كلمة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي أمام مفوضية الانتخابات لدى تقدمه بالترشح لرئاسة الجمهورية
26 January, 2010
بسم الله الرحمن الرحيم
26 يناير 2010م
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصبحه ومن والاه
أخي الحبيب أبيل ألير رئيس مفوضية الانتخابات، إخواني وأختي أعضاء هذه المفوضية التي يعلق عليها السودان وأهله آمالا عراض لان فيها وفي إدارتها النزيهة للانتخابات أمل كبير لحل عقدة السلطة في السودان بالاحتكام للشعب. نحن يا أخي الرئيس قد شهدنا ظروفا كثيرة والنظام القائم الآن أزالنا من السلطة بوسائله وهو نفسه اقتنع بضرورة الاحتكام للشعب والحسنات يذهبن السيئات ولذلك نحن نطالب الآن بصورة قوية ومتينة بدفع استحقاقات الاحتكام للشعب هذه الاستحقاقات بها معاني كثيرة أنتم تعلمونها وأنت وزملائك بخلفيتهم الحقانية والإدارية والأكاديمية تستطيعون أن تلعبوا دور الحكم العدل.
أول: ما نرجو أن يحدث بين كل المتنافسين هو قيام ميثاق شرف انتخابي يلزم الجميع بحسن السير والسلوك وبضوابط معينة شملناها في هذا المقترح الذي نرجو أن تتبناه المفوضية ويتبناه مجلس الأحزاب لكي ينظم التنافس.
ثانيا: لا بد في هذه المرحلة التفرقة ما بين الرئيس والمرشح وما بين المؤتمر الوطني والحزب المنافس، والدولة. لا بد أن تكون فواصل واضحة لأن التنافس يقتضي الندية، فلا بد أن تكون هناك ندية بين الأحزاب وندية المرشحين وإلا طعن في العدالة ونحن نرجو أن تكونوا انتم ومجلس الأحزاب وكافة القوى المعنية قادرين على فرض تفرقة بين المرشح ورأس الدولة وبين الحزب وأجهزة الدولة. هذه مسألة ضرورية للغاية ومن دلائل الالتزام بهذا ضرورة تقسيم كل الفرص في أجهزة الإعلام الرسمية والقومية بين المتنافسين بصورة عادلة هذه مسالة ضرورة أيضا وإلا طعن في العدالة لا بد من مراعاة هذا المعنى.
ثالثا: لا بد كذلك من مراجعة الفرص للملصقات بحيث توزع في الزوايا المختلفة على أساس عادل وإلا طعن في الندية والعدالة وأنتم مع مجلس الأحزاب أن تشرفوا على هذا الأمر إشراف أولا على ضرورة إتاحة الفرص العادلة للمتنافسين في أجهزة الإعلام الرسمية وهذه الأجهزة تخص الدولة السودانية وكذلك ضرورة مراعاة الملصقات والفرص في هذا المجال.
رابعا: كذلك يا أخي الرئيس نحن نخوض هذه الانتخابات وكلنا نرى أن قوانين الشمولية يجب أن تلغى أو تعطل ولكن حتى إذا لم يحدث ذلك فلا بد من ممارسة كل ما يجب أن يمارس بصورة فيها ضوابط قضائية.
خامسا: قال لنا الرئيس السابق لجنوب إفريقيا ثابمو أمبيكي أنه عندما أثار مع السلطات السودانية ضرورة إلغاء قانون الأمن أو تجميده الذي يتيح الاعتقال بدون ضوابط والذي يؤدي لحصانة للقائمين بالعمل قالوا إن السلطات قالت لهم هناك مخاطر إرهابية ولا بد من التصدي لها، نحن نرجو أن تمارس هذه الأشياء بضوابط قضائية حتى نطمئن إلى أن المسائل السياسية والحزازات والأحقاد السياسية لا تجد المجال إلى تقييد حق المتنافسين هذه ضرورية جدا ضرورة ضبط المسالة الخاصة بموضوع الأمن.
سادسا: نحن نعتقد ان هناك ميزات تحققت للحزب الحاكم، مالية، ونحن نتطلع لان تكون الدولة قادرة على تمويل الأحزاب السياسية المتنافسة بأساس عادل هذا ما يحدث في كل العالم الديمقراطي ويجب أن يحدث في السودان. لا سيما والإخوة في السلطة يعلمون أنهم تسلطوا علينا تسلطا كاملا من المصادرات ومن المعاكسات كما ساعدوا أنفسهم وذويهم، هذه مسألة يترك أمرها لحساب الشعب. ولكن الذي يمكن أن يحدث الآن هو اعتراف بأن نتائج ذلك الأمر تفرض للعدالة أن تمول القوى السياسية المتنافسة بصورة ما من الدولة لأن الحزب الحاكم قد استغل امتيازاتها عشرين عاما ليثري نفسه ويفقر منافسيه هذه مسألة مهمة تدخل أيضا في العدالة
أيضا يا أخي الرئيس هناك دارفور وواضح تماما أن الظروف في دارفور شاذة.
أولا هناك عدد كبير جدا من النازحين واللاجئين هؤلاء مشردون كيف يمارسون حقوقهم؟.
ثانيا: هناك قانون الطوارئ وللأسف الشديد هناك من هو مقدم للترشيح في المناصب المختلفة وعنده سلطات الطوارئ هذه المسألة يمكن أن تستغل. ولذلك لا بد من ضبط هذه المسألة بحيث أن المرشحين لمناصب متنافس عليها يجب أن يحل محلهم إجراء أو آلية قومية أو تكنوقراطية، المهم لا يمكن أن تكون هناك منافسة عادلة بين متنافسين منهم من عندهم سلطات الطوارئ ومن هو مجرد عن سلطات الطوارئ. هذه مسالة مهمة إذا كنا نريد أن يكون الأمر في دارفور أمرا أقرب للعدالة خصوصا إن هذا الموضوع مهم جدا لأن كثيرين من إخوتنا وأخواتنا حملة السلاح لا يعترفون بهذه الانتخابات في دارفور ولا بد أن نحقق درجة من العدالة وإلا كان رأيهم هو الأصوب.
اخيرا يا أخي الرئيس نحن نعتقد ضرورة إتاحة حرية الحركة للمتنافسين وأعتقد نحن جميعا -المتنافسين- يجب أن نقف أمامكم وأمام مجلس الأحزاب بحسن السير والأخلاق وتجنب شخصنة الأمور آملين أن تصبح هذه الانتخابات وسيلة لحل مشاكل السودان والاحتكام للشعب لا أن تصير هي نفسها مشكلة وعقبة في سبيل تنمية السودان السياسية.
نسال الله أن يوفقكم توفيقا كبيرا ونحن معكم في كل هذه الأمور نرجو أن نأخذ بيد بلادنا لخلق وتكوين السودان العريض الذي يسع التنوع الديني والتنوع الإثني والتنوع الجهوي والتنوع الاجتماعي يسع كل هذه التنوعات ويحيل هذه التعددية إلى قوة مشتركة لا إلى تنافر.
وفقكم الله والسلام عليكم