“كلمات تاكي قيافة”

 


 

 


noradin@msn.com

كلام الناس

    *أثار كلام الناس الأحد الماضي حول كتاب الدكتور بول دينق شول"لهجة جوبا العربية" ردود فعل كثيرة أورد هنا جانباً منها مثل تعقيب الشيخ درويش الذي إنتقد بعض معلومات الكتاب عن فترة دخول اللغة العربية في جنوب السودان‘ واللغات التي تأثرت بها‘ ومثل الذكريات الطيبة التي أرجعت احمد محمد الحسن أحمد إلى أيام دراسته في جوبا‘ وإشادة مجوك دينق الذي حرص على أن يوصلها لي ب"عربي جوبا".
    *لكن إسمحوا لي باستعراض المداخلة التي جاءت من البروفسيرة فدوى عبدالرحمن علي طه أستاذة التاريخ بجامعة حفر الباطن بالمملكة العربية السعودية التي إستخلصتها من "كتابها" (أستاذ الأجيال عبد الرحمن علي طه بين التعليم والسياسة وأربجي 1900 - 1969م) الذي تحدثت عنه في كلام ناس سابق.
    * بدأت البروفسيرة مداخلتها قائلة : شكراً الأستاذ نورالدين مدني .. وأود ان أشارك بخلفية تاريخية بما ذكره عبد الرحمن علي طه عندما كان وزيراً للمعارف حول تدريس اللغة العربية في مدارس المديريات الجنوبية حيث قال : بما أن السودان قطر واحد فإن أول ما يجب تحقيقه هو أن تكون للبلاد لغة واحدة يفهمها ويتحدث بها جميع أبنائه.
    *قال أيضاً : لايمكن أن تكون هذه اللغة غير اللغة العربية‘ لذا يصبح علينا أن ندرس اللغة العربية في جميع مدارسنا‘ وبهذه المناسبة أود ان أذكر أن إنتهاج هذه السياسة لايهدف لقيام حملة نوجهها نحو اللهجات المحلية المستخدمة في جميع أنحاء البلاد‘ لأن تلك اللغات تعتبر جزءًا مكملاً لتقاليد السكان الذين يتكلمون بها.
    *تستمر البروفسيرة فدوى في  سرد إفادات وزير المعارف في ذلك الوقت وهو يقول :  إن وزارته لاتغفل رغبات السكان الذين يودون الإحتفاظ بلغاتهم المحلية‘ وعلى هذا فإن الوزارة ستواصل تعليمها للبنين والبات في سني الدراسة في المناطق التي بها لغة محلية تكتب وتقرأ.. إن إدخال اللغة العربية لن يمحو اللغات المحلية.
    * يواصل عبدالرحمن علي طه قائلاً : حين نريد تعليم أبناء جنوب السودان اللغة العربية إنما نريد لهم أن يسهموا مساهمة كاملة في جميع مرافق البلاد‘ لأن إلمامهم باللغة العربية يجعلهم أقدر على ملء الوظائف العامة ويهئ لهم فرص أوسع من الوظائف التي يجدونها الان‘ ويشجعهم على الإنتقال إلى كل أرجاء البلاد الفسيحة.
    *إسمحوا لي كي أشكر البروفسيرة فدوى على هذه الإضاءات المهمة التي بينت أن تعليم اللغة العربية في جنوب السودان كان ضمن سياسة عامة في كل أنحاء السودان في ذلك الوقت ولا علاقة لها بفرض لغة تطغى على اللغات واللهجات المحلية.
    * كما أرجو من مجوك دينق أن أستعير  إشادته لي ب" عربي جوبا" لأوجهها للبروفسيرة فدوى عبدالرحمن عي طه سفيرتنا الأكاديمية بالمملكة العربية السعودية‘ وعبرها أوجهها لطيب الذكر وزير المعارف عبد الرحمن علي طه : " كلمات تاكي قيافة".

 

آراء