كلاب الغرب وحقوق اولاد الكلب !!!

 


 

عادل الباز
8 August, 2010

 


جاء من الأنباء خبر يحمل هذا العنوان (اللاجئون في سويسرا يطمحون إلى حقوق الكلاب فيها)، ومجمل الخبر أن حقوق الكلاب محفوظة في سويسرا أكثر من حقوق اللاجئين الأجانب. وأن سيدة سويسرية أرادت بعد وفاة زوجها تبني كلب من دار الكلاب للأيتام، فطلبوا منها ضمانات بنْكية وتخصيص يوم لعيد ميلاده!!. وتفيد الأنباء أيضا أنه قد تمّ افتتاح منتجع للكلاب في دبي (بت لاند). لا أعرف ماهي المشاعر التي تنتابنا كواطنين ذوي كرامة في دول العالم الثالث عندما نسمع هذه الأبناء؟. كيف يمكن أن يحسد إنسان كلباً؟. تتمتع الكلاب بحقوق، وبمحبة خاصة من أسيادها وسادتنا لايحبوننا!!. الكلاب تتمتع بحقوق قانونية تحميها الدولة التي لايمكن لرئيس من رؤسائها إلا أن يتخذ له كلبا، وهي حقوق لم نستمتع بها يوما في حياتنا، قد يكون آخرون لم يسمعوا بها قط!!.
تتمتع الكلاب برعاية صحية لايعرفها أطفال العالم الثالث، ولو أنهم وجدوا مثلها لتناقصت أرقام الموتى بينهم والتي هي بالآلاف!!. يُصرف على تغذية الكلاب والترفيه مايقارب الملياري دولار، وهو رقم يكفي لإطعام كل أطفال أفريقيا!!. الكلاب تتمتع بحرية عالمية للتنقل و»لافي إيدها جواز سفر»!!. أطفال أفريقيا لايتنقلون بحرية إلا من بطون أمهاتهم الى قبورهم. أطفال الضفة الغربية  مثلا ممنوعون من التنقل من حارة لحارة إذ بكل ناصية كمين إسرائيلي!! هم والكلاب ليسوا سواء!!. ولكن لماذا تصبح كلابهم أكثر احتراما وتقديرا منّا؟. ليس لدي إجابة ولكن سأعطيك عدة خيارات وعليك أن تختار ما يناسبك دون أن أتحمل أنا مسئولية إجابة ما، فالدنيا هايصة.
1-لأن إنسانهم محترم أكثر منّا
2-لأنهم مترفون فأترفوا كلابهم
3-لأنهم أولاد كلب ما عندهم شغلة.
سؤال آخر يحيرني وهو كيف يتسنى للغرب أن يمنح مطلق رعايته للكلاب ويصون حقوقها في ذات الوقت الذي يهدر فيه دم ملايين من الناس ويعاملهم كجرذان يستحقون القتل.؟ السبب كما بدا لي أن كلابهم أعلى قيمة من إنساننا وهم يرتبون البشر بحسب اللون والقيمة المادية.
نحن الآن ياسادتي في العالم الثالث لانحلم بأكثر مما هو متوفر للكلاب في الغرب!!. كرامة، حقوق قانونية مصونة، تغذية، رعاية صحية، وسيد في خدمتنا!! هل منكم من يحلم بأكثر من ذلك؟. لا أظن. مشكلتنا أن سادتنا لايمحنوننا حقوقا كحقوق الكلاب!!. منتهى طموحنا أن يعاملنا الغرب بمثل معاملته الأريحية مع كلابه، وأن يعاملنا سادتنا بمثل ما تُعامل به كلاب الغرب!! هل هذا كثير علينا أن نُعامل مثل الكلاب؟!.
السياسة والمستديرة.. ثلاثة أيام لإعلان الوفاة!!
لولا أن تدركنا عناية الله سيعلن بعد ثلاث ليال عن وفاة الرياضة بالسودان وتطوى ملفاتها. ومما أحزن له أن يجرى ذلك على يدي وزير الشباب الجديد حاج ماجد الذي تفاءلت به خيرا، وياله في خذلان. مايجرى في الوسط الرياضي هو محض جنون يغيب عنه العقل تماما، لا الوزير ولاشداد ولا الذين يدفعون الوزير لارتكاب هذه الجريمة مُحقون في إدارتهم غير الحكمية لأزمة توشك أن تصيب كل محبي كرة القدم بإحباط ويأس من أي إصلاح وتطور.
  الشعارات لاتغني عن الحق شيئا، فلا علاقة لكرة القدم بالسيادة أصلا، ولا دخل لها بها. فاتحاد الفيفا ليس مجلسا للأمن ولامجلسا لحقوق الإنسان، بل منظمة أهلية طوعية تأتيها الدول والاتحادات طائعة تلزم نفسها بقوانينها. فما دخل السيادة هنا؟ ولكن هب أنه انتهاك للسيادة فليس أبشع انتهاكا من ثلاثين ألف جندي بخوذاتهم وعرباتهم يجوسون بلادنا، فماذا إذا أضاف اليهم سيد بلاتر جنديا سودانيا واحدا اسمه شداد؟. يا سيدي الوزير اسمع نصحيتي وهي نصيحة مُحب إذا لم تتراجع عن قرار الاستجابة للفيفا قد يأتيك قرار من أعلى فتستجيب مُكرها وهذا يهزئ موقفك وإذا لم يأت قرار من أعلى تكون ساهمت في تدمير كرة القدم والتنافس وستكرهك جماهير الرياضة البعيدة عن ساس يسوس، ولانفهم مادخل السيادة بالمستديرة!!. في النهاية سيتم التراجع عن القرار اليوم أو غدا، وتكون بدلا من الإسهام في تطوير الرياضة ساهمت في تدميرها وتخلد بمثل هذا الإنجاز في ذاكرة التاريخ، وهذا ما لا أتمناه لك. قال معاوية ابن أبي سفيان ما دخلت أمرا إلا عرفت كيف أخرج منه.. الآن أرينا ياسيادة الوزير حكمتك في الخروج من المأزق، واعلم أن إغلاق الأفق ليس حلا!!
\\\\\\\\\\\\\\\

 

آراء