قيادتان.. ما بينَ “تعثرت خُطانا” وبين استعراض القوه ” show of force”
اللواء شرطه م محمد عبد الله الصايغ
4 May, 2022
4 May, 2022
المصير المشترك لرئيس مجلس السياده ونائبهُ وبقية ضباط السياده لا يخفى على أحد. وقد بدأ الأمر منذ خيانة الحريه والتغيير للأُمّه السودانيه الخارجه من أثقال أعوام الإنقاذ الثلاثين وليس منذ إنقلاب أكتوبر. ونحنُ ، رغم ما يردده الكثيرون بعدم التخوين ، نقولُ ونُنادي بضرورة التخوين وعزل من يثبُت تورُّطهُ ومحاكمته بقدر الذلّ والهوان والقتل والإغتصاب الذي حدث لأن المجامله هنا لا يملكُها أحد لأن مَن باعوا القضيه مع العسكر ارتكبوا جريمة الخيانه العظمى وليس صحيحاً أبداً أننا نحتاج لجهد الجميع نسبةً " لِدِقّةِ " الوضع الراهن وخصوصيتهُ. من خان يجب محاسبتهُ وكذلك مَن اهمل ومن لم يحمل المسؤوليه بحقّها فمصائب الأوطان والشعوب ليست لعبه وما نحنُ فيه الآن قطعاً ليس له سببٌ إلّا هذه الخيانات وخدمة المصالح الشخصيه وعدم المسؤوليه والمحاصصات المخزيه.
السيد عبد الفتاح البرهان الذي هو السبب الرئيسي لأزمة الوطن والأُمّه الآن قال في خطاب العيد بأنّ صفوفنا تباعدت وخطانا تعثرت وأحلامنا تبعثرت . قبلها قال ان الدعم السريع يحرس اطراف الوطن فيما نستمتع نحن ، الشعب ، برمضان وإفطاراتِهِ والنوم. وبالمخالفه لأربعين مليون سوداني لا يرى السيد البرهان أنهُ هو مَن مَكّن الدعم السريع من العاصمه من أقصاها الى أقصاها وبِقِبَلِها الأربعه وأنّهُ لا وجود لهذه القوات خارجَها إلّا بما يضمن السيطره من اجل المصلحه الشخصيه على مناجم الذهب وما يستتبع ذلك من قتل وإباده للسكان الأصليين وليس تكرار غلطة التهجير. وبسبب السيد البرهان أطبَقَ الدعم السّريع على العاصمه بكل تفاصيلِها مُنهياً الخدمه الطويله الممتازه لقوّة دفاع السودان بكُلّ زَخَمِها وتأريخها مادّيّاً ومعنويّاً وأخلاقياً. إحتمى السيد البرهان من شَعبِهِ بالدعم السريع واحتمى من مخاوفِهِ الأخرى بالدعم السريع وكلاهما وجدَ ضالّتَهُ في الآخَر وتَمَسّكا كلاهُما بالسُلطه التي يعرفان جيداً أنّهُما إن فقداها فإنّ هُنالك " السكاكين التي تُسَن ".
نائبُهُ " الأوّل " لم يتحدّث في العيد ولكنّهُ فَضّلَ أن يتحدّثَ بلُغةٍ أخرى وهي التي رُبّما توصِل الرساله بصورةٍ أكثرَ فاعليه وتكونُ مفهومَةً لكل قطاعات الشعب بمختلف ثقافاتهم وهي طريقة إستعراض القوّه كما حدثَ في صلاةِ العيد. لم يعُد هنالك ما يُعرَف بمنطقة ام درمان العسكريه ولا قاعدة وادي سيدنا ولا المرخيّات ولا كرري ولا المظلات ولا القياده العامه. أُلحِقَ العديد من الضباط والصف والجنود من الجيش او عُيّنوا في الدعم السريع. هؤلاء والآخرون الذين ما زالوا في الخدمه وفي صمتِهِم يعمهون لم تستثيرُ حفيظَتَهُم المُعامَله المُخِلّه التي وجدها بعض ضباطهم وصف وجنودِهِم من الدعم السريع من ربطٍ بالحبال وضربٍ شائنٍ ورفت من القوه وتشكيل مجالس تحقيق ومحاكمات وقِلّة قيمه. لم يستثير نخوتِهِم ما يحدث للوطن ولا لأبنائه وبناته من قتلٍ واغتصابٍ فسجلوا موقفاً هو لل ( ) أقرَب. لم يُثِر إنتباههُم ما قام به بعض زملاؤهُم أمامَ القياده العامّه من مواقفٍ وطنيه صلبه تتجلى فيها الرجوله والشهامه ومعرفة الواجب في حماية العرض والنفس والوطن فذهبوا غير مأسوفٍ عليهِم مع السيد البرهان الذي هو فَخورٌ ببيعِهِ الذي بايَع.
اجيال العسكريين والشرطيين الآن لم تزل على قياداتها الدُفَع التي تخرّجت قبل ١٩٨٩. هذه الدُفَع وجدت نصيبها من التدريب كمن سبقوها وعاصرت قياداتها الحاليه الضباط والقيادات التي لم تُلَوّثُها الإنقاذ. ويبقى السؤال ما الذي يجعل هذه القيادات تبتعد عن همّ الوطن وإنسانِهِ وترتمي في أحضان أعدائه ولا همّ لها إلّا مصالحها الشخصيه وكم دخل الى جيوبِها؟
في مارس ٢٠١٩ تقدّمنا بورقه أمنيه في إطار البرنامج الإسعافي للفتره الإنتقاليه جاء فيها :
حل جهاز الأمن ومحاكمة من ارتكبوا جرماً من افراده.
حل الشرطه الشعبيه والدفاع الشعبي والامن الشعبي والطلابي والمليشيات الخاصه واستلام اسلحتها.
إعادة مفصولي الجيش والشرطه وتكوين قيادات للجيش والشرطه منهم وإعادة هيكلة الجهازين.
إخراج قوات الدعم السريع خارج المدن والعمل على تسريحها ومحاكمة من يستحقون وإعادة دمجها.
لم يحدث أن تم تنفيذ أيٍّ من أعلاه. عملت قحت ورئيس الوزراء وبطانة رئيس الوزراء على إبعادنا نحنُ ولم يُخفِ الجميع ضيقَهُم بنا وتبرُّمِهِم من عنادِنا. نشهدُ الآن انهيار الجيش وانهيار الشرطه وتماسُك جهاز ألأمن وأجهزة الأمن الشعبيه وقوات المليشيات التي أصبحت دوله داخل الدوله وعلى رأس كل ذلك الدعم السريع. سوف لن يتوقف الخلل الأمني وسوف يتم إبتلاع ما تبقى من الجيش وال ( شرطه ) في بطون المليشيات وفق مخطط كبير يُساعدُ فيه الكثير من الخونه. ما نحنُ فيه من مِحنَه ليس له اي سبب سوى ما قام به مدنيونا خلال الاداء البائس المرتجِف لهم في فترة الإنتقال وخلاف ذلك يقوم الجميع بدفن رؤوسَهُم في الرمال. مَن يتنادون بتجميع الصفوف لأن الوضع صعب والعدو قاهر دائمآ ينسون ان التغيير لا يقومُ به إلّا الأنقياء الأقوياء وأنّ مَن جرّب المُجرّب حاقت به الندامه.
melsayigh@gmail.com
السيد عبد الفتاح البرهان الذي هو السبب الرئيسي لأزمة الوطن والأُمّه الآن قال في خطاب العيد بأنّ صفوفنا تباعدت وخطانا تعثرت وأحلامنا تبعثرت . قبلها قال ان الدعم السريع يحرس اطراف الوطن فيما نستمتع نحن ، الشعب ، برمضان وإفطاراتِهِ والنوم. وبالمخالفه لأربعين مليون سوداني لا يرى السيد البرهان أنهُ هو مَن مَكّن الدعم السريع من العاصمه من أقصاها الى أقصاها وبِقِبَلِها الأربعه وأنّهُ لا وجود لهذه القوات خارجَها إلّا بما يضمن السيطره من اجل المصلحه الشخصيه على مناجم الذهب وما يستتبع ذلك من قتل وإباده للسكان الأصليين وليس تكرار غلطة التهجير. وبسبب السيد البرهان أطبَقَ الدعم السّريع على العاصمه بكل تفاصيلِها مُنهياً الخدمه الطويله الممتازه لقوّة دفاع السودان بكُلّ زَخَمِها وتأريخها مادّيّاً ومعنويّاً وأخلاقياً. إحتمى السيد البرهان من شَعبِهِ بالدعم السريع واحتمى من مخاوفِهِ الأخرى بالدعم السريع وكلاهما وجدَ ضالّتَهُ في الآخَر وتَمَسّكا كلاهُما بالسُلطه التي يعرفان جيداً أنّهُما إن فقداها فإنّ هُنالك " السكاكين التي تُسَن ".
نائبُهُ " الأوّل " لم يتحدّث في العيد ولكنّهُ فَضّلَ أن يتحدّثَ بلُغةٍ أخرى وهي التي رُبّما توصِل الرساله بصورةٍ أكثرَ فاعليه وتكونُ مفهومَةً لكل قطاعات الشعب بمختلف ثقافاتهم وهي طريقة إستعراض القوّه كما حدثَ في صلاةِ العيد. لم يعُد هنالك ما يُعرَف بمنطقة ام درمان العسكريه ولا قاعدة وادي سيدنا ولا المرخيّات ولا كرري ولا المظلات ولا القياده العامه. أُلحِقَ العديد من الضباط والصف والجنود من الجيش او عُيّنوا في الدعم السريع. هؤلاء والآخرون الذين ما زالوا في الخدمه وفي صمتِهِم يعمهون لم تستثيرُ حفيظَتَهُم المُعامَله المُخِلّه التي وجدها بعض ضباطهم وصف وجنودِهِم من الدعم السريع من ربطٍ بالحبال وضربٍ شائنٍ ورفت من القوه وتشكيل مجالس تحقيق ومحاكمات وقِلّة قيمه. لم يستثير نخوتِهِم ما يحدث للوطن ولا لأبنائه وبناته من قتلٍ واغتصابٍ فسجلوا موقفاً هو لل ( ) أقرَب. لم يُثِر إنتباههُم ما قام به بعض زملاؤهُم أمامَ القياده العامّه من مواقفٍ وطنيه صلبه تتجلى فيها الرجوله والشهامه ومعرفة الواجب في حماية العرض والنفس والوطن فذهبوا غير مأسوفٍ عليهِم مع السيد البرهان الذي هو فَخورٌ ببيعِهِ الذي بايَع.
اجيال العسكريين والشرطيين الآن لم تزل على قياداتها الدُفَع التي تخرّجت قبل ١٩٨٩. هذه الدُفَع وجدت نصيبها من التدريب كمن سبقوها وعاصرت قياداتها الحاليه الضباط والقيادات التي لم تُلَوّثُها الإنقاذ. ويبقى السؤال ما الذي يجعل هذه القيادات تبتعد عن همّ الوطن وإنسانِهِ وترتمي في أحضان أعدائه ولا همّ لها إلّا مصالحها الشخصيه وكم دخل الى جيوبِها؟
في مارس ٢٠١٩ تقدّمنا بورقه أمنيه في إطار البرنامج الإسعافي للفتره الإنتقاليه جاء فيها :
حل جهاز الأمن ومحاكمة من ارتكبوا جرماً من افراده.
حل الشرطه الشعبيه والدفاع الشعبي والامن الشعبي والطلابي والمليشيات الخاصه واستلام اسلحتها.
إعادة مفصولي الجيش والشرطه وتكوين قيادات للجيش والشرطه منهم وإعادة هيكلة الجهازين.
إخراج قوات الدعم السريع خارج المدن والعمل على تسريحها ومحاكمة من يستحقون وإعادة دمجها.
لم يحدث أن تم تنفيذ أيٍّ من أعلاه. عملت قحت ورئيس الوزراء وبطانة رئيس الوزراء على إبعادنا نحنُ ولم يُخفِ الجميع ضيقَهُم بنا وتبرُّمِهِم من عنادِنا. نشهدُ الآن انهيار الجيش وانهيار الشرطه وتماسُك جهاز ألأمن وأجهزة الأمن الشعبيه وقوات المليشيات التي أصبحت دوله داخل الدوله وعلى رأس كل ذلك الدعم السريع. سوف لن يتوقف الخلل الأمني وسوف يتم إبتلاع ما تبقى من الجيش وال ( شرطه ) في بطون المليشيات وفق مخطط كبير يُساعدُ فيه الكثير من الخونه. ما نحنُ فيه من مِحنَه ليس له اي سبب سوى ما قام به مدنيونا خلال الاداء البائس المرتجِف لهم في فترة الإنتقال وخلاف ذلك يقوم الجميع بدفن رؤوسَهُم في الرمال. مَن يتنادون بتجميع الصفوف لأن الوضع صعب والعدو قاهر دائمآ ينسون ان التغيير لا يقومُ به إلّا الأنقياء الأقوياء وأنّ مَن جرّب المُجرّب حاقت به الندامه.
melsayigh@gmail.com