قيامةُ الغريب
أبوذر بابكر
5 May, 2024
5 May, 2024
أبوذر بابكر
abuzar_mohd5@hotmail.com
قيامةُ الغريب
شعر
إهداء:
إلى الوطن
دواخل الغرباء
إلى الغرباء
خارج الوطن
=================
سِفر الغياب:
بمثل ما للريحِ من جسارةٍ
بمثل ما للجهاتِ من يقينْ
خذ ما تبقى
من ركامِ العمرِ
خذه بقوة
ثم غادر جِلدَك اللعينْ
فالآن فيكَ
تنتصبُ المآتمُ
في أقاليمِ الدمِ الحزينْ
في كلِ ناحيةٍ
تجلس بوصلةٌ يتيمة
لا تشير سوى إليكَ
كنايةً
عما كتبته الريح
تذكارا للأسى
على جدرانِ الجهات السقيمة
بمثل ما للريحِ من جسارةٍ
بمثل ما للجهاتِ من يقينْ
خذ ما تبقى
من جسدِ اللعناتِ
رملاً من تفاصيلِ الهزيمة
رماداً من مجامرِ السنينْ
أو
إِقْنع بما تساقط حولك
من ريشِ الخسارة
فهو
بعض نشيدٍ
يستبيح دمَ العبارة
هو لفحٌ من لؤمِ الجهاتِ
يشارك الغريبَ
ظلَه النحيل
يشاطر الفرحَ
متاعَه القليل
ينادم النهرَ
خمرَ موجِه النبيل
هو
ما قالته الليلاتُ
سراً
عن فجيعة الأرضِ
عن قبورٍ تبيع نهارَها
جهراً
لشهوةِ الترابِ
عن معنىً
يقتحم لهاةَ التأويل ْ
عن موتٍ
لا يحتمل التأجيلْ
إِقنَع بما ينِزُّ
من شقوق الصبرِ المصلوبِ
على حوائطِ الرحيلْ
وسافر
ففي الأسفارِ خمسُ .....
تطفح من تجاويفِ الجسارة
سِفر الأفولِ:
في صباحِ لا وجهَ له
حطت الريحُ
على سفحِ الجرحِ
إختبأ الضوءُ عميقاً
تحت لهاثِ الأقدامِ
وأغنياتُ
خلعت حناءَ لحنها القديمِ
جاءت ترسم
فوق ألواح الهواءِ
صورَ الأيامِ
قلقَ الفصولِ
رائحةَ الأحلامِ
مواقيتَ الأفولِ
الريحُ الآنَ
تبْذرُ طعمَ الحرفِ اليابسِ
في لحمِ اللغةِ العمياء
والجهاتُ
لبست كيدَها العظيمِ
وأفلتت تنادي
خذ من جيبِ المسافةِ
ما تبقى من نزيفْ
ما قد يسدُ
رمقَ الصحوِ النائمِ
في أغوارِ الماء
في ظنِ أفئدةِ الخريفْ
ما قد يمهلُ
شبقَ نعاسِكَ فيك
يضرب للعينينِ
مواعيداً
لعناقِ الحلمِ
لأحجيةً عذراء الطعمِ
وسادةَ من شفقِ الشوقِ
أغنيةً للسماء
لأعراسِ الغيمِ
فالليلُ قد علمَ الغريبَ
جميعَ الأسماء
قال للأحزان أسجدي
أمامَ شوقه المكين
فسجدوا جميعاً
إلا الغيابَ
سيدَ الشقاء
إلا ذلك اللعين
في نهارِ لا إسم له
لم تضع الريحُ نبوءتَها
في رئةِ العشبِ
لم يرقص ظلٌ
يضمرُ رجسَ الجسدِ
يرسمُ جسدَ الرجسِ
إنزلقَ صدى النمساتِ
خجولاً
يسيلُ على شرفاتِ النفسِ
كحباتٍ من عرقٍ يحبو
فوق خدودِ الشمسِ
سِفر الخسارة:
في نهار لا إسم له
علقت الأشجارُ نومَها
على كتفِ الصيفِ
قالت
لا عليكَ
كلُ الحقولِ اليومَ نيام
والسنابل
أرخت أستارَ لونِها
تقايض اخضرارَ حلمِها
بنهارٍ أوغلَ فى بياضه
ليفيض خواءاً
فوق رغبات الأديمِ
ملحاً ماكراً
يزيد من صلفِ الغيابِ
يطمسُ همسات النسيمِ
بحشرجات الريحِ
بقهقهة السرابِ
سِفر الظمأ:
في نهار لا إسم له
شرب الظلُ
نخبَ قيلولةِ الجراحِ
على أرائكٍ من عُشبٍ
مخضر النوايا
عبّ الظلُ شربتَه
من صهيلِ الصمتِ
من خرسِ الصياحِ
وارتوت شرايين النهار
من ريق الخطايا
لبس الظلُ صبوته
وخرجَ ينادي
ويلٌ يومئذً للغرباء
يلصق عرقَ الصوتِ
على فجيعةِ الدروبِ
ودهشةِ الزوايا
ويلٌ يومئذً للغائبين
ويلٌ يومئذً للعاشقين
سِفر الدخول:
وإلى قيامةٍ
تربض في صحراء القلبِ
دخلنا عابرين
أنا وخيلُ الصلصالِ
أنا وليلُ الخيالِ
أنا وبيداءُ المحالِ
السيفُ
ومضٌ من أشواقِ الطينِ
الرمحُ
غصنٌ من شجرِ اليقينِ
أما القرطاسُ
فمن جلدِ الصبرِ
وكان القلمُ
من حطبِ الغيابِ
من دمِ السنينِ
(في ذلك النهار، أعلن أبو الطيب إعتزالَ الموت)
سِفر النزيف:
من حجرٍ تسكنه الحمى
ينبعُ دمعٌ
من احشاءِ العتمة
الوقتُ الآن غريقٌ
بين صراخِ الحلمِ
وملحِ الصمتِ الرابضِ
في حنجرةِ الظلمة
الماءُ الآن حريقٌ
وسط الصرخةِ والأصداءِ
خذ من نافذةِ الشوقِ
طعمَ الضوءِ الأول
مجداً للجرحِ وترياقاً
لشقاءِ الوعدِ
خذ من نافذةِ الشوقِ
لهباً يوقد رحمَ الشمسِ
يحرك نطفات الرعدِ
أناشيداً
من فرائض العذابِ
تباريحاً
من سننِ الشقاءِ
لتقتنص الجهاتٌ
فرائسَ الإيابِ
تمتصُ ضحكةَ الخريفْ
دفءَ حكايات الشتاءِ
خذ ما تبقى من نزيفْ
لتقايض الحراسَ
بما تبقى فيكَ من فضةِ الكلامْ
لتقابل الآتينَ
حين تُفضُ أحجبةً الزحامْ
سِفر الطريق:
الريحُ الآن
تنادينى
الليلُ صخرٌ
من زبدِ الصبرِ
غطى مداخلَ الصباحِ
فكيف إذن
يغادر الغريبُ قبرَه البعيدَ
نبياً
يوقظ موتَ النهرِ
يطفئ موقدَ الجراحِ
وفي أولِ الخريفِ
بدأت
أستدرِجُ الضياء َ
إلى دمي
لتبصرنى الجهاتُ
تؤازرنى
في غيبةِ النهرِ
الغيماتُ
وبصبرٍ محشوٍ بالصخرِ
أيقظتُ حصيرَ الوحشةِ
قلت
يا
أرقَ الويلِ
تفرقْ
يا شوقَ الليلِ
ترفقْ
يا ايها المبحرُ
صوبَ سهوبِ الفجرِ
إنهض من كومةِ موتِك
هيا
الضوءُ الآن طريقٌ
نحو سماء النهرِ
الضوءٌ الآن
براقٌ أزرقْ
abuzar_mohd5@hotmail.com
قيامةُ الغريب
شعر
إهداء:
إلى الوطن
دواخل الغرباء
إلى الغرباء
خارج الوطن
=================
سِفر الغياب:
بمثل ما للريحِ من جسارةٍ
بمثل ما للجهاتِ من يقينْ
خذ ما تبقى
من ركامِ العمرِ
خذه بقوة
ثم غادر جِلدَك اللعينْ
فالآن فيكَ
تنتصبُ المآتمُ
في أقاليمِ الدمِ الحزينْ
في كلِ ناحيةٍ
تجلس بوصلةٌ يتيمة
لا تشير سوى إليكَ
كنايةً
عما كتبته الريح
تذكارا للأسى
على جدرانِ الجهات السقيمة
بمثل ما للريحِ من جسارةٍ
بمثل ما للجهاتِ من يقينْ
خذ ما تبقى
من جسدِ اللعناتِ
رملاً من تفاصيلِ الهزيمة
رماداً من مجامرِ السنينْ
أو
إِقْنع بما تساقط حولك
من ريشِ الخسارة
فهو
بعض نشيدٍ
يستبيح دمَ العبارة
هو لفحٌ من لؤمِ الجهاتِ
يشارك الغريبَ
ظلَه النحيل
يشاطر الفرحَ
متاعَه القليل
ينادم النهرَ
خمرَ موجِه النبيل
هو
ما قالته الليلاتُ
سراً
عن فجيعة الأرضِ
عن قبورٍ تبيع نهارَها
جهراً
لشهوةِ الترابِ
عن معنىً
يقتحم لهاةَ التأويل ْ
عن موتٍ
لا يحتمل التأجيلْ
إِقنَع بما ينِزُّ
من شقوق الصبرِ المصلوبِ
على حوائطِ الرحيلْ
وسافر
ففي الأسفارِ خمسُ .....
تطفح من تجاويفِ الجسارة
سِفر الأفولِ:
في صباحِ لا وجهَ له
حطت الريحُ
على سفحِ الجرحِ
إختبأ الضوءُ عميقاً
تحت لهاثِ الأقدامِ
وأغنياتُ
خلعت حناءَ لحنها القديمِ
جاءت ترسم
فوق ألواح الهواءِ
صورَ الأيامِ
قلقَ الفصولِ
رائحةَ الأحلامِ
مواقيتَ الأفولِ
الريحُ الآنَ
تبْذرُ طعمَ الحرفِ اليابسِ
في لحمِ اللغةِ العمياء
والجهاتُ
لبست كيدَها العظيمِ
وأفلتت تنادي
خذ من جيبِ المسافةِ
ما تبقى من نزيفْ
ما قد يسدُ
رمقَ الصحوِ النائمِ
في أغوارِ الماء
في ظنِ أفئدةِ الخريفْ
ما قد يمهلُ
شبقَ نعاسِكَ فيك
يضرب للعينينِ
مواعيداً
لعناقِ الحلمِ
لأحجيةً عذراء الطعمِ
وسادةَ من شفقِ الشوقِ
أغنيةً للسماء
لأعراسِ الغيمِ
فالليلُ قد علمَ الغريبَ
جميعَ الأسماء
قال للأحزان أسجدي
أمامَ شوقه المكين
فسجدوا جميعاً
إلا الغيابَ
سيدَ الشقاء
إلا ذلك اللعين
في نهارِ لا إسم له
لم تضع الريحُ نبوءتَها
في رئةِ العشبِ
لم يرقص ظلٌ
يضمرُ رجسَ الجسدِ
يرسمُ جسدَ الرجسِ
إنزلقَ صدى النمساتِ
خجولاً
يسيلُ على شرفاتِ النفسِ
كحباتٍ من عرقٍ يحبو
فوق خدودِ الشمسِ
سِفر الخسارة:
في نهار لا إسم له
علقت الأشجارُ نومَها
على كتفِ الصيفِ
قالت
لا عليكَ
كلُ الحقولِ اليومَ نيام
والسنابل
أرخت أستارَ لونِها
تقايض اخضرارَ حلمِها
بنهارٍ أوغلَ فى بياضه
ليفيض خواءاً
فوق رغبات الأديمِ
ملحاً ماكراً
يزيد من صلفِ الغيابِ
يطمسُ همسات النسيمِ
بحشرجات الريحِ
بقهقهة السرابِ
سِفر الظمأ:
في نهار لا إسم له
شرب الظلُ
نخبَ قيلولةِ الجراحِ
على أرائكٍ من عُشبٍ
مخضر النوايا
عبّ الظلُ شربتَه
من صهيلِ الصمتِ
من خرسِ الصياحِ
وارتوت شرايين النهار
من ريق الخطايا
لبس الظلُ صبوته
وخرجَ ينادي
ويلٌ يومئذً للغرباء
يلصق عرقَ الصوتِ
على فجيعةِ الدروبِ
ودهشةِ الزوايا
ويلٌ يومئذً للغائبين
ويلٌ يومئذً للعاشقين
سِفر الدخول:
وإلى قيامةٍ
تربض في صحراء القلبِ
دخلنا عابرين
أنا وخيلُ الصلصالِ
أنا وليلُ الخيالِ
أنا وبيداءُ المحالِ
السيفُ
ومضٌ من أشواقِ الطينِ
الرمحُ
غصنٌ من شجرِ اليقينِ
أما القرطاسُ
فمن جلدِ الصبرِ
وكان القلمُ
من حطبِ الغيابِ
من دمِ السنينِ
(في ذلك النهار، أعلن أبو الطيب إعتزالَ الموت)
سِفر النزيف:
من حجرٍ تسكنه الحمى
ينبعُ دمعٌ
من احشاءِ العتمة
الوقتُ الآن غريقٌ
بين صراخِ الحلمِ
وملحِ الصمتِ الرابضِ
في حنجرةِ الظلمة
الماءُ الآن حريقٌ
وسط الصرخةِ والأصداءِ
خذ من نافذةِ الشوقِ
طعمَ الضوءِ الأول
مجداً للجرحِ وترياقاً
لشقاءِ الوعدِ
خذ من نافذةِ الشوقِ
لهباً يوقد رحمَ الشمسِ
يحرك نطفات الرعدِ
أناشيداً
من فرائض العذابِ
تباريحاً
من سننِ الشقاءِ
لتقتنص الجهاتٌ
فرائسَ الإيابِ
تمتصُ ضحكةَ الخريفْ
دفءَ حكايات الشتاءِ
خذ ما تبقى من نزيفْ
لتقايض الحراسَ
بما تبقى فيكَ من فضةِ الكلامْ
لتقابل الآتينَ
حين تُفضُ أحجبةً الزحامْ
سِفر الطريق:
الريحُ الآن
تنادينى
الليلُ صخرٌ
من زبدِ الصبرِ
غطى مداخلَ الصباحِ
فكيف إذن
يغادر الغريبُ قبرَه البعيدَ
نبياً
يوقظ موتَ النهرِ
يطفئ موقدَ الجراحِ
وفي أولِ الخريفِ
بدأت
أستدرِجُ الضياء َ
إلى دمي
لتبصرنى الجهاتُ
تؤازرنى
في غيبةِ النهرِ
الغيماتُ
وبصبرٍ محشوٍ بالصخرِ
أيقظتُ حصيرَ الوحشةِ
قلت
يا
أرقَ الويلِ
تفرقْ
يا شوقَ الليلِ
ترفقْ
يا ايها المبحرُ
صوبَ سهوبِ الفجرِ
إنهض من كومةِ موتِك
هيا
الضوءُ الآن طريقٌ
نحو سماء النهرِ
الضوءٌ الآن
براقٌ أزرقْ