كلمة الميدان والمغالطات التاريخية
زين العابدين صالح عبد الرحمن
13 March, 2022
13 March, 2022
كان الأمل بعد سقوط الإنقاذ، أن يعتمد العمل على الأحزاب التاريخية ( الأمة – الاتحادي – الشيوعي) باعتبار أنها قد تكون قد استفادت من تجارب التاريخ منذ الاستقلال و النظم التي مرت على الحكم، و تبدأ في فتح حوار سياسي يطال كل القضايا كبداية لبناء الثقة في الساحة السياسية و تضع قضية ( التحول الديمقراطي) هو الهدف الأول في جدول أعمالها، و تكون قد تأكدت أن المناكفات السياسية بينها، و محاولة جلد الأخرين، و استقلال النفوذ و إطلاق شعارات بهدف فزاعات كلها أدوات تعيق عملية التحول الديمقراطي، خاصة أن 70% من الشعب شباب دون الاربعين لم يمارس الديمقراطية. يحتاج إلي توعية تركز بأحترام الرأي الأخر، و بناء الثقة بين المكونات السياسية مهما كانت المرارات بهدف الوصول لعملية التحول الديمقراطي دون أن تكون هناك عوائقا، و حترام الأحزاب باعتبارها مؤسسات تشكل القاعدة الأساسية للديمقراطية، و أحترام الأحزاب لا يعني عدم نقدها و الاختلاف معها في حدود مقتضيات الديمقراطية. لكن للأسف لم تفعل ذلك القوى التقليدية من ضمنهم الشيوعي، بل ذهبت مباشرة للصراع حول كيف تتم السيطرة على السلطة، و التعامل معها من خلال مصالح حزبية ضيقة تضيع فيها معالم التوجه نحو عملية التحول الديمقراطي. في اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأخير طالبت الكل من خلال أدواتهم المختلفة للتصدي للقوى التي تقف ضد تحقيق مطالب ثورة ديسمبر، و أحتراما للمطلب أقدم أول مقال حتى جميعا نرعوي لصوت العقل على أن يكون الوطن أولا و الديمقراطية هي الحقيقة التي يجب أن تكون.
في كلمة جريدة الأيام يوم 10/ 2/ 2022م جاء في إفتتاحية الكلمة فقرة ترجع للتاريخ تبين دور الحزب الشيوعي في ثورة أكتوبر. الكلمة تحاول أن تغيب الحقيقة عن الأجيال الجديدة، تقول الكلمة في افتتاحيتها " أثناء مقاومة شعبنا الأول ديكتاتورية عسكرية في أعوام 1958 – 1964م، طرح حزبنا على الأحزاب المعارضة وثيقة الاضراب السياسي و العصيان المدني كأدوات لإسقاط نظام عبود. رفضت أحزاب الأمة و الاتحادي و جماعة الأخوان طرح الحزب الشيوعي من ثم توجه الحزب إلي الجماهير. و بدأ في عملية تعبئة و تنظيم القوى الجماهيرية في عمال و زراع و مهنيين و طلاب و نساء." هذه البداية يريد الحزب الشيوعي أن يقول؛ هو الذي صنع أكتوبر و هذه فرية. دعوة الحزب للعصيان كانت تغالط موقفه من نظام عبود، حيث شارك الحزب الشيوعي في البرلمان الذي كان قد كونه نظام عبود العسكري الديكتاتوري ( المجلس المركزي) و جاءت مشاركة الشيوعي بعد زيارة رئيس الاتحاد السوفيتي برجنيف للسودان في نوفمير 1961م، و التي استغرقت عشرة أيام كاملة، بعدها كون البرلمان العبودي و شارك الحزب الشيوعي فيه. المسألة الثانية ثورة أكتوبر بعد بداية الثورة في 20 أكتوبر أصدر الحزب الشيوعي بيانا يقول فيه " أن عوامل الثورة لم تنضج بعد " و عندما اشتد الصراع و كانت جماهير الاتحادي و الأمة و الأخوانفي الشارع بكثافة، و أصبح التحدي للإسقاط، غير الحزب رأيه لكي يحصل الثورة. و فكرة المتاريس التي جاء بها فاروق أبوعيسي ذكاء من الرجل لكي يمحي معالم ذلك البيان الكارثي. حيث أدعا الرجل أن هناك تحرك من القوات المسلحة لإجهاض الثورة، و لابد من صناعة متاريس، رغم أن قيادات الجيش هي التي كانت قد ضغطت على عبود تسليم السلطة للقوى السياسية. و لقيادات الأحزاب ( التقليدية الأخرى) و بعد سقوط نظام عبود لم تحاسب الأحزاب التقليدية الحزب الشيوعي على مواقفه، و تطلق عليه المسميات التي يطلق على الأخرين، بل تعاملت معه باعتباره أحد المكونات السياسية و الضرورية للعمل السياسي، بهدف نجاح عملية التحول الديمقراطي، و دلالة على ذلك: إنها سمحت بتكوين الحكومة من جبهة الهيئات، و هي تعلم أن الحزب الشيوعي يعمل وسط الجماهيري من خلال وجهات متعددة. و لكن عندما حاول أن يسير في اتجاه حزبي دون الآخرين، و عندما رأت أن العملية تنحرف عن مسار الديمقراطي حلت حكومة سرالختم الخليفة الأولى. المكونة من جبهة الهيئات.
أما علاقة الحزب الشيوعي بالقوات المسلحة و أختراقها، و جرها للعمل السياسي، ليس فرية تقول بها القوى السياسية، بل هي حقيقة تاريخية مثبته في انقلابين 1969 – 1971م، و مارس الحزب الشيوعي أيضا القتل ضد الجماهير في ود نباوي و الجزيرة أبا قبل أن يختلف مع العسكر، و ما فعله محجوب عثمان عندما كان وزير للاعلام عندما توفي الزعيم اسماعيل الأزهري رائد الحركة الوطنية و قائد مسيرة الأمة للاستقلال، و رئيس مجلس السيادة، عندما أذاع " مات اليوم أسماعيل الأزهري المدرس بالتربية و التعليم " و رغم ذلك؛ تغاضى الناس عن ذلك حبا للوصول للمسار الديمقراطي، الذي كان يعيقه الحزب الشيوعي من خلال توجيه واجهاته بكثرة الإضرابات التي تشل قدرة الحكومات الديمقراطية في انجاز مهامها. و انقلاب 19 يوليو 1971م الذي لم يستمر ثلاثة أيام اسقطته الجماهير قبل العسكر، و السبب الأول الخطاب الذي تلاه الشفيع أحمد الشيخ يوم 20 يوليو في اجتماع اللجنة المركزية لاتحاد نقابات عمال السودان الذي توعد فيه القيادات النقابية غير الشيوعية بالتطهير و المطاردة، هؤلاء هم الذين كانوا سببا في نهاية الانقلاب. و للتعرف لموقف الحزب المبدئي عن العمل النقابي، أرجع إلى التعديلات التي حدثت لأول مرة سياسيا في قانون العمل النقابي و الذي أحدثها فاروق أبوعيسى عندما كان وزيرا للعمل في عام 1970م لكي نعرف من القوى السياسية التي ربطت العمل النقابي بالسلطة التنفيذية و تكون تحت سيطرتها و خاضعة لها. أليس هذا هو صراع الأيديولوجية و تريدون رميها على ألأحزاب التقليدية.
كان المتوقع أن القيادات الاستالينة التي تقبض على مفاصل الحزب الشيوعي، أن تتواضع و تستفيد من أخطائها التاريخية منذ رفضها للحكم الذاتي عام 1954م، ثم جاءت و أعتذرت عن موقفها ذلك، الآن تريد أن تجعل من الثورية التحكم على الأخرين، و هي ثورية مبهمة ليس له علاقة بقضية التحول الديمقراطي، و يجب على الأجيال الجديدة قراءة تاريخ بلدهم المعاصر المعرفة من الذين كانت لهم مساهمات كبيرة في ضياع الديمقراطية، و جاءت تجربة 11 إبريل 2019م و كان المتوقع أن تصبح تجارب التاريخ نبراسا للكل، لكن للأسف الكل أخطا، و يجب على الجميع الجلوس و تقيم التجربة بموضوعية، بعيدا عن عملية غسل اليدين للذين كانوا جزءا من آكلة الوليمة. و ترجع القوى السياسية للعقل لكي يكون صوت الوطن هو الأعلى، لكن للأسف أن الزملاء لا يريدون ذلك، و يعتقدون أنهم هم ورثة الإنقاذ بشعارات الهدف هم أكثر الناس بعدا عنها حتى داخل تنظيمهم.
تقول كلمة الميدان في الفقرة الثانية، تريد منها براءة الذمة، تقول " و بدأت واضحا منذ تلك التجربة ان التحالف الفوقي دون بناء قاعدة جماهيرية لن يستقيم و هكذا أثبتت تجربة النضال ضد الديكتاتورية جماعة ألإخوان . فتحالف قحت الذي تصدى لقيادة الحراك الجماهيري انحرف عن مسار الثورة تحت ضغط المجتمع الدولي و الإقليمي و قبل مشاركة اللجنة الأمنية و بقية القصة معروفة." اليس الحزب الشيوعي كان جزءا من قيادة قحت، و شارك في جميع اجتماعات قحت مع المجلس العسكري قبل و بعد مجزرة اعتصام القيادة، أليس الحزب الشيوعي و واجهاته جميعا هم كانوا جزءا من اختيار الحكومة. و إذا كانت الأحزاب اختارت استبدال الولاء بولاء أخر، خاصة في الخدمة المدنية، أيضا الحزب الشيوعي كان جزءا من هذه العملية، رغم أن الحزب الشيوعي كان قد أصدر بيانا أدان فيه تسيس الخدمة المدنية، لكن الحزب الشيوعي دون الأحزاب الأخرى، يعمل من خلال الوجهات المختلفة، و يمارس ما يدينه من خلال واجهاته، كأن هؤلاء الساسيين اغبياء. أن الصراع على السلطة هو الذي جعل الفشل في الثلاث سنوات الماضية، و يجب الآن وقفة للتقيم و تحكيم العقل أن يكون الحوار بين الجميع هو الدخل للحل. أليس لينين القائل نقف في منابر الرجعية لكي نسمعهم صوتنا. أي خيار غير الحوار الوطني الذي يؤدي للتوافق هو الحرث في البحر.
كما قال فوكلر و ولد لبان "انزلاق السودان نحو مصير مجهول حال لم تتمكن الأطراف من التوصل لحل ينهي الأزمة السياسية المتطاولة في أسرع وقت." يجب علي أبناء السودان مغادرة دائرة المصالح الحزبية، و جعل الوطن هو الهم الأول، و عليه تحكيم صوت العقل، كل التجارب السابقة سعت فيها القوى السياسية أن تنفرد بالسلطة دون الأخرين، و قد فشلت تماما في ذلك، و على الذين يراهنون على السير في ذات الاتجاه تعديل المسار. الديمقراطية لا يمكن أن تنجح في أي مجتمع بجزء من القوى السياسية ؛ الديمقراطية تحتاج لأكبر قطاع من الشعب يلتف حولها. و أعملوا من أجل تشييد صروح الديمقراطية و الاستقرار الاجتماعي و الاقتصادي، و من خلال مواعين الديمقراطية تعاركوا وفقا لقوانين اللعبة الديمقراطية. نسال الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
//////////////////////////
في كلمة جريدة الأيام يوم 10/ 2/ 2022م جاء في إفتتاحية الكلمة فقرة ترجع للتاريخ تبين دور الحزب الشيوعي في ثورة أكتوبر. الكلمة تحاول أن تغيب الحقيقة عن الأجيال الجديدة، تقول الكلمة في افتتاحيتها " أثناء مقاومة شعبنا الأول ديكتاتورية عسكرية في أعوام 1958 – 1964م، طرح حزبنا على الأحزاب المعارضة وثيقة الاضراب السياسي و العصيان المدني كأدوات لإسقاط نظام عبود. رفضت أحزاب الأمة و الاتحادي و جماعة الأخوان طرح الحزب الشيوعي من ثم توجه الحزب إلي الجماهير. و بدأ في عملية تعبئة و تنظيم القوى الجماهيرية في عمال و زراع و مهنيين و طلاب و نساء." هذه البداية يريد الحزب الشيوعي أن يقول؛ هو الذي صنع أكتوبر و هذه فرية. دعوة الحزب للعصيان كانت تغالط موقفه من نظام عبود، حيث شارك الحزب الشيوعي في البرلمان الذي كان قد كونه نظام عبود العسكري الديكتاتوري ( المجلس المركزي) و جاءت مشاركة الشيوعي بعد زيارة رئيس الاتحاد السوفيتي برجنيف للسودان في نوفمير 1961م، و التي استغرقت عشرة أيام كاملة، بعدها كون البرلمان العبودي و شارك الحزب الشيوعي فيه. المسألة الثانية ثورة أكتوبر بعد بداية الثورة في 20 أكتوبر أصدر الحزب الشيوعي بيانا يقول فيه " أن عوامل الثورة لم تنضج بعد " و عندما اشتد الصراع و كانت جماهير الاتحادي و الأمة و الأخوانفي الشارع بكثافة، و أصبح التحدي للإسقاط، غير الحزب رأيه لكي يحصل الثورة. و فكرة المتاريس التي جاء بها فاروق أبوعيسي ذكاء من الرجل لكي يمحي معالم ذلك البيان الكارثي. حيث أدعا الرجل أن هناك تحرك من القوات المسلحة لإجهاض الثورة، و لابد من صناعة متاريس، رغم أن قيادات الجيش هي التي كانت قد ضغطت على عبود تسليم السلطة للقوى السياسية. و لقيادات الأحزاب ( التقليدية الأخرى) و بعد سقوط نظام عبود لم تحاسب الأحزاب التقليدية الحزب الشيوعي على مواقفه، و تطلق عليه المسميات التي يطلق على الأخرين، بل تعاملت معه باعتباره أحد المكونات السياسية و الضرورية للعمل السياسي، بهدف نجاح عملية التحول الديمقراطي، و دلالة على ذلك: إنها سمحت بتكوين الحكومة من جبهة الهيئات، و هي تعلم أن الحزب الشيوعي يعمل وسط الجماهيري من خلال وجهات متعددة. و لكن عندما حاول أن يسير في اتجاه حزبي دون الآخرين، و عندما رأت أن العملية تنحرف عن مسار الديمقراطي حلت حكومة سرالختم الخليفة الأولى. المكونة من جبهة الهيئات.
أما علاقة الحزب الشيوعي بالقوات المسلحة و أختراقها، و جرها للعمل السياسي، ليس فرية تقول بها القوى السياسية، بل هي حقيقة تاريخية مثبته في انقلابين 1969 – 1971م، و مارس الحزب الشيوعي أيضا القتل ضد الجماهير في ود نباوي و الجزيرة أبا قبل أن يختلف مع العسكر، و ما فعله محجوب عثمان عندما كان وزير للاعلام عندما توفي الزعيم اسماعيل الأزهري رائد الحركة الوطنية و قائد مسيرة الأمة للاستقلال، و رئيس مجلس السيادة، عندما أذاع " مات اليوم أسماعيل الأزهري المدرس بالتربية و التعليم " و رغم ذلك؛ تغاضى الناس عن ذلك حبا للوصول للمسار الديمقراطي، الذي كان يعيقه الحزب الشيوعي من خلال توجيه واجهاته بكثرة الإضرابات التي تشل قدرة الحكومات الديمقراطية في انجاز مهامها. و انقلاب 19 يوليو 1971م الذي لم يستمر ثلاثة أيام اسقطته الجماهير قبل العسكر، و السبب الأول الخطاب الذي تلاه الشفيع أحمد الشيخ يوم 20 يوليو في اجتماع اللجنة المركزية لاتحاد نقابات عمال السودان الذي توعد فيه القيادات النقابية غير الشيوعية بالتطهير و المطاردة، هؤلاء هم الذين كانوا سببا في نهاية الانقلاب. و للتعرف لموقف الحزب المبدئي عن العمل النقابي، أرجع إلى التعديلات التي حدثت لأول مرة سياسيا في قانون العمل النقابي و الذي أحدثها فاروق أبوعيسى عندما كان وزيرا للعمل في عام 1970م لكي نعرف من القوى السياسية التي ربطت العمل النقابي بالسلطة التنفيذية و تكون تحت سيطرتها و خاضعة لها. أليس هذا هو صراع الأيديولوجية و تريدون رميها على ألأحزاب التقليدية.
كان المتوقع أن القيادات الاستالينة التي تقبض على مفاصل الحزب الشيوعي، أن تتواضع و تستفيد من أخطائها التاريخية منذ رفضها للحكم الذاتي عام 1954م، ثم جاءت و أعتذرت عن موقفها ذلك، الآن تريد أن تجعل من الثورية التحكم على الأخرين، و هي ثورية مبهمة ليس له علاقة بقضية التحول الديمقراطي، و يجب على الأجيال الجديدة قراءة تاريخ بلدهم المعاصر المعرفة من الذين كانت لهم مساهمات كبيرة في ضياع الديمقراطية، و جاءت تجربة 11 إبريل 2019م و كان المتوقع أن تصبح تجارب التاريخ نبراسا للكل، لكن للأسف الكل أخطا، و يجب على الجميع الجلوس و تقيم التجربة بموضوعية، بعيدا عن عملية غسل اليدين للذين كانوا جزءا من آكلة الوليمة. و ترجع القوى السياسية للعقل لكي يكون صوت الوطن هو الأعلى، لكن للأسف أن الزملاء لا يريدون ذلك، و يعتقدون أنهم هم ورثة الإنقاذ بشعارات الهدف هم أكثر الناس بعدا عنها حتى داخل تنظيمهم.
تقول كلمة الميدان في الفقرة الثانية، تريد منها براءة الذمة، تقول " و بدأت واضحا منذ تلك التجربة ان التحالف الفوقي دون بناء قاعدة جماهيرية لن يستقيم و هكذا أثبتت تجربة النضال ضد الديكتاتورية جماعة ألإخوان . فتحالف قحت الذي تصدى لقيادة الحراك الجماهيري انحرف عن مسار الثورة تحت ضغط المجتمع الدولي و الإقليمي و قبل مشاركة اللجنة الأمنية و بقية القصة معروفة." اليس الحزب الشيوعي كان جزءا من قيادة قحت، و شارك في جميع اجتماعات قحت مع المجلس العسكري قبل و بعد مجزرة اعتصام القيادة، أليس الحزب الشيوعي و واجهاته جميعا هم كانوا جزءا من اختيار الحكومة. و إذا كانت الأحزاب اختارت استبدال الولاء بولاء أخر، خاصة في الخدمة المدنية، أيضا الحزب الشيوعي كان جزءا من هذه العملية، رغم أن الحزب الشيوعي كان قد أصدر بيانا أدان فيه تسيس الخدمة المدنية، لكن الحزب الشيوعي دون الأحزاب الأخرى، يعمل من خلال الوجهات المختلفة، و يمارس ما يدينه من خلال واجهاته، كأن هؤلاء الساسيين اغبياء. أن الصراع على السلطة هو الذي جعل الفشل في الثلاث سنوات الماضية، و يجب الآن وقفة للتقيم و تحكيم العقل أن يكون الحوار بين الجميع هو الدخل للحل. أليس لينين القائل نقف في منابر الرجعية لكي نسمعهم صوتنا. أي خيار غير الحوار الوطني الذي يؤدي للتوافق هو الحرث في البحر.
كما قال فوكلر و ولد لبان "انزلاق السودان نحو مصير مجهول حال لم تتمكن الأطراف من التوصل لحل ينهي الأزمة السياسية المتطاولة في أسرع وقت." يجب علي أبناء السودان مغادرة دائرة المصالح الحزبية، و جعل الوطن هو الهم الأول، و عليه تحكيم صوت العقل، كل التجارب السابقة سعت فيها القوى السياسية أن تنفرد بالسلطة دون الأخرين، و قد فشلت تماما في ذلك، و على الذين يراهنون على السير في ذات الاتجاه تعديل المسار. الديمقراطية لا يمكن أن تنجح في أي مجتمع بجزء من القوى السياسية ؛ الديمقراطية تحتاج لأكبر قطاع من الشعب يلتف حولها. و أعملوا من أجل تشييد صروح الديمقراطية و الاستقرار الاجتماعي و الاقتصادي، و من خلال مواعين الديمقراطية تعاركوا وفقا لقوانين اللعبة الديمقراطية. نسال الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
//////////////////////////