيق تطلعات المواطنين وطموحاتهم بتحقيق الإنجازات العملية لهم، لأن السلطة وسيلة لخدمة المواطنين وليست غاية في حد ذاتها ولو على حساب الشعب.
إستعرض الشيخ محمد بن راشد مراحل تشكيل إتحاد الامرات العربية عام 1971م وقال ليس بالقوة العسكرية وحدها تبنى الدول إنما لابد من العمل على تحقيق رفاهية الشعب وراحته وقال إن إستقرار الحم وسيادة حكم القانون وتحكيم الدستور مقومات أساسية لبناء الدول.
وثق لمرحلة إعلان تأسيس مجلس تعاون دول الخليج العربية وكيف أنه كان يجلس خلف والده سمو الشيخ زايد عندما افتتح قمة التأسيس.
حكى كيف انه نجح في تحقيق حلم "الوجهة دبي" وقال : كنت أحس بالحزن لأننا لا نستغل ثرواتنا بطريقة أفضل ولا نثق بقدرات شبابنا ولا نجرب غير الذي نعرفه.
رغم أنه إعتمد السيرة الذاتية للحكم من خلال الأسرة الحاكمة لكنه ظل على الدوام يؤكد أهمية العمل التشاركي الميداني وسط الجماهير من حفر الابار مع البدو وشق الأفلاج معهم ، ولم تقف ندرة الماء والمال عائقاً أمامهم.
أكد الشيخ محمد بن راشد أنه لايعتمد على جهوده الذاتية بل على جهود المؤسسات وقال إن أزمتنا إدارية وليست سياسية وأننا بحاجة إلى إداريين أكثر من حاجتنا لسياسيين.
نحن ندرك أن ظروف بلادنا تختلف عن ظروف دولة الامارات ونحن نتطلع إلى الإنتقال لحكم مدني ديمقراطي، لكن لابد من الإعتراف بأن منظومة القيم العملية التي قامت عليها نهضة الأمارات ضرورية لتحقيق تطلعات المواطنين في السلام والديمقراطية والعدالة والتنمية والبناء وتأمين الحياة الحرة الكريمة لهم.
سدني الثلاثاء 11مايو 2021م
فندق شيراتون تحت الحجر الصحي

 

آراء