كابتنية هيثم … فريق له تقاليد
حسن فاروق
3 July, 2013
3 July, 2013
اصل الحكاية
كتبت في هذه المساحة بتاريخ 13 يونيو 2013 أكثر من حلقة تحت عنوان ( كابتنية هيثم .. فريق بلا تقاليد) ، أوردت في الحلقة الثانية الفقرات التي جاء فيها مايلي : ( ختمت عمود الأمس بسؤال عن معايير المطالبة بتقلد قائد فريق الهلال السابق ولاعب فريق المريخ الحالي هيثم مصطفي شارة القيادة بعد الإعتزال (الإجباري) لقائد الفريق فيصل العجب ، وهل ستستند علي تقليد الاقدمية المتبع في نادي المريخ ؟ أم سيترك الأمر للمدرب لإختيار اللاعب الذي يراه مناسبا لإرتداء الشارة كما هو متبع في بعض الاندية خاصة في أوروبا ؟ فلم أجدها تنطبق علي المعيارين المتبعين في هذا الشأن
وإن كان السؤال الأهم في تقديري هل للمريخ تقاليد أصلا ليغيرها؟ أم أنه ناد بلاتقاليد؟ الإجابة أن المريخ كان قبل العشر سنوات الأخيرة ، نادي عظيم صاحب إرث وتقاليد ومفاهيم وقيم ومباديء ، وله أدب معروف ، ولكن حدثت مؤخرا تغييرات جذرية في تركيبته إنعكست علي التقاليد والأدب والمباديء والقيم والمفاهيم ، فصار كل شيء ممكنا ومتوقعا ، بمعني أن التقاليد الراسخة كما ذكرت أمس في حالة النادي الأهلي المصري لم تعد ذات قيمة مع الوضع الحالي في المريخ ، وبالتالي لم أستغرب عند قراءتي لتصريحات من بعض النجوم السابقين في فرقة المريخ عايشوا هذا التقليد ودعموه بل إن بعضهم إستفاد منه في إرتداء شارة القيادة وهم يطالبون بمنح الشارة لهيثم مصطفي ، دون مراعاة لأدبيات النادي في هذا الجانب وكانهم يتحدثون عن ناد بلاتاريخ وهم مع الأسف جزء من هذا التاريخ) إنتهي .
لا أود القول أن ماتناولته في هذه الحلقات أعاد التوازن والتفكير داخل النادي العظيم ، لأن الرؤية ظلت مطروحة بكل أسف ، وهناك من يدافع عن مسح هذا الارث أو التقليد المتبع منذ سنوات طويلة ، ولكنه لفت الإنتباه لدي كثيرين أن تاريخ المريخ لم يبدأ قبل عشر سنوات ، بل له أدبياته وثقافته وتقاليده الراسخة التي جعلته من الأندية الكبيرة ليس علي مستوي السودان فقط ، ولكن علي مستوي القارة الأفريقية .
الفرق الكبيرة وحتي الصغيرة إن جازت التسمية لاتخضع تقاليدها ومبادئها وأدبياتها وثقافتها ، للأهواء والأمزجة الشخصية ، ولاتسمح لأي كان جمهور أوأعلام أو أقطاب وحتي قدامي اللاعبين تجاوز أحجامهم الطبيعية ، ولو بإقتراح في مثل هذه الأمور المفصلية في تقديري لأنها تحافظ علي شخصية النادي والفريق وتعطيه الهيبة المطلوبة في الاندية والفرق الكبيرة.
وأري أن ذكاء اللاعب الرائع هيثم مصطفي حسم الجدل الدائر حول هذا الطرح الغريب ، ويبدو أنه قرأ بعمق حجم الشرخ الذي يمكن أن يتسبب فيه في حال قبل ( الكابتنية) ، فرفضها حسب الاخبار التي رشحت أمس وأول أمس والتي تناولت الاجتماع الذي تم بهذا الخصوص مع مسؤولين في القطاع الرياضي ودائرة الكرة بحضور عدد من اللاعبين .
فهيثم تربي في الهلال علي تقاليده الراسخة ، ووصل إلي قيادة الفريق ( بالأقدمية) ، وأكثر المتفائلين وقتها لم يضع له نسبة 1% للنجاح كقائد للفريق ، من واقع شخصيته المثيرة للمشاكل قبل الشارة ، ولكنه عندما وضع في الإختبار أثبت أنه يملك كل المواصفات المطلوب توفرها في القائد ، ومنحته تقاليد ناديه (الهلال) الفرصة كاملة لتحمل مسؤولية الشارة، وقبله كان حمد كمال وسبقه الثعلب وطارق أحمد آدم جميعهم نالوا هذا الشرف وكانوا بقدر المسؤولية ، واليوم عمر بخيت يسير علي ذات الطريق ، وقدم نفسه من البداية قائدا حقيقيا يملك كل مواصفات القيادة المطلوبة .
أزمة المريخ في تداخل الفواصل ، فالجميع (صاحب قرار) ، والجميع ( أوصياء) علي النادي والفريق وأكثر دراية بمصلحته من الآخرين ، يتحدثون بلسانه يقررون بالنيابة عن صاحب القرار ، لذا يظهر في هذه الفترة نادي بلا ملامح .
أتمني أن يعيد (تقليد) الأقدمية في الكابتنية للنادي والفريق شيء من الهيبة المفقودة .
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]