كل رمضان وأنتم بخير … بقلم: عادل الباز

 


 

عادل الباز
11 August, 2010

 

يا تُرى كيف سيكون حال السودان عندما يحول الحول ويطل رمضان 2011م؟. لا أحد يستطيع الإجابة على هذا السؤال. هل سنصوم العام 2011م ونفطر على أغاني الوحدة أم نصوم ونفطر على بصلة الانفصال؟ اللهم أعد علينا مثل هذا اليوم من رمضان العام القادم وسوداننا بخير ووحدة ورفاه.   
بالأمس حبس العالم العربي أنفاسه وهو يتابع حسن نصر الله  يعرض أدلته التي أسس عليها اتهامه لإسرائيل بارتكاب جريمة اغتيال السيد رفيق الحريري. أدهش السيد نصر الله العالم وهو يستعرض أفلاماً التقطتها كاميرات التجسس الإسرائيلية من الجو وهي تتابع حركة رئيس الوزارء اللبناني وخط سيره.
مجموعة من الأسئلة ثارت في أذهان الكثيرين. كيف حصل حزب الله على هذه التسجيلات؟ هل يملك حزب الله أجهزة متطورة أكثر من إسرائيل؟ هل لحزب الله علاقات دولية مع أجهزة أمنية متطورة سلمته هذه الصور للطائرات الإسرائيلية؟.
في كل يوم يثبت حزب الله أنه حزب جدير بالاحترام. قاتل حزب الله إسرائيل بصدق وتجسس عليها بمهنية عالية واستطاع استرداد أغلب الأراضي اللبنانية المحتلة، وفاوض على أسراه وأسرى الفلسطينيين فأطلق سراحهم مقابل رفاة جنديين إسرائليين!!. الآن حين بدأت التسريبات تدبج لاتهام حزب الله باغتيال رفيق الحريري أخرجت أرض حزب الله أثقالها صوراً ومعلومات لتضع إسرائيل ضمن دائرة الاتهامات. يا له من حزب ذكي لا يُقارن بحكومات العالم العربي الغبية التي لا تعرف كيف تدافع عن أراضيها ولا كيف تهاجم عدواً ولا تتمتع حتى بفضيلة الصمت!!
الاستفتاء بداخل نفق الانتخابات!!
في القاهرة أكد دكتور نافع ان الاستفتاء لن يقوم بغير حسم ترسيم الحدود. وفي الخرطوم احتدم الجدل حول إمكانية تأجيل الاستفتاء لأسباب شتى. هكذا بدا جدل الاستفتاء يتصاعد يوماً بعد يوم وهو ذات السيناريو الذي شهدناه إبان الانتخابات. ولكن دعك من هذا الجدل الذي سيتطاول واعطني عقلك، لترى معي كيف أن قيام الاستفتاء ينتظر الاتفاق على عشرة بنود تحتاج لنيفاشا أخرى وبفترة زمنية أطول.
منصب الأمين العام في مفوضية الاستفتاء ينتظر التعيين. الموضية نفسها تنتظر التمويل اللازم حتى تبدأ أعمالها، والحدود لم ترسم بشكل كامل ونهائي، وهذه عقدة العقد. موضوع أبيي لا زال معلقاً فالموضية لم تعيّن حتى الآن والحدود التي أقرتها محكمة لاهاي أصبحت في مهب الريح بعد تصريحات صلاح قوش الأخيرة. الجنسية وحقوق المواطنة لم تتفق اللجان التي تقوم وتقعد يوماً عليها. قضية ديون السودان لازالت موضع جدل، وموضوع العملة وقضية المناطق الثلاث والآلاف من جنود الجيش الشعبي في جبال النوبة، واسم الدولة الجديدة. الجنوبيون غير موحدين تجاه الانفصال بشكل نهائي؛ حيث بدأت الأصوات تتعالى حول ضرورة إعادة النظر في الانفصال.
كل هذه قضايا ليس لها حلول متوفرة بين يدي الشريكين وليس هناك زمن متبقٍ فالمتاح أقل من خمسة أشهر.. لولا أن تدركنا عناية الله فنحن أمام خيارين, الأول هو تأجيل الاستفتاء وهذا الخيار حتى يكتمل التفاوض وصعب تحديد سقف زمني لذلك. وهذا الخيار بمثابة وصفة حرب إذ أن الجنوبيين لن يقبلوا بتأجيل الاستفتاء ولو يوماً أو كما قالوا. أما الخيار الثاني هو إجراء الاستفتاء في موعده أيضاً دون التوصل لاتفاق بين الشريكين، وهو طريق ذو اتجاه يؤدي إلى الحرب عاجلاً أم آجلا!!. المشكلة أن الورطة التي تواجه البلاد لا يدرك عمق هوتها إلا قليل من الناس وحتى النخب السياسية لا زالت في ضلالها القديم وصراعاتها المقيتة، وليس لديها وعي كافٍ بالمخاطر الذي تواجه البلاد. والغريب أن العالم كله وعبر مراكز دراساته ومنتدياته لا شُغل له غير المخاطر التي تتهدد السودان فلا يكاد يمر يوم حتى تصدر دراسة أو تُعقد ندوة حول موضوع السودان. نحن غافلون تماماً عما يجري من حولنا وداخل بلادنا وويل لأمة غافلة عن المخاطر التي تتهدد وجودها.
 

 

آراء