قلة الموارد وإنتشار الفساد .. معوقات تواجه تنمية الجنوب !!
في بيان لها مقتضب في أول بادرة من نوعها حذرت وزيرة العمل في حكومة (جنوب السودان) من أن عملية تنمية الجنوب تواجه معوقات أبرزها (الفساد) وصغر حجم القطاع الخاص الذي شهد تدهوراً عقب إتفاقية السلام الموقعة مؤخراً ، وذلك يرجع لعدم القبول الذي أبدته أجهزة الحركة الشعبية من الوجود الشمالي الذي كان يتركز معظمة في مجال التجارة وحركة الإقتصاد ، ومن الجانب الآخر يبدو إحجام الجنوبيين عن الزراعة وإكتفائهم بالإعانات التي تقوم بتوزيعها لهم المنظمات الدولية ..!! ، وهي ظاهرة جديرة بالفحص والتقييم لمعالجتها عاجلاً أو سيدخل جنوب السودان نفقاً غير ميسوراً الخروج منه ، وقد أكدت الوزيرة بأن حكومة الجنوب ليس بمقدورها توظيف كل الأيدي العاملة في المنطقة ، مطالبة العديد من الباحثين عن عمل بالتطلع لفرص توظيف في القطاع الخاص .. وهذا الاخير يعتمد توظيف العمالة الأجنبية التي أضحت مسيطرة علي سوق العمل والوظائف التي أفرزها وجود عدد كبير من الفنادق (وهي التجارة الرائجة بالجنوب) بمدن الجنوب الكبيرة (جوبا – واو - ملكال) ، ولعل أصحاب تلك المحال يعزونها لعدم الخبرة وسط العمالة الجنوبية ، وبالتالي يكون المواطن الجنوبي لم ينل حتي الآن شيئاً من ثمار السلام الذي يعيش في كنفه الجنوب الآن ..!! ، كما أن حكومة الجنوب لا تملك سوى موارد محدودة لسد أجور الموظفين وتوفير الخدمات للمواطنين ، وقياساً علي هذا الواقع يتوقع أن يواجهة الجنوب مصاعب إذا لم يتم تطور القطاع الخاص بصورة أمثل ، وتصريحات الوزيرة تأتي قبل شهور من استفتاء على استقلال المنطقة أو البقاء في سودان موحد ، ويرى العديد من المحللين أن المنطقة التي تفتقر إلى التنمية ستواجه صعوبة في البقاء كاقتصاد مستقل .. فالسوق الداخلي يسيطر عليه التجار اليوغنديين والصوماليين يقابله عدم توظيف المواطن الجنوبي في وظائف ما بعد السلام ..!! ، وثمة معضلة أخري تواجه العمل التنموي بجنوب السودان وهو إنتشار الفساد الإداري في مؤسسات الدولة هناك ، فالموارد العامة تتعرض للاختلاس بشكل منتظم مع إستمرار حالة دفع أجور لكثير من الناس ليس لهم وجود في الواقع الفعلي بالحياة ، وهي إحدي المشكلات التي ظل يعاني منها جنوب السودان لفترة طويله ، وهذه الحالة تحديداً يقوم بها رموز كبيرة سياسية بغية الإستحواز علي دخول أكبر ..!! ، كما أن كل أهل الجنوب تجد أنظارهم تتجه نحو الوظائف الحكومة .. فهي في ظنهم تحقق درجة من الثراء وفي وقت قصير ، وبالتالي إحجامهم العمل في المجال الزراعي ، غير أن بعض المؤشرات الإقتصادية الأخري تفيد بأن عاصمة الجنوب (جوبا) قد حققت نمواً سريعا منذ إتفاق السلام ، وقد لوحظ أن أغلب الاستثمارات الخاصة تأتي من شركات صغيرة (كينية) أو(غندية) أو (صومالية) ..!! ، والآمال معلقة بدرجة كبيرة على عائدات النفط لكن الحكومة تنفق كثيرا على الأجور علي (الجهاز الإداري) و(الجيش) بدرجة لا تبقي سوى القليل للإنفاق على البنية التحتية ..!!
Under Thetree [thetreeunder@yahoo.com]