17/11/2010
العيد وافى فأين البشر والطرب؟
ثلاث غيمات من الحزن والأسى ظللت أجواء العيد. أولها صنعته أسعار الأضاحي التي تجاوزت كل حد معقول فمن أين للناس هذه الأيام مئات الآلاف لينفقوها على خروف؟. ولكن من يقنع الصغار، ما من أب يرغب فى رؤية دموع فى أعين أطفاله يعانون حرمانا مراً ألا يكونوا مثل رفاقهم. ياهداك الله هل أحسست بقهر الفقر يوما؟
غيمة الحزن الثانية هى بداية عمليات التسجيل للاستفتاء أو للانفصال التى أفرزت حزنا وغما فى الشمال، وبهجة وسعادة لاتوصف فى الجنوب.هذا آخر عيد فى وطن مليون ميل مربع الذى هو غرة الأوطان أجمعها وأين من غرة الأوطان نرتحل!.
غيمة ثالثة فرضها خروج الهلال من تنافس الكنفدرالية بعد تصاعد الآمال بأحلام شتى وبكأس خارجي كان قاب قوسين أو أدنى. سامح الله مشيو ولاعبي الهلال الأشاوس الذين صنعت منهم الصحافة الرياضية أبطالا بغير بطولة ونجوما سرعان ما هوت فى درك سحيق من اللامبالاة. لا السياسة تبشر الشعب بخير ولا الأضاحى ولا الرياضة فمن أين ياترى سيأتى لهذا الشعب البشر والطرب؟
كروت ومرتبات
أود أن أشكر كل الذين بعثوا بتهاني العيد لهذه الصحيفة من مؤسسات وأفراد وشركات وأتمنى أن يعود عليهم العيد وهم بألف خير. غير أن لي ملاحظة مهمة فلقد جمعت كروت العيد وقدرت قيمة الآلاف التى طبعت منها ووزعت فوجدته رقما مهولا، كان بإمكانه تغطية مرتبات الصحفيين فى الصحف التى عانت الأمرين فى صرف مرتبات منسوبيها.
ولله الأمر من قبل ومن بعد!!
أمين حسن عمر
التقيت الأستاذ أمين قبل ثلاثة أيام.. لقد كبر أمين كثيرا، كبرته مصائب وهموم دارفور. على أن أمين هو نفسه، لم تبهره أضواء السلطة والمناصب التى تبوأها فى تاريخه ولا عظمة الأدوار التي ظل يلعبها منذ وقت باكر فى حياته. التقينا أمين فى ثمانينات القرن الماضي فى دروب الحركة الإسلامية - الله يطرى أيامها بالخير- كان أمين ولايزال مفكرا نادرا ومخلصا لدينه ووطنه وحزبه. ظل أمين على نقائه، ولم يسعَ لمناصب، ولم يغتر بوظيفة. هو هو، إنسان بكل ما تحمل الكلمة. صرامته صنعت له صورة مغايرة , سيكون رأيي هذا مدهشا لكثيرين لأنهم ماعرفوه إلا فى ساحات الصراع السياسي الذى لايعرف أمين فيه المجاملة ولا لولوة السياسيين وأكاذيبهم، ولذا لم يعرفوه حقا إنسانا ودودا كريما. ليس لأمين من حطام الدنيا شيء يعطيه أو يمنعه عنا؛ إنما محبة جمعتنا به منذ ثلاثين عاماً ولازالت مخضرة. أستاذ أمين يديك الصحة والعافية ويجرى الله الخير على يديك.
محمد خير
أنيقا كعادته؛ باسما وضاحكا بطبعه ومن غيره محمد محمد خير الكاتب والأديب والملحق الإعلامي بدبي. كان محمد ومنذ تعيينه قد تعهد يتثقيفي ومدي بآخر الرويات الشهية والحديثة واستمتعت منذ تعيينه ملحقا بعشرات الروايات (الضان) حين عاد أول أمس حمل لي عشر روايات من معرض دبي فأقلقت منامي حتى الآن التهمت روايتين (حليب التين) لسامية عيسى و(جبل الروح) لشيغاو الصيني الحائز على جائزة نوبل. يامحمد خير إن شاء الله لاتموت ولاتفوت من الملحقيات ولتظل ملحقا أبديا حتى تلتحق بالرفيق الأعلى بعد عمرا طويل.!!.
وزير المالية!!
بعد أن أجاز السيد علي محمود موازنته التى أثارت جدلا متطاولا فى البرلمان حزم حقائبه الى أرض الحرمين حاجاً. ولعمري التحديات التى تنتظر الموازنة تحتاج للدعاء على قمة عرفات ولكن أشهد أن السيد علي محمود قد عقلها وتوكل. فالميزانية خفضت الإنفاق الحكومي بما يعادل 15 % وأوقفت نزيف الدولارات فى كل السلع الاستهلاكية والأثاث. باختصار أوقفت هدر الموارد. ثم توجهت لدعم الإنتاج وتحفيز المزارعين وانتهجت سياسات صحيحة فى دعم الزراعة خاصة دعم المزارعين لإنتاج الذرة والقمح. ياحاج علي محمود حجا مبرورا لاتنسانا من صالح الدعاء ولكن اكثر من الدعاء للموازنة فهي بحاجة الى عون رباني بعد يوليو 2010.