كان السودان سلة غذاء العالم واليوم صار سلة مبادرات (اليسوي والمايسواش)

 


 

 

القصر الجمهوري مقر الحكم وبالتالي فهو مقر سيادي له حرمته واحترامه جنبا الي جنب المجلس النيابي والمحكمة العليا وهذه الاجسام الحساسة لا تحتمل من شاغليها إلا أن يكونوا منتخبين بواسطة الشعب بكل شفافية وحرية وعدالة !!..
لقد راي العالم كله بأم عينيه كيف أن هذا الاهوج ترمب قد حرض أنصاره من الرعاع ليقتحموا مبني الكونجرس رمز الديمقراطية ربما تكون هي الحادثة الأولي من هذا النوع القبيح تحصل في أم الديمقراطيات امريكا واليوم مرت سنتان وثلاثة أيام علي هذا الاقتحام البشع الذي وقع في يناير ٢٠٢١
وكان لا بد أن تعاد ذكراه غير الطيبة حتي يتعظ العالم ولا يلجأ لمثل هذه الصغائر والمنغصات !!..
وتكرر حادث الكونجرس وبالكربون في البرازيل واقتحم أنصار الرئيس اليميني السابق الثالوث رمز الديمقراطية مبني البرلمان وقصر الحكم والمحكمة العليا والذي حدث هو انعكاس لتأثير ترمب المجنون علي رئيس البرازيل المهزوم في انتخابات حرة نزيهة وشفافة وبفارق ضئيل وكان يمكن أن يتحلى بالروح الرياضية ويقبل النتيجة ويهنيء الفائز ويلزم مقاعد المعارضة ويستعد للانتخابات الرئاسية القادمة ولكن كما تعرفون فإن الديكتاتورية تريد أن تجلس علي الكرسي في كافة الأحوال الجوية ولا تحب المنافسين والناجحين!!..
نعود لارضنا الطيبة والقصر الجمهوري الذي احتله أناس لا يعرفهم الشعب ولم يدخلوا هذا الصرح بمباركتهم ورغم ذلك فإنهم قد جعلوا من القصر ثكنة عسكرية واحاطوه بالاسوار مثل القيادة العامة ومنعوا الشعب من الوصول إليه والاستماع لصيحاته السلمية التي تريد القصاص من القتلة وتفكيك انقلاب ٢٥ اكتوبر وتفكيك الإنقاذ والمطالبة بالحرية والسلام والعدالة في ظل الثورة التي هي خيار الشعب !!..
كيف يكون هنالك حكم في أرضنا الطيبة والمجلس النيابي مغيب مع سبق الإصرار والترصد والمحكمة الدستورية لم تري النور وهي ايضا مغيبة عن قصد وبذا تكون اركان الحكم ليس لها وجود والزمام كله في يد الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة وبعض المسيسين من الصوفية ومن الإدارة الأهلية ومن أحزاب الفكة!!..
عاد الفلول وقضية فض الاعتصام مازالت داخل القمقم ورئيس اللجنة المكلفة بالتحقيق يتحدث عن أي شيء ما عدا ما كلف به وهذه القضية التي لا يشك أحد في أنها من هندسة القاهرة بدأت ملامحها تضيع ولو كان المجرمون الذين نفذوها يراهنون علي الزمن والذاكرة القابلة للنسيان فقد خاب فالهم لأن هذه الفعلة الشنيعة بالذات قد طعنت قلوب السودانيين في سويداء القلب ولن تنمحي أو تزول ابد الدهر ولا نامت اعين الجبناء من المنفذين بالداخل ومن مخابرات الخارج !!..
بلدنا الطيبة اليوم بها ثورة احترمها كل العالم وبالمقابل توجد قوي مناوئة لهذه الثورة ممثلة في اللجنة الأمنية والفلول والزعانف والنفايات ولن يهدأ الكر والفر رغم سلمية الثورة وعنف الجناح الآخر الدموي البغيض والامل كل الامل أن يسدل الستار علي الانقلابيين وتصفق سنابل القمح المنور ويصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
///////////////////////

 

آراء