قليل من اللياقة في الحديث سيادة الرئيس: ترامب و مقايضة النفس البشرية بالفلوس
تعود الرئيس الامريكي دونالد ترامب علي الخروج علي نص الاعراف والتقاليد الرئاسية المتبعة في بلاده باستخدام عبارات مباشرة بصورة شبه مستمرة عند التعامل مع بعض القضايا الداخلية والخارجية بصورة ظلت تثير استهجان قطاعات واسعة وسط اتجاهات الرأي العام.
اليوم وفي فصل جديد من تداعيات مقتل الصحفي السعودي جمال الخاشقجي اعاد الرئيس الامريكي بصورة قاطعة نفي اتهام وكالة المخابرات الامريكية الامير محمد بن سلمان بتدبير مقتل الصحفي المغدور الذي تتزايد شهرته في كل يوم وتحتل قضيته الاولوية في اجهزة الاعلام واجندة المنظمات والعلاقات الدولية.
قال مستر ترامب في هذا الصدد انه لن يتخلي عن السعودية بسبب مقتل الخاشقجي ولن يتخلي عن ملايين الدولارات لكي تستولي عليها روسيا والصين واضاف قائلا في عبارة خطيرة انه لن يسمح بتدمير الاقتصاد الامريكي بسبب مقتل الخاشقجي .
ولم يكن الرئيس الامريكي في حوجة لاستخدام هذه اللغة المباشرة والغير لائقة للحفاظ علي امن واقتصاد بلاده الذي هو من صميم واجباته كما ربط بين رغبته عدم التخلي عن السعودية ومنع ايران من التمدد في المنطقة بينما التاريخ القريب جدا يقول بان بلاده هي من تكرمت ومنحت مفاتيح المنطقة العربية لايران ومكنتها واعوانها في المنطقة من رقاب جنود شجعان ومخلصين قدموا تضحيات كبيرة في وقف تمدد الافعي الايرانية ولم يسمع الناس طيلة ادارتهم لحكم العراق بداعش او اي منظمة دينية اخري.
استمرار قضية الصحفي القتيل الخاشقجي معلقة بدون معالجة شافية في ظل المعالجات الاحتيالية الساذجة لو يعلم المتباكين علي امن المنطقة سيمنح محور الشر الاخواني والايراني الفرصة للمزيد من التباكي علي العدالة والانسانية وحماية النفس البشرية في اطار توظيفهم للقضية التي اختطفوها منذ اللحظات القدرية الاولي في المسرحية والرجل المغدور يخطو خطواته الاولي نحو مسرح المذبحة الذي يحمل لافتة دبلوماسية لبلد تقع فيها القبلة الروحية لمليارات البشر ومرقد الرسول الكريم الذي انار الطريق للانسانية واخرجها من ظلمات الجهل والظلم والهمجية .
لابد من التحقيق الشامل الذي لايستثني تركيا الاخوانية لمعرفة دورها في استدراج الرجل ليلقي مصرعة بهذه الطريقة واستبعاد هذا البلد تماما من دور الشاهد العدول قد ينتهي بمعرفة الحقيقة.
النظام العربي الراهن ودوله بمافيها السعودية ومصر ودول الخليج يحتاجون الي مراجعة اوراقهم واصلاح احوالهم والي الواقعية والشجاعة في ادارة الازمات وممارسة النقد الهادف في اطار الثوابت وعدم الانصات الي المصفقين من المتملقين واصحاب الحاجات.
اما الدولة العظمي التي تريد بقية العالم ان يتبع الديمقراطية وان يحترم الحريات وحقوق الانسان عليها ان تبدأ بنفسها ومراجعة ملفاتها القديمة ومرحلة مابعد احداث سبتمبر وان تفتح تحقيقا رسميا عما جري وغزو واحتلال العراق والاختلالات الاستراتيجية والمهددات المخيفة المترتبة عليه وان تعمل وتعترف ببطلان عملية الغزو والاحتلال وماترتب عليه من الناحية القانونية وان تغسل يدها من دماء الملايين من البشر حتي ينفتح الباب امام كل قوي السلم والتقدم والديمقراطية العراقية بما فيها حزب البعث حتي تعود الي العمل العلني وان تعمل بحرية وتتواصل مع العالم من اجل امن واستقرار بلادهم والمنطقة ومن اجل ايقاف الحرب العالمية الصامتة وعلي العرب ان يعرفوا ان ذلك هو الطريق الوحيد لحقن الدماء ووقف الحروب الطائفية والحفاظ علي الانفس والموارد وردع المافيات الدينية والعقائدية اخوانية وخمينية ووقف الابتزاز والتدخلات والوصاية الاجنبية.