قوى الحرية والتغيير وقوى التغيير الجذري والإخوة الأعداء
عمر الحويج
10 August, 2022
10 August, 2022
كبسولة:-
المجلس المركزي: رغم ورشة التقييم واعتذاركم لشعب السودان فأنتم لازلتم قابعين مع طموحاتكم غارقين فيها
المجلس المركزي: تواضعوا وضعوا يدكم مع قوى الثورة الحية وأتركوا قيادة الثورة لصانعيها يقودها مقاوميها
المجلس المركزي: لقد بدأتم وثيقتكم وأول آيتها كفر حين كانت عطيتكم للثورة ثلث مقاعدها واستأثرتم بباقيها .
المجلس المركزي: تواضعوا وأتركوا للثورة تحدد وحدة قواها وأنتم تابعيها تشدون من أزرها فأنتم لستم بسائقيها .
***
بداية أود أن أتحدث عن هذه الكبسولة التي تتصدر مقالاتي ، وهي عبارة عن رأي أسجله في يومياتي على حائطي بالفيسبوك في ما يَجِدُ من أحداث الحياة السياسية في السودان ، منذ انتفاضة سبتمبر 2013م وإن كانت كتابتها في ذلك الحين متباعدة نوعاً ما ، إلا أنه ومع بداية انطلاقة ثورة ديسمبر المجيدة ، واصلت كتابتها بشكل يومي ، بجانبها كتبت الومضة التي هي عبارة عن قصة قصيرة جداً ( لأني في الأصل كاتب قصة قصيرة منذ بدأت النشر في الصحف السودانية والعربية قبيل ثورة اكتوبر 1964م بقليل ولست كاتباً سياسياً محترفاً مداوماً إلا مؤخراً ولو أني تجرعت من كأس السياسة حتى الثمالة) بعد أن أعاد لنا هذا الجيل الراكب رأس شبابنا وحلمنا الثوري الدائم ، ثم جاءت معها كتابة المقال ، وتحولت في حينها كل تلك الكتابات لتصبح توثيق للثورة السودانية العملاقة ، وأنا الآن أعكف على ترتيبها وتجميعها لنشرها في كتاب بعنوان : (ومضات-كبسولات- مقالات)
ربما أرهقتكم بهذه المقدمة ، فقد كان ذلك فقط لأقول أن مقالي اليوم ، ولأول مرة ،معبراً عن هذه الكبسولة التي نشرتها قبل يومين فقط .
ولأدخل في الموضوع . هناك الإخوة الأعداء في رواية للكاتب الامريكي جيفري آتشر طالعها الكثيرين منكم لأن لها شهرتها في عالم الأدب الروائي ، وتدور أحداثها بين شخصين عاشا كل منهما في مكانين مختلفين ، حياة تختلف عن الآخر . أحدهما عاش الرفاه الراسمالي وفي فمه ملعقة من ذهب ، والآخر عاش حياة شظف العيش بكل تمامه ووجعه ، وإن ارتقى بجهده وعرقه إلى مصاف صاحب الملعقة الذهبية ، ودار بينهما صراع له مزاقه المتفرد، لامجال لتفصيله هنا ، جئت بها مستشهداً ، لأن فيها كثير شبه بهذين التحالفين ، وإن كنت أطلب منهما التحول إلى الإخوة الأصدقاء ولكن المتصارعين بشرف وبسلمية الثورة القرن-عالمية ، التى خاضاها معاً ، وليس الإخوة الأعداء كما هو حادث بينهما الآن ، ووجب عليهما المواصلة في هذا الصراع السلمي ، حتى اسقاط هذا الإنقلاب المشؤوم ، مكمن اتفاقهما وتوافقهما وليس خلافهما . ليتفرغا بعدها للتنافس الشريف والسلمي في انتخابات حرة نزيهة ، وتحت راية حكومة الثورة المدنية الديمقراطية ، ونحن في انتظار بزوغ نجم تحالف الوسط الذي سيوازن بين التحالفين وهما موعودان بانضمام المزيد من الكيانات التي أفرزتها نضالات قوى الثورة المتعددة ، وعلى الشعب أن يختار ، وفي ذلك متسع للصراع بين الأطراف دون الضرب تحت الحزام ، واللعب بالمناورات السياسية الذي أدمنه جيل نخبة الفشل وأصابونا في مقتل بما جلبوه على البلاد من خراب ودمار ، والذي أكملته الإنقاذ باللعب القذر الذي أسس له التنظيم الإسلاموي ، ولازالوا يمارسونه حتى الآن للعودة لحكم البلاد . هذه العودة التى يطلبونها ولكن ليس بالمهج والأرواح كما يفعل كل طالب حق ، لعودة دينهم المفقود الذي يدعونه ، فهم أجبن من ذلك ، إنما هي عودة تستبطن المجهول من منهوباتهم السابقة ، التي يريدون استعادتها كاملة غير منقوصة ، بزيادة المخبوء من المنهوب الذي لم تدري عنه لجنة إزالة التمكين في وقتها ، رغم جهدها المُقدر كما صرح سابقاً عضو اللجنة وجدي صالح ، أن ما استطاعوا استعادته من نهب الكيزان لأموال السودان وممتلكات شعبه لا يتعدى ال 10% من المنهوبات ، وهذا هو الذي جعلهم ، أن يكون هذا هدفهم ، منذ أن قرروا أن يعيقوا بل يوقفوا مسار الثورة في ١١ ابريل 2019م بفرية لجنتهم الأمنية وبما أسموه انحيازاً للشعب ، وما هو إلا انقلاباً كامل الدسم ، لا يفوقه دسامة في تفاصيل دمامته إلا أكذوبة تصحيح مسار الثورة ، في إنقلاب ٢٥ اكتوبر الإنتحاري المشؤوم ، وما بينهما من مؤامرات ، واجهتها حكومة الثورة وحاضنتها ، الحرية والتغيير ، باستكانة وتهاون لا محل لها من الإعراب ، وإن حاولت نقد تجربتها بعد فوات الأوان والإعتذار عنها ، فلا فائدة من التقييم والنقد والإعتذار ، إذا كانت النية مبيتة لتكرار ذات الأخطاء المقصودة بانتهازية مكشوف عنها حجاب حامليها ، وهذا ما أنوي مناقشته هنا .
فهذه التحالفات إذا سألوهم ما هو سلاحكم الذي تنوون به انهاء او اسقاط الإنقلاب ؟؟سيتدافعون للإجابة : سلاحنا الشارع وهؤلاء الشباب الذين يفدون البلاد بأرواحهم واجسادهم ، ستكون منهم هي الإجابة المطلوبة حقاً ، وإذا كان تحالف قوى التغيير الجذري ، لم يعلنها صراحة ، وفقط يرفع في برامجه ذات شعارات الشارع ، ولم أسمع أو أعرف عنه أنه ينازع ذات الشارع في قيادته للثورة ، فالأمر عنده متروك لأصحاب الثورة وفاعليها ، فقط هو ينتظر ما تسفر عنه الثورة ، ويدفع مع غيره من مكونتها الثورية لإنتصارها المؤكد، إلا ان تحالف قوى الحرية والتغيير ومجسلها المركزي لاتتماهى ولا تتوافق ، مع منطق قيادة الثورة ، وتنسيقيات لجان مقاومتها ، فهي ساعية حثيثاً لأرتكاب خطئها وخطيئتها الثانية ، وإن كانت هذه المرة ستكون الخطأ والخطيئة ، القاتلة لهم وللثورة والوطن نفسه ، فهي تمارس ذات أساليب السابقين في طلب السلطة والجاه ، بكل وسائل الإنتهازية بما فيها ، قذارة الضرب تحت الحزام ، فجل نشاطها السياسي وتكتيكاتها ، تصب في اتجاه الإستئثار بالثورة وبالسلطة ، فهي تعمل كل جهدها في فرض أمانيها ، والتي تعتبر حالة مرضية في السعي لإغتيال الثورة ، ووراثتها وهي حية ترزق بكل زخمها وشبابها ، وهي تجتهد لسرقة قيادة الثورة من الثوار ، الذين هم سلاحها التي تدعي الوصاية عليهم ، وهي ليس في جعبتها غير طلعتها البهية ، لممثلي مجلسها المركزي ، في الفضائيات العربية والعالمية ، وهذا الظهور المتكرر على الشاشات الزرقاء لا تحرر شعب ، من ورطته الوجودية التي فيها السودان ، فعليهم اقناع ذواتهم بأن لامنجي لهم إلا الإقتناع بأن لا سلاح لهم يحاربون به إنقلاب الأشرار الذين تجمعوا مرة أخرى في حوش النصف صوفي والكيزاني كامل الدسم ، الطيب الجد ، يخططون ويدبرون لتشكيل حكومة وحدة وطنية لا يستثنى منها إلا المؤتمر الوطني يقولون ، وهم بجمعهم ذاك ما هم إلا ذات المؤتمر الوطني بمسمياته المختلفة ، ومشايعيهم وتابعيهم ، وما ملكت آيمانهم ، وما حولهم من موزاب القصر . ولن يوقفهم عند حدهم ويجعلهم ينكفئون على أعقابهم خاسرين يا حرية وتغيير ، إلا هؤلاء الأبطال الأشاوس ، فلا سلاح لكم غير هؤلاء الذين يقودون نضال الشارع ، فبأي منطق يستوي منطقكم هذا ، مع منطق الثوار ، غير أن يكون الإنتهازية الموغلة تمكناً طبعاً وتطبعاً داخلكم ، والضرب الخياني تحت الحزام ، بكل جرأة وقوة عين ، يجيدها الكيزان .
يكفي فقط النظر لآخر محاولاتكم ، لسرقة قيادة الثورة ، فما تقومون به هذه الأيام من تحركات ، وما ترددونه في الإعلام ، أنكم بصدد إعلان دستوري يفتح الباب للثورة لإنهاء الانقلاب . ومعه كمان إصراركم على دعوتكم المربكة على انهائه وليس اسقاطه ، وفرق الهاء بين الجملتين هاتين ، هي المفتاح للتسويات المريبة التي تنشدونها ، وأجتماعكم في مبنى نقابة المحامين ومن خلف ستار لجنة تسيير نقابتهم لكي تتبنى عنكم الإعلان عن وثيقتكم الغير دستورية ، تذكروننا بما مضى من الاعيب ومناورات سياسية ،فات زمانها ومات غنائها بعد هذه الثورة العظيمة ، فمكشوفة لعبتكم لتقولوا ، أن هذا الاعلان جاء من قِبل نقابة المحامين وليس من قِبلكم ، والكل يعرف أن هذه النقابة التسييرية هي بأغلبها أو بأكمل مكونها الأساسي هي اللجنة القانونية للحرية والتحرير ذات نفسها . جاء ذلك في بيان للمحامين الديمقراطيين أذيع مؤخراً .
فيا قوى الحرية والتغيير ويا قوى التغيير الجذري ، تواضعوا امام الثورة السودانية المنتصرة بالحتم والتأكيد ، ووقودها هؤلاء الشباب في الشوارع التي لاتخون ، وحتى لا تنسوا فهي سلاحكم الوحيد ترددون ، لانهاء او اسقاط الإنقلاب ، ولا سبيل لكم غيرها ، فتواضعوا واكررها ، ضعوا أيديكم في أيدي الثوار والثائرات البواسل ، وأنتم تعرفون ، بجانب انجازهم الميداني قد أنجزوا بوعي سياسي كامل الدسم معادلاً موضوعياً ، وترياقاً مضاداً لدسامة الإنقلابَّين/4 ابريل و 25 اكتوبر ، بقيادة وتوجيه الإسلامويين ،وهم من هم في مخابئهم ، وهم من هم في تركيتهم ( تركيا) وحتى هم من هم في كوبرهم .
فلا وقت للتلكؤ فتعالوا أسرعوا بل عجلوا ، وأتركوا خلفكم ما تقولون عنه وثائق دستورية وسياسية ، وستجدون أمامكم ما أنجزته تنسيقيات لجان المقاومة جاهزاً ، من وثائق تأسيس سلطة الشعب ، وقعوا عليها معهم ليس من سكات إنما بعد نقاش ، كوثائق موحدة لها حجيتها الثورية ، لتخرجوا بوحدة قوى الثورة الحقيقية دون تزييف .
وحينها أعلنوا وبالصوت الثوري العالي ، ولكل مَن في الداخل والخارج ، ، عن مجلسكم التشريعي بشرط ال 50 % لتنسيقيات لجان المقاومة ، وأن يَعلن المجلس التشريعي رئيس وزراء للحكومة القادمة وبدوره يختار وزراء حكومته بمشورة الجميع .
لا تستهينوا بأمر المتآمرين بما أعلنوه عن مؤتمر مائدتهم المستديرة بعد يومين أو ثلاثة ، فقطعاً سوف تُعلِن اللجنة الأمنية للنظام البائد وشركائهم الاسلامويين ، وهذه المرة بقيادة الكوز الكامل والنصف متصوف المدعو الطيب الجد ، حكومتهم المخطط لها ، وسيوافق عليها فور استلامها ربيب نعمتهم البرهان ، حسب الخطة المرسومة مسبقاً .
ولينتظر الجميع من المهتمين بالشأن السوداني ، من هم في الداخل ومن هم في الخارج ،أي الحكومتين هي المنتصرة ، حكومة الكيزان النصف صوفية أم حكومة الثورة بشرعيتها الثورية .
سابقوهم بإعلان حكومة الثورة ، وإذا ماطلتم أو تأخرتم ، أو فارقتم ، سيغرقكم الطوفان لوحدكم ، فشباب الثورة مواصلون في ثورتهم ومحاربة اي حكومة تُعلَن دون موافقتهم ، فالردة عندهم مستحيلة ، والثورة مستمرة شعارهم ومسارهم ، وأي نقطة دم تسيل هذه المرة ستكون معلقة على رقابكم ، ومسؤولون عنها إسوة بكيزان الحكومة المُعلَنة من جانبهم ، فهي مسؤوليتكم أمام الله وأمام الشعب وأمام الوطن ، فياحرية وتغيير ، استعدلوا مسيرتكم الثورية المعوجة ، وإلا تجاوزكم قطار التورة وتصبحون من الخاسرين ، اللهم قد بلغت اللهم فأشهد .
omeralhiwaig441@gmail.com
المجلس المركزي: رغم ورشة التقييم واعتذاركم لشعب السودان فأنتم لازلتم قابعين مع طموحاتكم غارقين فيها
المجلس المركزي: تواضعوا وضعوا يدكم مع قوى الثورة الحية وأتركوا قيادة الثورة لصانعيها يقودها مقاوميها
المجلس المركزي: لقد بدأتم وثيقتكم وأول آيتها كفر حين كانت عطيتكم للثورة ثلث مقاعدها واستأثرتم بباقيها .
المجلس المركزي: تواضعوا وأتركوا للثورة تحدد وحدة قواها وأنتم تابعيها تشدون من أزرها فأنتم لستم بسائقيها .
***
بداية أود أن أتحدث عن هذه الكبسولة التي تتصدر مقالاتي ، وهي عبارة عن رأي أسجله في يومياتي على حائطي بالفيسبوك في ما يَجِدُ من أحداث الحياة السياسية في السودان ، منذ انتفاضة سبتمبر 2013م وإن كانت كتابتها في ذلك الحين متباعدة نوعاً ما ، إلا أنه ومع بداية انطلاقة ثورة ديسمبر المجيدة ، واصلت كتابتها بشكل يومي ، بجانبها كتبت الومضة التي هي عبارة عن قصة قصيرة جداً ( لأني في الأصل كاتب قصة قصيرة منذ بدأت النشر في الصحف السودانية والعربية قبيل ثورة اكتوبر 1964م بقليل ولست كاتباً سياسياً محترفاً مداوماً إلا مؤخراً ولو أني تجرعت من كأس السياسة حتى الثمالة) بعد أن أعاد لنا هذا الجيل الراكب رأس شبابنا وحلمنا الثوري الدائم ، ثم جاءت معها كتابة المقال ، وتحولت في حينها كل تلك الكتابات لتصبح توثيق للثورة السودانية العملاقة ، وأنا الآن أعكف على ترتيبها وتجميعها لنشرها في كتاب بعنوان : (ومضات-كبسولات- مقالات)
ربما أرهقتكم بهذه المقدمة ، فقد كان ذلك فقط لأقول أن مقالي اليوم ، ولأول مرة ،معبراً عن هذه الكبسولة التي نشرتها قبل يومين فقط .
ولأدخل في الموضوع . هناك الإخوة الأعداء في رواية للكاتب الامريكي جيفري آتشر طالعها الكثيرين منكم لأن لها شهرتها في عالم الأدب الروائي ، وتدور أحداثها بين شخصين عاشا كل منهما في مكانين مختلفين ، حياة تختلف عن الآخر . أحدهما عاش الرفاه الراسمالي وفي فمه ملعقة من ذهب ، والآخر عاش حياة شظف العيش بكل تمامه ووجعه ، وإن ارتقى بجهده وعرقه إلى مصاف صاحب الملعقة الذهبية ، ودار بينهما صراع له مزاقه المتفرد، لامجال لتفصيله هنا ، جئت بها مستشهداً ، لأن فيها كثير شبه بهذين التحالفين ، وإن كنت أطلب منهما التحول إلى الإخوة الأصدقاء ولكن المتصارعين بشرف وبسلمية الثورة القرن-عالمية ، التى خاضاها معاً ، وليس الإخوة الأعداء كما هو حادث بينهما الآن ، ووجب عليهما المواصلة في هذا الصراع السلمي ، حتى اسقاط هذا الإنقلاب المشؤوم ، مكمن اتفاقهما وتوافقهما وليس خلافهما . ليتفرغا بعدها للتنافس الشريف والسلمي في انتخابات حرة نزيهة ، وتحت راية حكومة الثورة المدنية الديمقراطية ، ونحن في انتظار بزوغ نجم تحالف الوسط الذي سيوازن بين التحالفين وهما موعودان بانضمام المزيد من الكيانات التي أفرزتها نضالات قوى الثورة المتعددة ، وعلى الشعب أن يختار ، وفي ذلك متسع للصراع بين الأطراف دون الضرب تحت الحزام ، واللعب بالمناورات السياسية الذي أدمنه جيل نخبة الفشل وأصابونا في مقتل بما جلبوه على البلاد من خراب ودمار ، والذي أكملته الإنقاذ باللعب القذر الذي أسس له التنظيم الإسلاموي ، ولازالوا يمارسونه حتى الآن للعودة لحكم البلاد . هذه العودة التى يطلبونها ولكن ليس بالمهج والأرواح كما يفعل كل طالب حق ، لعودة دينهم المفقود الذي يدعونه ، فهم أجبن من ذلك ، إنما هي عودة تستبطن المجهول من منهوباتهم السابقة ، التي يريدون استعادتها كاملة غير منقوصة ، بزيادة المخبوء من المنهوب الذي لم تدري عنه لجنة إزالة التمكين في وقتها ، رغم جهدها المُقدر كما صرح سابقاً عضو اللجنة وجدي صالح ، أن ما استطاعوا استعادته من نهب الكيزان لأموال السودان وممتلكات شعبه لا يتعدى ال 10% من المنهوبات ، وهذا هو الذي جعلهم ، أن يكون هذا هدفهم ، منذ أن قرروا أن يعيقوا بل يوقفوا مسار الثورة في ١١ ابريل 2019م بفرية لجنتهم الأمنية وبما أسموه انحيازاً للشعب ، وما هو إلا انقلاباً كامل الدسم ، لا يفوقه دسامة في تفاصيل دمامته إلا أكذوبة تصحيح مسار الثورة ، في إنقلاب ٢٥ اكتوبر الإنتحاري المشؤوم ، وما بينهما من مؤامرات ، واجهتها حكومة الثورة وحاضنتها ، الحرية والتغيير ، باستكانة وتهاون لا محل لها من الإعراب ، وإن حاولت نقد تجربتها بعد فوات الأوان والإعتذار عنها ، فلا فائدة من التقييم والنقد والإعتذار ، إذا كانت النية مبيتة لتكرار ذات الأخطاء المقصودة بانتهازية مكشوف عنها حجاب حامليها ، وهذا ما أنوي مناقشته هنا .
فهذه التحالفات إذا سألوهم ما هو سلاحكم الذي تنوون به انهاء او اسقاط الإنقلاب ؟؟سيتدافعون للإجابة : سلاحنا الشارع وهؤلاء الشباب الذين يفدون البلاد بأرواحهم واجسادهم ، ستكون منهم هي الإجابة المطلوبة حقاً ، وإذا كان تحالف قوى التغيير الجذري ، لم يعلنها صراحة ، وفقط يرفع في برامجه ذات شعارات الشارع ، ولم أسمع أو أعرف عنه أنه ينازع ذات الشارع في قيادته للثورة ، فالأمر عنده متروك لأصحاب الثورة وفاعليها ، فقط هو ينتظر ما تسفر عنه الثورة ، ويدفع مع غيره من مكونتها الثورية لإنتصارها المؤكد، إلا ان تحالف قوى الحرية والتغيير ومجسلها المركزي لاتتماهى ولا تتوافق ، مع منطق قيادة الثورة ، وتنسيقيات لجان مقاومتها ، فهي ساعية حثيثاً لأرتكاب خطئها وخطيئتها الثانية ، وإن كانت هذه المرة ستكون الخطأ والخطيئة ، القاتلة لهم وللثورة والوطن نفسه ، فهي تمارس ذات أساليب السابقين في طلب السلطة والجاه ، بكل وسائل الإنتهازية بما فيها ، قذارة الضرب تحت الحزام ، فجل نشاطها السياسي وتكتيكاتها ، تصب في اتجاه الإستئثار بالثورة وبالسلطة ، فهي تعمل كل جهدها في فرض أمانيها ، والتي تعتبر حالة مرضية في السعي لإغتيال الثورة ، ووراثتها وهي حية ترزق بكل زخمها وشبابها ، وهي تجتهد لسرقة قيادة الثورة من الثوار ، الذين هم سلاحها التي تدعي الوصاية عليهم ، وهي ليس في جعبتها غير طلعتها البهية ، لممثلي مجلسها المركزي ، في الفضائيات العربية والعالمية ، وهذا الظهور المتكرر على الشاشات الزرقاء لا تحرر شعب ، من ورطته الوجودية التي فيها السودان ، فعليهم اقناع ذواتهم بأن لامنجي لهم إلا الإقتناع بأن لا سلاح لهم يحاربون به إنقلاب الأشرار الذين تجمعوا مرة أخرى في حوش النصف صوفي والكيزاني كامل الدسم ، الطيب الجد ، يخططون ويدبرون لتشكيل حكومة وحدة وطنية لا يستثنى منها إلا المؤتمر الوطني يقولون ، وهم بجمعهم ذاك ما هم إلا ذات المؤتمر الوطني بمسمياته المختلفة ، ومشايعيهم وتابعيهم ، وما ملكت آيمانهم ، وما حولهم من موزاب القصر . ولن يوقفهم عند حدهم ويجعلهم ينكفئون على أعقابهم خاسرين يا حرية وتغيير ، إلا هؤلاء الأبطال الأشاوس ، فلا سلاح لكم غير هؤلاء الذين يقودون نضال الشارع ، فبأي منطق يستوي منطقكم هذا ، مع منطق الثوار ، غير أن يكون الإنتهازية الموغلة تمكناً طبعاً وتطبعاً داخلكم ، والضرب الخياني تحت الحزام ، بكل جرأة وقوة عين ، يجيدها الكيزان .
يكفي فقط النظر لآخر محاولاتكم ، لسرقة قيادة الثورة ، فما تقومون به هذه الأيام من تحركات ، وما ترددونه في الإعلام ، أنكم بصدد إعلان دستوري يفتح الباب للثورة لإنهاء الانقلاب . ومعه كمان إصراركم على دعوتكم المربكة على انهائه وليس اسقاطه ، وفرق الهاء بين الجملتين هاتين ، هي المفتاح للتسويات المريبة التي تنشدونها ، وأجتماعكم في مبنى نقابة المحامين ومن خلف ستار لجنة تسيير نقابتهم لكي تتبنى عنكم الإعلان عن وثيقتكم الغير دستورية ، تذكروننا بما مضى من الاعيب ومناورات سياسية ،فات زمانها ومات غنائها بعد هذه الثورة العظيمة ، فمكشوفة لعبتكم لتقولوا ، أن هذا الاعلان جاء من قِبل نقابة المحامين وليس من قِبلكم ، والكل يعرف أن هذه النقابة التسييرية هي بأغلبها أو بأكمل مكونها الأساسي هي اللجنة القانونية للحرية والتحرير ذات نفسها . جاء ذلك في بيان للمحامين الديمقراطيين أذيع مؤخراً .
فيا قوى الحرية والتغيير ويا قوى التغيير الجذري ، تواضعوا امام الثورة السودانية المنتصرة بالحتم والتأكيد ، ووقودها هؤلاء الشباب في الشوارع التي لاتخون ، وحتى لا تنسوا فهي سلاحكم الوحيد ترددون ، لانهاء او اسقاط الإنقلاب ، ولا سبيل لكم غيرها ، فتواضعوا واكررها ، ضعوا أيديكم في أيدي الثوار والثائرات البواسل ، وأنتم تعرفون ، بجانب انجازهم الميداني قد أنجزوا بوعي سياسي كامل الدسم معادلاً موضوعياً ، وترياقاً مضاداً لدسامة الإنقلابَّين/4 ابريل و 25 اكتوبر ، بقيادة وتوجيه الإسلامويين ،وهم من هم في مخابئهم ، وهم من هم في تركيتهم ( تركيا) وحتى هم من هم في كوبرهم .
فلا وقت للتلكؤ فتعالوا أسرعوا بل عجلوا ، وأتركوا خلفكم ما تقولون عنه وثائق دستورية وسياسية ، وستجدون أمامكم ما أنجزته تنسيقيات لجان المقاومة جاهزاً ، من وثائق تأسيس سلطة الشعب ، وقعوا عليها معهم ليس من سكات إنما بعد نقاش ، كوثائق موحدة لها حجيتها الثورية ، لتخرجوا بوحدة قوى الثورة الحقيقية دون تزييف .
وحينها أعلنوا وبالصوت الثوري العالي ، ولكل مَن في الداخل والخارج ، ، عن مجلسكم التشريعي بشرط ال 50 % لتنسيقيات لجان المقاومة ، وأن يَعلن المجلس التشريعي رئيس وزراء للحكومة القادمة وبدوره يختار وزراء حكومته بمشورة الجميع .
لا تستهينوا بأمر المتآمرين بما أعلنوه عن مؤتمر مائدتهم المستديرة بعد يومين أو ثلاثة ، فقطعاً سوف تُعلِن اللجنة الأمنية للنظام البائد وشركائهم الاسلامويين ، وهذه المرة بقيادة الكوز الكامل والنصف متصوف المدعو الطيب الجد ، حكومتهم المخطط لها ، وسيوافق عليها فور استلامها ربيب نعمتهم البرهان ، حسب الخطة المرسومة مسبقاً .
ولينتظر الجميع من المهتمين بالشأن السوداني ، من هم في الداخل ومن هم في الخارج ،أي الحكومتين هي المنتصرة ، حكومة الكيزان النصف صوفية أم حكومة الثورة بشرعيتها الثورية .
سابقوهم بإعلان حكومة الثورة ، وإذا ماطلتم أو تأخرتم ، أو فارقتم ، سيغرقكم الطوفان لوحدكم ، فشباب الثورة مواصلون في ثورتهم ومحاربة اي حكومة تُعلَن دون موافقتهم ، فالردة عندهم مستحيلة ، والثورة مستمرة شعارهم ومسارهم ، وأي نقطة دم تسيل هذه المرة ستكون معلقة على رقابكم ، ومسؤولون عنها إسوة بكيزان الحكومة المُعلَنة من جانبهم ، فهي مسؤوليتكم أمام الله وأمام الشعب وأمام الوطن ، فياحرية وتغيير ، استعدلوا مسيرتكم الثورية المعوجة ، وإلا تجاوزكم قطار التورة وتصبحون من الخاسرين ، اللهم قد بلغت اللهم فأشهد .
omeralhiwaig441@gmail.com