قصص وحكايات

 


 

عادل الباز
18 September, 2010

 


لا يفتح الله على سوزان رايس في كل تصريحاتها لتقُل خيرا ولاهي تصمت. بالأمس حذرت العالم من خطورة الأوضاع في السودان قائلة إن السودان يمر بلحظات حرجة، ولكن القصة لم تنته هنا، إنما أعلنت أن أمريكا جاهزة لإيقاع العقوبات اللازمة حال عدم إجراء الاستفتاء في ميعاده. الحكومة السودانية بحّ صوتها وهي تعلن كل صباح التزمها بإجراء الاستفتاء في ميعاده. سوزان وصاحبها براندت قاست التزما بالعداء للإنقاذ منذ أن كانا ناشطين يربطان أنفسهما بالسلاسل أمام السفارة السودانية في واشنطون في التسعينيات ولا يزالان على عهدهما القديم، رغم أنهما قد تقلدا عدة مناصب تخص الدولة ولكنهما لايزالان يعملان بذهنية جماعات الضغط.
كلينتون
شاهدت السيدة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تلبس ملابس لاترتديها عارضات الأزياء. بنطلون برتقالي مصبوب على وسطها وأجنابها، فوق بلوزة برتقالية مفتوجة الصدر، ضيقة في جنباتها. على هذه الهيئة استقبلت السيد رئيس السلطة الفلسطينية أبومازن بالأحضان وكذلك نتنياهو. هذه اللقطة بدت أكثر إثارة وهي تجلس خالفة رجلها وسط ثلاثة رؤساء يمثلون ثلاثة أديان مختلفة. فأبو مازن مسلم وأباوما مسيحي أو كما قال، ونتنياهو يهودي، ولكن جميعهم لم يستطيعوا غض أبصارهم عن مفاتن تلك العجوز؛ كلينتون وبلا حياء.
عوض الجاز
في اللقاء التنويري الذي عقده الأستاذ عوض الجاز بقاعة الاجتماعات بوزارة الصناعة شكرت الأستاذ عوض الجاز لحسن ظنه بالصحافة التي ظل يعتبرها شريكا وأداة مهمة. وقلت إن هناك وزراء دخلوا الوزارات وخرجوا منها دون أن نرى طلعتهم البهية، إذ لم يتفضلوا علينا طيلة إقامتهم في كراسيهم الوثيرة بإعلامنا بما يجري في دهاليز وزاراتهم. الغريبة أن أكثر الوزراء ضيقا بالصحافة والصحفيين هم الذين تضيق صدورهم بمراقبة الصحافة ونقدها. وبعضهم لايقرأون الصحافة ولايعرفون الصحفيين، ويفتون في أمرها بجهل عجيب.  
زمان يافن مصر
 السينما المصرية تموت. لم تستطع السينما المصرية خلال الموسم الماضي أن تضيف لرصيدها الفني فيلما فنيا واحدا ذا قيمة. فكل الأفلام التي قُدمت في هذا الموسم كانت بائسة وفاشلة مما جعل فنانة مثل يسري تعلن أن هذا ليس زمان السينما، هذا أوان التلفزيون. شاهدت ثلاثة أفلام وهي أفلام الموسم هي (بنات من مصر، عسل أسود، لاتراجع ولا استسلام) وكلها تقريبا خالية عن أي إبداع فني. يبدو أنه برحيل جيل العمالقة من الكتاب والممثلين والمخرجين وآخرهم يوسف شاهين انطوى زمن الأفلام الجديرة بالمشاهدة، وامتلأت الساحة السينمائية بالغثاء. المسرح المصري هو الآخر يعاني بياتا وموتا بطيئا، وليس من مسرحية تستحق المشاهدة. على كل هو أفضل حالا من ناحية الحركة الدؤوبة. حظيت بحضور أسبوع الضحك الذي كُرّم فيه الفنانون الكبار الذين أثروا وجداننا بفن ساخر رفيع. أما الغناء فنجمه الآن سعد الصغير شفاه الله.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!!
أمريكا تغنّي وترقص
استضافت دار الأوبرا المصرية الفرقة الأكاديمية الأمريكية للفنون التي قدمت حفلا لساعتين؛ غاية في الروعة والإدهاش. قدمت هذه الفرقة فواصل من الغناء والرقص الشرقي عموما، والغناء المصري بالأخص. كان أداء الفنانين والفنانات في تلك الليلة خرافيا، إذ تغنى طلبة وطالبات هذه الأكاديمية الأمريكان غناء أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ بأصوات بديعة وأداء مدهش، ولكن قمة الدهشة كانت فواصل الرقص الشرقي التي أجادتها الامريكيات وكأنهن مصريات من حواري القاهرة. بعد الحفل سألت المدير الفني للفرقة إن كانت الأكاديمية قاربت الفن السوداني؟. قال إن الأكاديمية لها أعمال سودانية غاية في الروعة.. وأثنى على إيقاعات السودان المتنوعة والثريّة.
 موتوا سمبلا.. من المسئول؟
بالأمس على طريق الكوارث الخرطوم - كوستي عبرت الى رحاب الله ثلاثة وستون روحا. هذا الحصد اليومي لضحايا وليس من مسئول واحد يخرج للناس ليقول لهم ما السبب وما العلاج لنزيف الأرواح هذا. دأبت الصحافة كلما حصدت الطرق أرواح الناس أن تخرج بعبارة وحيدة وهي (التخطي). لماذا عجزت الدولة عن إيجاد حل ناجع لهذه المصيبة، لماذا عجزنا عن إيقاف (التخطي)؟. ما الصعوبة في ذلك، هنالك ألف طريقة لإيقاف هذا الغول؟ أمس الأول حصدت العبارة أرواح خمسة من المواطنين على نهر النيل ولم يقل لنا أحد مَن المسئول عن تشغيل هذه العبارات في الأصل؟ لمَ نصحو دائما على وقع الكوارث ويا ليتها صحوة دائمة، فسرعان ما ننسى كارثة الأمس في انتظار كارثة قادمة. إذا غابت المسئولية حضرت الكوارث.
موجهات الميزانية:
لازلنا في انتظار إفراج وزارة المالية عن موجهات ميزانية العام 2011 . أهمية هذه الموازنة أنها تأتي والسودان في مفترق طرق، وعليه هي ميزانية لأول مرة في تاريخ السودان تواجه وضعا لم تواجهه في تاريخها. فالسودان مقبل على حالة مجهولة، فلا أحد يعرف مصير ماستؤول اليه أحوال البلد والعباد بعد التاسع من يناير المقبل؛ أي قبل أن يبدأ الصرف فعليا على الموازنة الجديدة، فكيف ستتعامل وزارة المالية مع هذه الأوضاع المرتبكة. ما شكل الميزانية، ما تقديراتها وعلى أي أساس ستتم؟ من الأفضل تاجيل إجازة الموازنة هذا العام بشكلها النهائي الى ما بعد معرفة مصير البلاد، ولن تخسر الدولة شيئا إذ انها تبدأ الصرف عليها ما بعد 15 يناير 2011. هذا المقترح أفضل من الجهجهة التي ستدخل فيها البلاد إذا ما تحقق الانفصال، إذ أننا إزاء وضع لابد من إعادة كل الميزانيات التي تخص الدولة، وفي كافة مرافقها. على العموم أعان الله صديقنا وزميلنا وزير المالية علي محمود الذي تحمل هذا العبء في هذا المنعطف الصعب. بالتوفيق يا دفعة.
نانسي عجاج
أسعدني الحظ نهاية الأسبوع الماضي بحضور حفل للفنانة المبدعة نانسي عجاج. نانسي عندما شاهدتها لأول مرة عند قدومها من مهجرها في هولندا في منبر الصحافة (يا طارق شريف روق شوية) صُعقت بهذا الصوت الملائكي الآتي من أغوار بعيدة وزمن غير. كشفت نانسي عن موهبة نادرة، ومقدرة مدهشة على التطريب، ولكن أميز ما لفت نظري في تجربة نانسي الغنائية هو اختياراتها المدهشة لدُرر الغناء السوداني؛ الشيء الذي يكشف عن ذوق رفيع، وحس فني عالٍ لديها، صاحب ذلك مستوى عال من التطريب، بتطويع صوتها على كافة الموجات الصوتية، وطبقات صوتها المتنوعة. الجمهور الذي شهد الحفل كان في غاية التفاعل والحميمية مع أداء نانسي في المسرح. لقد كسبت نانسي بلا شك ملايين المعجبين بأدائها، وحسّها الفني، واختياراتها المميزة، وقبل ذلك احترامها لجمهورها الذي ظلّ صامدا وسط الأمطار والعواصف التي هبّت على الحفل.

 

آراء