قلب الحقائق في قصة جيش الرب في السودان (3) … بقلم: مصطفى سري

 


 

مصطفى سري
4 November, 2009

 

نقطة ... وسطر جدي

 

لم يضع راشد عبد الرحيم في حسبانه ان علاقة جيش الرب مع حكومة الانقاذ لم يمض عليها قرن من الزمان، هي فقط عشرون عاما، ولكن السؤال هو هل يؤيد راشد عبدالرحيم اختصاص المحكمة الجنائية الدولية للقبض على جوزيف كوني زعيم جيش الرب، خاصة ان حكومة موسيفني موقعة على ميثاق روما المؤسس لانشاء المحكمة الجنائية الدولية، نقول ذلك لأن راشد عبد الرحيم قال في مقاله ذاك (إستغلال المحكمة الجنائية الدولية وإستغلال الأوضاع في دارفور لن يحل لهم أزمة جيش الرب)، ومع ذلك يقع راشد في التناقض ذاته بربطه جيش الرب بقضية دارفور مع انه في بداية المقال نفى وجود جيش الرب في دارفور، لكن ما رأي الكاتب راشد في ما وقعته الحكومة السودانية من اتفاقية تسمح لجيش الحكومة الاوغندية من الدخول الى داخل الاراضي السودانية وهنا نحيله مرة اخرى للتقرير الذي اشرنا اليه سابقا (جيش الرب للمقاومة في السودان تاريخ ولمحات) اذ قال كاتب التقرير ماركيه شوميروس (قطعت الخرطوم في 2002 خطوة أبعد وأصدرت بروتوكولاً عسكريا يسمح بوجود قوات الدفاع الشعبي الأوغندية (UPDF) على التراب السوداني وتمخضت عملية القبضة الحديدية عن مزيد من القتال على جانبي الحدود، وبدلا من أن تنهي العملية الحرب أفرزت طائفة جديدة من المشاكل للسودان ونتيجة لهذا، لم تأذن حكومة جنوب السودان المنصبة حديثاً، وهي، راهناً، حكومة إقليمية نصف مستقلة بموجب بنود اتفاق السلام الشامل بتجديد البروتوكول حين انتهت مدة صلاحيته في شهر فبراير/شباط 2006 وليس ل UPDF، الآن، حق قانوني في البقاء على الأراضي السودانية)، يصبح القول الان ايها الراشد هل حكومة الجنوب خانت تراب الوطن ووقعت اتفاقاً مع اوغندا، (وللا عينك في الفيل وتطعن في ضل تاني).

لن يفيد الكاتب راشد عبد الرحيم ترديده النغمات القديمة لاهل المؤتمر الوطني بان مشكلة دارفور وحلها تهمهم هم وحدهم دون غيرهم من القوى السياسية بمن فيها شريكهم الاساسي الحركة الشعبية، ولن يفيد راشد عبد الرحيم وقيادة المؤتمر الوطني ترديد ذات الكلمات في اقصاء الاخرين من حل ازمات البلاد التي كان وراء والمتسبب فيها المؤتمر الوطني بسياساته الخاطئة واستعلائه الاجوف، ولتنظر ايها القارئ الكريم لما كتبه راشد عبد الرحيم (منذ أمد والحركة الشعبية تضع عينيها على دارفور تدعم من تريد من أطراف وتؤيد المواقف الدولية المحاربة للسودان والمستغلة لأوضاع دارفور في المحافل الدولية)، طبعا هذا الحديث ليس فيه اي دليل غير انه كلام استهلاكي ممجوج، لان من حق اية قوى سياسية ان تعمل في اي مكان في السودان وفق الدستور الانتقالي الذي ارتضته القوى السياسية بما فيها المؤتمر الوطني، ولكن الذي لا يمكن فهمه قول الكاتب راشد عبد الرحيم ان الحركة تضع عينها على دارفور، وما العيب في ذلك، هل الحركة تابعة لدولة اخرى ام هي جزء حتى الان من السودان الواحد؟

والتوتر البائن في عمود كاتب الراي العام راشد عبد الرحيم تجعله يفقد التوازن، بل تعثرت خطوته بقوله (هذه المحاولات هي عمل مكمل لأعمال أخرى ترمي إلى خدمة أهداف المحكمة الجنائية الدولية والتي يصرح الرئيس موسيفيني بدعمها ثم يقول إنه ملتزم بقرارات الإتحاد الأفريقي في رفض القرار ضد الرئيس البشير، ثم يقول أنه يرحب بزيارة البشير إلى كمبالا، متاجرة رخيصة ومكشوفة)، الذي خبأه الكاتب راشد ان حكومة اوغندا موقعة على ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية، كما نيجيريا ايضاً ودول افريقية اخرى موقعة على الميثاق، لكن هذه الدول ليس لديها جيش الرب لترسله الى دارفور، ولذلك تسقط نظرية المؤامرة التي دائما ما يسوقها كاتب الراي العام راشد عبد الرحيم

 

 

mostafa siri [mostafasiri@yahoo.com]

 

آراء